الأحد، سبتمبر 18، 2005

قراءة فى أربع صحف مصرية معارضة

لمحت فى أحد المنتديات منذ فترة موضوعا عن الصحافة المصرية ، هل هى مستقلة أم تتبع جهات معينة ، وهل هى حرة أم واقعة تحت ضغوط ؟؟

وكان الموضوع على هيئة استفتاء ، كانت نتيجته على ما أتذكر هى أنها صحافة غير حرة وواقعة تحت ضغوط .

ماشدنى فى الموضوع أن أغلب الذين صوتوا لم يلقوا بالا طويلا إلى الخيار الذى يقول بأنها تتبع جهات معينة ، وهو إن دل فإنما يدل على أن أغلب القراء للصحافة لايهتم بالبحث فى أعماقها ، وإنما يأخذ ظاهر المعلومات المكتوبة منها ، ثم يفسر الحال فى ضوء الكبت العام الموجود فى مصر بأنها غير حرة ، لأنها لايمكن أن تكون حرة فعلا .

وهو بلاشك تحليل يحمل كثيرا من الحقيقة ، إلا أن الخيار الأدق - بنظرى - كان أنها تابعة إلى جهات .

لماذا أقول هذا ؟

لأن الصعوبات المفروضة على تكوين الصحف فى مصر ، تمنع تماما أن تصدر صحيفة إلا بإذن وموافقة وضمان كامل من جانب الدولة ، وفى ذات الوقت نجد الصحف تتوالد فى مصر ، وكل هذا التكاثر فى الصحف لايشمل إلا جانبا واحدا فقط هو دعم رأى الدولة أو نشر التفاهات أو السفالات .

طبعا هناك حيلة معروفة وهى الصدور بترخيص من قبرص ، لكن الدولة تستطيع إحكام السيطرة على هذا المنفذ ، ومعنى أنها تتركه أنها توافق على هذا التدفق لمثل هذه النوعيات من الصحف .

وحتى لا أستطرد كثيرا ، دعونا ندخل إلى الموضوع .

لكن قبل الدخول فى الموضوع لابد أن ألفت النظر إلى قول قريب لى بيننا صلة نسب بعيدة تقريبا لذا لم يمكننى الاستفادة منه إذ يشغل موقع مساعد رئيس تحرير صحيفة حزبية وله صلات واسعة .. قال لى مرة واحدة هى التى التقيته فيها حين سألته عن رغبتى فى الكتابة إلى الصحف ، ماهى الخطوط الحمراء للكتابة ؟ ... وظننت أن الرد سيكون الرئيس أو حرمه أو ماشابه .. لكنه قال فى يقين وحزم : ( الجيش ) ... الجيش هو أول خط أحمر ، وهو المجال الذى لايسمح لصحيفة بالكتابة فيه ... وهو قول صائب تماما وأى قارئ للصحف يستحيل أن يجد شيئا عن الجيش فى أى صحيفة مصرية

( 1 )

جريدة آفاق عربية :

وهى الجريدة التى تعبر عن رأى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالطبع فى مصر ، وهى مؤجرة من حزب الأحرار ( وطبعا كل الأحزاب فى مصر كارتونية وحزب الأحرار بالذات يصدر أكثر من 13 صحيفة إن لم يكن أكثر مختلفة الاتجاهات ) .

جريدة آفاق عربية أعتبرها أكثر جريدة هادئة ورزينة فى الصحف المصرية ، تبتعد تماما عن الفرقعات والعناوين الصاروخية والتعليقات الحادة ، وتبدو وكأنها تمشى على الأشواك تتحرك بحرص يثير الغيظ ، وتتحاشى فى تعبيراتها وتحقيقاتها كل مايمكن أن يثير السلطات ضدها ، إلا بعض الهمسات البسيطة فى كتابات محمد عبد القدوس الذى كان ينتقد رئيس الجمهورية بأدب بالغ ، ولكن حتى هذه الانتقادات لم تكن تجرؤ عليها أى صحيفة أخرى لدى الحديث عن شخص مبارك .

ومما يثير الغيظ فى آفاق عربية هو سوء طباعتها وتصميمها الواضح جدا ، حتى أنى أكاد أجزم أنى لو لم أتعرف عليها من خلال صديق لم أكن يوما لألتفت لها لدى بائع الصحف ، وأتوقع أن الرجل العادى من الشعب لايعرف آفاق عربية .

ومما يدعم هذا أيضا : أن آفاق عربية تبتعد عن هموم الرجل العادى ، وكل كلامها ينحصر فى ضرورة إطلاق الحريات العامة والإفراج عن المعتقلين السياسيين ، وهى نبرة لم تكن تلقى صدى قبل ظهور الحركات المعارضة والنزول إلى الشارع ، مما كان يجعلها بعيدة عن هموم الرجل البسيط الذى لايفهم ماهو قانون الطوارئ ومامعنى إطلاق الحريات .

وهذه النقطة كانت طرفة التقطها ( حسين عبد الظاهر ) المحرر بالجريدة حين كتب مقالا ساخرا فى صفحة ( المشاغب ) حول أسلوب المعالجة الصحفية لأزمة أموال المعاشات فكتب فيما معناه : " كان عنوان الأهرام : مشكلة المعاشات فى طريقها إلى الحل ، وكان عنوان الأخبار : أين ذهبت أموال المعاشات ، وكان عنوان الجمهورية : مشكلة المعاشات ستحل فى خلال 24 ساعة بأوامر الرئيس ، وكان عنوان آفاق عربية : حل مشكلة المعاشات يبدا بإلغاء الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين " ... ( تقريبا منذ عامين كان هذا المقال لو لم تخنى الذاكرة ) .

من مزايا آفاق عربية الواضحة هى قوة المفكرين والكتاب الذين يكتبون على صفحاتها ، فيندر إن لم ينعدم أن تجد مقالا لايحمل إفادة حقيقية - بغض النظر عن أنها تحمل أفكار الإخوان أو الإسلاميين بشكل عام - حتى محررى الصفحات مثل عطية النعمانى ( صفحة التعليم ) أو مجدى عبد اللطيف ( صفحة الثقافة ) أو عبد الجليل الشرنوبى ( صفحة الفن ) تحمل مقالاتهم إفادة ممتازة وحقيقية .

يمكنك أن تعتمد على آفاق عربية فى التحليلات الواردة بها ، لأنها دائما قيمة ، خصوصا - بنظرى - تحليلات صفحة الفن التى يكتبها عبد الجليل الشرنوبى ، والصفحة التعلمية التى تكتبها فاطمة الرفاعى ( تحقيقات فاطمة الرفاعى حتى قبل الانتقال لصفحة التعليم دائما متميزة ) ، بالإضافة طبعا إلى صفحة الشئون الدولية التى يتميز فيها طارق فهمى وسمير حسين وهشام الهلالى - على قلة كتابته كتحليل - وابرز المحررين فيها بنظرى هما رضا عبد الودود ومحمد جمعة المتخصص فى الشأن العراقى .

لكن يغيظنى فيها أيضا تقسيمها الذى يقيدها للأبواب ، فهى تقيد نفسها بتقسيمة ، فتضطر لوضع تحقيق ضعيف على مساحة واسعة بصفحة التعليم ، فى حين تضيق المساحة المخصصة للشئون السياسية والدولية فى حال اشتعال الأحداث .

ينقصها أيضا فكرة الملف .

وباب ( لكل مشكلة حل ) من أروع ابوابها على صغر حجمه .

وفى الفترة الأخيرة أضيف لها عيب جديد منذ اختفاء بدر محمد بدر ( إخوانى ) من منصب مدير التحرير واستبداله بعبد الحكيم الشامى ( لا اعرف توجهه ) ، فى إطار تعديلات بعد فوز حلمى سالم برئاسة حزب الأحرار ، فاختفت أقوى مقالات آفاق عربية وهما مقالى الدكتور صلاح عز الخبير بالصحافة الغربية وصاحب المقالات الدسمة الحادة القوية وهو استاذ بهندسة القاهرة ، ومقال الدكتور أحمد المجدوب المستشار بالمركز القومى للبحوث والذى كانت مقالاته نارية أيضا .

اختفى هذان المقالان مع التغيير الأخير الذى طرأ على الجريدة .

وضعت هذه العيوب ، عيوب التغطية الصحفية المتواضعة ، والتصميم الردئ ، والمتابعة الضعيفة للحدث أمام صديق لى من الإخوان المسلمين بالكلية ، فقال لى كلمة لا اعرف مدى صدقها ، لكنها أسكتتنى .

قال : رأيى الشخصى أن الإخوان لايريدون تطوير الجريدة لتصبح جماهيرية مؤثرة خوفا عليها من الإغلاق ، وكا ماتقوله من خلال التصميم الردئ أو التغطية الضعيفة أمور يمكن التغلب عليها بقليل من مال يدفع لمصمم أو صحفى ، لكنهم لايريدون تكرار تجارب الغلق الذى حدث لهم قبلا .انتهى كلامه

وقد وقع فى يدى بالفعل عدد من مجلة لواء الإسلام التى أغلقت فى بداية التسعينات ، وعدد آخر من مجلة الدعوة التى أغلقت قبلها ، فوجدتها متميزة حقا على مستوى التصميم والمتابعة مما يؤيد كلام هذا الصديق ،

ثم أرانى هو بنفسه عددا من مجلة تسمى ( الزهور ) وهى مجلة نسائية قال إنها تتبع الإخوان ، وهذا ما اتضح من مقالاتها ، ووجدتها فعلا مجلة فى غاية التميز وكنت أتمنى لو توافرت لدى بائعى الصحف فلم أكن لأتأخر عن إهدائها لأمى وأختى كل شهر .

لا أدرى مدى صدق كلامه وهل هو تحليله الشخصى كما قال لى أو رأى مبنى على معلومات يعرفها ... المهم أنها أسكتتنى .

لكن جريدة آفاق عربية جريدة مفيدة حقا ... يمكنك أن تقرأها من اولها إلى آخرها ، وستعطيك إفادة فى كل صفحة .


**************


جريدة الأسبوع .

وهى بالطبع ذات توجه قومى ناصرى ، ورئيس تحريرها مصطفى بكرى وهو معروف .

خلال أحداث الانتفاضة كانت جريدة الأسبوع افضل صحيفة تنقل أخبار الانتفاضة حتى أفضل من آفاق عربية التى اشنغلت حينها بانتخابات البرلمان عام 2000 وبتغطية أخبار المرشحين الإسلاميين ثم بفضح الانتهاكات التى وقعت فى الانتخابات .

وصحيفة الأسبوع بجرأتها وقوتها دعتنى لأن اسأل صديق مقرب ( نسبا ) من بعض العالمين ببواطن الأمور عنها فقال لى : إن الأسبوع تابعة لصفوت الشريف ومصطفى بكرى ماهو إلا واجهة فقط .

بالطبع ذهلت من هذه الإجابة ، وكيف يكون صفوت الشريف وزير الإعلام وأحد أعلام الحزب الوطنى وراء جريدة كهذه ، ولكن حين تعرف أن صفوت الشريف ضابط مخابرات من تلاميذ صلاح نصر ، فقد يكون فى الأمر سرا لاتعرفه .

اختزنت هذه المعلومة ولم أخبر بها لأنى غير واثق من صحتها ، لكن متابعتى لها كانت تثبت فعلا أنها لاتمس صفوت الشريف بحرف إلا مرتين او ثلاثا بالعدد وكانت فى مواقف للايحتمل فيها السكوت وهو منع المذيعات المحجبات من الظهور ، وارتداء خديجة بنت قنة الحجاب ، وتحجب الفنانات ، هذه فقط هى المواقف التى كان فيها الاحتكاك اللطيف جدا بوزير الإعلام ، وعلى العكس فقد كانت تهتم بنشر تصريحاته جدا حتى بعد أن ذهب إلى مجلس الشورى ( ولم يتم انتقاده منذ تلك الفترة إلا فى موضوع حزب مصر الفتاة ) فى مشهد كان يقوى عندى مقولة هذا الصديق .

حتى كان منذ شهرين تقريبا ، كتب عامر شماخ فى آفاق عربية وهو صاحب شركة فنية يتم بها تصميم آفاق عربية مما يعنى اتصاله بمجال الصحف كتب يقول دفاعا عن الإخوان حين نشرت الأسبوع فى صدر صفحتها عنوانا عريضا ( نجل أحد زعماء الإخوان يطالب بإلغاء الحدود ) وهو نفس الخبر الذى نشر بالصفحة الثانية تحت عنوان ( كاتب مجهول يطالب ... ) فعلى العنوان كان معروفا وفى الداخل كان مجهولا ... المهم أن هذا الأسبوع نفسه وافق هجوم مفتى مصر على جمعة على الإخوان فى مقال بالأهرام ... فكتب عامر شماخ يشير إلى الأسبوع بقوله ( صحيفة ذات علاقة معروفة بصفوت الشريف ) . وهنا تأكت عندى المعلومة التى أيدها أيضا مايلقاه بكرى من حفاوة تلفزيونية لاتتوافر لغيره ممن يحملون الفكر القومى الناصرى .

مايؤيد هذا أيضا كم المعلومات التى تنفرد بها الأسبوع فى تحقيقات خاصة مثل ملفها عن سمير رجب منذ عامين أو وفاء قسطنطين آخر العام الماضى ، فقد ذكرت الصحيفة معلومات أرى - وهذا رأيى قد يكون خاطئا - أنه لايمكن أن تعرف إلا من مصادر أمنية .

ففى ملف سمير رجب ذكرت دقائق وتفاصيل عن حياته وأملاكه لايمكن أن تعرف بسهولة ، ثم سكتت الحملة فى لحظة وكأن لم يكن هناك عداء ، مما يعنى أن الحملة كانت موجهة تحركت بأوامر وتوقفت كذلك بأوامر . خصوصا وأن سمير رجب كتب مقالا كاد أن يسجد فيه لمبارك نعته فيها بكل صفات الإله ، ولا أدرى بالطبع مادار خلف الكواليس .. المهم أن الحملة توقفت فى لحظة بعد أن كانت تنذر بالاشتعال اللامحدود .

وفى موضوع وفاء قسطنطين الذى لوى فيه الأقباط ذراع الدولة بكل إهانة ، كانت الأسبوع تفتح صفحاتها وتكتب تحقيقات فى غاية العنف والحدة ( لم تتجاوز الحقيقة ) .. لكن هذا القدر من الحدة فى موضوع شائك مثل الأقباط لا أظن جريدة تجرؤ عليه إن لم يكن لها خط أخضر من جهات أخرى .

وكذلك موضوع يوسف والى الذى هو العدو المعروف لصفوت الشريف حيث أخذ منه منصب الأمين العام للحزب الوطنى ، فكانت تصفية الحسابات تتم على صفحات الأسبوع التى لم تتذكر والى حين كانت جريدة الشعب تدفع الثمن من أعمار صحفييها خلف القضبان .

هذا ما أعرفه أو بمعنى ادق ما أرجح أنه الواقع عن صحيفة الأسبوع ، لكن لو دخلنا إلى الجريدة نفسها بغض النظر عن أى خلفيات فتكون الأسبوع بالنسبة لى على الأقل أفضل جريدة مستقلة فى مصر .

فالتحقيقات الصحفية التى تنشر على صفحات الأسبوع فى غاية القوة والتمكن خاصة تلك التى يكتبها محمود بكرى أو نجوى طنطاوى ، ولعلها الجريدة الأفضل إذا أردت أن تعرف مالذى حدث بالضبط ، إذ أن الخبر يختلط بالتحليل فى الصحف الأخرى ، وأحيانا بشكل يعوق الفهم مثل جريدة الدستور مثلا .

فتحقيقات محمود بكرى دائما وقورة وهادئة وتحمل وقائع فى ثوب أنيق جدا ، وتحقيقات نجوى طنطاوى دائما دليل على الجهد الضخم المبذول فيها ، كذلك اختيار الموضوعات الهادفة حقا .

لفت نظرى من بين محررى الأسبوع زينب عبد اللاه التى أراها شبيهة نجوى طنطاوى فى اهتمامها بالقضايا الإنسانية ومحدودى الدخل والمناطق العشوائية ، وفى نطاق التحليلات الخارجية فلم يثر انتباهى إلا أحمد ابو صالح وهانى زايد ، والمواضيع المترجمة وهى من روائع الأسبوع والتى يترجمها وليد الشيخ ( المراسل من ألمانيا ) أو صحفية اخرى اسمها نهى ولا أتذكر باقى الاسم للأسف .

ومن مزايا الأسبوع وجود مقالات قوية ورزينة جدا وهى مقالات مصطفى بكرى والدكتور محمد سليم العوا واحمد منصور ومجدى شندى وعبد القادر ياسين وأسامة ايوب ويوسف الشريف ونجوى طنطاوى وخيرى شلبى ( مقالاته مفيدة جدا للأدباء بمافيها من ثراء لغوى ) ، إلى جانب مقالات اخرى لا ألتفت لها مطلقا لغاثتها ( فوزية مهران - أسامة عفيفى - محمد مستجاب - خالد محمود وغيرهم ) .

وتفتح الأسبوع فى أحيان صفحاتها لكتاب من تيارات أخرى مثل ( محمد عبد القدوس - الشافعى بشير - على عبد الفتاح ( إخوان ) - رفيق حبيب - صموئيل عبد الملاك ( قبطى ) - ... )

ومن مزايا الأسبوع التغطية الصحفية الرائعة للقضايا العالمية ، واهتمامها بفكرة الملف ، وكما قلت هى فى هذا المجال لا تبارى

خاصة مع وجود تصميم قوى ورائع وجذاب للصحيفة ، وتكاد تكون عناوينها ذات الفضل الأكبر فى نسبة توزيعها المرتفعة ( 300 ألف نسخة ) .

فتصميم الصفحة الأولى حقا فى منتهى القوة والروةعة ، واختيار العناوين الجذابة من نقاط التفوق الواضحة بالأسبوع .

لكن الأسبوع دائما عندما تكتب عن الإخوان تشم رائحة التحيز ضد الإخوان خصوصا لو كان الطرف الآخر ناصرى مثل مشكلة نقابة المحامين والتغطية واضحة الانحياز ، أو حتى بعيد عن الصراع فلا أذكر انى رأيت لها تحقيقا معتدلا عن الإخوان إلا فى الوقت الذى توفى فيه مصطفى مشهور المرشد الأسبق ، فقد كتبوا صفحتين ممتلئتين اتزانا أو حتى ثناء على الإخوان وعلى مشهور .

وتحقيقات الإخوان يكتبها دائما مصطفى سلميان وفى بعض الأحيان هانى زايد ، ولا أعرف توجهاتهما بالضبط .

وكما تنحاز ضد الإخوان فهى تترصد الساقطة واللاقطة لليبراليين أمثال سعد الدين إبراهيم وايمن نور ، ورغم ماتورده من حقائق أحيانا إلا أنها تبدو تافهة فى أحيان أخرى حين تقيم الدنيا لأن هشام قاسم جلس على مائدة بها عضو بالكنيست الإسرائيلى أو أن أيمن نور التقى أولبرايت ، وهى أشياء لا أرى انها تخدش الوطنية بشكل كامل يستدعى كل هذا الصراخ .

لكنها بما تورد من حقائق أخرى عن نشاطاتهم مثل نشاطات مركز ابن خلدون أو هشام قاسم تدعم موقفها وتستند إلى أرضية صلبة .

وهو مايجعل كثيرين فى صحف أخرى يتهمونها بأنها تشوه منافسى النظام ( وهو اتهام لا أقطع بصحته أو تجنيه ) .

لكن منهج الأسبوع فى تبنى القضايا القومية بأسلوب فائق الحرفية والقوة والرزانة فى ذات الوقت يجعلها - بنظرى - من أفضل الصحف فى مصر .



**********************


جريدة الدستور .

عجيبة هى جريدة الدستور ، احترت من أين ابدأ فى الحديث عنها ، متنوعة إلى درجة الثراء ، جريئة إلى درجة تثير الاستغراب ، قوية ، مفيدة ، تشتم الكل ، وتمدح الكل ، مهما حاولت أن تصل إلى ماذا تريد ، فلن تصل ؟

ماذا كانت تريد ؟ ولماذا أغلقت ؟

بالطبع لم أكن اهتم قبل خمس سنوات بالضبط بأى صحف ، غير أنه إذا وقعت فى يدى جريدة تصفحتها بسرعة ، تتباطأ إذا كانت الجريدة غير حكومية ، تصل إلى درجة الفحص إذا كانت الجريدة هى جريدة الشعب التابعة لحزب العمل .

لكن ، لم يكن يغرينى ، أو لم يكن فى إطار اهتمامى موضوع الصحف هذا .

فلما بدأت أهتم بأمر الصحف ، كنت متفهما تماما لماذا أغلقت جريدة الشعب ، نبرتها كانت كافية لهذا الفهم ، بالمناسبة - مع الاعتذار عنن الاستطراد - صدر منذ خممس سنوات جريدة تسمى القرار وكانت تابعة لحزب يسمى الوفاق ، ورأيت أول أعداد هذه الجريدة التى كانت طاغية الحدة ومتجاوزة لكل الخطوط الحمراء وأولها شخص مبارك ( شخص مبارك لم يمس إلا منذ شهور فى الصحافة ) ، وهى نبرة مختلفة تماما عن كل الصحف الموجودة على الساحة ، ومالبثت الصحيفة أن أوقفت لبروز خلاف فى الحزب دعا لجنة شئون الأحزاب إلى تجميده ، وهو خلاف لم يشك أحد فى أن الحكومة وراءه .. الشاهد من القصة أن كُتّاب الشعب كانوا هم كتاب صحيفة القرار ، مما يشير إلى مدى رعب الحكومة من ظهور هذه النوعية من الصحف مرة أخرى .

كنت اسأل صديقا أقرب إلى مصادر معلومات بحكم قربه من بعض العالمين ببواطن الأمور عن السبب فى إغلاق صحيفة الدستور ، وكانت إجابته أن هذه الصحيفة كان هدفها تشويه كل الرموز المصرية بلااستثناء ( الشعراوى - البابا شنودة - شيخ الأزهر - الشيوعيين - الناصريين .... ) أى رموز ، وبسبب هذا أعطيت لها مساحة من الحرية جعلت لها أرضية ملموسة فى الشارع المصرى ، حتى استطاع رئيس التحرير فى حوار مع وزير الداخلية أن ينتزع منه ملامح خطة الداخلية لمواجهة انقلاب على الحكم فى مصر ، فصدر الأمر بإيقافها .

وأنا إلى الآن لا أقطع بصحة هذه المعلومات بشكل كامل ، إلا أن ظهور الدستور فى الفترة الماضية ( 15 أسبوعا ) ، جعلنى استدعى هذه المعلومة إلى الذاكرة ووضعها موضع الاختبار .

وكانت فى رأيى حقيقية جدا .

سؤال فى غاية البساطة : مالذى يجعل نظاما مثل النظام المصرى يسمح بجريدة بهذا القدر من الجرأة فى هذا الوقت العصيب ( انتخابات وتعديل دستورى وإقرار قوانين إصلاح سياسى ) ؟؟

بالطبع لن يكون السبب هو وجود حكم قضائى كما قالوا ، وإلا فماذا الحال فى جريدة الشعب أو جريدة مصر الفتاة ؟؟؟؟

والإجابة عن هذا السؤال مبرر طبيعى لمعرفة مالذى تسعى إليه الدستور ؟

فالدستور جريدة تمدح الكل وتشتم الكل فى نفس اللحظة .

ولو ذكرنا على سبيل المثال أسماء الرموز التى كتبت عنها مقالات تسيئ إليها فسنذكر هذه الأسماء ( زغلول النجار - القرضاوى - العقاد - مكرم عبيد - النحاس - عدد من القساوسة - مبارك وجمال مبارك - أعلام الحزب الوطنى - طبعا الإخوان - الناصريون - وطبعا بن لادن والزرقاوى والظواهرى - الشيوعيون - العلمانيون - السلفيون - طائفة كبيرة من الممثلين والمغنيين والمخرجين ..... ) وغيرهم .

وأتوقع قريبا .. عمرو خالد ( اللهم خيب ظنى ) .

يجذب انتباهك عدد من المتناقضات فى الدستور .. مثلا محررها مؤمن المحمدى شخص غريب فعلا - بنظرى - يكتب فى الرد على العلماء المسلمين كأنه يمتلك باعا فى دراسة الإسلام ، فلقد كتب كثيرا ينتقد زغلول النجار بعبارات أقل ماتوصف أنها غير لائقة - لاحظ رقة الوصف - ثم يرد على كتاب ألفه باحث لا أتذكر اسمه الآن للأسف وقدم له العالم الجليل عبد العظيم المطعنى يتكلم فى نقد المسيحية ( وبالمناسبة الرد ركيك جدا فلا يتخيل أحد أنه رد له قدر من الاعتبار ) ويرد على كتاب آخر عن الدولة الإسلامية ( ورد فى غاية الركاكة أيضا ، لم أحاول الرد عليه حتى لا أعطى هذا الشخص حجما ) .... ثم يكتب فى نفس الجريدة تحليلا ( لا أدرى مدى دقته لأنى غير متابع ) عن إذاعة نجوم Fm ، ثم يكتب ليمدح تجربة جاد شويرى ( مخرج الكليبات صارخة الجنس ) فى "صناعة النجوم " كما سماها .... ثم يكتب فى عدد آخر مقالا ينتقد فيه شعر القرضاوى ويصفه بالركاكة وأنه أقرب للأناشيد مما يعنى أنه ذو باع فى الشعر والأدب ‍‍‍‍‍‍‍.

ولا اقول إلا سبحان الله ، ولله فى خلقه شئون .

متناقض آخر : ممدوح الشيخ محرر الصفحة الدينية ، لايكتم أنه لايؤيد المقاومة المسلحة فى العراق ‍‍، ويكاد يحصر الصفحة الدينية فى ذكر الخلافات بين الصحابة وهى الفتنة الكبرى التى تورع فيها أعلام الإسلام ، وتظل الصفحة الدينية لاتقدم فكرا بقدر ماتهدم ، فهى تقريبا مفتوحة لمن يشكك فى وجود إعجاز علمى فى القرآن ، أو الرد على شيوخ أو قساوسة .. أى أنها صفحة صراعات بالمقام الأول .

وجريدة الدستور لايمكن أن تعتبر مساحة مفتوحة لكل الآراء فالسيطرة العلمانية عليها واضحة جدا حتى فى الصفحة الدينية كما ذكرت ، ولامانع من وجود مقال هنا أو هناك لتيارات أخرى .

يعنى ... تخرج بعد قراءتك للجريدة ، معدوم الثقة فى أى تيار أو اتجاه ، صحيح أنها تمس مبارك بقدر بالغ الجرأة لم تبلغه جريدة أخرى ، لكنها فى نفس الوقت تنفى كل التيارات الأخرى ، وأظن أن الشعور الذى سيسرى فى القارئ العادى حينها هو اليأس من كل شئ ثم " يدع الملك للمالك " و" يمشى جنب الحيط " ... وفعلا يتضح له بالدليل أنه لابديل أفضل من النظام الحالى .

وأعترف فى هذه الكتابة أنى جريت وراء انفعالى فلم اذكر مزايا الدستور ، وهى للحق جريدة قوية ومفيدة بالفعل ، وأستمتع فيها جدا بكتابات الدكتورة هبة رؤوف عزت محررة الصفحة الأسرية وزوجها الدكتور أحمد عبد الله محرر صفحة المشاكل النفسية ( وهما فى صفحة واحدة بالمناسبة ) ، ولعل هذه الصفحة هى أمتع صفحات الدستور ، يأتى بجانبها فى نفس المرتبة صفحة عالم المخابرات التى يحررها نجم هذا المجال الأعظم فى مصر الدكتور والأديب الفائق الإبداع نبيل فاروق صاحب أمتع سلاسل قصصية لا أعتقد أن شابا يحب القراءة لم يستمتع بها .

أما فى المجال السياسى فهى كما أسلفت قوية جدا ، وتتحدث عن أكثر القضايا حساسية بشكل صريح - كما يبدو - ، وتحقيقاتها مفيدة جدا ، إلا أن الخبر فيها يختلط بالتحليل والتعليق مما يستحيل معه أن تكون هى مصدر المعلومة المجردة ، وما يثيرنى فى تحقيقاتها الاستهزاء أحيانا بآراء من يخالفون الرأى الذى يريدون نشره وفى غالب الأحيان يكونون أعلاما فى مجالاتهم .

يعنى على سبيل المثال ليس أكثر ، فى موضوع أهمية خانة الديانة بالبطاقة الشخصية فى العدد الأخير ، كان هناك استهزاء وسخرية واضحين ممن رأوا أهمية وجود هذه الخانة وقد كانوا ( جمال أسعد - طارق البشرى - محمد عبد القدوس - ... ) .

ومن صفحاتها الرائعة ايضا صفحة بلال فضل الكوميدية ، التى يرسمها عمرو سليم ، والذى لا أستطيع أن أنكره أن بلال فضل له قدرة مذهلة على استنباط الأفكار وإخراجها فى شكل كوميدى ببراعة .. رغم ما لا أبتلعه من بعض الألفاظ الغير لائقة بنظرى . ( هذا بالطبع غير الاختلاف فى الآراء .. وهذا حقه الكامل ) .

وكذلك أحرص على متابعة صفحة ( صحافة ) التى يحررها خالد السرجانى ، وهى إحدى الصفحات المتميزة على جريدة الدستور ، وواضح كم المتابعة والمجهود الذى يبذله المحرر .

المهم والواضح جدا أن الجريدة متنوعة لدرجة الثراء ، وسيجد فيها كل قارئ مايجذبه ، وبالتالى فلن اذكر مالا أرتاح له فيها لأنها ميولى الخاصة ، ولكل قارئ ميوله الخاصة .

غير أن الصفحة قبل الأخيرة التى يحررها خالد كساب وتتناول مشاكل الشباب والفتيات ، يخلو منها تماما تماما أى نموذج إسلامى ، يعنى على سبيل المثال : موضوع كان يتناول لماذا لايصادق الشاب فتاة والعكس ... ذكرت أنواع كثيرة جدا حول السبب ، لم يكن بينها رأى واحد أو واحدة تقول إن الصداقة حرام ، لهذا لا أصادق .. رغم أن الأكيد والمقطوع به - وهذا باعتبارى طالب جامعى - أن السبب الرئيسى لمن لايصادقون شبابا وفتيات هو هذه الحرمة الدينية .

كذلك موضوع لماذا يتحجبن ؟ .. وغيرها كثير .

الدستور جريدة ترهقنى فى قراءتها ، صفحات كثيرة مفيدة تستحق القراءة والمتابعة .

ميزة هامة للغاية فى الدستور ، وهو الاستخدام الرائع للكاريكاتير الذى يزين كل موضوع تقريبا ، ويعطى للموضوع نكهة لذيذة للغاية ، بغض النظر عن القيمة التى يريد الكاريكاتير أن يوصلها ، وتكون عادة موافقة لرأى كاتب المقال .

وهذه الميزة أيضا من المزايا التى تنفرد بها الدستور فيما أعلم .

كذلك تصميمها الجيد ، لايصل لدرجة الإبهار مثل الأسبوع ، لكنه تصميم قوى ، كذلك استخدام العناوين الساخرة التى تنتزع الابتسامة فعلا ، وهى لاشك من أهم عوامل ارتفاع نسبة التوزيع .

كذلك ، يضعون بعض الصور لا أدرى من أين أتوا بها ، مثلا فى تحقيق عن صورة الرئيس وكان عرضا لكتاب ألفته الدكتورة عزة عزت عن كيفية عرض صورة الرئيس فى الإعلام .. كانت صورة لمبارك وهو يعض على شفتيه ... وهى صورة غريبة فعلا لا ادرى كيف التقطت ولا كيف وصلت للدستور ولاكيف سمح بنشرها .

كذلك صورة لمبارك مع السادات فى حديقة أو لعلها أرض رزاعية وكان السادات يبدو منفعلا ، ومبارك يبدو هادئا يستمع باهتمام .. كيف التقطت هذه الصورة .. الله أعلم .

والتواصل الجماهيرى للجريدة ممتاز ، إذ تفرد صفحة كاملة لرأى الناس ، وتجرى مايشبه المسابقة بين القراء للكتابة فى أحد الموضوعات ، ولكنى لم أعد اثق بشفافية هذه الصفحة منذ أن نشروا لى مقالا محذوفا منه نصفه تقريبا ، وهو النصف الذى كان يدينهم ... يمكنكم أن تروا هذه الجريمة فى موضوع ( الشعب المصرى ليس ... ردا على الدستور ) .



*******************


( 4 )

صحيفة الغد

وكما هو معروف فهى تابعة لحزب الغد الناشئ الجديد على الساحة السياسية ، ورئيسه مرشح الرئاسة الأكثر أهمية وجدية أيمن نور .

كان الجميع يترقب صدور صحيفة الغد ، لمتابعة قضية أيمن نور التى بدأت بحبسه 45 يوما على ذمة التحقيق فى حركة أثارت جميع المعارضين ، كما أثارت سادة البيت الأبيض .

( اذكر هنا أن الأسبوع التزمت الصمت أو الحديث الحذر جدا تجاه هذا الموضوع ، لكنها كانت تعطى الإيحاء الخفى بأن أيمن نور رجل أمريكا فى مصر ، دون أن تستطيع إمساك دليل على هذا ... ومقال مصطفى بكرى فى هذا الموضوع عقب القبض على أيمن نور كان يشوه الرجل رغم ظهوره بشكل المحايد جدا ) .

وكان ترقب هذه الصحيفة نابعا من أمرين ، أولهما أنها منعت من الصدور وقت أن كان أيمن نور مسجونا ، وقيل فى هذا إن السبب كان رجب حميدة الذى عارض أن يرأس إبراهيم عيسى رئاسة التحرير ( إبراهيم عيسى هو رئيس تحرير الدستور ، ثم صوت الأمة مؤخرا ... معروف بجرأته ) ، لأن الحزب فى مرحلة حرجة ورئيسه مسجون .

وهو كلام رغم واقعيته ( إذ أن رجب حميدة شخصية غريبة وله تصرفات تثير الريبة والشك ، ويستطيع الانتقال بين التيارات السياسية فى لحظة ) ، إلا أن الرجل العادى كان يؤمن بأن الحكومة وراء هذا الإيقاف ( وهو شعور له جانب واقعى ، فمحتمل جدا أن يكون رجب حميدة قام بالدور لصالح الحكومة ، وقد فعلها من قبل مع جريدة آفاق عربية حين تولى رئاسة حزب الأحرار منذ مايزيد عن عامين )

ثانى هذه الأسباب أن أيمن نور أعلن أنه سيترشح لرئاسة الجمهورية ، وهى القنبلة الأكبر فى الحياة السياسية فى الفترة الأخيرة ، والمفاجأة التى مازال الكثيرون يتعجبون منها .

فماذا ياترى ستحمل صحيفة الغد ؟؟

كان هذا السؤال الذى يسيطر على مراقبى الجريدة .

وبعد هذه الفترة من متابعة صحيفة الغد ، أكثر ما يجذبك هو الصفحة الأولى التى تعطى أهمية للصور أكثر من العناوين ، وتحمل غالبا صورا مثيرة وملفتة للانتباه ، ولا أبالغ إن قلت ان هذه الصور تجبرك أحيانا على شراء الجريدة .

وفى هذا الصدد ، يكون أوضح مثال هو العدد الذى نزل بعد فضيحة الاستفتاء ، حمل صورة لما حدث من بلطجة وهتك أعراض جعلت العدد يتخطف لدى بائع الجرائد ، والحمد لله أن ظفرت بنسخة .

من مميزات الغد ، تنسيقها الهادئ واللذيذ فى الصفحات الداخلية ، والجودة الواضحة للطباعة والجرافيك ،



كما أن الغد تعتمد المنهج الليبرالى بوضوح ، كما أنها متزنة جدا ، وتحرص على إيجاد علاقات جيدة مع كافة الاتجاهات والتيارات ، ربما كان هذا بسبب الترشح لرئاسة الجمهورية وحاجة أيمن نور لمساندة جميع الأطياف .

وهى لم تدخل إلى الآن مع أى طرف فى خصومة أو معركة ، حتى مع أعداء سابقين لأيمن نور مثل حزب الوفد مثلا .

ومن مزايا الجريدة الواضحة المتابعة الممتازة لأخبار الحزب ، وتغطية نشاطاته وفعالياته ، وتقديم صورة جذابة له ، وإجادتها فى الدفاع عن أيمن نور فى قضيته .

وتفتح صفحاتها لأقلام من تيارات أخرى ، على سبيل المثال ( إبراهيم عيسى - علمانى ، إبراهيم الزعفرانى - إخوان ، ... ) .

أجرأ مقالاتها ، مقال عبد النبى عبد الستار ، وأجمل مقالاتها برأيى مقالات أيمن نور .

ميزة تحقيقاتها أنها تحتوى على معلومات ستعرفها لأول مرة ، خصوصا إذا كانت عن الرئاسة والرئيس وعائلة الرئيس ونفوذ هذه العائلة .

ولأنها متزنة جدا ، ولم يمض عليها كثير وقت ، لم يلفت نظرى اتجاهات محرريها أو مدى كفاءتهم .

من الأشياء التى تتميز بها عن باقى الصحف إفرادها فى كثير من الأحيان لصفحات لاتحتوى إلا على صور وتعليقات فقط .. لكنها تكون أبلغ من المقالات بكثير .

ما آخذه عليها : أنها جريدة هادئة جدا إذا نظرنا لها من زاوية أن رئيس مجلس إدارتها وتحريرها ورئيس الحزب هو المرشح لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس الحالى ، فنبرة الهجوم على الرئيس الحالى هادئة جدا جدا ، وكثيرا مايتكلم عنه أيمن نور فى مقالاته بتوقير شديد ، وحتى مقاله عن جمال مبارك كان يحمل توقيرا شديدا .

وأظن - والله أعلم - أن هذه النبرة رسالة لمبارك ، واعتقادى أن أيمن نور تأكد أنه تسرع فى أخذ قرار خوض الانتخابات كمرشح ضد مبارك ، ولعل ماحدث معه فى الشرقية على وجه الخصوص ، والمضايقات المستمرة كانت ذا أثر .

ولا أدرى لماذا ، تبدو كمية الاستفادة من الغد ضعيفة بالنسبة لمساحتها ، إذ أن مايستحق أن يقرأ فيها ويمثل إفادة حقيقة قليل .

وعلى كل : مازالت الغد لم تقدم نفسها بشكل مستقر كما أرى ، وسيكون هذا بالتأكيد بعد انتخابات الرئاسة .. حينها سيتضح الكثير ، لأن كثيرا من التوازنات ستكون قد اختفت ، مما سيجعلها أكثر وضوحا وصراحة .


---------------------

إلى هنا انتهى الموضوع ، والذى لا بد من التأكيد على أنه وجهة نظر شخصية جدا تحتمل الخطأ بلاشك ،

كما أنها وجهة نظر طالب جامعى يعنى صغير السن ، لاتتوافر له مصادر معلومات غير عادية ، يعنى أغلب ماقلته استنتاجات .... وفى ذات الوقت هو طالب ملزم بمتابعة الدراسة بشكل جيد خاصة لو كانت كلية عملية كالهندسة .

والآن ... استقبل تعليقاتكم على الموضوع ، وهو بلاشك يثير الكثير من الأسئلة والاستفسارات والاعتراضات والانتقادات فى ذات الوقت .

لكن يظل الشئ اليقينى لدى ، أنه لاتوجد صحيفة مستقلة فى مصر ، ولكن تابعة بلاشك لأى جهة من الجهات أمنية أو مخابراتية ، أو رئاسية أو .... إلخ .

وعلى هذا ، فلاتوجد حرية للصحافة يقينا .


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

انتهت كتابة الموضوع يوم 1/7/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق