الأحد، سبتمبر 18، 2005

جريدة ( الدستور ) تحذف نصف المقال

كتبت ردا على جريدة الدستور وأرسسلته بتاريخ 4/6/2005 ، وكان هذا نصه :

-----------------

كتب ( محمد خير ) فى العدد 11 من الدستور مقالا بعنوان ( هل يتعاطف المجتمع مع متبرجة تشارك فى مظاهرة ؟ ) كانت خلاصته أن "كل" المتدينين الذين يطالبون بالعفة ويتأففون لمناظر الحب بالشوارع ونساؤهم اللاتى "يجبرن" راكبات المترو على ترديد أدعية .. كل هؤلاء المتدينيين وقفوا يتفرجون على النساء اللاتى انتهكت أعراضهن يوم 25/5 دون أدنى ذرة من التعاطف ، لأنهن متبرجات ، ويفسر الكاتب هذا المشهد بأنه تعبير عن انحطاط المتدينيين الذين لم ينفذوا من الدين إلا حلق الشارب وتربية اللحية وتغطية الزوجات ، لكنهم خانعون للسلطة ، يشترون السجائر السوبر ، ويقرأون جريدة الجمهورية ( لا أدرى لماذا الجمهورية تحديدا ؟؟!! ) ، وبعد أن يصلوا العشاء ( ونحط خط تحت كلمة بعد الصلاة دى ) يشاهدون نانسى عجرم وهيفاء عبر وصلة الدش المسروقة ( وبرضه نحط تحت المسروقة خط ) ، ثم يقولون لنا : إن مشكلتنا فى البعد عن الدين ، وهو مايراه الكاتب غير صحيح بدليل كثرة المآذن وكثرة كتب الأرصفة وكثرة شرائط تارك الصلاة فى الشوارع .

وبعيدا عن امتلاء هذا الطرح بالكذب والسطحية والتجنى وحصر مشاكل الشعب فى المتدينين ، كأن المظاهرات تخلو تماما منهم ، رغم أنهم أكثر الفئات المضطهدة محل الاشتباه فى هذا البلد .. بعيدا عن هذا فإن نبرة الهجوم على الشعب المصرى ليست جديدة فى صحيفة الدستور ، فمن مقالات إبراهيم عيسى ( عدد 6 ) وبلال فضل ( عدد 11 - مقال عبد العزيز مخيون ) ، فكلها تحاول إثبات أن هذا الشعب فقد الشهامة والمروءة وتشبع بالحقارة والوضاعة وسائر الصفات المنحطة .

لكنى أحب أن أسأل أساتذتنا الأفاضل فى الدستور ، هل هذا فعلا هو الشعب المصرى ؟؟!!
إذن .. ماهى جنسية الشباب والبنات الذين يخرجون فى المظاهرات ؟؟ ماهى جنسيات المعنقلين السياسيين ؟؟ ماهى جنسيات الطلبة الذين يفصلون كل عام بقرارات مجالس التأديب الجامعية لأنهم قادوا مظاهرات عطلت الدراسة وأحرقوا أعلام دول صديقة ؟؟ ماهى جنسيات النقابيين الذين فرضت على نقاباتهم الحراسة ؟ والقضاة الذين اسمعوا الدنيا صوتهم ؟؟؟
لماذا يختزل الشعب المصرى فى مواقف تعرض لها الأستاذ بلال فضل أو مشاهد يرصدها الأستاذ إبراهيم عيسى بعين واحدة ؟؟
لكن ... لأمشى وراء موقفكم ، وأوافقكم على أن الشعب تحول إلى شعب منحط خانع ذليل (إبراهيم عيسى - عدد 6 ) يدعى التدين ويعشق التشفى ويبحث عن الفضائح ( بلال فضل - عدد 11 ) ... ألستم تتحملون مسؤولية عن هذه الحال ؟؟

كم مرة انشغلتم - ياأهل الصحافة - عن هموم الشعب وقضاياه لتكتبوا فى نفاق السلطان وتلميع الراقصات وحوارات لاعبى الكرة ؟؟ ، أو كتبتم واجهدتم أنفسكم فى تحقيقات سخيفة تتناول قضايا أبعد ماتكون عن مرارات شعب مطحون مثل ( أليس من حق المسيحيين المطالبة بعربة مترو - الدستور عدد 7 ) أو ( نكت عن المشايخ والقساوسة - عدد 7 ) أو ( لماذا يمزق الناس أفيشات منى زكى ؟ - عدد 8 ) وهو مافسره لنا آخر فى عدد تال بأنه نوع من الكبت الجنسى والعجز عن ممارسة الحب .
كم مرة تركت الصحافة الشعب ليواجه الغلاء والبطالة والقهر والفقر والمعتقلات والضغط على أعصاب الشباب بالانفتاح الرهيب للإباحية والخلاعة ، وكان كل همها هو ( رجل يغتصب 7 أطفال ثم يقتلهم ) أو ( الزوجة التى اتضح أنها رجل ليلة الدخلة ) أو حتى الاهتمام بالتفاهات مثل خبر فى آخر صفحة بالدستور عدد 11 عن ( زواج هيفاء وهبى من أمير سعودى ) أو بالعدد 10 بالصفحة الأخيرة عن ( عيد ميلاد عادل إمام ) .

إذا كان الشعب وحده فى مواجهة السلطة ، ويفتقد أقلام الصحفيين والمثقفين ، حتى تم قهره وتصفيته دون أن يدافع عنه أحد ، فلماذا تحملونه وحده مسؤولية السكوت ، رغم أنكم شركاء فى هذه الجريمة ؟؟؟

وأقول للأستاذ محمد خير : نعم .. إن مشكلتنا فى البعد عن الدين ، ولو كان كل صحفى منكم يفكر قبل أن يكتب مقاله هل المقال " هيقربه من الجنة ولا من النار " لكنا حصلنا من الصحافة على خلاصة الفكر الإنسانى والمواقف المشرفة ، ولو أن كل صحفى فكر " هل هذا المقال يرضى عنه الله ورسوله " لكنا رأينا المقالات الهادفة فعلا ، التى تهتم بأن يتغير الشعب ويصحو ويفيق وينهض ، لأنه سيفكر فى الوسيلة المثلى لإفاقة الشعب ، والتى لن تكون أبدا شتم الشعب ووصفه بأحط الصفات .
لو أن كل صحفى متدين حقا ، لفكر ماهو منهج القرآن والنبى ( وأنتم تعرفون منهجه جيدا ، وهذا مااتضح من الملف الذى وافق المولد النبوى ) فى خطاب النفس الإنسانية وإثارة همتها وزرع الفضائل والقيم فيها ، فيقتدى .... بدلا من أن يلقى أحجاره هكذا فى وجه الناس الذين لن يتغيروا أبدا بمثل هذا الأسلوب .

لايمكن أن اختم دون أن اقول أن الدستور جريدة قوية ، ومفيدة ، لكنى نظرت لها هنا بنفس العين الواحدة التى نظرتم بها إلى الشعب المصرى .

" معلش طولت عليكم ، واعتبرونى زى ابنكم ، والسلام عليكم ورحمة الله "

----------------------

ونشرت الجريدة هذا الرد فى عدد اليوم محذوفا منه هذه المقاطع :

--------------------

بعيدا عن هذا فإن نبرة الهجوم على الشعب المصرى ليست جديدة فى صحيفة الدستور ، فمن مقالات إبراهيم عيسى ( عدد 6 ) وبلال فضل ( عدد 11 - مقال عبد العزيز مخيون ) ، فكلها تحاول إثبات أن هذا الشعب فقد الشهامة والمروءة وتشبع بالحقارة والوضاعة وسائر الصفات المنحطة .

لكنى أحب أن أسأل أساتذتنا الأفاضل فى الدستور ، هل هذا فعلا هو الشعب المصرى ؟؟!!

.....

لماذا يختزل الشعب المصرى فى مواقف تعرض لها الأستاذ بلال فضل أو مشاهد يرصدها الأستاذ إبراهيم عيسى بعين واحدة ؟؟
لكن ... لأمشى وراء موقفكم ، وأوافقكم على أن الشعب تحول إلى شعب منحط خانع ذليل (إبراهيم عيسى - عدد 6 ) يدعى التدين ويعشق التشفى ويبحث عن الفضائح ( بلال فضل - عدد 11 ) ... ألستم تتحملون مسؤولية عن هذه الحال ؟؟

كم مرة انشغلتم - ياأهل الصحافة - عن هموم الشعب وقضاياه لتكتبوا فى نفاق السلطان وتلميع الراقصات وحوارات لاعبى الكرة ؟؟ ، أو كتبتم واجهدتم أنفسكم فى تحقيقات سخيفة تتناول قضايا أبعد ماتكون عن مرارات شعب مطحون مثل ( أليس من حق المسيحيين المطالبة بعربة مترو - الدستور عدد 7 ) أو ( نكت عن المشايخ والقساوسة - عدد 7 ) أو ( لماذا يمزق الناس أفيشات منى زكى ؟ - عدد 8 ) وهو مافسره لنا آخر فى عدد تال بأنه نوع من الكبت الجنسى والعجز عن ممارسة الحب .
كم مرة تركت الصحافة الشعب ليواجه الغلاء والبطالة والقهر والفقر والمعتقلات والضغط على أعصاب الشباب بالانفتاح الرهيب للإباحية والخلاعة ، وكان كل همها هو ( رجل يغتصب 7 أطفال ثم يقتلهم ) أو ( الزوجة التى اتضح أنها رجل ليلة الدخلة ) أو حتى الاهتمام بالتفاهات مثل خبر فى آخر صفحة بالدستور عدد 11 عن ( زواج هيفاء وهبى من أمير سعودى ) أو بالعدد 10 بالصفحة الأخيرة عن ( عيد ميلاد عادل إمام ) .

إذا كان الشعب وحده فى مواجهة السلطة ، ويفتقد أقلام الصحفيين والمثقفين ، حتى تم قهره وتصفيته دون أن يدافع عنه أحد ، فلماذا تحملونه وحده مسؤولية السكوت ، رغم أنكم شركاء فى هذه الجريمة ؟؟؟

-----------------

وكما ترون ،

فهذا هو الدرس العملى الذى علمنا إياه العلمانيين طوال السنين فى ألا ننتزع العبارة من السياق حتى لانفهمها بشكل خاطئ .

هاهم حذفوا كل مايدينهم من المقال .

ولله الأمر من قبل ومن بعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق