الأحد، سبتمبر 18، 2005

لماذا يكتب من لايفقه شيئا ؟؟ (( تجربة حلمى النمنم ))

كان الصراع فى نفسى ومايزال دائرا ، أيهما أكثر فائدة :

الانطلاق بقول الحق بقوة صادحا فى وجوه اصحاب الباطل بما يستحقونه من ألفاظ لاذعة وجارحة ، أم السيطرة على الأعصاب والرد بالحسنى عسى الله أن يجعل هذا الكلام بداية تغيره ، ورب عدو باليوم هو حليف الغد .

ومازال الصراع مستمرا ، لم استطع حسمه .

فكلا الأسلوبين استعمله عمالقة الفكر

الحدة والنقد اللاذع ( سيد قطب ، الشيخ الغزالى ، الدكتور محمد عباس ..... )
الهدوء والسيطرة على الأعصاب ( حسن البنا ، القرضاوى ، التلمسانى ..... )

فماذا حقق كل من الفريقين : حقق الفريق الأول ( الحدة والنقد اللاذع ) صورة واضحة ومحددة للأفكار والأشخاص والرؤى لدى تلاميذ الحركة الإسلامية ، وهى الصورة التى يستحيل أن تظهر فى كتابات الهادئين المجادلين بالحسنى ، لأن النقد اللاذع والحدة فى العبارة يجلى ويوضح ويمايز بين كل ألوان وغيوم الصورة ... فى حين خسروا كما هائلا من النخبة وصار كلهم تقريبا لايجد له صحيفة يستمر فيها .

وعلى الجانب الآخر ... حقق الفريق الهادئ تلاميذا وأتباعا لايحصون كثرة ، ومحبة فى صفوف العامة والنخب والقيادات ... لكن يستحيل فعلا أن تتضح لك كل الصورة من كتاباتهم لتعففهم عن ذكر الأسماء والمواقف .

حتى إن الأستاذ عمر التلمسانى رفض الإفصاح عن اسم احد المتورطين فى تمثيلية المنشية لان الرجل انصلح حاله ويأمل أن يكشف بنفسه عما حدث .

ولم يحدث هذا ، ولا أدرى هل الرجل حى أم ميت الآن .

لماذا هذه المقدمة الطويلة ؟؟؟؟؟

لأنك تقع فى بعض الأحيان بين نارين كلاهما تحرقانك ، فمثلا : كاتب صحفى فى جريدة الدستور اسمه حلمى النمنم .

حلمى النمنم كتب صفحة كاملة فى ذكرى استشهاد سيد قطب ( بل الأحرى أنه كتبها قبل شهر من حلول ذكرى استشهاد سيد قطب ) ، وذكر ماذكر حول التحقيقات والملابسات ، وتجرد تماما من حيادية الكاتب ( لن نقول المؤرخ ) ليضع رايه بين السطور وبين عبارات الاقتباس ... فلا يعرف القارئ العادى هل هذا من كلامه هو أم من كلام المصدر الذى ينقل عنه .

ولن نتوقف كثيرا حول المغالطات التى وردت فى مقاله عن سيد قطب ، فالرجل ( سيد قطب ) اصبح ملطشة لحثالات البشر وعلى راسهم حثالة يدعى رفعت السعيد لن نتوقف عنده طويلا .

ثم ... كتب حلمى النمنم فى العدد الماضى من الدستور صفحة أخرى كاملة (( لنضع خطا تحت صفحة كاملة )) عن السيدة زينب الغزالى .. ومارس نفس الخطيئة فى وضع الغمزات واللمزات بين السطور وبين عبارات الاقتباس ، وبعض الاستفهامات الغير بريئة ... ليشوه صورة المرأة التى صارت توا بين يدى الله تعالى .

ولأنى لا أتوقف أبدا حول المغالطات التى تكتب تجاه الإخوان وتاريخهم فى الصحافة أو التلفاز ، لأنى لو توقفت أمامها لأفنيت عمرى كله ألاحقها دون الوصول إلى الغرض ، ... لذا لم أتوقف أمام مغالطاته .

لكن الذى يثير جنونى أن يتصدى من لايفقه شيئا لكتابة التاريخ ، دون أن يكلف نفسه عناء البحث ( وماهو بعناء فالمعلومات الآن صارت على قارعة الطريق ) ليدقق فى صحة مايقوله لينشر امام الملايين .

كتب النمنم يقول أن الشيخ الغزالى هو الشقيق الأصغر لزينب الغزالى .
والمعروف أن الشيخ الغزالى اسمه ( محمد الغزالى السقا ) واسمه مركب بمعنى أن ( محمد الغزالى ) اسم واحد وليس اسم الابن والأب .
فى حين أن الحاجة زينب اسمها ( زينب الغزالى الجبيلى ) والجبيلى هو اسم العائلة .

ولد الغزالى فى ( سبتمبر 1917 ) ... بينما ولدت زينب الغزالى فى ( يناير 1917 ) .... يعنى بالمنطق الطبيعى يستحيل أن تلد المرأة الواحدة ثم تلد بعدها مرة أخرى بثمانية أشهر .

الشيخ الغزالى من قرية بمحافظة البحيرة ، بينما الحاجة زينب الغزالى من قرية بمحافظة الدقهلية .

هل ترون مدى تعقد الصراع داخل راسى ... رجل كهذا يلقى بالمعلومة التى لن يتسغرق البحث فى صحتها دقائق على الانترنت بكل جرأة ( جرأة.. هى أرق ما وجدته من ألفاظ ) على صفحات الصحف ، مرتديا ثوب كاتب التاريخ الذى يفترض فيه الدقة والأمانة والحيادية .

هل يلومنى أحد إذا انفلتت أعصابى وأطلقت الألفاظ الجارحة ليتهمنى بسوء الأدب ؟؟؟؟؟؟

اللهم احفظ علينا عقولنا .

وسأرسل هذا المقال إلى جريدة الدستور وانا واثق أنه لن ينشر ولن يتم التعليق عليه .

كتب فى 15/8/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق