الخميس، سبتمبر 29، 2005

رمضان .. سر النجاح فى الحياة

أتفهم أن الفاشلون كثيرين ، والناجحون قليلين
وكل ناجح كان يتمنى أن ينجح فيما لم ينجح فيه

ومع استمرار تقليبى فى أسباب الفشل التى تمنع انطلاق الطاقات وتؤدى إلى الجرائم والكوارث والانهيارات ، وموت البشر ، وتلوث البيئة ، وكل هذا .. مع استمرار التقليب فى اسباب الفشل ، أزعم أنى توصلت إلى صلب المشكلة واصلها العميق .

إنها النفس ..

كل فاشل فى هذه الحياة ، استسلم لما تمليه عليه نفسه من المتعة ، فارتاح إلى الكسل والاتكالية ، وحب الراحة والنوم ، وعشق الفراش الوثير والعيشة الهانئة .... أو استغل طاقة نفسه فى إشباع شهواتها كممارسة الجنس وشرب الخمر والتدخين والمخدرات .

وكل هذه الكوارث التى تؤدى بدورها إلى كوارث أخرى ، وتفتح أبواب الجرائم كالسرقة والقتل والاغتصاب والبلطجة ... إلخ .

والتغلب والسيطرة على شهوات النفس أمر صعب لاشك ، لايمكن الوصول له إلا إذا كان هناك هدف أكبر يملأ على الإنسان تفكيره يجعله يصبر على المشقة التى تعانيها النفس فى التخلى عن متعتها فى سبيل هذا الهدف ، وسواء كان هذا الهدف دنيويا أو اخرويا .. فكما قال الشاعر
إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت فى مرادها الأجسام

***

واقوى شهوات النفس التى تعانى فى التغلب عليها هى الشهوة أو المتعة التى استجابت لها قبلا ، حتى صارت عادة ، فاكتسبت إلى جانب قوة الشهوة قوة العادة .. وإذا كانت إحدى القوتين فقط منيعة الانهيار ، فانضمام القوتين إلى بعضهما شئ آخر تماما .

أعرف كثيرين جدا جدا ، لايطيقون التخلى عن عادة الاستمناء ، ورغم محاولاتهم المتكررة يظل الفشل هو النتيجة النهائية ، كذلك من اعتدوا على التدخين أو المخدرات ، كذلك من اعتادوا على ممارسة الجنس ، كذلك من اعتاد على السرقة .... كل هذه الحالات ، أصبحت فيها المشكلة متفاقمة ، فقد اكتسبت إلى جانب قوة الشهوة ، قوة العادة .

فكرت كثيرا ... هل أصبح هذا هو مصير هؤلاء ؟؟ .. أليس من وسيلة لإنقاذ هؤلاء الذين اعتادوا ؟؟
وكان هذا السؤال منبع حيرتى ، حتى كان رمضان منذ أربعة أعوام .

العجيب أن رمضان حين يأتى تنقلب حياة الناس تماما ، وتسرى بينهم روح جديدة ، يختفون عند الغروب كأن الرض ابتعلتهم ، ينفجرون فى الشوارع لدى صلاة الفجر كأن السماء تسقطهم ، تكثر فى ايديهم المصاحف والمسابح ، تتغير كثيرا من اخلاقهم .. سبحان الله !!

أكثر ما أذهلنى وادهشنى ولفت نظرى ، أن رمضان استطاع أن يحطم أقوى عادة فى حياة الإنسان ، وهى عادة الأكل والشرب .

تكاد لاتوجد فى حياة أى إنسان عادة أقوى من الطعام والشراب ، إنها عادة قوية متأصلة لدرجة أنه يمارسها فى اليوم الواحد ثلاث مرات ، بشكل متكرر ثابت ، لايتغير على طول العام .

فإذا اتى رمضان .. استطاع الناس أن يتغلبوا على أقوى عادة فى حياتهم ، وتنقلب حياتهم ، ليتوقفوا عن الطعام والشراب طول النهار ، ويبدأون فيها لدى المغرب ، ثم يستيقظون فى جوف الليل ليأكلوا .

والاستيقاظ فى جوف الليل هذا ، هو عنصر عجيب آخر .

فالنوم بالليل ، ليس فقط من شهوات النفس ، بل من غرائزها ، بل من ضرورياتها .. وممارسة النوم عادة لا تقل فى الرسوخ لدى الإنسان عن الطعام والشراب لكن ...

أيضا .. استطاع رمضان تحطيمها ، وفعلها الناس بالفعل .

ويمكث الناس على هذا الحال الذى يقلب كل أوضاعهم شهرا كاملا .. ثلاثين يوما .. يكادون لدى اليوم الثلاثين أن يكونوا قد اعتادوا النظام الجديد ، واصبح نظام العام كله ، كأنه ذكريات لا تأثير ولا اثر لها .

****

أليس هذا عجيبا ، بل ومذهلا ؟؟؟

استطاع الإنسان أن يتخلى عن اقوى عاداته رسوخا ( الأكل والشرب والنوم ) فى خلال شهر واحد ، دون أن يموت أو تنهار الدنيا فى عينيه .

إن لهذا دلالة لايجب أن نغفل عنها أبدا : إن الإنسان يستطيع أن يتخلص من أى عادة يعتادها بشرط واحد : لو أراد هو ذلك ، واصر على تنفيذه ، وهذه ليست دلالة نظرية منفصلة عن الواقع ... بل إن التجارب التى تدعمها من الواقع العملى أكثر من أن تحصى ، فكم منن إنسان اقلع عن التدخين ، وترك الاستمناء ، وهجر المخدرات ، وتاب عن الزنا ، وتوقف عن السرقة ، وانتهى عن الفساد ... بل هناك من بدأوا حياة أخرى تخالف حياتهم السابقة تماما .. ولا اوضح من توبة الممثلين والممثلات ، الذين تحولوا من عالم إلى العالم الآخر تماما خلف الكاميرات وبدون المساحيق ، حيث لاشهرة ولا أموال ولاعروض ، ولاحوارات صحفية ، ولامعجبون مبهورون .

ليس هذا فقط ..

بل إن شهر رمضان لايعطى القدرة على الترك فقط ، بل يعطى القدرة على العطاء .. كيف ؟

الغالبية الكاسحة من الصفوف التى تملأ المساجد فى صلاة التراويح ، وتصلى على الأقل أربع أو ثمانية أو عشرين
ركعة ... غالبيتهم العظمى لايقومون الليل فى الأيام العادية إلا قليلا ، بل أجزم أن نسبة 70% منهم على الأقل لايقومون الليل مطلقا ... ورغم ذلك ، يستطيعون أن يصلوا كل هذا الكم من الركعات الذى يشبه القفزة .

يمكنك أن تقول نفس هذا الكلام عن المصحف وقراءة القرآن .

رمضان .. يعتبر ثورة حقيقة فى قلب الأمة المسلمة .

****

شهر رمضان ، يثبت بالفعل أن أى إنسان يستطيع التخلص من أى عادة أو ذنب ، مهما كان قويا ، ومهما اكتسب على قوته قوة العادة .. بشرط أن يريد هو ذلك ويصر عليه ، ويثبت ايضا أن الإنسان يستطيع أن يكتسب أى صفة إن هو أراد ذلك واصر عليه

هذه الرسالة التى يحتويها شهر رمضان ، يجب أن تخترق الآذان لتصل إلى العقول ثم تستقر فى القلوب كحقيقة لاتقبل الشك .

ويجب أن يؤمن كل من استطاع أن يصوم رمضان ، إلى أنه قادر على السيطرة على نفسه بشكل كامل ، وأنه قادر على التخلص من عيوبها وعلى إكسابها مايريد من مزايا.

هذا التخلص من العيوب واكتساب المزايا ، هو أول واقوى أسباب النجاح .. لا اقول فى الآخرة ، بل فى الدنيا

وعلى هذا ، نفهم قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : لو يعلم الناس ما فى رمضان من الخير لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان .


28/9/2005

حوار أجراه معى موقع " صنـاع " منذ شهور

هذا الحوار منشور كاملا فى موقع ( صناع الحياة ) ، يمكنك أن تضغط هنا

تاريخ الحوار 15/4/2005

البلد التى منها ؟ والمحافظه ؟

مصر - محافظة قنـا

اسمك بالكامل ؟

محمد إلهامى محمد

عمرك بالظبط ؟

مواليد 13/11/1983 يعنى .. 21 سنة و 5 شهور و 3 ايام . ( كتب هذا التاريخ يوم 16/4/2005 )

متزوج ام اعزب ؟

أعزب ... يعنى لو لديك عروسة مستعدة تاخدنى بشنطة هدومى فانا موافق

لو متزوج عندك اولاد ؟

عندى أمل وصابر .... ( أمل فى الزواج وصابر على حالى )

ماذا تعمل ؟

طالب بكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف - جامعة المنوفية
الفرقة الثالثة قسم هندسة وعلوم الحاسب

وما هى هوياتك ؟

هذا بالفعل أصعب سؤال ، ولقد سألته لنفسى كثيرا جدا ، واستقررت بعد تفكير طويل وعميق على الآتى :

أهوى كل شئ يحمل لمحة فنية أو إحساس عالى ، باختصار : أهوى الجمال .

يعنى أحب الرسم والصور المعالجة ( بالفوتوشوب مثلا ) ، وهذا مادعانى لتعلم الفوتوشوب وأزعم أننى أجيده .

وأتأمل كثيرا فى لوحات الخط ، ويبهرنى ويأخذ عقلى بالذات ( خط الثلث ) بتركيباته الرقيقة الانسيابية اللامتناهية .

إذا سمعت شريطا للأغانى أو أناشيد تستهوينى جدا المؤثرات الصوتية والتوزيع الموسيقى وسيطرة المغنى أو المنشد على طبقات الصوت ومخارج الحروف ، وأتأمل كثيرا فى هذه العناصر واحلل جمالياتها بصبر وعمق .

إذا رأيت برنامجا أو عرض أهتم جدا بالمونتاج وحركة الكاميرا ، وزوايا التصوير والإضاءة والزووم ... إلخ

إذا جلست امام فيلم أو مسلسل ن أهتم جدا بالسيناريو والموسيقى التصويرية وحركات الإخراج .

وهكذا .... أى شئ يعتمد على الفن والإحساس العالى ، أهواه بشدة ويعلق به قلبى وتتمناه نفسى .

هذه هى هواياتى .

فى غير مجال الفنون ، اهوى القراءة جدا ، واميل إلى الجانب الفكرى والسياسى والتاريخى ، ولى حظ قليل من قراءة الأدب ، رغم أنى أحبه جدا ( فهو وجه آخر من وجوه الفن ) ، لكن عوامل كثيرة من ابرزها الوقت تحول دون الاهتمام بكل هذه المجالات .

وما هى الهوايه المفضله التى تود ان تنجز فيها شى ؟

التاريخ ... استهدف أن اكون مؤرخا ، مع محاولات فى القصة القصيرة ، وأستهدف احتراف برامج التصميم بغرض الرزق .. لأن الرزق عن طريق التاريخ يبدو متأخرا حسب استقراء الواقع .


تخيل انك اصبحت اثرى رجل فى العالم ماذا تفعل ؟

دعم الموهوبين ،، لو كنت ثريا فلن أتراجع عن هذا الهدف أبدا ، وكان قد نشر منذ فترة ( ست سنوات تقريبا ) أن الدكتور القرضاوى يسعى لإنشاء رابطة تجمع الموهوبين من انحاء العالم الإسلامى ، ولا أدر ماذا جرى في هذا الموضوع ، لكنى أكتشف فى أصدقائى المقربين كل يوم مواهب جديدة مدفونة ، ويبدو انها ستبقى مدفونة إلى الأبد ، فالظروف من حولهم ، ومدى إيمانهم هم أنفسهم بموهبتهم ، كل هذه عوامل تحول دون بروز هذه المواهب ودعمها .

كما أن كل إنسان بارز فى مجال معين ينسى أنه كان يحتاج إلى الدعم فلايرى إلا نفسه ولايهتم إلا بتلميع نفسه وإثبات قدراته ، فلاتجد أحدا يهتم بالصغار أو الناشئة فى أى مجال .


وتخيل العكس لو انت افقر رجل ؟

اللهم إنى اعوذ بك من الكفر والفقر ،

لا احب تخيل هذه الحالة ، لأنه لاإبداع مع الفقر أبدا ، وكل الحواس تتعطل إذا ارتفع نداء الجوع حتى العقل نفسه ، ولا استطيع تخيل حالة رجل مهما كان قويا إذا كان فقيرا معدما ، فهو إن انتصر على نفسه وتطلعاتها ، فكيف ينتصر على نظرات زوجته الصامته ، وهى أبلغ تأثيرا من لهيب السياط على قلبه ، أو كيف ينتصر على دموع أطفاله أو صراخ رضيعه ، كل هذه أحوال تقتل عمل جميع الحواس ، وتلغى العقل والتفكير تماما .

ومازلت أرى أن موقف الإمام مالك فى قبوله عطايا الملوك لكى يتفرغ العلماء للعلم ويعفون أنفسهم عن سؤال الناس هو الموقف الأصوب .

وقد قال الإمام الشافعى : لاتخاطب من ليس فى بيته دقيق ، فإنه رجل لا عقل له ، فدخلت عليه جاريته وقالت : ياسيدى ، لقد نفد الدقيق من البيت ، فقال لها : لقد اطرت من رأسى ثلاثين مسألة كانت تهم الإسلام والمسلمين .

اللهم عافنا وعاف جميع المسلمين .


من الذى دعاك الى المنتدى ؟ وماذا تقول له ؟

لقد عاصرت هذا المنتدى منذ ولادته ، ولكن أخر اشتراكى فيه ظروف أخرى ليس لى فيها يد ، وإن كان من فضل فهو لأخى الكبير محمد سعد حميدة مؤسس المنتدى وصاحب المبادرة ، وهو فضل كبير لايجحده إلا منكر للخير .

وماذا أقول له ؟؟ ... أقول له : ألف مبروك بمناسبة الزواج ، أحبك فى الله .


هل تريد ان يكون لك دور ملحوظ ويعرفك الناس ؟ ام يكون لك دور ولاكن دون ان يعرفك احد ؟ ولماذا ؟

عن نفسى لا احب الصخب والضجيج ، واعشق الهدوء والسكون والبساطة فى كل شئ .

لكنى أحمل فكرة ، أنه طالما أن فلان قام بالشئ فيجب أن يعرف الناس هذا ليشكروه ، وليس هذا فى نظرى منافيا للإخلاص أبدا ،

لكن هناك من الأدوار مايجب أن يكون خفيا ، كمثال : مساعدة محتاج أو إعانة أحد ، أو حل مشكلة ( خاصة ماكان من المشاكل الزوجية ) ، فهذه الأدوار الخير فيها أن كون خافية ولايعرفها أحد .

ما رأيك فى الحب ؟ وماذا يعنى لك ؟

لايختلف اثنان على الحب ، لكن الاختلاف بينهم على تصورهم الذى يندفع إلى أذهانهم حين يسمعون كلمة الحب .

برأيى الشخصى ، الحب مظلوم من قبل المنحلين والإسلاميين على حد سواء ، فالأولون جعلوه مرادفا للخلاعة والانفلات والرذائل ، والإسلاميون ضيقوا أمورا واسعة حتى استخدم الكثير منهم أساليب خاطئة لعلاج المشكلة ، مثل أن يصرفك إلى ( الحور العين ) فى مقابل أن ينفرك من نساء الدنيا .

فلآجل أن يعالج الشهوة أو الحب يقول لك : إن المرأة فى الدنيا تلد وتحيض وتتبول و ...... إلخ هذه التعبيرات التى تستهدف التنفير من المرأة فى الدنيا ، وكل هذا لايجدى نفعا ، فالمرأة قد زينها الله للرجل على حالها هذا ، وجعلها شهوة وفتنة له ، ثم كونها تلد وتحيض و.... ليس من عيوبها ، فالرجل أيضا يقضى حاجته ويبصق و .... وله - لطبيعته الإنسانية - منفرات .

ولو نظرت فى كتب السلف الصالح ستجد أنهم عشقوا وهاموا فى العشق وأحبوا حتى ملأ المحب عقل المحبوب وقلبه ، ومشى العلماء والصالحون فى تزويج المتحابين .

وعلى عهد النبى كان رجل يحب امرأة حتى تزوجها ثم طلبت الطلاق وحصلت عليه ، فكان يمشى بعد الطلاق وراءها وهو يبكى ويتمنى أن يرجع إليها ( للأسف نسيت اسمهما الآن ) ، فكان النبى يتعجب ويقول : انظروا إلى عشق " فلان " لـ " فلانة " وبغضها له .

وحدثها النبى مرة قائلا : ألا تعودين له ؟ فقالت : أتأمرنى يارسول الله ؟ قال : لا إنما أتشفع فقالت : لا حاجة لى به .

ولم ينهره النبى أو يغضب عليه ، ولم يسبه أحد من الصحابة ويعتبرون هذا ضعف إيمان أو ضعف شخصية ، وهو مالو رأى غالبية الإسلاميون عشر معشاره لرأوا هذا منكرا ورذيلة .

وفى كتاب ( الداء والدواء ) للإمام العملاق العلامة ابن القيم : قصصا كثيرة جدا تبين كيف فهم الصحابة والسلف الصالح مسألة الحب هذه ، وأرجو الرجوع إليه حقا لكى تستقيم افهامنا مع فطرة الله التى فطر عليها الناس .

لقد أطلت كثيرا ، ولو تركت نفسى لأطلت كثيرا جدا ، فهذا الموضوع حساس وحرج خاصة لدى الإسلاميين والملتزمين .

عذرا على الإطالة .


هل انت مرح ؟

أمتلك نفسا مرحة ، لكنى لست مرحا ، ولا اجيد إلقاء النكتة ، واعترف بأن لا أمتلك " الدم الخفيف " ، وقد كنت أتمنى هذا ... لكنها أرزاق ونصيب .

كما أنى سريع الاستجابة للكوميديا والنكتة .


هل تحب ان تتحدث كثيراا ام تحب ان تستمع كثيراا ؟

وقت الاستماع أحب الاستماع بتركيز شديد جدا ، يثير حنق البعض .

ووقت الكلام لا احب أن يقاطعنى أحد أبدا .

المهم فى المسألة هو الموقف نفسه ، لكنى لم ألحظ فى نفسى ميلا للكلام على حساب الاستماع أو العكس ، فالفيصل هو طبيعة الموقف .

عرف كلا من :

1-السعادة :السعادة = الحياة الطيبة وهى شعور بالراحة مصدره النفس أو الداخل ، وليس الخارج وأشار إليها القرآن فى قوله ( فلنحيينه حياة طيبة ) .

2-الحب :الحب = الإيمان ، وهل الإيمان إلا الحب والبغض ؟

3-النجاح : قال القرضاوى :
هو الشعور بالانتصار ........ ولا انتصار بلاجهود

4-الرجل : القوى الذى يهفو للتكامل مع الضعيف " الأنثى "

5- المراة : الضعيف الذى يرغب فى حبه الأقوياء "الرجال "

6-الفشل : المرارة

7- التعاسة : التعاسة = المعيشة الضنك ( فإن له معيشة ضنكا ) .

8-قمة الانسانية : الرفق بكل كائن حى حتى النبات والحيوان ، ممكن تساوى الرحمة .

9- العلاقة مع الخالق : خط الاتصال بالسماء الذى يمد الإنسان بطاقة يستطيع بها مواجهة الحياة دون أن يصيبه هم وغم وقلق واكتئاب ، ومن فقد هذه العلاقة فهو يشعر فى اثناء مواجهته للحياة أنه فى المعركة وحيدا منفردا ليس له إلا قوته وإمكانياته أمام العالم كله بكل تناقضاته وتقلباته ، فطبيعى أن يصيبه الهم والقلق والاكتئاب ... ( لاننسى أن ديل كارنيجى الذى صاغ للدنيا مبادئ الراحة النفسية وفنون الاتصال مع الناس مات منتحرا ) .

10-الزواج : أكمل علاقة بين الرجل والمرأة ولذلك فهى ( الميثاق الغليظ ) .

11-الحياة : دار ممر لا دار مقر ، وهى ميدان السبق .

12 الموت : الحقيقة الوحيدة فى كل هذا الكون التى لايجرؤ على إنكارها أحد

13- النهاية : (إن الأبرار لفى نعيم ، وإن الفجار لفى جحيم ) .


1) نبذة مختصرة عن محمد إلهامى ؟؟

صعب جدا أن يتكلم أى إنسان عن نفسه ، خاصة إذا كان المطلوب نبذة مختصرة ، ولذا فمهما أطلت فسأنسى ذكر بعض الأشياء ، ومهما اختصرت فسأخل بأشياء هامة ،

لكن أستطيع أن اقول : إن إلهامى إنسان بسيط جدا ، صريح لدرجة الإفراط ، حساس ، لايستسيغ الخطأ ، وهو فى ذات الوقت كسول ، لايحسن تنظيم الوقت ، لايحسن إقامة علاقات مع الآخرين ، حنون جدا لدرجة تدخلها فى الإفراط ، شاعرى أهوى الهدوء والبساطة ، إذا أحببت بالغت فى الحب دون محاباة وإذا كرهت بالغت فى الكره دون ظلم ... أشد ما أكرهه السطحية واللامبالاة ، واشد ما أحبه العمق والحكمة والحب .


2) هل هناك فرق بين الهوايه وبين الموهبة ؟؟ واذا كان هناك فرق فقد ذكرت هواياتك من اجابتك على نجم العالم , ولذا نريد ان نعرف مواهبك ؟؟

شعرة دقيقة التى تفصل بين الهواية والموهبة ، فالموهبة أصلا هواية توافرت لها ظروف التنمية والتطوير فانتقلت من دائرة الهواية إلى دائرة الموهبة .

وإذا تكلمنا عن مواهبى فهى ( الإنشاد ، التصميم بالفوتوشوب ، الخطابة ، محاولات متواضعة فى القصة القصيرة ، الخط ، اكتسبت فى الفترة الأخيرة بعض مهارات إدارية ) .

3) ما الشئ الذى طالما تفعله فى وقت فراغك ؟؟

هذا يختلف من حال إلى حال ، لكنى أسعى لئلا يكون لدى وقت فراغ ، إما أن أقضيه فى القراءة أو التصميم أو مشاهدة مايفيد ( برامج - أفلام - مسلسلات ... ) على حسب الحال نفسه ، وإذا كان هناك تقصير فى جوانب مثل صلة الرحم أو صلتى بأصدقاء فأسارع بجبر هذا التقصير فى أول وقت فراغ .

4) ما الموقف الذى تكرهه اكثر من غيره ( الهزيمة - التخلى - الاقتناع ) ..؟؟

التخلى ، وهو عندى اسوأ من الهزيمة لأنه هزيمة نفسية روحية وانكسار معنوى ، أما الاقتناع فهو موقف محمود ، فالمطلوب من المسلم أن يكون وقافا عند الأمر والنهى ، رجاعا إلى الحق ، معترفا بخطأه إن كان أخطأ .

5) ماذا يمثل لك هذا المنتدى ؟؟

أصبح منذ نشأته أول مكان دخولى على الانترنت ، وخواطرى لدى سيرى ونومى ، والشئ المسيطر على تفكيرى لدى قرائتى فى التاريخ لكى أتعلم مالذى يمكن أن نفعله حتى لانقع فى مشكلة ، وقريبا الحلقة الخامسة من سلسلة زوايا التاريخ وهى عن أمر يخص المنتدى .
وفى هذا المنتدى عرفت زمرة من الموهوبين ممن كنت سأندم كثيرا لو لم أكن عرفتهم ، وأعتز جدا بوجودى بينهم .
(( تغير الآن موقفى من المنتدى لظروف عديدة))

6) كم كان مجموعك فى الثاونية العامة ؟؟

لم هذا السؤال المحرج ؟؟؟؟ ، على العموم لقد كان 96% ، فى شعبة ( العلمى رياضة ) ، وكان هذا المجموع بفضل الله يؤهلنى لدخول أى كلية هندسة فى مصر .

7) تكلم عن تجاربك العاطفية (( ان وجدت )) .؟؟

هذا حديث يطول ، خلاصته المختصرة جدا أننى لم أقع فى الحب إلى الآن ، وهذا فضل من الله ولاشك ، فالحب فى زمننا هذا مظلوم كما ذكرت فى الإجابة على الأخ نجم العالم ، غير أنه حدث وقت أن كان عمرى 14 عاما ، وكنت فى الصف الأول الثانوى أن وقعت عينى على فتاة وكانت تكبرنى بعام ، ومازالت هذه الفتاة هى أجمل من رايت فى حياتى كلها ، ومازلت أتذكر صورتها ، المهم .. حينها ظللت ثلاثة ايام شاردا عن الدنيا تماما وتكاد صورتها لاتنمحى من ذهنى لا فى الفصل ولا فى الدرس ولا فى الشارع ولا على الأكل ، ولاحظ كل من يعرفنى هذا التغير الذى طرأ على ، لكن ذلك لم يستمر كثيرا ، إذ جاءت فترة الصيف ولم أرها ثلاثة شهور ، فخفتت صورتها عندى حتى نسيتها ،

المفاجأة أننى عندما رأيتها بعد ذلك اكتشفت أنها متبرجة وتلبس الضيق والشفاف ، وهى أمور كانت ومازالت تثير امتعاضى واشمئزازى ، وذهلت لأننى لم ار هذا فيها قبل ثلاثة شهور فحقا :

وعين الحسن عن كل عيب كليلة ........ كما أن عين السخط تبدى المساويا .

والحمد لله لم يتكرر أمر كهذا معى أبدا ، هذا إن سمينا ماحكيته تجربة عاطفية ، فلقد كانت من طرف واحد ودون أى معرفة من الطرف الآخر .

8) ما هو لونك المضل .. ولون زهرتك المفضله ؟؟

كان لونى المفضل هو الأزرق قبل عامين ، والآن صار البنى ( الدرجات الفاتحة ) .

لون زهرتى المفضل : لا أدرى ، ففى كل زهرة تركيبة ألوان معجزة حقا ، معجزة بكل معانى الكلمة ، تشدنى لأتأمل فيها مهما كان حجم مشاغلى حينها .


تاسعا واخيراً وهو سؤال على نهجك ..
- ماذا تقول فى هؤلاء الاعضاء :
صابرة
: الإحساس العالى
بحر الحياه : عمق فى التحليل واحتراف فى الوصف
vip: لون جديد تماما من الأدب أهم ميزاته الرقة والسلاسة والبساطة
زهرة حماس : نشاط لايهدأ
علياء : رائدة الركن الفنى ، وكلنا سنصير تحتها يوما من الأيام
فهد : عمق التفكير مع خفة الدم
حميدة : قلم موهوب وتأمل متميز
عابد : أحد أساتذتى

واخيراً .. محمود القط .. : نشاط تغلفه لمسات فنية تبدو فى تنسيق المواضيع .

- متى تشعر بالخوف...ومتى تحس بالضعف؟


أشعر بالخوف لدى قدومى على عمل أو موقف أجهله ، أو سمعت عنه مايخيف .

وأشعر بالضعف فى لحظات انتصار النفس ، وسوسة الشيطان .. أى فى لحظات المعصية .

- كيف تنظر الى القضايا التالية:
1- نحن والغرب :


الغرب يميلون إلى عداوتنا ، ولايمنع هذا أن فيهم طائفة من العقلاء وأصحاب المبادئ الذين يجب علينا كعرب ومسلمين أن نوطد علاقاتنا معهم ، وندعمهم ، ونثنى على مواقفهم ، ولا ارتاح للنظرتين المتقابلتين : النظرة التى ترى الغرب كله كفرا لاخير فيه ، ولا النظرة التى تلقى اللوم علينا كعرب ومسلمين فى عدم القدرة على إقامة علاقات طيبة مع الغرب أو جلد الذات بالاتهام بأننا لم نحسن دعوة الغرب ، فشعوب الغرب عنصرية ، ومازالت العنصرية تحكم تصرفاتهم نحو المسلمين ، وموروثات الأحقاد التى تتناقلها أجيالهم تغذى هذه العنصرية ، حتى المسلمون فى بريطانيا وهى تعد من أقل الدول عنصرية لايعاملون من قبل الإنجليز كمواطنين طبيعيين ، فمابالنا بدول مثل فرنسا وألمانيا وهولندا .. وهى من أشد الشعوب عنصرية .

صحيح يوجد منا تقصير فى دعوة الغربيين للإسلام وشرحه لهم ، إلا أن هذا ليس السبب فى هذه الأمواج اللامتناهية من الغل والحقد الذى يحمله لنا الغربيون .

2- الحرية المطلقة

ليس هناك شئ يسمى الحرية المطلقة ، لأن تصرفات أى شخص لها تأثيرات على غيره من الناس ، فلابد لكل حرية من قيود تجعلها متعة ونعمة ، بدل أن تتحول إلى غابة وفوضى .

3-العمل السياسي الاسلامي

السياسة جزء من الإسلام ، ولابد أن يهتم الإسلاميون بالسياسة قدر اهتمامهم بالاقتصاد والثقافة والدعوة ، بل إن المنكر الأكبر هو ترك شريعة الله والاحتكام إلى غيرها ، والإسلاميون بفضل الله يتطورون بشكل مطرد فى مجال السياسة ويكسبون كل يوم أرضا وميدانا جديدة ، وينفتحون على الجماهير ويكسبون قلوبهم ويفوزون بأى انتخابات حرة ، ويفوزون بالمركز الأول أو الثانى فى أى انتخابات شبه حرة .

ومن الغريب ألا يدرك كثير من المسلمين هذه الحقائق التى اعترف بها كلينتون نفسه عام 1992 حين صرح بأنه لايمكن إيقاف المد الإسلامى ، ولكنهم يعملون على إبطائه .

لكنه كشأن اى تجربة بشرية له بعض الأخطاء والزلات ، وهى أمر طبيعى ولاتمس من صورة الإسلام ولاتشكك فى نوايا وأهداف الإسلاميين .


-كم هي المسافة بين القول والفعل في حياتك؟

هناك فرق بين القول ( وهو مايخرج من اللسان ويعرفه شخص أو أكثر ) وبين النية أو الخاطرة أو الأمنية ، فإن كان السؤال عن القول والالتزامات فهى بفضل الله مسافة قصيرة للغاية ، أما إن كان السؤال عن الخاطر والأمنية والنية ، فهى مسافة ليست بالقصيرة للأسف .

-هل تتصور نفسك في يوم ما قادم:
- منظر في حزب سياسي
: وارد

- معتقل سياسي : وارد جدا ، ونسأل الله العافية ، فالأوضاع الآن تحتمل أن يجد أى شخص نفسه مطلوبا ومعتقلا .

-فنان عربي : أتمنى ، ولكنى أرى الاحتمال بعيدا .

-اعلامي متميز : رغم اهتمامى وحبى لهذا المجال ، إلا أنى لم أتخيل نفسى فى هذا المكان .

-مفكر وطني : هذا ما أسعى إليه ، وأسأل الله التوفيق .

-ناشط نقابي : لا ، لا أحب أن أكون فى أعمال إدارية وتنظيمية .

-ليبرالي اسلامي : هذا الوصف يطلق على قطاعات واسعة ، لذا لم أفهم المقصود .


أي شخصية من هؤلاء تفضل أن تكون:
القرضاوي- فهمي هويدي - يوسف ندا- رفيق الحريري - طيب أردوغان -سليم العوا

لا أحب ولا أتمنى أن أكون بالغ الثراء كالمهندس يوسف ندا ، وأحسب أن الثراء الكبير يفسدنى ولا يصلحنى .

ولا أحب كذلك أن أكون سياسيا كأردوغان لأنى لا أهوى العمل السياسى والتنظيمى والإداريات .

وبالتالى فلا أحب أبدا أن أكون كرفيق الحريرى .

ولولا أن القرضاوى قمة لاتطاق لكنت تمنيت مكانه ، ولكنى بالفعل مع كل قراءة لأى كتاب من كتب القرضاوى يتعمق لدى الإحساس بأنى مهما فعلت فلن أبلغ هذا المستوى ، ولن يفهم كلماتى هذه إلا من له اهتمام بالفقه والفكر وله إلمام بكتابات القرضاوى ، فالرجل غزير العلم بشكل يثير الدهشة ، ويثير لدى العجز .

أحب أن أكون مكان فهمى هويدى ، وماجعله أقرب لنفسى من الدكتور سليم العوا أن فهمى هويدى له أسلوب أمتع وأبلغ ، بينما يميل اسلوب الدكتور العوا للقانونيات والضبط الفائق للكلام والألفاظ .

أتمنى حقا أن أكون مثل المؤرخ والمفكر العظيم / طارق البشرى .


محمد إلهامي كيف يرى محمد إلهامي؟؟

يراه بكل مزاياه وبكل عيوبه ، شخصية عادية بسيطة ، تحتاج إلى التخلص من عيوبها حتى تتحسن وتتطور إلى الأفضل .

وكيف يرى الناس محمد إلهامي؟

أحسب أن الناس يرون الجانب الجميل من شخصية محمد إلهامى ، وأستطيع أن ازعم أنى شخصية محبوبة ممن حولى من الأهل أو الأصدقاء ، وأكاد أحتفظ بأسرار كثيرة لكل منهم يستحيل أن يحدثوا بها إلا من يثقوا فيه ، إلا أن ضعف قدرتى على تكوين علاقات مع الناس بسرعة ، وحبى للهدوء ، وهواياتى التى يغلب عليها الفردية توحى للناظر من بعيد أنى شخصية متكبرة أو مغرورة ، لكن عندما نقترب من بعض تتغير هذه الصورة بفضل الله .

أزعم أنى شديد الإخلاص فى علاقاتى ، شديد الثقة بالمقربين منى ، أتودد لكل شخصية أحببتها ، ولا أطيق العيش أو العشرة مع شخصية لا ارتاح لها .

اقصد هل أنت اجتماعي؟ ولأي حد؟

إلى حد ما ، يمكن أن أعطى نسبة 40% لصفة الاجتماعى .

ذكرت الفارق بين الهواية والموهبة
فهل تؤمن بموهبتك؟


أزعم أنى أمتلك قدرا لا بأس به من الثقة بالنفس ، ولذلك فالمجالات التى ذكرت أنى موهوب فيها هى مجالات أثق بأنى موهوب فيها ، وهناك من المجالات مايراه غيرى موهبة فىّ ولم أؤمن بها بعد فلذا لا اذكرها ، مثل ( التمثيل ) ، فأنا غير مقتنع بأنى موهوب فى هذا المجال ، ولم أكن منذ شهور مقتنعا أبدا بأن لى أى موهبة فى مجال القصة القصيرة حتى رأيت ردود أفعال شرائح مختلفة تثنى على القصص ، فبدأت أفكر من جديد ، ولم أصل إلى الاقتناع الكامل بعد .


هل ترى أن موهبتك تشبع طموحك؟أم تقل أم تزيد؟

فى هذه اللحظة لا استطيع الإجابة عن هذا السؤال ، فمازالت المواهب لم تخرج إلى النور تقريبا ، ودائما الطموحات تفوق مرحلة الخروج إلى النور بكثير ، لعل الأيام تجيب عن هذا السؤال .


ماذا تفعل لو كنت مكااان.......

أبو مازن : (( منشد إسلامى كلاسيكى معروف ))

أفكر فى تقديم الفن النظيف الشامل باسلوب يجذب الناس ، وأتخلى فورا عن الأسلوب الوعظى الجهادى الذى لايفهمه إلا الإسلاميون ، مما يزيد فى عزلة الناس عن الفن الإسلامى وعزلة الإسلاميين عن أذواق وأفهام الناس .

أنس الفقي ( وزير الاعلام والثقافة)

أستقيل لأدع الأمر لأهله ،
وإن لم يكن هذا ممكنا فأستعين بالخبراء فى تطوير الإعلام ، وأعتمد مبدأ الكفاءة لا الولاء .


خالد مشعل -الاستاذ مهدي عاكف

صعب أن يتكلم من هو فى حجمى عن عمالقة كمرشد الإخوان وزعيم حماس ، هؤلاء أناس يحملون هم الإسلام وهم المقدسات ، ورؤوسهم مثقلة بالتفكير والتخطيط ، فلا أملك إلا أن أنحنى إكبارا لهم .

رئيس جامعتك

إما النزاهة ، وإما الاستقالة .. وإلا فسأفقد احترامى لنفسى واحترام العقلاء لى .

رئيس اتحاد طلبة الجامعة

لا أفعل شيئا ، لأنه ليس بيدى شئ أصلا ، فهو منصب ورقى رمزى

عم رجب البقال

أكثر ما يعيب المواطن البسيط أنه جاهل ، قصير النظر . ومثل هذا مهما كان مخلصا فهو يسير فى الاتجاه الخطأ ، قد يبنى المساجد ، قد يكثر من الإنفاق والمساعدة والتكافل ، قد يكون ملتزما فى نفسه وحريصا على الالتزام فى بيته واسرته ، إلا أن جهله بالواقع السياسى والتأثير الإعلامى ، والتأثير التعليمى ، يجعل كل الأمور تفلت من بين يديه ، وسيؤتى أولاده من ثغور لم يكن يحسبها مدمرة كالتلفاز مثلا .

-متى تتخذ قرارك بالزواج؟؟؟......هذا في ظل الظروف المعروفة للحياة بمصر..وفي ظل تنامي مواهبك بعيدا عن الهندسة!!.....والى أي حد يشكل هذا القرار أهمية بالنسبة لك؟

وقت اتخاذ قرارى بالزواج مازال بعيدا بالنسبة لى ، ولايرتبط هذا الموقف بمواهبى داخل أو خارج نطاق الهندسة ، فحتى لو كنت متميزا فى الهندسة واعطى لها كل طاقتى ، فسيظل أمر الزواج بعيدا ، فمازال هناك التخرج ، ثم الخدمة العسكرية ، ثم الرحلة الشاقة الطويلة لامتلاك الباءة ، والتى قد تأتى فى أيام وقد لا تكفيها السنين ، والعلم عند الله تعالى .

ثم إن أمر وجود مواهب متنامية بعيدا عن الهندسة أمر لايعطل أن أعمل بمجال الهندسة ، فهذا المجال بمصر لايحتاج متميزا مبتكرا بقدر ما يحتاج سرعة التعلم والإجادة ، لأن الدراسة النظرية شئ يختلف تماما عن الوضع العملى بالسوق ، ومن اصدقائى من لم يكن يعرف كيف يشغل جهاز الكمبيوتر وهو فى السنة النهائية ، ثم استقر فى عمل وبشكل طبيعى جدا ، وأعرف أمثلة نادرة فى الذكاء والتميز تعثرت كثيرا فى الحصول على عمل .

مدى أهمية قرار الزواج فى حياتى : لعل قرار الزواج بالذات مهم لأى إنسان ، لكن هناك ظروف كثيرة تحكم أمر التوقيت ، وللقدر فيها اليد الطولى ، وكما قدمت فبحكم أنى إنسان أميل إلى العاطفة ، فإن أمر ارتباطى بزوجة موجود بداخلى بالفعل منذ سنين ، بل وحتى حبى وشوقى للأطفال شعور يتنامى معى فى كل يوم ومع رؤية كل طفل ... مشاعر جميلة للغاية ومؤثرة للغاية ، وفياضة للغاية ، ولكن .... ماباليد حيلة .

لو أن لديك حلا ، أو لدى أى أخ من الأعضاء ، فوعدى له بهدية تعجبه إن شاء الله .

ولاتنسوا العرض الذى قدمته للأخ نجم العالم : (( لو عندك عروسة تاخدنى بشنطة هدومى فأنا موافق ))


-هل أنت ديمقراطي حقيقي في حياتك!!!

هذا السؤال لا يُسأل لى أنا ، وإنما يسأل لمن تعامل معى فى أمور إدارية ، لا أدرى لعل فريق موقع صناع ( حميدة ، محمود القط ، الغرباء ، المهم ، سراج ) هم الذين يستطيعون الحكم فى هذا .

لكنها فرصة لأفرق بين أمرين :
فى عالم المادة يجب أن تمارس الديمقراطية ( دعنى اقول الشورى ) بشكل كامل طالما أن المجموعة تمتلك نفس القدر من المعلومات ، لكن إذا كان المدير يمتلك قدرا أكبر من المعلومات ، لايستطيع الإفصاح عنها لغيره ، فهنا يمتلك المدير قدرا أكبر من الصلاحيات والتكليف والتنفيذ بناء على مايعرفه من معلومات غير معروفة لباقى الأعضاء .

المثال البسيط الذى يمكن أن نذكره هنا هو الوالد فى البيت ( مع الأبناء ومع الزوجة ) ، امتلاكه لكم أكبر من المعلومات والخبرات تؤهله لاتخاذ قرارات مصيرية دون الرجوع لأبنائه الصغار ، ولايعتبر هذا إخلالا بقيمة الشورى أو الديمقراطية .

لكن فى حالة مجموعات العمل ( مجلس إدارة شركة مثلا ) لايجوز احتكار المدير لمعلومات غير متاح الاطلاع عليها لأعضاء مجلس الإدارة ، وبالتالى فهو لايمتلك إلا صلاحيات التصرف فى الأمور الطارئة التى يضر تأخير البت فيها .

- لكن فى عالم الذوق ( أو عالم الفن والإحساس ) ، فهناك رؤية فنية لصاحب العمل ، ومهما كان اعتراض من حوله على عمله ، فهو الوحيد الذى يمتلك حرية التصرف فيها تبعا لرؤيته الفنية ، لأن عالم الذوق عالم شديد الاختلاف ويتفرق فيه الناس ، ومستحيل أن ينجح عمل فنى اشترك فى تصوره أكثر من وجهة نظر مختلفة ، مهما كان تواضع مستوى العمل الفنى الذى يخرج من رؤية واحدة فهو أفضل كثيرا من مستوى عمل فنى حاول أن يرضى ثلاثة اذواق مختلفة ، فسيخرج ولم ينل رضا أى منهم .

لو كانت إجابتى غامضة لم أستطع التعبير عنها بوضوح ، فيمكننى أن أعيدها فيما بعد .


- متى يبكى المهندس محمد؟؟

لدى التأثر بمواقف إنسانية ، حقيقية أو تمثيلية

وحين ارى الدموع ( دموع أم ، دموع أب ، دموع طفلة ، وخصوصا دموع طفلة ، أو بكاء صغير ... أو لحظات أخوة صادقة ، وتسامح عميق أو ..... ) .

أو حتى إذا أحسست بمشاعر لدى أى شخص حتى لو لم تظهر عليه ، مثلا .. كدت ابكى عندما قرأت قصة ( رائحة رجل ) للأديب الكبير بحر الحياة ، فهى معاناة إنسانية عميقة وصادقة وكذلك قصة ( أرملة ) له أيضا .

وبكيت كثيرا حينما حكت لى أمى عن إحدى قصص برنامج جورج قرداحى لا أدرى لعل اسمه ( افتح قلبك ) أو شئ من هذا القبيل ، وكانت عن أخ تسامحت معه أخته بعد خلاف .

ولاشك أن تأثرى زاد فى الفترة الأخيرة ولا أدرى أهو لكثرة ما اشاهده من مؤثرات ( فلسطين - العراق - افغانستان ... حال الفقراء فى مصر ... ) أم لأننى فى غربة تطول عن أهلى ؟ لا أدرى .



-ماهو الطعام الذي تفضله؟

لست أكولا ، ولا أهتم كثيرا بنوعيات وكميات الأكل ، لكن أفضل أكلة بالنسبة لى هى ( المكرونة البشاميل ) من يد الوالدة خصوصا ،

-هل أنت ناجح في توريث مواهبك؟؟....وفي صنع فرق عمل تتبنى أفكارك ورؤاك؟

سؤال صعب فى الصميم

لا أظن أن هناك مايسمى " توريث المواهب " قد يكون " توريث الأفكار " ، المهم والذى أزعم أنى أفعله أن احاول اكتشاف مواهب من حولى ودفعهم باتجاه استثمارها .. أفشل فى هذا حينا وأنجح فيه حينا بحسب قدرتى على الإقناع وقدرة الطرف الآخر على التفهم والاقتناع .

أما توريث الأفكار : فأى إنسان له القدرة على شرح افكاره جيدا والتدليل عليها ، فله القدرة على توريثها ... ولا أدرى هل أنا منهم أم مازال أمامى طريق ؟


-الى أي حد تتصور نجاح جماعة الاخوان المسلمين في العمل الدعوي بالجامعات المصرية؟

بالنسبة لكلية الهندسة الإلكترونية - وهى المجال الأوضح بالنسبة لى - فالواقع يقول إن جماعة الإخوان تكسب كل لحظة ( وليس كل يوم ) أرضا جديدة ونفوسا جديدة ، وهو تقريبا نفس الواقع بكل الجامعات مع اختلاف بالطبع فى نسبة التقدم .

وهذا لايعود بشكل أساسى إلى حرفيتهم العالية ، بل إلى أن الظروف كلها تخدمهم أيضا ، فالوضع الدولى الدامى ، والوضع الداخلى الصعب ، كل هذا يثرى أساليبهم فى الوصول إلى الناس ، ويجمع حولهم الطلاب ، وهم شريحة مهما حل بها من فساد فهى شريحة متعلمة تستطيع التمييز بين الصواب والخطأ .

ثم إن الإخوان يحملون دعوة الإسلام ، وهى دعوة منتصرة بوعد الله لابوعد أى قوة أخرى ، ومهما كانت أخطاؤهم فى بعض الاجتهادات ، فصلب دعوتهم وحركتهم مرتبط بالدعوة إلى الإسلام .


- اذا كنت تنوي تقديم ثلاث هدايا..الى من تبعث بها؟

1- أمى وابى
2- أختى الصغرى
3 - زوجة المستقبل

صعب جدا أن أحصر أصحاب الفضل على فى ثلاثة فقط ، لذا جاءت الإجابة خاصة جدا .

- واذا اتيح لك فرصة التعرف ومجالسة ثلاث شخصيات عالمية...من تختار؟

1) العلامة يوسف القرضاوى
2) المذيع أحمد منصور
3) المحقق المذهل الدكتور محمد عمارة

وكم كنت أتمنى أن أتعرف وأجلس مع الأستاذ محمد جلال كشك رحمه الله ، أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ، وهذا الرجل عملاق عظيم مظلوم ، ومغمط حقه لأنه لم يرتبط بأى جماعة أو قوة سياسية بل كان لايتهيب أن يهاجم أى أحد مما جعل له فى كل تيار أعداء ، لكنى لا اشك ابدا فى أن التاريخ سيعطيه حقه من التكريم ، ولو بعد حين .


1) ما الشئ الذى بناءاً عليه قررت دخول الهندسه مع ان مجموعك يؤهلك الى كلية غيرها مما تصب بقوة فى ما تريده ؟؟

أميل فى طريقة تفكيرى إلى الفهم والتحليل ، ولا أطيق أبدا الحفظ والاستظهار ، وكان سبب دخولى القسم العلمى بالثانوية العامة هو بالأساس الهروب من الحفظ الموجود بالمواد الأدبية ، فبناء على هذا كنت أكثر ميلا إلى الهندسة ، لأن الطب والصيدلة أصلا تعتمدان على الحفظ أكثر من الفهم ،

لم أفكر فى دخول الآداب قسم تاريخ مثلا ، لسببين : انى لم أكن تعرفت على ميولى بعد ، وأظننى حتى لوكنت تعرفت عليها فى هذا السن المبكر ماكنت استطعت الوقوف أمام الرفض المجتمعى لقرار كهذا يتخلى عن الهندسة ليدخل الآداب

وحينما دخلت الهندسة أخذت اكبر صدمة فى حياتى حتى الآن ، فالواقع يقول حتى إن كانت كلية الهندسة الإلكترونية هى أفضل كلية فى مصر - والعالم العربى تقريبا - فى هذا المجال إلا أن الجانب العملى مظلوم ومهضوم ، وأنت مضطر لكى تحفظ وتحفظ حتى تنجح ، وكان هذا سبب رسوبى فى إحدى السنوات .


2) ما رايك فى الشخص الاجتماعى بنسبة 100% , وماذا تفضل البعد ام الاختلاط بالناس ؟؟

الشخص الاجتماعى 100% لايملك أحد إلا الإعجاب بشخصيته ، بشرط ألا تأكل هذه الاجتماعية نصيب اهتمامه بنفسه ورعايته لبيته وتربيته لأولاده ، وإلا كانت الاجتماعية فى هذه الحالة مشكلة وليست ميزة .

لكننى - على المستوى الشخصى - أفضل الهدوء والابتعاد أكثر من الاختلاط بالناس ، يعنى بنسبة 65% مثلا .

3) كم قصة كتبت الى الان ؟؟

10 قصص تقريبا .

4) كيف همست فى اذنك افضل قصه كتبتها فى تقييمك انت ؟؟

أفضل قصة بالنسبة لى من الناحية الفنية هى الأخيرة ( قصة القرار )

5) ما السؤال الذى تتمنى ان لا يساله احد ؟؟

ليس فى ذهنى سؤال بعينه أتحرج من الإجابة عليه ، بالتأكيد هناك أسئلة أتحرج من الإجابة عليها ، لكن ليس فى ذهنى الآن أمثلة لهذه النوعية .

6) وما السؤال الذى لم يعجبك فى جميع الاسئله الموجهه اليك ؟؟

عفوا ... أعتذر عن إجابة هذا السؤال .

7) من العضو او الشخص الذى تحب ان توجه له نصيحه معينه .. واذا لم تدرج اسم العضو فادرج النصيحه .. ؟؟

لكل صناع الحياة ، إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وكل واحد أدرى بعيوبه ومكامن النقص فيه .

ما هى سياستك فى التعامل مع الاخرين ؟؟

أحاول دائما أن أتفهم وجهة نظر الآخرين ، ولا أحكم بالظاهر ، لكن بالتأكيد تكون هناك محددات وتصنيفات فى ذهن أى شخص يقيس بها الآخرين ، وقد يكون هذا القياس خادعا بدون " العشرة " ، فقد يحدث هذا الخطأ عندى إذا وقعت عيناى على موضوع أو اثنين أو اكثر ، فمن الممكن أن تتكون لدى صورة خاطئة عن هذا الشخص واسلوب تفكيره ، ولكنها تتعدل مع استمرار التعرف على أفكاره ومواقفه .

لكن الناس بالفعل الأصل فيهم الخير ، ومازال الشر فى مجتمعاتنا هو الصفة الطارئة ونادر من الناس من تجد الشر عميقا فى طبعه أصيلا فى نفسه ، لا أجد وصفا أروع من وصف الشهيد سيد قطب حين قال فيما معناه : إن الشر ليس عميقا فى النفس البشرية ولكنه موجود فى هذه القشرة الخارجية التى يواجه بها الناس الدنيا ومتاعبها ومظالمها ، فإذا وجدوا من يحنو عليهم وعلى حماقاتهم ، فإن هذه القشرة الخارجية تذوب أمامه ، لقد جربت ذلك بنفسى " .

ما هى نقاط ضعفك .... وبالتالى نقاط قوتك ؟؟؟؟

أبرز نقاط ضعفى أنى سريع التأثر سريع الغضب لا أتحكم فى مشاعرى بشكل كامل .

ربما أبرز نقاط قوتى : استقلالى فى التفكير ، الصدق فى العلاقات مع الناس .

ما هى مواصفات الشخصية الجدابه فى رايك ؟؟

هذا يختلف باختلاف العيون ، وكما قال الشعراء العرب الغزليون لمن لاموهم لوقوعهم فى حب فلانة أو فلان " خدوا عينى شوفوا بيها " .

لكل شخصية توجد شخصيات جذابة ، وتقريبا ظهرت مواصفات الشخصة الجذابة بالنسبة لى حين أجبت عن سؤال الأخ الحكيم بأنى أتمنى أن أتعرف وأجلس مع ( القرضاوى ، محمد عمارة ، أحمد منصور ) .

بالتأكيد لو كان الذى أجاب غيرى لأخبرك بشخصيات أخرى هى جذابة فى نظره .

لكن المشكلة هى أن هناك صفات سيئة كالنفعية والمادية والانتهازية والخداع وغيرها كثيرا ، قد تكون فى عيون البعض صفات جذابة باعتبارها الصفات المناسبة للعيش فى هذا العالم الصعب ، وغالبا تكون هذه النظرة لضعاف الهمم ومجروحى الفطرة .

كذلك مايراه بعض الشباب الآن فى من يتبوأون مقاعد القدوات كالمغنيين والممثلين ، فتجدهم ينجذبون لشكل الملابس وأسلوب تصفيف الشعر , و .... مما يرسخ التفاهة والسطحية فى شخصية الشاب .

ماهو اصعب موقف واجهته؟؟

حين رسبت فى السنة الثانية ( أولى بالنسبة للهندسة ) بالكلية ، وهو شعور مرير للغاية مازال يرسب فى حلقى ولا أحب أن أحكيه أو أصفه .

وكدلك اطرف موقف ؟؟

المواقف الطريفة كثيرة جدا جدا ، وصعب جدا أن أتذكر أطرفها ، لكن من أطرف المواقف ماحدث أنى كنت راجعا من امتحان أعمال السنة منذ ثلاثة اسابيع ، ودخلت إلى مطعم لأشترى طعاما ، فاستوقفنى على باب المطعم طالب معنا بالكلية لا اعرف إلا شكله ، لكن ليست لى به علاقة ، وسألنى عن الامتحان وكيف كان ، واكتشفت " بفراستى " أنه لم يمتحن لأى ظرف من الظروف كتأخر القطار مثلا ، فسألته فى ود بالغ : " هو انت ما امتحنتش ولا إيه ؟ " ، فنظر إلى فى صمت يتسرب منه الاستغراب ، فأيقنت أنى قلت شيئا غير طبيعى ، وسألنى " أنا مامتحنتش ‍‍‍‍‍؟‍‍ " فقلت فى تراجع : " أنا بسأل بس ، فقال أنا فعلا مامتحنتش لأنى أنا المعيد الذى يدرس هذه المادة

واستمر حوار ظؤيف بيننا لا داعى لذكره ، المهم أن قصة سبب حضورى للسكاشن طويلة ربما أحكيها عبر قصة قصيرة فيما بعد .

هل تحب الشكوى (( الفضفضه )) وهل تريحك ؟؟؟

أنا مؤمن بأنه لابد أن يكون لكل إنسان سر لا يعرفه أحد مطلقا ، خاصة لو كان معصية لايستطيع التغلب عليها ، وقد قال سيدنا عمر : " ما أفشيت سرى لأحد وعلمت أنه أفشاه فغضبت لأن صدرى كان به أضيق " .

ثم تأتى بعد ذلك دائرة اخرى من الممكن أن أفضفض فيها ، ويرتبط هذا بشخصية الذى أفضى له بما همنى ، فليس كل الناس - مهما كانت درجة تقواهم - أقدر على التفهم والتفكير المثمر نحو الحل .

وكم أحببت من أناس كانوا على درجة عالية من الالتزام والتقوى لكنهم لايصلحون للإفضاء .

لكنى أركز على أهمية وجود دائرة لايعرف عنها أحد شيئا ، وهذا ما أفهمه من حديث رسول الله ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن سكون بغيضك يوما ما ) .

وكم ندمت على أشياء عرفها من اكتشفت بعدئذ أنه لايستحق .

___

كلمة قبل بداية الإجابة على هذا الاستجواب الذى لا أظن أحدا قبلى تم عصره بهذا الأسلوب الذى اخرج فيه كل عضو كل مهاراته فى الإحراج والضغط

هو تأكيد فقط على أن شخصية إلهامى أبسط كثيرا مما قد يبدو من الإجابات ، قد تكون كثرة القراءة للمقالات والتحليلات السياسية والتاريخية تؤثر على القاموس اللغوى للشخص فتشحنه بالألفاظ الكبيرة والتراكيب الضخمة ، وتساهم فى خمول التبسيط والوضوح .

وهذه نقطة ضعف كبيرة عندى أعترف بها ، أننى لا أستطيع عرض الفكرة ببساطة تناسب كل المفاهيم ، واجد عجزا محيرا عن التفاهم مع من ليس لهم حظ من التعليم أو الثقافة ، فلا أستطيع أن اشرح لهم فكرة بأسلوب يفهمونه ويستوعبونه دون صعوبات .

والتبسيط دون الإخلال بالمضمون سر عظيم فى نجاح أى مفكر أو أى داعية على الإطلاق ، وهو برأيى السر الأكبر فى نجاح الداعية العظيم عمرو خالد وأمثاله من الدعاة الجدد ( وعمرو خالد نفسه صرح بهذا ) .

دعونا نتفق أولا على هذا .. وأن تفسر كل الإجابات فى هذا النطاق حتى لاتتضخم صورة حقيقتها أقل من ذلك بكثير .

____

** ما رأيك فى السينما المصرية مع التفرقع بين افلامها و مسلسلاتها وبرامجها ؟؟

هذا موضوع يطول ، ويبدو ان الأسئلة تثير فى ذهنى أفكارا لمقالات وقصص قصيرة ، لعل الله ييسر لى التفصيل فيها فى مواضيع أخرى .

لأن موضوع السينما هذا طويل ، فخلاصة القول فيه لدى أن السينما المصرية ماتزال من الناحية الحرفية والمهنية أقوى سينما عربية ، قد يكون هذا لاقى اهتزازا فى الفترة الأخيرة نظرا لسيطرة الإنتاج الكاملة على الأفللام وطبيعة المنتج أنه يريد عملا من نوعية ( التيك اواى ) يحقق أرباحا سريعة بأقل التكاليف ، وأى عمل فنى يسيطر عليه هذا المبدأ فهو فى انحدار وهبوط مستمرين ، وهذا العامل بالذات هو سبب تدهور النسيد الإسلامى ، وعدم قدرته على تحقيق جماهيرية عالية رغم إخلاص القائمين عليه باستثناء المنتجين .

وحينما دخلت السينما المصرية تحت سيطرة كاملة للإنتاج ، اهتز مستواها الحرفى ( الكفاءة ) ، لكنها برأيى مازالت تمتلك أفضل الممثلين وافضل المخرجين ، وأفضل رصيد خبرة وكفاءة فى مجالات الموسيقى التصويرية والإضاءة والإخراج .

وقد ظهرت على الساحة السينما السورية مؤخرا ، وسحبت البساط من تحت الجميع ، لكن - بعد مشاهدتى لأعمال سورية - أجزم بأنها لاتتفوق على السينما المصرية إلا فى عنصر السيناريو والتأليف ، لكن باقى العناصر خصوصا الإخراج مازال يتأخر كثيرا عن المستوى المصرى .

أؤكد على أن هذا رأى شخص متذوق وليس خبيرا أو محترفا ، وهو لاشك يحتمل الخطأ لأنى غير محيط بكل الأعمال الغير مصرية ، لكن هذا فى حدود علمى


** ما هو افضل فيلم عربى شاهدته وأفضل مسلسل .. وأكثر فيلم أثر فيك واندمجت معه ؟؟

أفضل فيلم عربى بالنسبة لى هو فيلم ( الطريق إلى إيلات ) بطولة ( نبيل الحلفاوى وعزت العلايلى ) .

ولعله أول واكثر فيلم عربى اعتمد على الواقعية فى التمثيل والتصوير فالتمثيل كان باللغات الحية كاللغة الشامية واللغة العبرية ، والتصوير كان فى الأماكن الحقيقية أو حتى توحى بأنها أماكن حقيقية .

أفضل مسلسل هو المسلسل السورى : صلاح الدين الأيوبى ( بطولة جمال سليمان - تأليف : د. وليد سيف ، إخراج : حاتم على ) والسيناريو فى هذا المسلسل روعة لاتوصف ، والدكتور وليد سيف هذا أروع من كتب سيناريو باللغة العربية ، فهو يوصل الفكرة فى بلاغة منقطعة النظير ، ورسمه للشخصيات كان فى غاية الدقة ... أتمنى أن يشاهد هذا المسلسل كل عضو بالمنتدى .

وكم تمنيت أن يكون مخرج هذا المسلسل من المصريين المحترفين ، فهناك مشاهد فى غاية التأثير أفقدتها روعتها قلة كفاءة الإخراج بنظرى .


** ما رأيك فى الفنانين المصرين ومن هو افضل ممثل فيهم (( بغض النظر عن ماذا يمثل )) ..؟؟

الفنانين المصريين كانوا حتى قبل عشر سنوات أغلبهم مواهب حقيقية ، مهما كانت درجة انحرافهم ، لكن بعد ذلك دخل التمثيل من كانت مهاراته إجادة الرقص والتعرى دون أى موهبة حقيقية .

أفضل ممثل بالنسبة لى ( بغض النظر عن ماذا يمثل ) هو : حسن حسنى لأنه يجيد تمثيل كل الشخصيات ببراعة مثيرة للإعجاب .

** الى من تهدى هذه الكلمات ..
- (( سأكتب اخوتنا على جدار الزمن .. فإن عشنا عشنا معاً .. وإن متنا تقاسمنا الكفن ))
- (( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ))
- (( احبك فى الله ))
- (( اتمنى ان اراك .. او اراك مرة ثانيه ))

أهدى هذه العبارات لكل من أحببتهم هنا فى المنتدى ....
بالمناسبة أنا لا اجيد الإجابة على هذه النوعية من الأسئلة ، فأرجو المعذرة ، كما أرجو ألا يسألها لى أحد .


** من تراه فى هذه المكانه او الوظيفه ممن فى المنتدى او غيره ولماذا ..

بصراحة معرفتى ليست عميقة بأفراد المنتديات التى اكتب فيها حتى استطيع ترشيحهم لمثل هذه المناصب الفعالة والحساسة على مستوى الأمة كلها ، لذلك لن أجيب إلا عما أعرف .

- (( رئـيـسـاً للـجـمـهـوريـه )) ......

- (( وزيـراً )) ......

- (( شـيـخـاً للأزهـر )) .........

- (( فـنـان )) .... صابرة ، طيف سارى

- (( رجـل سـيـاسـى )) .......

- (( رجـل ثـرى )) ......

- (( مـهـنـدسـا مـتـمـيـرا )) ......

- (( عـالـمـاً )) .......

- (( اعـلامـى مـتـمـيـز )) ........

- (( مـفـكـر اسـلامـى ))
... الأخ الفكر الإسلامى ولو أنى لم اقرأ له كثيرا لكن فيما قرأت توجد بذور قوية جدا جدا .

ماذا ترى نفسك فى المستقبل ؟

* الواقع يقول : مهندس
* الهدف يقول : مؤرخ ومفكر
* الأمنية تريد أن أكون ( فنان - إعلامى - أديب - مؤرخ ومفكر ) فى نفس اللحظة .

لعل هذه الإجابة المختصرة تشرح كل مايعتمل فى نفسى من أفكار ومشاعر وطموحات ، ولو أنى حاولت الإطالة لأدركت الإطناب والإملال ، فيكفى قليل من التأمل فى الإجابة للحصول على ما كنت سأشرحه فى صفحات .

قل لي محمد...ما الذي سيضطرني يوما أن أدخل صناع بغير اسم...صابرة..."مع أني لن أفعلها يوما"... وأظن ذكاء محمد الهامي لا يخفى عنه قصد سؤالي ؟

معرفتى بشخصية صابرة تقول إنها حساسة جدا لدرجة أن اعتقادها ان وجودها باسم صابرة يضايق ( مجرد يضايق ) أحدا ( ولو عددا قليلا ) بالمنتدى ، فستسارع إلى الدخول بغيره ، حتى دون التفكير بعمق فى مكاسب ومضار هذا التصرف .

ومع أن رقة الإحساس صفة رائعة ونادرة فى ذات الوقت إلا أن زيادتها عن الحد تحولها إلى مشكلة ، كما أن إرضاء الجميع غاية لاتدرك .

وأود أن أذكرك فى لحظة كهذه بمقولتك فى السؤال " مع أنى لن أفعلها يوما " ، وهذا نعتبره وعدا غير قابل للمخالفة .


( أسأل الله أن يكون " ذكائى " قد توصل لمغزى السؤال ، أسأل الله ألا يخيب ظن الناس بى )



و ما الذي يجعل أعضاء صناع يعلنون التخفي ...وكلمة "عضو" بين المتواجدين ..موجودة...و اسم العضو غائب ؟
ثم قل لي محمد...أهذا له علاقة بتركيبة الشخصية العربية عامة ؟
أم هو نوع من الأمان...لأننا أمام شاشات...و وراء أقنعة...و مم الخوف؟

اختيار العضو وضع التصفح الخفى له أسباب كثيرة ، قد يكون منها ماذكرت من استشعار الأمان خلف الشاشات ووراء الأقنعة ، وهو حينئذ جزء من تركيبة شخصية ساهم فى صنعها التغول المتوحش لأجهزة الأمن بالعالم العربى حتى صار المواطن العربى مهما بدت له من فرص يستشعر الخوف .

لكن من ناحية أخرى قد يكون لهذا أسباب شخصية بحتة ، فعن نفسى أفضل وضع التصفح الخفى فى بعض المنتديات حتى لايشغلنى من يريد محادثتى عبر الرسائل الخاصة أو الماسنجر عن فعل ما أريد ، والغالب عندى ألا أفتح الماسنجر حين جلوسى على الشبكة لأنى عندما أفتحه أكون مضطرا للدخول فى حوارات عليه مما يضيع على ماكنت أود إنجازه ،، قد يكون وضع التصفح الخفى فى هذه الأحيان ضرورة .



كان لي تعليق على جملة أن " الطب والصيدلة أصلا تعتمدان على الحفظ أكثر من الفهم "

أنا أعلن هنا اعتذارى بالفعل عن هذه العبارة التى لم أقصد أن تكون بهذا المعنى ، إنما كان المقصود أن " دراسة " الطب والصيدلة " فى مصر " تعتمد على الحفظ اكثر من الفهم ، لا أن الطب والصيدلة يعتمدان على الحفظ ، والفرق بين ما أردت قوله ، ومافلتت به أصابعى كبير .. لذا أعتذر ، خصوصا لأهل الطب والصيدلة من أمثال الدكتورة خديجة .

مواصفات زوجه المستقبل؟

أهم 3 شروط بالنسبة لى :
1) طبعا الدين
2) الجمال لأن الزواج عفة وإحصان ، وأحسبنى غير مضطر لذكر أن الجمال نسبى ، كما أنى أفضل السمت الهادئ أو الملامح الهادئة
3) أن تكون قابلة للتعلم والتطور مهما كان مستوى تعليمها ، إذ أنى اقبل أن تكون زوجتى غير متعلمة أصلا لكن لديها هذا الاستعداد والرغبة فى التعلم والتطور ، ولا اقبل للحظة أن تكون جامعية ولكنها جامدة الذهن قنوعة بما تعرفه .... لا أتخيل مطلقا أن أظل أحادثها وهى تنظر لى فى استغراب أو بلاهة ( عذرا على اللفظ لكنى لم أجد أدق منه ) أو حتى إعجاب دون أن تتفاعل وتبدى رأيها وتجارينى فى التفكير والتطور .

هذه أهم الشروط بالنسبة لى ، يضحك منها كثيرون ، لكنى لا أجد ايا منها يمكن أن أتخلى عنه .

مواصفات اقرب اصدقائك؟

أصدقائى المقربون كثيرون ، ولكل منهم اسلوبه وطريقته وصفاته المخالفة لدرجة التقابل مع غيره من أصدقائى المقربين أيضا .

لكن العامل المشترك فى الجميع هو القدرة على التفكير ، وعدم التعصب للرأى والقابلية للرجوع عنه إذا تبين خطؤه

يسبق هذا بالطبع ، الصدق فى العلاقة والوفاء لهذه الصداقة .


كلمه لكل من:
زوجتك (مستقبليا)ان شاء الله
: رحم الله امرأة أيقظت زوجها من الليل فإن أبى نضحت فى وجهه الماء .

امك .. أسألك الرضا ، فهمها فعلت فلن أوفيك حقك ابدا .

ابوك.. والله لن يخزيك الله أبدا .

اخوتك .. أسأل الله لكم كل الخير والهداية

صديقك ...على الاقل اثنين منهم ان لم يكن اكثر....

صديق رقم (1) : لا تجعل العاطفة تهدم قرارا أخذته فى لحظة عقل .
صديق رقم (2) : مهما كنت تمتلك من مهارات وكفاءات ، فلن يغنى هذا شيئا دون أن يكون لك نصيب من الارتباط بالقرآن والعبادات .

موقف ظلمت فيه؟

المواقف كثيرة ، واستدعاؤها إلى الذاكرة ليس مفيدا على أى وجه من الوجوه ، فاعذرينى على عدم إجابة هذا السؤال .

موقف انصفت فيه واحسست انك فى قمه سعادتك؟

المواقف أيضا كثيرة ، ولكن ربما أحسست بقمة السعادة لدى رؤيتى لمجموعى بالثانوية العامة ، إذ شعرت فعلا بأن الله تفضل على وأعطانى مازاد عن بذلى أضعافا مضاعفة .

اجتماع المدونين الذين لم أكن منهم

أبلغنى الأخ مالك عبر رسالة خاصة أن جمعية مصر للثقافة والحوار تعقد حلقة نقاشية حول دور نشطاء الانترنت فى التغيير على الأرض ، ولما كانت الرسالة من مالك ، فقد كانت تعنى الكثير .. لماذا ؟

مالك .. رجل لم اعرفه إلا عبر قهوة كتكوت بموقع هريدى ، ويكاد يكون ثانى اثنين أو ثالث ثلاثة ممن لهم خلفية ثقافية قوية دخلوا معى فى معارك عديدة حول موضوعات متعددة ، هذه المعارك لعب فيها حدتى دورا ، وحدته كذلك ، وسوء الفهم بيننا ، حتى صار المتابع يوقن بأننا قد افترقنا لأجل أفكارنا

فإذا كان هذا الرجل قد بعث لى برسالة ، فكان من الطبيعى جدا أن احتفى بها ، ويكاد يكون هذا الاجتماع أول اجتماع بأناس عرفتهم على الانترنت ، يختلفون معى فى توجهى الإسلامى .. لم افكر كثيرا ، فالموضوع مثير ، والداعى له أخ أحرص على استمرار وده ، وليس هناك عوائق قوية .

وبعد سفر ، وانتقال بين المواصلات ، تخلله اتصال استفسارى من مالك ، وصلت إلى جمعية مصر للثقافة والحوار لأجد مفاجأة لم أكن اتخيلها ، ألا وهى أن هذا الاجتماع قصد به بالمرتبة الأولى المدونين .. وحيث أنى لم أكن اهتم بالمدونات حينها ، فقد ظللت أتابع مايقوله المدونون لأكتشف أنه عالم آخر ، لم أدخله بعد .. وعرفت أنه عالم حر لطيف ، يجمع بين المتناثرات المتفرقات ، وبين المتشابهات المتقاربات .

دار الحوار حرا مفتوحا ، وكان الحضور جميعه تقريبا شباب ، فيما عدا ثلاثة او اربعة من المهتمين بالتغيير .

كان ممن تمنيت أن أراهم وائل عباس صاحب جريدة الوعى الإلكترونى التى تنفرد بصور للأحداث ، لاتحصل عليها أى وكالة أنباء أو قناة فضائية أو جريدة تصدر على الأرض .

كان صلب الحوار الرئيسى حول كيف يستطيع المدونون ونشطاء الانترنت نقل التغيير إلى الأرض ، واختلفت الاتجاهات ، وزوايا النظر ... فإذا أضفنا إلى ذلك أن الاجتماع لم يكن محدد العناصر ، ولم يكن هناك إدارة للحوار بالمعنى المعروف للإدارة ( ربما كان هذا مقصودا ولمالك فيه وجهة نظر ) فقد كانت الأفكار أقرب إلى التناثر منها إلى التوحد .

ولأن ذاكرتى ضعيفة ، فلا أكاد اتذكر ممن حضروا .. أو قل ممن أثاروا اهتمامى أنا شخصيا .. إلا عمرو وهو مترجم صاحب مدونة حوليات صاحب الأشجار ، ومصطفى حسين ومحمد سمير أصحاب مشروع ( إيجى لج ) وأمجد ودعاء العدل وهى رسامة تكتب فى مدونة بنت مصرية .. ورحاب السيد - عساى ألا أكون أخطأت فى الاسم - وهى من مشاركى موقع مجانين المهتم بالطب النفسى .

اللقاء كان بداية دخولى عالم المدونات ، وهو العالم الذى لم ازل جديدا عليه ، ولم اعرف أغلب ـفاصيله وتوجهاته .. حتى مدونتى لم تزل قيد الترتيب .. يمكن اعتبارها ( فترة البث التجريبى ) .. لكنى أسأل الله أن يوفقنى فيها .

الدرس الأكبر : أن العالم متجه نحو سحب البساط من تحت ايدى أى سلطة لتكون فى يد الشعب ، وان المحاذير تتقلص وتنكمش ، وأن الفاعلين فى هذا الزمن لديهم الفرصة الأكبر للتغيير .

28/9/2005

بحر الحب

الزمان : 21/5/2001
المكان : على مقعد الحديقة بجامعة كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية

كان بداخلى بحر عميق من الحب .. اشواق لاتنتهى .. مشاعر بلاحدود ، لكن كل شئ حولى كان يكتم هذه المشاعر وهذه الأشواق ، رغم أن هذا الـ " كل شئ " هو نفسه الذى يفجر كل هذه المشاعر والأشواق ، ولايتركنى أنساها قليلا حتى يعيد تذكيرى بها .
لا أمشى يمينا أو يسار أو إلى الأمام أو حتى إلى الخلف إلا وأتعرض لما يثير كيانى وعاطفتى نحو هذا الكائن الذى يسمى المرأة .
مشاهد الحب التى تملأ الجامعة .. الروايات المنتشرة فى الكتب وعلى الصحف .. الأفلام والمسلسلات .. حكايات الأصدقاء حول قصة الحب التى يعيشها كل منهم .
أفهم تماما أن كل هذا خطأ ، وكل المشاهد والقصص رأيت نهايتها التى لم تكن ابدا سعيدة .. لكنها تثير فى نفسى كل المعانى الساكنة .. معانى الاحتواء والمودة والرحمة والسكن والاستقرار بكل ماتبعثه هذه المعانى من أشواق الحب والعاطفة حتى اصبحت أعيشها بلازوجة وأشعرها حتى نحو الفراغ .
بل تدرجت الأمور حتى اصبحت أرى الطفل الصغير قتجتاحنى معانى الأبوة والرحمة والعطف وسائر هذه المعانى المتدفقة نحو اللاشئ .
ثم ينتزعنى الواقع من عالم مشاعرى لأجدنى أعجز عن الزواج الذى لا املك تكاليفه ، كما لا أستطيع ولا أقبل لنفسى ممارسة معصية لما عُرف عنى من التدين والالتزام .
يالحظ تلك المرأة التى كتب لها القدر أن تكون زوجتى ، ستجد بحرا من الحب والعواطف والمشاعر مخزونة عبر السنين تتدفق نحوها بلا نهاية .
كانت فرحتى بلاحدود حين علمت ان الجامعة قبلت طلبى بإكمال الدراسة فى أمريكا .. لم اكن اعرف بالضبط لماذا فرحت ؟ .. ألأننى سأسافر إلى مكان طالما تمنى الكثير من أقرانى السفر إليه ؟؟ .. أم لأنه دليل تميزى وتفوقى على غيرى ممن أرادوا نفس الأمر ولم يُقبلوا ؟؟ .. أم لأن أمريكا بالفعل أرض الأحلام حيث الحياة السهلة الميسرة والإمكانيات العلمية المبهرة ، واسلوب الدراسة المتميز ؟؟
حقا .. لم أكن أدرى لماذا غمرتنى كل هذه الفرحة ؟؟
تمت إجراءات السفر وتوديع الأهل كما هو معتاد دائما .. وارتفعت بى الطائرة إلى أرض الأحلام .. وهناك اشتعلت كل عواطفى وأشواقى دفعة واحدة .
فعلى رغم كل مايجتاح بلادنا من مظاهر الفساد إلا أن امريكا شئ مختلف تماما .. أنت فى أمريكا حر لدرجة أن تخلع كل شئ حتى آدميتك فى عرض الشارع .
وبقدر ما أثارت مشاهد الطرقات والمواصلات فى نفسى من الامتعاض بقدر ما أشعلت فى نفسى كل مشاعر التكامل مع الأنثى .
بالفعل لا أتذكر متى تعرفت عليها .. لربما أن ماتلا هذا التعارف من احداث أنسانى كيف تعرفت عليها .. وأول ما أتذكره الآن هو أن هيأت لها ذراعى فتأبطه بشدة كأنها تتعلق به .. إنها لحظة لا انساها .
كان ذلك فى أول أيام الجامعة .. تعرفت على شاب كان بجوارى فى قاعة الدراسة وعرفت أنه من اليونان ، وتعرفت على أخرى فى نفس اليوم ثم نسيت عنها كل شئ الآن .
الحياة هنا تمضى فى سلاسة غريبة ، حتى أننى اتعارف على الجميع ببساطة مدهشة .
أول ما أتذكر من مواقف هو عندما جرت نحوى وأمسكت ذراعى مستغيثة من شابين يلاحقانها .. لم افهم الموضوع .. و لم أحاول التفكير أصلا .. بل دخلت معهما فى معركة سريعة ساعدنى فيها ضعف بنيتهما ، ثم التفت إليها فطالعتنى ابتسامة ساحرة من ملامحها الشرقية الغربية .. لا ادرى كيف ؟ .. ولكنى اشعر بروحها الشرقية منطلقة من ملامحها الغربية .
قلت لها : هيا بنا نجرى قبل أن يتجمعوا لنا .. فهذه البلاد ايضا بلاد الجريمة .
وامسكت بيدها وانطلقنا نجرى بحيث لايكتشف أحد خط سيرنا ، حتى انتهينا إلى مكان واسع متطرف فى حديقة الجامعة المترامية الأطراف ، ثم تذكرت أنى لا اعرف اسمها بعد ، فسألتها عن اسمها .
سكتت لحظة ، وتجمدت ملامحها للحظة ثم قالت بابتسامة : " بيلين "
وببساطة قررت أن تدعونى لمشاهدة فيلم بالسينما ، وقبلت دعوتها بنفس البساطة .
حينما دخلنا من الباب الخارجى للمبنى الضخم لم ادر لماذا حملتها فجأة فى هدوء تام وقبلت جبينها قبلة أفرغت فيها مشاعر السنين ..
وحينها شعرت وكأنى فى عالم آخر ..
كأنما ألقيت هما ضغط على صدرى طويلا ..
أو كأنما استقر ذلك الشئ الذى كان مضطربا دائما .
وفجأة وبلاسابق تفكير أو مقدمات .. تذكرت انى لم اصل العصر .. فاستأذنتها ، ولم انتظر رد فعلها ، لكنها سارت معى حتى المسجد ولم تدخله .
لم ألق بالا لهذا الأمر ولم أفكر فيه ، وإنما دخلت وصليت ورأيت الصفوف وهى تنتظم ، وحلقت فى الوجوه التى تمثلت لى وكأنها وجوه الصحبة الصالحة التى تركتها فى بلدى حتى ظننت أنهم هم .
وبعد الصلاة أعدت النظر إلى وجوههم ثم هيئ لى أنى أخاطبهم قائلا : " وداعا الآن .. معى بالخارج ملاكى "
خرجت من المسجد فلم أجدها .. بحثت يمنة ويسرة فلم اجدها .. مشيت إلى الأمام وإذا بلمسة على كتفى فالتفت فإذا بسمتها المتألقة تمتع عينى ، وكانما أحسست جزءا منى قد عاد إلىّ .
صارحتها مندهشا كيف اقتربت منها ولم اعرف عنها إلا اسمها ، سألتها : " ماذا عن بلدك ؟ "
صمتت لحظة وتجمدت ملامحها ثم نظرت إلى فى جدية وقالت : " إسرائيل " .
دارت بى الأرض ..
واختلطت فى عينى كل الألوان حتى تداخلت واسودت ..
وأغمضت عينى ..
لقد تلقيت آخر صدمة كنت أتخيلها ..
حاولت نفسى للحظة أن تمضى فى العلاقة .. لكن كل حواسى تذكرت مافعلوه ويفعلوه بإخواننا فى فلسطين .. ورفضت مجرد الفكرة .
حاولت هى أن تقول ، ولكن فى غمرتى لم أفهم إلا أنها كانت تغمغم بأن الوضع الحالى لاشك غير دائم ، وانه لابد سيسود الحب والسلام .
لم أكن مستعدا لأسمع فقلت فى حزم قاهر : لا أريد أن أسمع شيئا .. ليتنا لم نتعارف .
سكتت لحظة ثم تجمدت ملامحها .. ولكن هذا الوجه كان يحمل فى هذه المرة ملامح الدموية والقسوة ، ثم قالت فى اقتضاب : فليكن .
عدت ادراجى إلى الجامعة ، جلست على أقرب مقاعدها .. عاودنى اشتعال عواطفى الذى عزمت ألا أصرفه إلا لذات الدين التى اثق أن الله يخبئها لى فى صفحات الغيب .
وقررت حينها أن أرجع عهد عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه - .

الخميس، سبتمبر 22، 2005

ودعتنى




ودعتني بانسيال دموعها أكثر من توديعها لي بحروفها وكلماتها .ثم قبلتني في صمت و قد ازدادت دموعها غزارة ,رغم أنني أكرهها إلا أنى لم أعرف لماذا رق قلبي نحوها و انفتحت لها نفسي لعل صدق الدموع استطاع أن يتغلب على كراهيتي لها رغم كل قسوتي عليها و صراخي في وجهها حتى في الأيام القليلة التي سقت هذا الوداع .
حملت حقيبتي ومضيت خارج المنزل وحاولت أن أنسى دموع أمي التي يبدو أنها ستغير عاطفتي نحوها من الكراهية نحو الحب و ظللت أذكر نفسي بالماضي الذي كانت تستغل فيه صغر سني فتضربني أو تمنع عنى المصروف أو تحرجني أمام الضيوف وهو الواقع الذي أنقلب إلى العكس تماما مع بداية المراهقة وظهور شعر الشارب واللحية ثم تغير نبرة الصوت الطفولية إلى صوت خشن يعلن بداية تحول كل شيء.
ومع نهاية مرحلة الضرب أو منع المصروف بدأت مرحلة أخرى من الصراع كنت أرد لها فيها الكلمة بمثلها أو أسوأ منها .وحاولت ذات مرة أن تصفعني فوجدت يدها قد تعلقت بقبضتي الفولاذية,وقبل أن أرى نظرتها الذاهلة كنت قد دفعتها فاستقبلها الفراش الحاني وقد عقدت لسانها المفاجأة التي تحدث لأول مرة . بعد هذه الحادثة تعلمت ألا ترفع يدها علي مرة أخرى فلن يدري أحد ما الذي سيحدث في مرة قادمة .
اشد ما كان يغيظني هو تمثيلها البارع الذي لا أدري من أين تعلمته رغم أنها لا تحب المسلسلات و الأفلام بل دائما ما كانت تصلى وتصوم وهى عبادات المفترض أن تعلمها كيف تكون صادقة .لا كيف تجيد الكذب والتمثيل0
ماأبرع تمثيلها حين كانت تنظر إلى دامعة وتقول :لو كان أبوك حيا ما أستطعت أن تفعل كل هذا بى0
وصلت إلى محطة القطار وأبرزت التذكرة ثم جلست أنتظر المنقذ الذى طالما إنتظرته ليهرب بى من هذا الجحيم الذى كان يتقاسمه جحيم الثانوية العامة وجحيم البيت 0
رغم كل ما حاولت أتذكره من مواقفها وافعالها معى إلا أن دموعها الأخيرة كانت تغسل من ذاكرتى كل هذه الأحداث وتعيد تلميع صورتها الصادقة بالفعل 0
قطع حيرتى صوت القطار الذى يسبق وضوح هيكله فتعانق مع صوت المذيع الداخلى فى محطة القطار ليؤلفا نغما لذيذا طالما تمنيت سماعه.
ثم ظهر القطار الفاخر الذى أصررت على ألا أستقل غيره فى بداية سفرى نحو الجامعة رغم معرفتى بأن ثمن التذكرة مرتفع بالنسبة لحالنا.
إستقبلنى المقعد الوثير وأحا طتنى برودة الهواء المنبعثة من مكيف العربة ثم قفزت أمامى صورتها الدامعة مرة أخرى ،ما هذا ؟00ما الذى جعل هذه الدموع بالذات تلتصق بذاكرتى ولا تريد أن تفارقها ؟؟!! .. كثيرا ما بكت أمامى إما غضبا منى بعد نزاع كان يرافق حياتنا دائما00
وإما خوفا علىّ كلما رأتنى مستلقيا أمام التلفاز تاركا المذاكرة رغم إقتراب إلامتحانلت 000وذات مرة رأيت منها دموعا تشبه دموع اللحظات السابقة حين تعرضت لحادث كسرت فيه ساقى اليمنى0
إذن 00ماالذى جعل هذه الدموع بالذات تضغط على عقلى كل هذا الضغط بهذه الدرجة من العنف وتولد كل هذا القدر من الحيرة ؟؟؟؟
ألأنها دموع لم يعقبها حدوث مشكلة كالتى تحدث بيننا كل لحظة ؟أم أنى لأول مرة أستشعر معانى الوحدة وإلاغتراب وأمشى فى الدنيا بلا سند وإن كان معنويا؟؟
فلقد كانت-برغم ما بيننا من مشا كل -تمثل معنى من معانى إلاستقرار والطمأنينة ؟
حاولت أن أخرج من هذه المشاعرالتى تتكاثر على وكأنها تهاجمنى وتحاصرنى فى إحدى زوايا العقل الضيقة الحرجة ،فتركت يدى تمتد لتخرج المجلة التى أشتريتها لتعيننى على سفرى , ومن فرط حيرتى فتحتها عشوائيا ثم أخذت أقلب صفحاتها بحثا عن اللاشىء حتى وصلت إلى موسوعة الصور وأخذت أتأمل صور عالم الحيوان الجميلة 0
فهذه القطة التى تقاسم شعرها اللونان :الأسود والأبيض نستلقى على ظهرها ونستسلم لصغارها الذين التقموا أثدائها بصورة جمعت بين متعة اللعب ومتعة الطعام وهى تمنحهم نظرة حانية حالمة وكانما سرقوها من عالم الدنيا فلم تر غيرهم فيها 0
وذلك الحصان الذى يبدووكأنه إصطحب مهره معه فى نزهة خلوية بين المزارع والحقول ثم أخذ يجاريه ويسابقه ويستقبل قفزاته المتواضعة .. ثم يضرب مؤخرته برأسه وكأنما يعطيه دفعة ليواصل قفزته أو لعلها إحدى صور الإمداد بقوة لم يحزها ذلك المهر الصغير بعد0
مجموعة صور ثالثة كانت هذه المرة من عالم البحار حيث يتقافز حيوان الدرفيل على سطح الماء ويحاول صغيره أن يحاكيه فى تلك القفزات الرشيقة و 0000

إصطدمت عينى بعنوان الصفحة "الأمومة فى عالم الحيوان "00أمومة ؟
عدت سريعا أعيد النظر إلى الصور السابقة فى ضؤ هذا العنوان الجديد فما لبثت هذه الصور أن تجمعت وتداخلت لترسم هذه االصورة التى تحرق عقلى وتجلد قلبى 00 صورة أمى ودموعها الساخنة 0
عاودتنى تلك الحيرة التى لم تكن إلا لحظات معدودة فشعرت بالإختناق فقمت من المقعد لأتوجه إلى "بوفيه"القطار ثم عاود الإنطلاق،تناهت إلى مسامعى أصوات صرخات كانت تقترب منى كما كنت أقترب منها حتى تبينت أنها صرخات أمرأة مجنونة قد سقط عنها حجابها وتناثرت أشلاء
ملابسها وزاغت نظراتها وأرتعشت يداها 00مشهد خارج الزمان والمكان كأنما هرب من مستشفى الأمراض العقلية والعصبية ليحتل مقاعد القطار ،عرفت أنها فقدت غلامها الذى لم يمهله القطار حتى يصعد فتحرك سريعا ليرسم مع مساره ملامح الجنون على مشهد هذه المرأة
فيحولها إلى عالم المخبولين0
وتزداد دهشتى مع إزدياد تحليقى فى هذا المشهد حتى بيد تربت على كتفى فالتفت فإذا رجل كبير قد أنارت لحيته يحرق أذنى ويعيدنى إلى الحيرة التى أردت التخلص منها فيقول :إنها الأمومة 0
نظرت إليه نظرة هى مزيج من الدهشة والبلاهة والغضب ولم أستطع النطق بحرف فعدت مسرعا إلى مكانى الذى لم أعد أدرى 00أهو منبع الحيرة أم هو نجاتى منها 0
سألنى الجالس بجوارى عن سبب همى الناطق من ملامحى ،وقبل أن أهيء نفسى للرد وجدته ينطلق كأنه يسأل نفسه- ويحكى عن زوجته التى لم تتحمل صدمة موت وليدها فأصيبت بإنهيار عصبى أسكنها فراش المستشفى منذ شهور فى حالة عسيرة ، ثم قضى على ماتبقى عندى من تماسك حين صرح فى بساطة قاتلة : إنها الأمومة .
كدت أصرخ فى وجهه : كفى .. كفى .. ولكن المواقف التى تراكمت على صدرى كأنها جبال استلقت على لسانى فمنعته من الحركة .
أفقت على صرخات طفل صغير قرر ان يجذب انتباه كل راكبى القطار فظل يبكى ويصرخ ويبكى ، وتكررت محاولات والده لإسكاته ريثما تأتى أمه التى ذهبت إلى الحمام فلم يفلح ، وطال صراخ الطفل حتى أحدث تذمرا بين الركاب تحول إلى نظرات غاضبة وهمهمات مستنكرة حتى والد الطفل نفسه زحفت إليه هذه المشاعر فارتفع صوته واحتد فى محاولة لإسكات الصغير الذى لم يقابل هذه الحدة إلا بمزيد من الصراخ .
اندفع بجوارى سهم انتصب واقفا عند الطفل فإذا هذا السهم أمه التى اندفعت مسرعة بمجرد أن سمعت صرخاته ، ويبدو انها سمعت الهمهمات الغاضبة فلمع فى عينيها بريق الغضب فأخرس كل الألسنة .. ثم انثنت تحمل صغيرها وتربت عليه فاستقبلها بانخفاض الصراخ الذى لم يلبث حتى سكن تماما ، ثم التفت كفه على سبابتها وكأنه يحاول تقييدها لكى لاتعاود الهروب .
قضى هذا المشهد على كل ماتبقى لدى من تماسك ، وصارت صورة الدموع التى انسابت من أمى تكبر وتكبر .. وتضغط وتضغط ..
ماهذا ؟؟ .. هل تحولت الحياة كلها إلى أمومة ؟؟!! .. لا أنفك من موقف حتى تلحقه مواقف أخرى ؟؟!! .. هل يمكن أن تكون كل هذه المواقف مجرد مصادفات ؟؟ .. هل يمكن أن تكون إحدى مؤامرات أمى ؟؟ ...... ماهذا التفكير السخيف !!
إذن : لماذا أتعرض لكل هذه المواقف فى هذه اللحظة بالذات ؟؟
هل يعقل أن أكون انا المخطئ فى حق أمى ؟؟ .. ماهذا ؟؟؟؟ .... إنها أول مرة أتوقف فيها أمام هذا السؤال .!!
مالذى حدث ؟؟ .. أى اضطراب وتوتر هذا الذى يسيطر على ّ ؟؟!!
لم أواجه فى حياتى موقفا كهذا ... آآآه .. لابد أنها مؤامرة .. نعم .. مؤامرة محكمة أيضا .. لاشك فى هذا .. لايعقل أن تكون كل هذه المواقف طبيعية وعادية ..
تناهى إلى مسامعى صوت هاتفى المحمول .. فالتقطته فى ثقة .. من المتحدث ؟
أتانى الصوت العذب الدامع : اشتقت إليك ياحبيبى ..
حينها .. انهار كل شئ .. وغرقت فى البكاء


كتبت فى سبتمبر 2004

الاثنين، سبتمبر 19، 2005

حول عبد الله بن سبأ

.. هذا الموضوع كتب فى منتدى هريدى
__________________
السلام عليكم ورحمة الله .

دفعنى الحوار الذى جرى بينى وبين الأخ جهاد والأخ مالك ، ثم الرد التالى للأخ أسد الدين فى موضوع ( جذور التطرف ) للأخ السياب ، إلى التركيز على بحث وجود أو عدم وجود شخصية عبد الله بن سبأ تاريخيا ، وهى الشخصية التى ينسب إليها إثارة الفتنة فى عهد سيدنا عثمان رضى الله عنه .

وفى البداية أنوه إلى أنى لم أنته من البحث ، ولكن أضع هنا النتائج الأولية التى وصلت لها ، وبمساعدة الأعضاء وخصوصا جهاد ومالك ، يمكن أن نصل أسرع إلى نتيجة .

تنويه آخر : أغلب من نقلت عنهم هنا من الكتاب والباحثين لم تسمح لى ظروفى بمراجعة مصادرهم وراءهم ، وهى الخطوة التى أفعلها دائما لأستبين مدى صدق ودقة الباحث أو مدى تحريفه وكذبه .

،،،،،،،،،،،،

كتب الأخ جهاد :
_________________
في نقاش مطول بيني وبين الاخ مالك دام لساعات اقنعني ان عبد الله بن سبأ لم يكن شخصية حقيقية موجودة نظرا لان المؤرخين في عهده تحدثو عنه باسم (ابن السوداء) وهو كما هو متعارف عليه لقب سيدنا بلال بن رباح مؤذن الرسول عليه الصلاه والسلام

ولم يرد اسم ابن سبأ الا بعد هذا بمئتي سنه علي الاقل واليه نسب ظهور الرافضة ..

وبناء عليه عدت الي اكثر من مصدر للتأكد من هذا فوجدت ان كل مصدر ينسب ابن سبأ الي شيء مختف عن الاخر

البلاذري في أنساب الأشراف ، و الأشعري القمي في المقالات والفرق ، والفرزدق في ديوانه ينسبون ابن سبأ إلى قبيلة ( همدان ) ، و همدان بطن من كهلان من القحطانية و هم بنو همدان ابن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان واصلهم باليمن

اما عبد القاهر البغدادي صاحب كتاب الفرق بين الفرق فقد نسب ابن سبـأ الي الحيرة

اما ابن كثير فقد قال في البداية النهاية ان ابن سبأ رومي اظهر الاسلام واحدث فيه بدعا قوليه وفعلية

اما الطبري وابن عساكر فقد قالو ان ابن سبأ من يهود اليمن

ونسبه بعض المؤرخون الي جمير فينا نسبة الاخرون الي همدان

ونسبه البعض الي سبأ ليكون اسمه عبد الله وابيه اسمه سبأ فيما نسبه الاخرون الي وهب ليكون عبد الله بن وهب الراسبي السبئي

اما الجاحظ في البيان والتبيين فينقل عن زحر بن قيس قوله (قدمت المدائن بعدما ضرب علي كرم الله وجهة فلقيني ابن السوداء وهو ابن حرب.......)

اي ان هذا نسبة الي من يدعي حرب

والعقد الفريد لابن عبد ربه يقول عن عثمان (فمنهم عبد الله بن سبأ فنفاه الي ساباط واما ابن السوداء فقد نفاه الي الخازر)

وهو مايتفق علي خلاف عثمان مع ابن السوداء بلال رضي الله عنه الذي انتهي بضربه بالمقارع في عرض الطريق ونفيه من المدينه مما ادي الي خروج هذيل بكاملها علي عثمان

اي ان ابن سبأ غير ابن السوداء الذي ظلت المراجع تذكره

شخصية غريبه وغامضة لاارها سوي صنيعه مؤرخ لتاريخ يكتبه المنتصر (فما التاريخ الا كذبة اتفق عليها ) ..فهو ينسب الي اربعه او خمسه انساب,,قال البعض رومي وقال البعض يهودي ذمي وقال اخرون يمني من حمير والاخرون يمني من هذيل ,,كان يوجد في المدينه والكوفة والبصرة والشام ومصر ومكه واليمن في وقت متواتر وهو مايستحيل عقلا حتي ولو كان يستعين ببساط الريح

لهذا اميل اعتقادا الي ان ابن سبأ شخصية وهميه صنعها مصدر فتنه تكون هي خيال الماته الذي توجه اليه السيوف وارلماح والطلقات ,, بدليل اختفاءة المباغت من مجري التاريخ بعد فتنه عثمان رضي الله عنه
,
_____________________


ونحلل كلام الأخ جهاد فى نقاط :

* أسباب اقتناعه بعدم وجود شخصية عبد الله بن سبأ هى :
1- رمز له المؤرخون بـ " ابن السوداء " وقد كان لقبا معروفا لسيدنا عمار بن ياسر ( وليس بلالا - اعتقد انها زلة لسان من الأخ جهاد )

2- اختلاف المرخون فى نسبه فمنهم من نسبه إلى الحيرة ( العراق) - همدان ( اليمن ) - حمير ( اليمن ) - الروم - سبأ ( اليمن ) .

3- وجود أقوال تدعم أنه شخصية أخرى غير " ابن السوداء"

4- رجح أن يكون شخصية وهمية كتبها منتصر ، لأن التاريخ كذبة متفق عليها

5- اختفاءه المباغت بعد فتنة عثمان رضى الله عنه .


وللرد على الأخ جهاد :

1- لقب ابن السوداء ، هو لقب سيدنا معاوية بن ابى سفيان لسيدنا عمار بن ياسر ، وقد يوجد - حتى فى حياتنا المعاصرة - ألقاب متفقة لأشخاص متعددون .

ثم ان المؤرخين لم يتناولوا هذا اللقب " ابن السوداء" حين حديثهم عن سيدنا عمار بن ياسر ، وهذا دليل على أنه لقب لم يستمر ولم يلتصق بشخصية سيدنا عمار .. وعلى هذا يجب أن نبعد هذا اللقب مطلقا عن سيدنا عمار بن ياسر لدى رؤيتنا له فى كتب التاريخ ، لأنه لقب لم يلتصق بالشخصية .

وهنا يكون الخلط فى اللقب بين عبد الله بن سبأ الذى أشار له الكثير من المؤرخين بهذا اللقب ، وبين سيدنا عمار بن ياسر ، ليس له معنى ولادخل له إطلاقا فى مسار البحث عن الحقيقة .

((( طبعا حاول البعض أن يقول إن سيدنا عمار هو ابن السوداء صانع الفتنة ، وحاولوا إيجاد متشابهات فى تزامنهما ... لكن هذا يرفضه السنة والشيعة كليهما ، ويعتبر كلاما خارجا عن أى بحث موضوعى ))

(( وطبعا بغض النظر عن اسباب حمل كل منهما لهذا اللقب ))

2- اختلاف المؤرخين فى نسبه :

سنلاحظ ان الاختلاف كان فى النسب إلى القبيلة أو البطن ، لكن الاتفاق على انه من اليمن ، والشذوذ فى هذا للبغدادى الذى نسبه إلى العراق وابن كثير الذى نسبه إلى الروم .

غير أنى رجعت إلى البداية والنهاية لابن كثير( الجزء السابع - حوادث 34 هـ ) فوجدته ينقل سيف بن عمر أن بن سبأ من يهود اليمن ، ولم أوفق فى العثور على النص الذى يقول ان ابن سبأ من الروم ...

لكن.....

وجدت هذه العبارة فى ( الجزء 7 -أحداث عام 35 هـ - تحت عنوان : ذكر مجئ الأحزاب إلى عثمان للمرة الثانية من مصر وغيرها في شوال من هذه السنة ) : "ان ومعهم ابن السوداء وكان أصله ذميا فأظهر الإسلام وأحدث بدعا قولية وفعلية -قبحه الله- "

ومعنى هذا أن الكاتب الذى ادعى ان ابن كثير قال إنه رومى ، إما أنه أخطأ القراءة أو الكتابة أو ان نسخته من البداية والنهاية فيها خطأ أو تحريف .

وهنا كان واجبا على مراجعة دقة النسخة التى أنقل منها وهى طبعة دار التقوى - بيروت ، فرجعت إلى مواقع الانترنت ، واسطوانات كمبيوتر لأرى فى جميعها أن الصواب هو كلمة ( ذميا ، وليس روميا )

وعلى هذا الأساس لايشذ بين المرخين إلا البغدادى وهو فى هذه الحالة شذوذ لايعتد به .

وفى الكامل لابن الأثير أيضا ، لم يذكر اختلافا ونسبه إلى يهود اليمن .

وفى تاريخ ابن خلدون أيضا ذكر انه من اليمن .

واتفق الجميع على أنه يهودى أظهر الإسلام وانطلق من اليمن ثم إلى العراق والشام ثم مطرودا من الشام إلى مصر التى استقر بها وبدأ فى إثارة الفتنة منها .

والاختلاف فى النسب البعيد أمر مقبول ، ولم يفض أبدا بأحد من الناس أن ينكر الشخصية لاختلاف نسبها البعيد ، بل إنه لاأحد على وجه الأرض مهما اهتم الناس بنسبه يستطيعون الحكم على نسبه البعيد ولا حتى محمد صلى الله عليه وسلم الذى قسم الباحثون - انظر الرحيق المختوم للمباركفورى - نسبه إلى ثلاث مراحل ( صحيحة : وهى نسبه القرشى - محتملة الخطأ: نسبه حتى إبراهيم عليه السلام - لاتنجو من الأخطاء نسبه حتى آدم عليه السلام )

3 - وجود أقوال أخرى تدعم أنه غير " ابن السوداء " :

والقائل بهذا كان اصلا يستدل للنفى على كون سيدنا عمار هو ابن السوداء عبد الله بن سبأ ، أى انه كان ينفى كون سيدنا عمار هو ابن السوداء مثير الفتنة ... وهو بهذا ليس دليل على وهمية شخصية ابن سبأ .

4- قد يكون شخصية وهمية كتبها منتصر ، لأن التاريخ كذبة متفق عليها :

وهذه العبارة رأى شخصى للأخ جهاد ، ولايمكن الاعتماد عليها فى توثيق أو نفى أحداث التاريخ .

5- اختفاءه المباغت بعد فتنة عثمان رضى الله عنه .

ولماذا نقول إنه مباغت ؟؟ ، لم لايكون حجم الفتنة وأثرها وانشقاق الأمة بعدها صرفت كتاب التاريخ عن الشخصية إلى التأريخ للأحداث الجسام التى وقعت فيما بعد ، خصوصا وأن قتلة عثمان كانوا مصرين على أنهم كلهم يتحملون مسولية قتله وقد كانوا بالألاف فى المدينة ، وكانوا إذا سئلوا من منكم قتل عثمان اجابوا فى صوت واحد : كلنا ، حتى لايعاقب منهم أحد - فيما بعد - بالقصاص ، ومازال قاتل عثمان غير معروف على وجه اليقين التام .

******************************


يقول الأخ مالك

____مشاركة 18_______________


بالنسبه بأه لاخونا عبد الله بن سبأ
الشخصيه دي محدش اجمع عليها فتارة تسمى بابن السوداء
وتارة تسمي بالمجوسي وتارة تسمي بالقحطاني وتاره تسمى باي اسم
لكن الاغلبيه وفي مقدمتهم الطبري ذكروا انه ابن السوداء او ابن اليهوديه
لكن لقب بن السوداء دا كان لقب عمار بن ياسر (ر) بلال لم يسمى كذلك وان كان ابن امه سوداء رضي الله عنه وارضاه
لكن ابن السوداء كان اللقب الذي اطلقها عليه معاويه بن ابي سفيان
وابيه سفيان بن حرب حينما كان يشاهد تعذيب كل منه واباه ياسر وامه سميه رضي الله عنهم اجمعين(ال ياسر )
وابن اليهوديه كان كعب الاحبار وليس اخر
وعبد الله بن سبأ لا يوجد احد اتفق من هو او من اين اتى بل بالعكس لقد اقاموا على كائن خرافي مذهب كامل وقالوا انه موجود او كان موجود لكن في الاثار لا يوجد اي مذهب شيعي يدعى بمذهب السبأيه ولم نسمع عن تحركات لهم بعض المؤرخين المعادين للثورة الزنج او لدولة القرامطه واشهرهم الامام الطبري (الامام الطبري لا يعيبه البته ان يكون منحازا في ارائه لانه لا يوجد مؤرخ غير منحاز الى طرف) ادخلوا السبأيه داخل القرامطه والزنج وقالوا ان تجمعهم كان في البحرين وهذا لا ادله عليه ايضا لان تشيع القرامطه او الزنج لم يكن تشيع بالمعنى المعروف حاليا
حسنا فمن هوا عبد الله بن سبأ ؟

___________________

ونحلل كلام الأخ مالك فى نقاط :

1-الشخصيه دي محدش اجمع عليها فتارة تسمى بابن السوداء

وتارة تسمي بالمجوسي وتارة تسمي بالقحطاني وتاره تسمى باي اسم
2- في الاثار لا يوجد اي مذهب شيعي يدعى بمذهب السبأيه
3- التأريخ لهم كان من المؤرخين المنحازين الذين أدخلوهم فى طائفة الزنج والقرامطة
وللرد على الأخ مالك

1- فى بحثى لم أر اسم المجوسى او القحطانى ، وقد يكون هذا لعدم إحاطتى الكاملة ، لكنى قلت سابقا فى الرد على الأخ جهاد ان الاختلاف فى النسب البعيد للشخصية لايمكن أن يعنى عدم وجودها ،

كما أن المؤرخين متفقون - كما أسلفنا - على أنه يهودى من اليمن أظهر الإسلام وانتقل من اليمن حتى استقر بمصر وبدأ منها الفتنة .. يعنى : الاتفاق على صفات كثيرة للشخصية وتفاصيل انتقالاتها وبدئها للفتنة ، أمر يقوى فرضية وجوده ، ويدحض الاستدلال بالاختلاف فى النسب البعيد كدليل على وهمية الشخصية .

2- صحيح أنه لايوجد فى الآثار مذهب " أطلق على نفسه " السبأية ، لكن النظر فى كتابات الطبرى وابن كثير وابن خلدون وابن الأثير ، يؤكد بما لايدع مجالا من الشك أن هناك فئة كانت ذات كيان معين وتوجهات معينة " أُطلق عليها " السبأيين ، نظرا لاعتناقها فكر عبد الله بن سبأ فى الوصاية والغيبة والحق فى الإمامة لعلى و ... إلخ .

وهناك طوائف من الشيعة بالفعل تعتنق هذه الأفكار بحذافيرها ، وعامة الشيعة يعتقدون منها خطوطا عريضة خاصة بالنسبة لسيدنا على رضى الله عنه .

( ليس معنى هذا أن عامة الشيعة كافرون بل إنى شخصيا أميل لرأى الدكتور القرضاوى وأنصار التقريب )

3- التأريخ المنحاز ضدهم .

تكاد هذه العبارة تطابق عبارة الأخ جهاد بأن التاريخ كذبة اتفق عليها ، وفى ظنى أن التأريخ المنحاز هو الفرز الطبيعى أو لربما المنبت الطبيعى ( ليس هناك فرق تقريبا ) ، وهو رأى شخصى لايبنى عليه تحليل تاريخى .

قد أفهم أن المؤرخ منحاز ، لكنى لا أفهم كون الجميع ينحازون ، ويتفقون على تسلسل معين للأحداث وخلق شخصية وهمية ، والاتفاق على كثير من مراحل حياتها وتنقلاتها ، من أجل أن يسموا الزنج والقرامطة سبأيين .

فمستحلوا الحرم ونازعوا الحجر الأسود ( القرامطة ) ليسوا فى حاجة إلى مزيد تشويه لهم فى أعين الناس باختلاق تاريخ ، ليوضع عنوانا لهم .

ومن الذى يختلق ؟؟ إنهم قمم الإسلام الطبرى وغيره .


***************************

نلتقط هذه الفقرات من كلام الأخ مالك ، من مقاله الذى كتبه فى البلوجر الخاص به

( وهذا الالتقاط غير مخل بالمضمون بل هو للتركيز ، وبإمكان الأخ مالك أن يراجعنى فى ذلك )

__________________

1-نجد ان الذكر الا يبدأ الا برواية الامام الطبري نقلا عن كل من
سيف بن عمر والسري بن يحي(هو عند التمحيص السري بن اسماعيل الهمذاني الكوفي غير السري الثقه) والمأخوذ عنه الاثنين مجروحين ومتهمين باراء كل من الامام ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب والامام النسائي والامام ابو داوود وغيرهم
بعض هذا العرض في المروي عنهم والذين اوصلوا نبأ عبد الله بن سبأ الى الامام الطبري والتجريح في شهادتهم واتهامهم بالذندقه من قبل اعلم علماء الدين والحديث
سنعرض لابن سبأ كما في تاريخ الامام الطبري

2- والاستنتاج الواضح جدا من هذا الكلام ان واضع فقه الشيعه في نظر بعض اهل السنه ممن وافقوا على رواية الامام الطبري هوا يهودي وان فقه الشيعه ملئ بالمغالطات اليهوديه الاسرائيليه المدمره للعقيده
وهذا يهدم كون الشيعه مسلمين من الاساس عند بعض اهل السنه القائمه معرفتهم على الحاق نسب الشيعه بـ عبد الله بن سبأ

3- ينكر الشيعه وجود عبد الله بن سبأ في تاريخهم ويقولون انه شخصيه وهميه لا اساس لها من الصحه وانها اختلقت اختلاقا ووضعت في كتب التاريخ بناءا على توصيات من الملوك الامويين لمحاربة ومناهضة ثورات اهل البيت والمتشيعين لهم

4- لو سلمنا بفرضية الامام الطبري لابد لنا من الرجوع الى المصادر التى اكد بها وجود هذا السبأ
سنجد انه معتمد على راويين احدهم روايته موتوره(اي اتيه من شخص واحد)
ان الراويين بشهادة اقطاب الحديث وعلمائه واساطينه حكموا عليهم بالتجريح وانهم من الواضعين
وبهذا تكون شهادتهم غير مقبوله

5- جملة ذهبية للأخ مالك (( والرواه لا يأخذ منهم الحيطه كما يأخذ من رواة الاحاديث )) .



وللرد على الأخ مالك :

1- صحيح أن من نقل عنهم الإمام الطبرى كانوا لايؤخذ بحديثهم لكن ...

وجدت فى إطار بحثى عن عبد الله بن سبأ على الانترنت مقالا بموقع ( شبكة إسلامية ) وهو موقع سنى يبدو منه عداؤه للشيعة ، وجدت المقال بدون اسم كاتبه ، ولما اتفق المقال ( هم 3 مقالات فى واقع الأمر ) مع كثير مما وجدت من بحث ، اعتمدته كمصدر نقل .

ورد بالمقال فقرة كانت هذه خلاصتها :

1- أخبار عبد الله بن سبأ لم ترد فقط عن طريق الطبرى بل هناك ثلاث روايات ذكرها الكاتب فى تاريخ ابن عساكر ليست عند الطبرى .

2- سيف بن عمر ليس المصدر الوحيد ، وذكر الكاتب سبع روايات ليس فيها سيف بن عمر .

وهذا رابط المقالة لمن أراد مراجعتها والتأكد منها
http://arabic.islamicweb.com/shia/ibn_saba_true.htm


(( جدير بالذكر انى لم اراجع مصادر الكاتب لأن تاريخ ابن عساكر غير متوفر بالنسبة لى ... فالمعلومات على عهدته ))

2- بالنسبة لى ، لا أرى ضرورة فى ربط فكر عبد الله بن سبأ اليهودى ، فى كونه يؤدى إلى أن الفكر الشيعى يهودى المصدر ، لأن فساد معتقدهم من عدمه أمر يحكم فيه العلماء الأفذاذ حين يحاكمون معتقدهم ، وقد أفتى البعض باعتبارهم مذهبا خامسا وسعى كثيرون للتقريب مثل حسن البنا والشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر والقرضاوى والغزالى ... وغيرهم .

وأغلب من يكفرون الشيعة لايلجأون لهذا ، بل لديهم اعتراضات أخرى مثل سبهم للشيخين وقذفهم عائشة والسورة الزائدة فى قرآنهم و .. إلخ ، وثبت ان كثيرا من ذلك غير صحيح أو مبالغ فيه ( وهذا موضوع آخر ليس هنا مقام مناقشته )


3- نفى الشيعة وجوده فى تاريخهم لايعنى عدم وجود بالمطلق ، وقد رددنا على مقولة انه شخصية مختلقة من قبل المؤرخين والأمويين .

4- النقطة الرابعة لدى الأخ مالك ترد عليها الجملة الذهبية التى التقطتها من كلامه هو (( والرواه لا يأخذ منهم الحيطه كما يأخذ من رواة الاحاديث )) .

من المهم جدا أن نعرف أن شروط أخذ الحديث كانت متشددة للغاية فى الصدق والعدالة وجودة الحفظ وعدم إتيان الكبائر والتزامن ( واشترط البخارى الجلوس فى الاستماع ورفض حديث من استمع واقفا ) والصحبة ( وبعضهم وضع شروطا أخرى )

ذلك لأن "ألفاظ" الحديث دين ، والاختلاف فى اللفظ قد يؤدى إلى اختلاف المعنى وبالتالى اختلاف الحكم الفقهى بيت التحليل والتحريم ، فكان شرط وجود قوة الحفظ من أهم الشروط .

وعلى هذه الشروط وبالذات شرط الحفظ ، لم يؤخذ بحديث أعلام الإسلام ومن لايشك لحظة فى صدقهم .

المقصود : أن أخذ الرواية فيها تساهل عن أخذ الحديث خصوصا فى شرط قوة الحفظ هذا الذى أخرج من زمرة الرواة كثير من الأعلام الصالحين ، فحينما نقيم راوى الرواية لابد أن ننتبه للألفاظ .

فإذا كان اللفظ ( فلان ضعيف ) فهذا يعنى أنه لايؤخذ منه حديث لكن يمكن أن تؤخذ منه رواية لأن ( ضعيف ) تدل على ضعف الحفظ لا على انتفاء الأمانة ، وانتفاء الأمانة تدل عليها ألفاظ أخرى ( كذاب ، متروك ، ... إلخ )

وعلى هذا ، فكون سيف بن عمر ضعيف الحديث إلا أنه مقبول الرواية .

ونقلا عن نفس المقال نورد هذه الفقرة :

هنا لا بد و قبل أن أذكر أقوال أهل العلم فيه أن أنبه أنه لا بد من التفريق بين رواية ( الحديث ) و رواية الأخبار الأخرى ، فعلى الأولى تبنى الأحكام و تقام الحدود ، فهي تتصل مباشرة بأصل من أصول التشريع ، و من هنا تحرز العلماء –رحمهم الله – في شروط من تأخذ عنه الرواية ، لكن يختلف الأمر بالنسبة لرواية الأخبار ، فهي وإن كانت مهمة – لا سيما حينما يكون مجالها الإخبار عن الصحابة – إلا أنها لا تمحص كما يمحص الحديث ، و من هنا فلا بد من مراعاة هذا القياس و تطبيقه على ( سيف ) بكونه محدثاً ، و إخبارياً . راجع للأهمية كتاب : تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة محمد أمحزون (1/82-143) فقد تحدث عن هذا الموضوع فأجاد .

نعود إلى كتب الرجال نفسها فنجد الآتي :-

يقول الذهبي في ميزان الاعتدال (2/255 ) : ( كان إخبارياً عارفاً ) . و يقول ابن حجر في تقريب التهذيب ( 1/344 ) : ( عمدة في التاريخ ) . أما اتهام ابن حبان لسيف بالزندقة فيجيب عنه ابن حجر في التقريب (1/344 )
بقوله : ( أفحش ابن حبان القول فيه ) .

(( ولم أراجع مصادر الكاتب وراءه ، لكننى كنت اعرف هذا عن سيف بن عمر بالذات لأنه كان جزءا من نقاش بينى وبين أحد الباحثين فى التاريخ )) .


***************************

النتائج الأولية التى توصلت إليها :

* شخصية عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية لـ :

1- اتفق عليها المؤرخين من السنة والشيعة .
2- أخباره وردت من أكثر من طريق
3- سيف بن عمر الذى وردت من طريقه أكثر أخباره كان مقبول الرواية .
4- ليس هناك سبب مقنع يدعو لاختلاق هذه الشخصية .
5- اتفاق المؤرخين فى تفاصيل حياته وانتقالاته تنفى فكرة أنه شخصية وهمية
6- ليس مستبعدا أبدا أن يكون باستطاعة شخص واحد إثارة فتنة كبيرة ، فهذا معروف ومتكرر فى التاريخ .
كتب فى يوم 11/9/2005

إيه اللى حصل يارجالة ؟ ماحنا كنا عارفين انه هيفوز .

السلام عليكم ،

أذهلنى حجم اليأس الذى تناثر فى مواضيع كتاب المنتديات من فوز مبارك فى انتخابات الرئاسة .

وإذا جاز لى أن افهم مدى الغضب والحزن الذى يجتاح النفوس ، فمالا أفهمه أبدا هو هذا اليأس الذى ينبثق من النفوس على شكل حروف وكلمات .

صحيح كنا نتمنى انه مايفوزش ، لكن كنا لما بنحسبها بالعقل كنا متأكدين انه هيفوز ، يبقى إيه اللى حصل ؟؟؟؟

مافتكرش محتاج اذكركم بان سيد الشهداء هو الذى قتل .. فى حين ظل الحاكم الظالم الذى قتله حاكما ، لكن ده لم ينقص من أجر القتيل ، ولم يزد فى حياة القاتل .

ليه مانبصش لفوز مبارك على إنه قدر من عند الله ، يحتاج الصبر أولا ، ثم يحتاج دفعه بقدر الله أيضا من خلال الأخذ بالأسباب .

إذا كان مبارك فاز فى الانتخابات ، فهو خسر قدام ده أشياء كثيرة جدا لم يكن يحلم هو فى يوم من الأيام أن يخسرها ، منها شخصيته التى كانت خطا أحمر لاتمس ، والآن صارت خط أخضر كبيييييييييييييير ، وكل اللى عايز يتكلم بيتكلم فى الجرايد والمواصلات والقهاوى والشوارع والجامعات وعلى النت .

لازم ناخد بالنا ان الشعب فقد جزء كبير من الخوف ومن النفاق ، وكسب جزء كبير من الجرأة والشجاعة .

وكون مبارك فاز بأصوات المنافقين والجهلة ( حاولت فى الفترة الماضية ان احصر اتجاهات الشباب المتعلم من خلال مواقع الانترنت ومواقع الطلاب بالذات فكان أيمن نور يكتسح الجميع حتى لو اختلفوا معه ) ، فده شئ يعطينا أمل .. إن حركة الأجيال فى مصر تمشى فى المسار الصحيح ، وكانت تبقى مصيبة فعلا لو ان الشباب المتعلم تمسك بمبارك .

ماذا يعنينا الآن كون الجهلة والمنافقين صوتوا لمبارك ، هؤلاء مصيرهم الطبيعى الناتج من حركة الأجيال الطبيعية هو الانقراض ... لكن طبعا لازم ناخد بالنا ان احنا الشباب المتعلم مقصرون جدا فى توعية هذا الشعب .. يعنى برضه نحمل جزء من المسؤولية .

وبرضه لازم يكون عندنا الشجاعة ونعترف ان الحزب الوطنى عمل حملة انتخابية محترمة وان فريق جمال مبارك فعلا يتمتع بالوعى والمهارات الإعلامية على عكس شوية البلطجية من امثال كمال الشاذلى وصفوت الشريف و .. إلخ .

يعنى برضه جزء كبير من الشعب - اللى احنا عارفين ان مشكلتة الرئيسية الجهل - كان ضحية عملية نصب وتجميل قوية .

اللى عايز اقوله : ان اليأس الغريب اللى انا شايفه المفروض يبقى أثر لمعركة انتخابية غير معروفة النتائج ... ولا احنا صدقنا مثلا ان ممكن واحد حاكم 24 سنة يعمل انتخابات وهو مش حاطط لها ضمانات مؤكدة .

وماننساش برضه ان مبارك وفريقه كانوا يقاتلون بكل قوتهم منذ 24 سنة للاحتفاظ بمواقعهم ، فهل قاتل كل المؤمنين بالتغيير بنفس القدر من الشراسة وعلى هذه المدة .

فى آية فى غاية الروعة بتقول إيه .. وياريت كل واحد يركز فى الكلمات ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لايبخسون ) .. يعنى أى طلب فى الدنيا لازم تعمل له .. وربنا على قد عملك هيعطيك ... ومش ممكن تحصل على الدنيا دون ان تعمل .

فيبقى لازم نراجع احنا مدى عملنا ( طبعا بغض النظر عن الإمكانيات ) بالمقارنة بعمل الحزب الوطنى ... وساعتها هنعرف انه كان لازم يكسب المرة دى .

وفى الآخر لازم طبعا يفضل عندنا الأمل والثقة فى الله وفى سنن الله بأن البقاء للأصلح ( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ) ولازم برضه نعرف انه ( كتب الله لأغلبن انا ورسلى إن الله قوى عزيز ) .

يعنى إيه ؟؟ عايز تقول إيه ؟؟

عايز اقول ( إنه لاييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ... يعنى مش احنا .

وكل انتخابات وانتم بخير

اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفهوش.

ما أكره شيئا فى حياتى أكثر من الكسل ، ولا أبرئ نفسى منه .

لكن أشد ما أكره فى الكسل هو الكسل الفكرى ، حيث لايصبر الواحد على أن يفكر ويحاول استبصار الأسباب أو إيجاد الحل الطبيعى ، فيجره الكسل إلى أن يندفع فى حل غير مضمون لمجرد أنه سهل أو متوافر ، أو يجره إلى أن يرجع السبب إلى سبب ظاهرى لمجرد أن العين تراه .

وأتوقع أن أغلب مصائبنا من هذه النظرة القصيرة ، ولو أردت إثبات هذا فلن أجد أفضل من ضرب المثال بوزارة الداخلية التى اعتمدت مبدأ العنف فى المواجهة ، ورفعت شعار بتر العضو الفاسد دون التفكير فى إمكانية إصلاحه .

وأكثر ما آلمنى كانت مقولة وزير الدفاع الإسرائيلى موشيد ديان - عام 1967 - حين كُتبت خطط الهجوم على مصر فى صحافة إسرائيل ، واستنكر البعض هذا ، فقال : اطمئنوا ، فإن العرب لايقرأون ، وإذا قرأوا لايفهمون ، وإذا فهموا لايعملون .
ولو أردنا اختصار كلام ديان لقلنا ( العرب كسالى )

وهذا الكسل حتى فى التفكير ، هو ثمرة من ثمرات الجهل الذى نتعلمه فى المدارس والجامعات ، فمادامت الأسئلة محفوظة ومعروفة والامتحانات على نمط واحد .. فمالداعى للتفكير ، ومادامت المناهج تعمق الاعتماد على الحفظ ، فمالداعى للفهم ؟

حتى تظهر الأجيال وهى تحمل بذور المرض الرائع الذى يستطيع الديكتاتور الحاكم أن يستفيد منه خير استفادة .

- " الفلسطينيين هم اللى باعوا أرضهم " أقسم بالله العظيم أن ثلاثة أرباع المتفوهين بهذه العبارة لايعرف أى معلومة تاريخية تؤيد هذا الادعاء ، لكن .. لماذا يقولها ؟
لأنه لايعرف سببا حقيقيا ،وليست عنده الهمة لكى يعرف ، ويريد أن يتخلص من تأنيب الضمير ، ووجع الرأس الذى يسمى فلسطين .

ولأنى كنت أنسحق غيظا ممن يرددون هذه العبارة ، فقد صارت الآن عبارة " اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفهوش " هى التى تؤدى هذا الدور فى رفع ضغط الدم .

بالله عليكم ، لو أن حرامى اعتاد أن يسرق من بيتك كل يوم حتى لم يترك لك شيئا ، فأصبحت تتمتع بمرض وفقر وبطالة وغلاء وذل ، ومعرض للاعتقال فى أى لحظة ، وللتعذيب فى كل ساعة ... هل ستسانده إذا رأيت واحدا من الناس ارتفع صوته ضده ، بحجة أن اللى تعرفه أحسن من اللى ماتعرفهوش ؟؟؟

مالذى لم تخسره حتى ترفض " اللى ماتعرفهوش " ؟ ... إن كان صالحا فهو خير وبركة ، وإن كان فاسدا ، فاعتبر أن شيئا لم يكن .

لكن التمسك بالحرامى الذى عرفناه أمر غير مقبول على أى من مستويات التفكير .

مالذى يجعل الناس تقول " اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفهوش " ؟

أليس هذا تخلصا من نفس الصداع الذى واجههم إزاء قضية فلسطين فتخلصوا منه بعبارة ليس لها أى سند من الواقع تريح عقولهم من التفكير وضمائرهم من التأنيب ؟

أكاد أجزم أن القائل كان يتخلص بها من الأسئلة التى ستواجهه وأولها .. فمن تساند إذا ؟ ... ولأن الأسئلة تحتاج إلى تفكير وبحث ، فدعنا مع اللى نعرفه ... لأن اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفهوش .

أخاف على مصير الناس إذا صار هذا أسلوب تفكيرهم ، ولو افترضنا أن أمريكا صارت تمتلكنا وتحتل الأراضى ، لكان هذا التفكير أول مقابر المقاومة والجهاد ، لأن اللى نعرفه " الأمريكان " أحسن من اللى مانعرفهوش " الوطنى " ، وبالتالى ، فدعنا مع الأمريكان .

بل ولأن " الأمريكان خلاص شبعوا من النهب ، لكن اللى هييجى لسه مانهبش " ... هل رأيتم ياناس شعبا يتمسك بالرئيس لأنه نهب حتى شبع ؟؟؟

ولأنه نهب حتى شبع ، فهو أحسن من اللى ماشبعش .... سبحان الله .

ونسى الجميع أن الناهب لايشبع ابدا أبدا أبدا .

كل هذه التبريرات السخيفة التى لو فكر أصحابها أنفسهم لاعترفوا بأنها سخيفة كل السخف ، هى ثمرة من ثمار التعليم الذى نتعلمه فى المدارس والجامعات ، فلم نعتد على البحث والتفكير ، بل كان النجاح مضمونا طالما تسلحت بالحفظ الأعمى الأصم .

ثم نضف إلى التعليم ، فقرا وديكتارتورية ... لنصل إلى الشعب الوديع .

الشعب الذى يستطيع إمتاع وإسعاد أى طاغية .


ولا أستطيع أن اقول إن الأمة الإسلامية كلها هكذا ، وإن شابها ما أقول ، إلا أن نبعها الربانى الصافى دائما مايمدها بدماء جديدة نقية تهيئ الأرض لنور الله .
( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها أمر دينها )
وكلمة "من" فى الحديث غير قاصرة على فرد أو مجموعة ، بل يحتمل معناها أن تكون تيارا عريضا ومدرسة دعوية كاملة .

حتى تصل هذه الأمة بإذن الله تعالى إلى ملك يطوى مشارق الأرض ومغاربها كما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كتب فى 17/6/2005

الخطة ف - 2



تعود الطلاب المغتربون حين يعودون إلى سكنهم الدراسى أن يحملوا معهم من نفحات البيوت ما يجعل زملاءهم يطيرون فرحا ، فهذا الذى تعود أن يحضر الفطير أو العيش المخبوز أو حتى نوعا من الفاكهة يلقى من التهليل والحفاوة ما قد لايلقله حين يعود لأمه بعد غيبة سنين .
كأن الجوع اقترن بالغربة ، أو لعلها صورة من صور الهروب من متاعب الغربة إلى ملذات البطون .

لكن الاحتفالات التى تقام فى مساكن الطلبة لقرص من الفطير أو قطعة من الخبز لايمكن أن تقارن بالليالى الملاح حين يحمل الوافد من بيته " فرخة " ( دجاجة ) ، فالفرخة هى كلمة السر الساحرة التى تشعل البطون وتفتح الأفواه وتطرب النفوس ، فكأنها قطعة من الجنة ، يكاد الواصف لفرحة الناس بها أن يقول : كأنهم دخلوا الجنة .
وكانت احتفالات الفرخة لها طقوس خاصة فى كل شقة ، فهناك احتفالات للشواء ، وهناك احتفالات للمرقة ، وهناك احتفالات لإنضاجها مع الطعام .. وهكذا ، فللفرخة فى القلوب مكان لايطاوله غيرها .

ابتسم الصبح لشقة " العمالقة " حين أتى أحدهم من بيته بفرختين مرة واحدة ، نسيت أن اقول لكم إننا سميناها شقة " العمالقة " لأن كل ساكنيها عمالقة بالفعل ، قامات مديدة فارعة ، لكن قلوبهم فى غاية الطيبة إلا أن يغصبوا ، مما يؤكد الحكمة القائلة : " اتق شر الحليم إذا غضب " ، ولما كان اليوم يوم امتحان وليس فيهم من يملك وقتا لإنضاجها ، فقد قرروا تأجيل الحفل الكبير إلى الغد .
لم يكن بالشقة ثلاجة ، فلجأوا لأصدقائهم فى شقة " الأقزام " ليستضيفوا الفرخة عندهم إلى الغد ، ولكن شقة " الأقزام " رغم أن قاطنيها كلهم من ذوى القامات التى تكاد تبرز من الأرض يصدق عليهم المثل القائل : " اتق شر كل مكن اقترب من الرض " فكأنه قطع لهم .

لعب الشيطان برؤوس الأقزام : كيف تكون الفرخة فى بيتهم ولا يطولونها ؟ إنها على بعد خطوات فقط ؟ إنها هناك ترقد بسلام فى ثلاجتهم هم ؟؟
وظل الشيطان يغريهم ، وبطونهم تناديهم حتى نسوا كل العواقب التى يمكن أن تنزل بهم إذا علم العمالقة أن الفرخة ضاعت .
وكما يقولون : " الهوى يعمى ويصم " انطلقوا نحو الفرختين الراقدتين بسلام وصنعو لهما احتفالا يليق بالمقام ، ولم تغرب الشمس إلا والفرختان تسكنان البطون .

وأشرقت شمس الغد مع طرقات مندوب " العمالقة " المشتاقين ليسترد وديعته الغالية ، ولكنه حين فتح الثلاجه ليتلقى الصاعقة ، فالفرختان اختفيتا ، أصابه الفزع المجنون وانطلق يسأل الأقزام عن الفرختين فلم يجد جوابا إلا الهمهمات والضحكات التى أفصحت عن جريمة الاغتيال الدنيئة .
انطلق بأقصى سرعته لينادى زملاءه الجوعى ، ويحمل إليهم خبر استشهاد الفرختين على ألسنة الأقزام وأسنانهم ، وإذا الجموع العملاقة تنتفض انتفاضة الثكلى الهائجة لتسحق شقة الأقزام .

فى نفس اللحظات كان أحد أفراد شقة " الأقزام " يصل لتوه من البيت حاملا معه فرختين أخريين فى سابقة هى الأولى من نوعها ، وعلم الأقزام أن هاتين الفرختين لو بقيتا فى شقتيهما لتعرضتا للغصب على أيدى العمالقة الذين لاشك سيصلون بعد دقائق فانطلق أحد الأقزام إلى شقة محايدة ليس لديها علم بما حدث ليستودعها الفرختين إلى ان تنجلى هذه الغمة .
فى تلك الحظات كنت فى زيارة لصديقى القزم ، ومع الارتباك الحادث فى الشقة من جراء بناء الحصون ووضع الكراسى خلف الباب ، وإحكام إغلاق النوافذ والأبواب تحسبا للهجوم الوشيك ، مع هذا الارتباك عرفت منهم تفاصيل الأحداث ، فأسرعت بالهرب إذ أن العملاق الغاضب أعمى ، ولن يفرق بين المجرم وبين سيئ الحظ الذى وقع فى مسرح الجريمة .

وانطلقت إلى زملائى بشقة " العمليات السرية " والتى سميناها بهذا الاسم لأنه تحاك فيها المؤامرات التى تقلب موازين العلاقات والشقق ولايعرف أبدا مصدرها ، فسارعنا بوضع الخطة ( ف-2 ) يعنى " فرخة عدد 2 " لخطف الفرختين من الشقة المحايدة دون أن يشعر أحد ، ثم انطلق فريق العمليات فى خطوة عنوانها " زيارة ودية " للأصدقاء ، وتمت الخطة واستطاع " فهد " خطف الفرختين دون أن يشعر أحد ، وحمل إلينا الفرختين معززتين مكرمتين كامليتين فى شقتنا الباسلة .

ولم تمض ساعات إلا وكان الحفل مقاما كأحسن مايكون لأعظم فرختين فى الوجود ، وماهى إلا دقائق وامتلأت البطون بألذ أكلة لم نذقها منذ شهور .
ولاداع لأسجل الباقى فالنوم يداعب عيونى بعد هذه الوليمة الفاخرة إلا أنكم تشتاقون بالتأكيد لمعرفة نتيجة المعارك المشتعلة .
كل الحصون لم تصمد أمام هجوم العمالقة الذين اكتسحوا شقة القزام وأنزلوا بهم علقة ساخنة توازى المراة الراسبة فى صدورهم ، وأخذوا بالمقابل ضعف ثمن الفرختين ، ثم أرسلوا لهم العظام فى علبة أنيقة عليها إهداء لطيف .
ثم قامت معركة أخرى بين شقة الأقزام والشقة المحايدة ، لم يستطع القزام أن يفعلوا شيئا لافتقادهم العضلات التى تتحدث فى مثل هذه المواقف ، فعادوا وهم يؤمنون بأن مافعلوه بالعمالقة قد وقع بهم .

دخل على الآن صديقى القزم باكيا ، فغالبت ضحكة تنفجر من وجهى لأقول له " لاتحزن .. اعتبر أنى اكلتها " .


كتبت فى 13/12/2004

العنــــصر المبهــــــر .

حين يتغير سلوك نظام فجأة نتيجة تعرضه لمؤثر جديد ، فالبيهى أن هذا العامل الجديد هو السبب الوحيد فى ذلك التغير ، وهذه الحقيقة المعروفة هى الأساس لدراسة تأثيرات الأشياء المختلفة ، يعرف ذلك أى طالب فى أى كلية عملية .
فإذا اضاء المصباح لأنه اتصل بمصدر طاقة فسيكون ذلك التغير ناتجا عن ذلك العامل الوحيد ( الطاقة ) ، ولن يجادل أحد فى أنه ربما تكون الحرارة أو الرطوبة أو العوامل المحيطة ، فكل هذه الأشياء كانت موجودة قبل الإضاءة ، وكانت عديمة التأثير .
استقبلت هذه الفكار بينما أسبح فى كتب التاريخ لأسجل بعض الملاحظات .

عاش العرب حياتهم قبل الإسلام بصورة فريدة للغاية ، لعلها تستحق بجدارة ان توضع عنوانا إذا تكلمنا عن " الغباء " ، كيف ؟

تلك القبائل المتناثرة فى بطون الصحراء عجزت - أو قل : لم تفكر أصلا - عن صنع أدنى درجات التحالف أو التكتل فضلا عن التوحد ، وكان هذا فى حد ذاته عنوانا على الغباء والتخلف ، فالعقل البشرى حينها بل ومن قبلها بآلاف السنين كان قد توصل لهذه الفكرة وصاغ ممالك وامبراطوريات وحضارات مكتملة كحضارات مصر والعراق والهند ثم اليونان والرومان ، بل كان أمام العرب أنفسهم امبراطوريتان تقتسمان العالم ( فارس والروم ) فإن لم تستطع عقولهم الوصول إلى فكرة التوحد بطريقة النظر والتفكير فلا اقل من التوصل لها بطريق التقليد .
لكنهم لم يفعلوا .

بل ظلوا ينقسمون أفخاذا وبطونا وعشائر وقبائل ، ليس هذا فقط .. بل - وكدليل أوضح على الغباء والتخلف - ظلوا يحاربون بعضهم ويفنون بعضهم ، وكان حرصهم على تحطيم حاجز اللامعقول حين تظل هذه الحروب أعواما وسنينا تتوارثها الأجيال ، قد تصل إلى الأربعين عاما .
ويأبى التاريخ إلا أن يزيدنا هولا حين نعلم أن الحروب كان يمكن ان تقوم لأجل نقطة عسل أو ناقة عجماء .
لا أظن أننا نستطيع ان نصف الغباء والجهل والتخلف بصورة أوضح من هذه ، لكن ... مازالت هناك جوانب أخرى من الصورة .
فالميزة التى كانوا يفخرون بها على بعضهم كانت " الأنساب " وغبار الأجداد .. شئ ليس لأحدهم فيه يد .
ومهارتهم التى عرفوا بها فى التاريخ هى الفصاحة والبيان فى الفخر والمديح والهجاء والغزل والرثاء .. مجرد كلمات ( توازى فى عرب اليوم عبارات الشجب والإدانة والاستنكار ) .

وفجأة .....

أضاء المصباح ...
ظهر العامل المؤثر الذى قلب هذه الصورة تماما .

تخيلوا ... خلال خمسن عام فقط ، يصبح العرب الامبراطورية الأقوى وشبه الوحيدة فى الأرض ، ويمتد سلطانها مابين الصين والأندلس ، بل ويستوعبون حضارات الممالك الأخرى ويضيفون إليها فيبدعون فى كل هذه المجالات ( الفلك - الطب - الأدب - الفن - المعمار - الإدارة - الترجمة - الكيمياء - الهندسة - الموسيقى - التصنيف - الفلسفة - الصيدلة - ...... ) ، ويصوغون - لأول مرة فى التاريخ - حضارة أول أركانها " الأخلاق " ، وهو البعد أو الركن الذى فقدته جميع الحضارات على مر الأزمان وحتى عصرنا الحاضر .
من يتصور هذا ؟
لولا انه تاريخ قريب لقلنا " اساطير الأولين " .

ورغم الحجة التى يعطيها درس التاريخ مما يستحيل معها احتمال وجود أى عامل آخر لنهضة العرب أو إضاءة المصباح ، إلا أن هناك درس آخر وهو درس الحاضر .
والحاضر لايحتاج من يتكلم عنه ، ففصاحته فى التعبير عن نفسه أبلغ من قدرة أى كاتب على الوصف :
* نفس التناثر فى نفس الظروف .
* العجز بل عدم التفكير فى درجة من التكتل مع وجود نفس العوامل .
* نفس التشاحن والتباغض والحروب بنفس تفاهة الأسباب .
* نفس المهارة المتمثلة فى إبداع عبارات الكلام وصياغة الحروف فى كل المواضع ( فخر وهجاء وغزل ومديح ورثاء ) .
* نفس الفخر بالماضى المجرد من محاولة الاستفادة منه .

هل نحن فى حاجة إذن لمعرفة عامل نهضة العرب الوحيد أو سبب إضاءة المصباح ؟
أيمكن ان يكون السبب غير " حبل الله " ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا
واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنت أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا
وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها
كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )

وقد يخطر بالبال أن سبب النهضة هو الخذ بالعلم وأسباب القوة سواء كانت تحت عنوان الإسلام أم لا .. وإن صح هذا الكلام جدلا ، ففضلا عن كون الإسلام له فضل بعث هذه المعانى ، إلا أن التاريخ ينفى هذا :
* فكيف انهزم المسلمون أول الأمر فى غزوة حنين وقد كانوا الأكثر عددا وسلاحا وروحا معنوية وهيبة فى العرب ؟
* وكيف استطاع صليبيو العصور الوسطى حيث لاعلم ولانظافة ولاحضارة هزيمة المسلمين فى أزهى عصورهم " الدولة العباسية " والبقاء مئات السنين فى الشرق فى حملات صليبيبة متتالية ؟
* وكيف استطاع الهمج الغلاظ الجهلة من المغول إسقاط الخلافة الإسلامية ؟
فى كل هذه المواقف كانت هناك قوة ، ولكن .. لم يكن هناك التزام كامل بالإسلام ، كهذه الأيام تماما ( بالمناسبة : ميزان القوة بين العرب وإسرائيل يميل لصالح العرب حتى فى القوة العسكرية ) .

كأن الإسلام هو العنصر الأصيل فى معادلة النصر العربية ، فكأنه أحد السنن الكونية التى إذا فقدها العرب يخسرون .
والكثرة ، وإن كانت من أسباب التقدم ، إلا أن تجردها من الإسلام يفضى إلى الإدبار ( ووم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ، وضاقت عليكم الرض بمارحبت ، ثم وليتم مدبرين ) .
فلما دخل الإسلام ( ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) .
صدق الله العظيم .

كتب فى 2/1/2005