الأحد، سبتمبر 18، 2005

يحيــــا الانتحـــار النـــاطق

مع تزايد ظاهرة الانتحار على الساحة المصرية ، خطر لى أن ألبس قناع وروح هذا الشاب الذى يفكر فى الانتحار .
ورغم الرفض المبدأى لهذا التفكير المرفوض إسلاميا وإنسانيا ، إلا أن محاولة استكشاف أعماق شخصية المنتحر لن تخلو من فوائد .

أول من يذكر فى مجال الانتحار هو الشاب " عبد الحميد شتا " الذى تثبت اوراقه مدى تفوقه ونبوه على طول مراحل عمره ، انتحر عندما حصل على المركز الأول فى اختبارات القبول بوزارة الاقتصاد ، ولكنه استُبعد لسبب أنه " غير لائق اجتماعيا " ، فقرر أن يترك الدنيا لهؤلاء اللائقين اجتماعيا .
ثم توالت الوقائع : المدرس الذى تناول السم وترك رسالة تشرح عجزه عن توفير حياة لأسرته وأطفاله ، الشاب الذى شنق نفسه أعلى كوبرى قصر النيل فى قلب القاهرة ، الصحفى الذى اكتشفت جثته على سطح النيل ، وغيرهم وغيرهم ...

كل هؤلاء رحلوا عن الدنيا فى صمت رائع ، هذا الصمت كان غاية ما تتمناه الحكومة والسلطات التى اختارت نفسها لتحكمنا .

ولكن : اهتزت البلاد حين وقعت ثلاث عمليات انتحارية ( حادث الأزهر ، حادث ميدان عبد المنعم رياض ، حادث السيدة عائشة ) .
ورغم شكى الكبير فى حقائق وروايات هذه الحوادث ، إلا أننى سأفترض مؤقتا أنها كانت عمليات انتحارية خالية حتى من المؤثرات الإسلامية والجهادية .
مــاذا حــدث ؟

1) صارت أسماء بشندى وإيهاب يسرى وأخته نجاة وخطيبته إيمان على كل لسان .
2) كل الصحف والمجلات تسابقت فى وصف الحادث ومحاولات البحث عن دوافعه وأسراره ، وإجراء التحقيقات والحوارات مع الشهود والأقارب والجيران والأصدقاء .
3) انشغلت القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية ومواقع الانترنت بتصوير الشوارع والحوارى والمنازل التى سكنها هؤلاء .
4) لم يعد للمفكرين والمثقفين هم إلا البحث فى الأسباب التى دفعت هؤلاء للانتحار .
5) ظهرت على السطح مشاكل الفقر والبطالة والعشوائيات والقهر الأمنى والكبت السياسى والتغييب الفكرى للإسلام الصحيح .
6) ثبت بالفعل فشل سياسات الاعتقال والتعذيب وقانون الطوارئ .
7) بدأ الناس يسألون السؤال الكبير : ماذا تفعل وزارة الداخلية ومباحث أمن الدولة التى تلتهم القدر الأعظم من أموال الدولة ولها كامل الصلاحيات والاستثناءات حتى حولت حياة الناس إلى جحيم ، وحتى صار " أمين الشرطة " يرى نفسه إلها يملك رقاب البشر وأجسادهم ؟
8) ولا أملك نفسلا من التوقف أمام سؤال طريف وهو : من هو الغبى الخائب الذى يؤلف ويكتب بيانات وروايات وزارة الداخلية التى بدأت تنافس المقالات الكوميدية الساخرة ؟

وعلى خلفية هذه النتائج - مازلنا نفكر بروح المقدم على الانتحار - :
ماهو الوضع الأكثر فائدة :
الرحيل فى صمت لايحرك شعرة فى رأس أدنى مسؤول ؟ أم ..
الرحيل فى ضجة ضخمة تهز البلاد ؟؟؟

ومادمنا سنخسر الآخرة ، فلا أقل من تخليد الاسم فى تاريخ الدنيا .
7/5/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق