الأحد، يوليو 23، 2006

تزكية أ. ثروت الخرباوي في تعليق على مقال

أكثر من رائع يا محمد.. كل يوم يزداد إعجابي بك.. أنت محلل سياسي من الطراز الأول.. لغتك قوية ورصينة.. تملك القدرة على كشف الزيف بمنطق سديد.. ترى ما لا يستطيع أحد منا أن يراه.. وبعبارات دراماتيكية ساخرة وصارخة أنهيت مقالتك المبدعة حيث عرّيت بها المتدثرين بالغطاء الأمريصهيوني.. أمتعنا يا عزيزي بالعديد من أمثال هذه المقالة فنحن أحوج ما نكون إليها في هذه الأيام

ثورت الخرباوي
منتددى قهوة كتكوت

الجمعة، يوليو 07، 2006

تزكية أ. ثورة الخرباوي

الأستاذ محمد الهامي ... قدرتك التحليلية متميزة.. وسردك ممتع ... وفوق ذلك ... معلوماتك صحيحة ...أصبت كبد الحقيقة

أنت كاتب سياسي واعد


ثروت الخرباوى-
منتدى قهوة كتكوت

الجمعة، يونيو 23، 2006

تعقيب على مقال دعاء سلطان بالدستور

السلام عليكم .


كالعادة .. أطالع مقالات صفحة الفن فى الدستور بشغف شديد مثل أخواتها من الصفحات التى تتألق فيها هذه الجريدة ، ومن الطبيعى أن أتفق وأختلف ثم أتفق جزئيا أو أختلف جزئيا .. لكن يظل كل هذا محاطا بكل أنواع الاحترام الكامل والتقدير العميق للغالبية الكاسحة من أقلام الجريدة .

أرجو أن تسمحى لى بتعقيب على مقالك بخصوص الحجاب وأخلاقياته وتأثيره على السينما ..

طرحت - أستاذة دعاء - فى مقالك هذه النقاط ، وأرجو أن أكون وفقت فى الفهم .

1- التمثيل بالسينما يتعارض مع الحجاب
2- حيث أن الجمهور يحاكم المحجبة بأخلاقيات الحجاب
3- تحكم المحجبات فى المنتج والمخرج رغم أنهن أضعف الحلقات الفكرية
4- ومع الحجاب ستضيع المصداقية فى السينما
5- لن يكون الحجاب عندنا مثلما هو فى السينما الإيرانية

بصراحة شديدة ، بداخلى كلام كثير ، واشعر أن الرسالة يمكن أن تطول .. رغم أنى - يشهد الله - أحرص على وقت غيرى جدا ، ولا أحب أن أشغله كثيرا لذا سأحاول الاختصار معتذرا مقدما إن طال الكلام .

بداية لا بد أن أؤكد أنى مهتم بالتعقيب على الأقلام المحترمة فقط ، رغم أن هذه الأقلام تثير النقاش البناء على عكس إهمالى التام لمقالات الصارخين رغم ما تفعله بأعصابى ودمى وحالتى النفسية .

1- قلت إنه لا يصلح التمثيل بالحجاب لعدة اسباب أهمها أن يضع الجمهور سلوك الممثلة تحت ميكروسكوب الأخلاق .

اسمحى لى يا أستاذة دعاء .. فهنا بدا لى خلط دقيق فى الأوراق أعتقد أنه غير مقصود .. تعرفين طبعا أن الجمهور المصرى مهتم بالدين ( بلاش متدين ) .. وإذا اتفقنا على هذا ، فمن الطبيعى أن هذا الجمهور الذى يتعرض لأفلام لا تظهر فيها إنسانة محجبة ( على عكس الواقع تماما ) أن ينتبه لهذا التغير الذى طهر على الشاشة ( الحجاب ) محاولا معرفة السبب .

فإذا كان الحال هكذا ، فوجدنا أن ظهور الحجاب فى السينما يعنى على طول الخط الإساءة له وللمحجبة ووضعه كعنوان على الفساد الداخلى أو النفاق الخارجى أو كوسيلة للقاء جنسى محرم ( منة شلبى فى ويجا ) أو على التخلف والتشدد والغباء فى التربية ( دلال عبد العزيز فى أسرار البنات ) أو وسيلة للنصب والسرقة ( أمثلة كثيرة ) … وغير هذا كثير مما يطيل حصره الكلام دون فائدة … إذا كان الحال هكذا فمن الطبيعى جدا جدا جدا أن نكره - باعتبارى واحدا من هؤلاء - ونندد بهذا التوظيف للحجاب الذى هو فرض فى ديننا الإسلامى الذى نعتز به .

ولا أكاد أرى استثناء لهذا إلا منى زكى فى سهر الليالى .. وهو الفيلم الرائع الوحيد فى آخر عشر سنوات على الأقل فى رأيى … لكن كل الظهور بالحجاب فى الأفلام الأخرى كانت تعنى قيمة سيئة يغطيها الحجاب .

لا أنكر أن فى المحجبات فاسدات .. لكن حين لا يظهر الحجاب فى السنما إلا ليصف هذا الصنف فقط .. فهذا لا يحدث ببراءة وبمحض الصدفة .. بل العكس هو الصحيح فى ضوء ما نسمعه ونراه من مواقف وآراء ( مش فن للفن يعنى ) لصناع هذه الأفلام مثل يوسف شاهين وخالد يوسف وغيرهما ..

لذا فأنا أرى أن وضع الجمهور لسلوك المحجبة تحت الميكروسكوب الأخلاقى هو نتيجة لعدم وجود حياد فى تقديم صورة المحجبة .. وأتوقع إلى درجة اليقين أن هذا سيختفى إذا عرضت السينما سلوك الناس بشكل طبيعى فعرضت المحجبة الملتزمة والمحجبة الفاسدة فى إطار درامى طبيعى دون الضغط على قيمة الحجاب المشوه .. فى هذه الحال سيتقبل الجمهور دور المحجبة الفاسدة لأنه يرى فى ذات اللحظة النموذج الآخر الملتزم فعلا .

** ملحوظة على الهامش : لم يكن دور دلال عبد العزيز دور موظفة عادية فى فيلم أسرار البنات بل كانت نموذجا للمحجبة المتشددة الغبية فى تربية البنت والتى تحيطها بآلاف القيود الغبية .. فى مقابل النموذج المنفتح الذى أراد الفيلم تسويقه متمثلا فى سوسن بدر الأخت .. هذه رؤيتى طبعا .


2- هل ستختفى المصداقية فى الفيلم بوجود الحجاب ؟

لو نظرنا - من منطلق فنى بحت - إلى السينما الإيرانية التى تلتزم بالحجاب وبعدم اللمس والقبلات والأحضان بين الرجل والمرأة .. أكرر وأؤكد ، من منطلق فنى بحت .. ألم تنجح هذه السينما فى تقديم فن تكتمل له الأركان الفنية وحصل على جوائز عالمية ( لم تحصل عليها السينما المصرية المنفتحة والتى تحافظ على المصداقية ولا تحكم على الفن بمعيار أخلاقى ) ؟؟ .. لقد نجحت فعلا .

هذا النجاح يؤكد - من منطلق فنى بحت - إمكانية وجود سينما تقدم فنا متكامل الأركان دون تعرى وأحضان وقبلات .. قلماذا ينجح هذا فى إيران بل ودوليا ، ولا ينجح فى مصر ؟؟؟
قد تقولين : إنه لايحقق المصداقية فكيف تنام ممثلة بالحجاب بدبابيسه فى غرفة نومها .. أو تمثل دورا لقصة حب ملتهبة دون أن تسمح بلمس يدها ؟

وردى أن هذا ممكن جدا والله بقليل من الحرفية والتفكير من صناع الفيلم .. وقد أبدع كثيرون فيما هو أصعب من هذا .. فى التمثيل الصامت مثلا الذى يلقى بنهر من الأفكار والمشاعر بدون أى ألفاظ .. أليس هذا أصعب ، بل ودعينى أقول إن هذا نجح فى مصر .. كيف ؟؟

تقريبا لا يوجد فيلم أجنبى إلا ويحتوى على لقطة جنسية .. وهى غالبا موظفة دراميا ، ولما كانت مثل هذه اللقطات لايمكن أن تعرض فى مصر فإن الفيلم يعرض محذوفا منه هذا المشهد ، ويفهمه الجميع ويتعامل معه الجميع دون تأثير يذكر لهذه اللقطة .. بل وتمكن صناع الأفلام المصرية من صناعة أفلام قوية جدا دون أن يلجأوا إلى مشاهد جنسية صريحة ..

هذا يعنى أنه ليس هناك ثوابت فى التعبير .. يمكن جدا أن نعبر عن قصة حب ملتهبة دون لمسة يد ودون أحضان ، ويمكن أن نعبر عن حياة فتاة كاملة دون أن نلجأ لتصويرها فى غرفة النوم فنقع فى إشكالية الحجاب والمصداقية .. كل ما فى الأمر هو قليل من التفكير .. كما تم الاحتيال على صناعة أفلام بدون لقطات جنسية - على خلاف الثوابت الغربية للفن - يمكن صناعة أفلام معبرة جدا وملتزمة جدا .

وقد يكون كلامى هذا نظريا بحتا لو لم يكن امامنا مثال حى وهو السيينما الإيرانية الملتزمة والناجحة فى نفس الوقت .

** ملحوظة على الهامش : وجود منتجين ومخرجين يفصلون الأدوار هذا ليس حكرا على المحجبات بل يفعله الجميع وبالتأكيد أنت أدرى منى بهذا ، وشرح طرفا منه الأستاذ الدسوقى رشدى أسفل مقالك مباشرة .. وعن نفسى لا أرى هذا عيبا إلا أن يكون العمل نفسه ذو قيمة ضعيفة .

** ملحوظة أخرى على الهامش : حذف منتج لمشهد القبلة لأنه حرام .. فهى بالقطع حرام ، وأرجو من كل قلبى ألا تكون هذه الإضافة ساخرة .. لأن القبلة حرام بإجماع المسلمين ولم يوجد عالم واحد أحل القبلة ” الفنية ” .. كون البعض غير مقتنع بهذا أو لا يرى هذا .. فهو حر .. لكن سيظل الحكم الشرعى هو الحكم الشرعى .

ثم إنه لا يجوز أن يصلى موزعوا ( ويجا ) استخارة على توزيع الفيلم .. لأنه لا تجوز الاستخارة على الحلال الواضح أو الحرام الواضح .. لا يجوز مثلا أن يستخير واحد هل يصوم رمضان أم لا لأن الصيام فرض .. أو يستخير هل يزنى أم لا .. لأن الزنا حرام واضح الحرمة … الاستخارة كما هو معروف تكون فى الأمور الدنيوية اليومية التى يستعين فيها أحدنا بعلم الله ليوفقه إلى القرار الصحيح .


3- وضع السينما الإيرانية .

أنا متفق معك فى كل ما قلتيه عن السينما الإيرانية من حيث أنها تحتال لتقدم قضايا شائكة وحرجة ، وأنها سينما قوية ، وأن الحجاب وعدم اللمس هى محاذير رقابية .. متفق معك فى كل هذا مع التأكيد على أنه ليس كل أفلام السينما الإيرانية - وأزعم أنى متابع لما يكتب عن أفلامها لعدم تمكنى من رؤية الأفلام ولعدم توافر ترجمة عن الفارسية أو الفرنسية بالنسبة لى - تهتم بقضايا الجنس والمرأة والدين والسياسة .. هناك قدر كبير جدا من أفلام تناقش القضايا المجتمعية .

لكننى لا أدرى ماقيمة هذه الفقرة فى هذا الموضوع .. فهذه الفقرة تؤيد وجهة نظر المحجبات فى إمكانية وجود سينما قوية شائكة جريئة ، وفى ذات الوقت ملتزمة ومنضبطة بمعايير رقابية … وهذا ما نريده جميعا ، نريد السينما التى تتحدث فى الدين والسياسة وكل القضايا الشائكة .. والحمد لله أن هذا ممكن فى وجود الحجاب بشرط وجود عباس كيروستامى - كما تقولين - .. أو مهرجوى وبيضائى ومخملباف وسميرة مخملباف

أى أن المشكلة ليست فى الحجاب ، وإنما فى كفاءة من يستطيع التحرك ليعبر عن أفكاره مهما كانت المعايير .


أدرك تماما أنى أطلت .. ويعلم الله أنى لم أقصد هذا .. وأعتذر مرة أخرى اعتذارا حارا على الإطالة وإضاعة الوقت .

شكرا جزيلا

7/6/2006

الاثنين، يونيو 19، 2006

كـدت أغـرق !!

فى أول مرة لنزولى البحر طوال حياتى المديدة ( 23 سنة ) كدت أغرق .. أو هذا ما ظننته غرقا ، لكن موجة أتت فنجحت فى ضرب اتزانى الذى اختل من فوره لأجدنى عاجزا عن السيطرة على نفسى ، ولا أكاد أحاول الوقوف حتى يرتفع وجهى عن سطح الماء ( حيث كنت على أطراف البحر طبعا ) حتى تأتى موجة أخرى فتضرب اتزانى من جديد ، فما أكاد آخذ نفسا حتى أعاود الوقوف إلا ويتدفق الماء إلى فمى بطعمه المالح فيزيدنى اضطرابا وحيرة واختناقا ، وهكذا .. تستمر الدائرة المفرغة تولد فى النفس رعبا من الغرق فوق ما تولده من اختناق متزايد .

ورغم كل ما أعرفه عن الغرق نظريا ، وعن كيفية حدوثه علميا .. وتخيلاتى التى حاولت أن أتخيل فيها أنى أغرق وبم سأشعر وقتها ، إلا أن الواقع شئ آخر تماما .. تماما كالفرق بين أن ترى فيلما مرعبا ، وبين أن تكون أنت فى قصة حقيقة مرعبة .

وحين خرجت من البحر بعد تمكنى من استعادة توازنى بمساعدات من أصدقائى ممن حولى ، داهمنى فى اللحظة شعور الغارقين فى عبارة الموت المعروفة باسم السلام 98 .

غير أن الفوارق الضخمة بين حالتى وحالتهم ، تجعل وصفى وشعورى نوعا من عبث الأطفال الذى يشاهده الكبار باستمتاع شديد ..

فقد كنت أداعب أمواج البحر وأنا القريب من الشاطئ إلى الحد الذى إن وقفت فيه فلن يبلغ الماء رأسى أبدا ، وقد كان الوقت هو شمس ما بعد العصر الدافئة اللذيذة ، وكانت الأيام أيام الصيف فيما بعد منتصف شهر يونيو من العام ، وكان حولى جمع غفير من الناس لم أكن أعدم فيهم من يساعد وينتشل ولن أعدم فيهم من سيتسخرج الجثة إن كنت قد غرقت ..

لكنهم ...

داهمهم الغرق فى لحظات ، فانقلبت بهم العبارة فى صقيع الشتاء البارد فى أول فبراير من العام .. فى ظلمة الليل الوحشية من بعد العاشرة مساءا .. فى عمق البحر الذى يمتد أمام أبصارهم بلا نهاية ، فلا يرون شاطئا بل ولا حتى يرون الأمل فى شاطئ .. وهكذا غرقوا .. بل لا بد أن نتذكر أنهم بقوا فى هذا الرعب الهائل والمشهد المفترس مدة 26 ساعة كاملة .

هنا يعجز حتى الخيال عن تصور كيف كانت أحاسيسهم ومشاعرهم وقلقهم فى تلك اللحظات .. بل فى تلك الساعات ، وكيف لم يفكر إنسان فى التحرك إلا بعد 18 ساعة كاملة لإنقاذ هؤلاء الغرقى ، فإن كنت قد استشعرت رعب لحظات لا تتعدى عشر ثوان على أقصى تقدير .. فيا إلهى .. كيف عاشوا تلك المأساة كل هذه الساعات ؟

ترى ، إن أتى هؤلاء الغرقى يريدون القصاص من هؤلاء المجرمين أمام الله تبارك وتعالى ، كم من الحسنات يمكن أن تكون تعويضا لهم عن كل لحظة من تلك اللحظات ؟؟ أو كم من سيئة سيطرحها كل منهم من سيئاته لتضاف على سيئات من أجرموا مقابل كل لحظة من تلك اللحظات ؟؟

وكيف يمكن أن ينام واحد ممن أجرموا قرير العين بعد هذه الجريمة ؟؟ ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ؟ ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟؟ ) .

إذا كان سيدنا عمر - رضى الله عنه - والذى نكتشف كل يوم عظمته وسموقه مع كل حاكم يتوالى على هذه الأمة .. إذا كان يخاف من السؤال عن دابة تعثرت فى الطريق عند أطراف ملكه فى العراق ، وتمنى أن يخرج من الحكم كفافا لا له ولا عليه وهو الذى فتح الأرض وغسلها بالإسلام .. فكيف يكون حال هؤلاء عند الله وعند الناس ؟؟؟


16/6/2006

الثلاثاء، يونيو 13، 2006

للأسف .. قد تسقط حماس



أوجه السطور القادمة إلى كل الأحرار والمدافعين عن حقوق الإنسان وعن حق الشعوب فى اختيار حكامها .. فى كل العالم .
وهو موجه خصوصا إلى عالمنا الإسلامى الذى يلتزم بهذه القيم والمبادئ انطلاقا من كونها فرائض مفروضة عليه فى الإسلام .
ثم هو بوجه أخص إلى عالمنا العربى الذى يحمل فوق كل ماسبق أثقال الذل والهوان وسيطرة الطغاة والظالمين .. ولا يتمتع بشئ من خيراته التى تذهب - بفعل حكامه - إلى جيوب أعدائه ، بل ولم يتركوا له حتى كرامته وحريته وحقه فى الحياة الكريمة .
ثم هو موجه إلى مصر .. قلب العالم العربى والإسلامى النابض بالحياة ، والتى كانت بالأمس كنانة الله منها تنطلق السهام لتدافع عن كل الأمة ، وعليها تتكسر الأمواج التى هددت الأرض الإسلامية ، وهى التى تزخر الآن بأمواج التحرر وصيحات النهضة .

قد تسقط حماس .. نعم ، ورغم كل ما تمثله هذه الكلمة من رعب لى ومن صدمة .. بل ومن حسرة إذ أكتبها ، إلا أنه لا يصح أن نبقى فى الخيال دائما ، فكل نهضة أو ثورة لم تتوفر لها العوامل الطبيعية التى تمكنها من الاستمرار فقد تسقط مهما كان نبل مقصدها وطهارة أبنائها والقائمين عليها .

تعالوا نتخيل مالذى يمكن أن يحدث لو سقطت حكومة حماس :

أخطر ما يمكن أن ينشأ عن سقوط حكومة حماس هو ذلك التيار الرهيب وتلك الأمواج العظيمة من اليأس والتى ستجتاح قلوب الناس جميعا فى كل العالم ، وتلك العقيدة التى ستنشأ وتنغرس فى القلوب معلنة أنه لا وقوف أمام أمريكا وأمام إسرائيل ولو كانت إرادة الشعوب ، ولو توفر لهذه الإرادة كل العزم والتصميم والصمود مثل الذى بذله الشعب الفلسطينى وهو كثير وطويل ومرير .

ستنتشى أمريكا أو إسرائيل ( هما تقريبا كيان واحد على المستوى السياسى ) معلنة بملء فيها : أنا ربكم الأعلى ، وما علمت لكم من إله غيرى .. وأنا القابض والباسط والمعز والمذل ، وما من أحد يستطيع الوقوف أمامها فى تلك الحالة .

انهيار حكومة حماس التى ترفع لواء المقاومة معناه انهيار أول سد يقف أمام الإعصار الصهيونى ، وسقوط أول خط دفاع للأمة العربية ، وستتعرى فى لحظة واحدة لبنان وسوريا والأردن ومصر والسعودية ، ومن ورائهما باقى العالم العربى ، وستبدأ الوجوه والرؤوس تلتف حول المارد الصاعد الذى يسمى إيران الذى أصبح الطريق أمامه مفتوحا تماما ، ويبدأ من جديد حلم اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل والذى كان قد مات واقعيا عند أول لحظة فى بناء الجدار العازل .

انهيار حماس يعنى هزيمة نفسية هائلة لكل العالم العربى والإسلامى ، بل ولكل الأحرار ولكل المدافعين عن الديمقراطية فى كل أنحاء العالم ، وهى هزيمة نحتاج إلى مائة عام على الأقل حتى ينشأ الجيل الذى لم يستشعرها ولم تحطمه ، ويعنى فى نفس اللحظة أن القوة هى التى تفرض ما تريد دون أن يستطيع أى شئ - مهما حاول الصمود والمقاومة - أن يحقق أمامها أى إنجاز .

انهيار حماس - يا كل أحرار مصر - يعنى ضربة قاتلة للإصلاح فى مصر ، فاليأس الذى سيسحق النفوس فى مصر كفيل بأن يقضى بداخلها على أى بذرة أمل فى التغيير إلا ذلك التغيير الذى تريده أمريكا ، فقد صارت لا راد لقضائها .. وانتهاء الأمل من النفوس يعنى انتهاء رغبة الناس فى التغيير وتجذر حالة الخنوع والسلبية واللامبالاة والاستسلام للضعف وللحاكم .

انهيار حماس يعنى ضياع فلسطين .. ثالث أقدس البقاع فى الوجدان الإسلامى ، وانهيار مروع مثل هذا يعنى فقدان الثقة فى كل شئ ، ومراجعة كل الثوابت والمبادئ ، ويعنى انتفاخا وعجرفة لدى أمريكا وإسرائيل لا ندرى مالذى يمكن أن نقدمه من تنازلات حتى نحوز ذلك الرضا ، وسيصبح حينها هذا الرضا الطريق الوحيد .

قد يقول أحد : إننى مبالغ فى السوداوية ، وأن هذه نظرة تشاؤمية ، لكنى - والله - لا أتوقع أن شيئا أقل من هذا يمكن أن يحدث لو انهارت حكومة حماس .. ولذلك يعمل الجميع على إسقاطها من هؤلاء المهددة عروشهم مثل حكامنا العرب وعلى رأسهم مبارك الذى يدرك ان صعود حماس هو انتصار للديمقراطية وللتغيير وللإصلاح قبل أن يكون انتصارا للإسلاميين ، وان نجاح حركة حماس سيصبح تماما مثل نجاح إيران نموذجا ترنو إليه العيون والقلوب .

بالأمس فقط كانت مباراة إيران والمكسيك فى بطولة كأس العالم ، وكانت المقاهى تعلن أن المصريين يساندون إيران ويشجعونها بقلوبهم وأرواحهم ، وهى الدولة التى لم يعرفها الناس إلا بصمودها وتحديها لأمريكا .

نجاح إيران ونجاح حماس هو نجاح للإصلاح وللديمقراطية ولتيار التغيير ، وفشلهما يعنى ضربة قاتلة لكل أمنيات الأحرار فى كل العالم ، وإذا كان من المستبعد الآن سقوط إيران ، فإنى أحمل كل الرعب من إمكانية سقوط حماس .. رغم يقينى الكامل فى كفاءة وطهارة وصلابة وصمود حماس وفصائل المقاومة والشعب الفلسطينى .

وتاريخنا يحمل الكثير من هذه النماذج ، نماذج سقوط الثورات النبيلة .. ولعل أشهرها فشل ثورة الحسين رضى الله عنه على يزيد بن معاوية ، ولنتخيل مالذى كان يمكن أن يحدث لو حكم الحسين وصار خليفة وامتد عهد الراشدين سنوات أخرى ، كان وجه تاريخنا كله سيتغير لاشك ، وكذلك حركة عبد الله بن الزبير فى عهد عبد الملك بن مروان والتى انتهت بقتله وصلبه ، وتقريبا كل ثورات العالم العربى فى العصر الحديث ضد الاستعمار والتى قادها الوطنيون وانتهت إما بالفشل أمثال ثورات عرابى وعمر المختار ، أو نجحت وقطف ثمارها عملاء الغرب فأعادونا مرة أخرى إلى احتلال عميل غير مكشوف .

وكل هذا الفشل إما لأنه لم تتوفر لهذه الحركات العوامل الطبيعية للنصرة وللصمود وللاستمرار ، وحكم فيها ميزان القوة ، وإما لضعف أو سذاجة من بعض ممن قاموا عليها .. والنتيجة : تأخر حركة النهضة وثمار الإصلاح فى دولنا المنكوبة .

يا كل الأحرار فى كل العالم ، يا كل أبناء العالم الإسلامى ، ياكل العرب ، يا كل أهل مصر ، يا رواد حركة الإصلاح فى مصر بالذات ، يا حركات التغيير ، يا كل من يحمل مبدأ الحرية .. أناديكم : ادعموا حكومة حماس ، لا تتركوها تسقط .. فوالله إن سقوطها كارثة علينا أكبر وأبشع مما هى عليهم .

وللأسف لا أعرف إلا طريقين لدعم حكومة حماس .. الأول عن طريق نقابة الأطباء المصرية التى توصل الأموال فى شكل معونات ومساعدات ، والثانى عن طريق جماعة الإخوان المسلمين ولا أدرى فى أى صورة تصل الأموال ، وإن كان يغلب على ظنى أنها تصل كأموال مثلما يتضح فى بعض التصريحات وتأكد فى واقعة إلقاء القبض على سامى أبو زهرى أواخر مايو الماضى وكان يحمل مبلغ 600 ألف يورو نقدا .

اللهم انصر عبادك المجاهدين فى سبيل الحق فى كل مكان .


12/6/2006

الاثنين، يونيو 12، 2006

هى الحكومة دى " عبيطة " ؟


كنت أتخيل أن السيد أحمد نظيف هو الوحيد من بين وزرائه من يتمتع بقلب طيب و لسان منفلت .." اللى فى قلبه على لسانه " ، ومالبثت هذه الفكرة أن اختفت لأعرف أن كل وزارة السيد نظيف من هذا النوع الطيب القلب الصريح اللسان ..

فلو تركنا - إلى حين - تصريحات نظيف والخاصة بنضوج الشعب المصرى ومدى تحمله للديمقرايطة .. سنجد لدينا جملة من التصريحات منها مثلا :

1- تصريحه فى حوار مع موقع النيوزويك منذ ثلاثة شهور بأنه لو لم يتم تزوير فلن يحصل الإخوان إلا على أربعين مقعدا إضافيا فقط .

والعبط فى هذا التصريح من ناحيتين .. الأول : الاعتراف الصريح بالتزوير المدعوم من الدولة وهو مالا يمكن أن يقع فيه أى مسؤول صغير فى أى بلد يجيد أبجديات الحوار والخروج من الأسئلة المحرجة ، والثانى : أنه اعتبر 40 مقعدا إضافيا شيئا تافها وبسيطا ، وأن زيادة الكتلة المعارضة ( الإخوانية فقط وليس كل الكتلة لأنه هنا كان يتحدث عن التزوير الذى جرى ضد الإخوان فقط وليس عن التزوير ضد كل المعارضة ) من 88 مقعدا إلى 128 مقعدا ليس بالشئ الذى يستحق .

2- تصريحه فى منتدى دافوس بأن الحكومة تبحث عن طريقة واضحة لمنع الإسلاميين من الوصول للبرلمان وتشكيل تنظيم سرى ( !! ) .

وإذا تجاوزنا الكوميديا التى تقول بتنظيم سرى فى البرلمان ، فسنجد العبط فى هذا التصريح فى إطلاقه فى هذا التوقيت وبينه وبين الانتخابات القادمة 4 سنوات كاملة ، خصوصا بعد تصريح مبارك بأنه لا حل لمجلس الشعب .. فهل يوجد عاقل ( فضلا عن كونه رئيس وزراء دولة بحجم مصر ) يصرح بخطته قبل أربعة سنوات ؟؟!!!!

3- تصريحه فى منتدى دافوس بـ : الإصلاح لن يتحقق فى شهر أو شهرين .. لسنا فى عجلة من أمرنا .. لدينا متسع من الوقت .

وإذا تجاوزنا أيضا الكوميديا فى أن مسيرة الإصلاح مستمرة ، فسنجد العبط فى الإعلان عن عدم الاهتمام بحدوث الإصلاح ، وأن الوقت طويل ومتسع ، ولا أدرى - فى حدود علمى - قائدا فى التاريخ بشر أهله ببعد الطريق وبعد النتيجة .. ولن يسعى إليها بهمة وعزم ، بل أعلن أن الوقت ما زال متسعا .. ولسنا فى عجلة من أمرنا ( والإصلاح جه أهو جه ، مجاش أدينا مستنيين ) .

4- تصريحه لقناة العربية بأن مصر دولة علمانية .

ورغم أن الواقع يقول إن مصر علمانية ، بل وأشد من علمانية .. حتى أنها تضطهد الإسلاميين ولا تسمح حتى لمذيعة محجبة من الظهور فى التليفزيون الرسمى .. إلا أن السيد نظيف يعرف ماذا تعنى كلمة علمانية حين تطلق على دولة مثل مصر بلد الأزهر وقلعة الثقافة الإسلامية وعلى أسماع الناس الذين ولدوا وعاشوا وهم يرونها ويعرفونها إسلامية لا علمانية .


فإذا تركنا السيد نظيف لنستعرض بعضا من تصريحات وزرائه سنجد :

1- وزير التعليم العالى الدكتور هانى هلال والذى أصبح معروفا بوزير تقشير البصل حيث كان رده على أستاذة جامعية طالبت بتعديل بعض الأوضاع بأن الأفضل لها أن تجلس فى بيتها وتقشر البصل .

2- وزير التعليم العالى أيضا صرح منذ شهر ونصف تقريبا بأنه من الخطر إجراء انتخابات لتعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات ، لأن هذا سيؤدى إلى بروز وانتشار الفكر المتطرف .. لا أدرى أهو يهاجم الانتخابات أم يهاجم الفكر المتطرف ( من وجهة نظره والتى لا تلزمنا ) أم يجعل نفسه وصيا على الجامعة واختيارات استاذتها .. أيا ما كان ، فهل هذا تصريح ينطلق من مسؤول خصوصا وأنه لا توجد فى الأفق أى بوادر لجعل تعيين العمداء ورؤساء الجامعات بالانتخاب .. ( يعنى جر شكل !! ) .

3- وزير التعليم الأساسى هذه المرة يصرح للأهرام 2 يونيو الماضى ردا على فضيحة إعادة تعيين المسؤولين عن كنترول الشقق المفروشة فى هذا العام بقوله : إن مسئوليتهم لم تكن أكثر من مسئولية تضامنية .. أى أنهم لم يفعلوا أكثر من سكوتهم ( طبعا سكوتهم هذا لم يكن بدون مقابل ) .. ولأجل هذا فإنهم لم يخطئوا ... ربما نحتاج لإعادة تعريف معنى الخطأ الذى نعرفه منذ بدء الخليقة ليتوافق مع مفهوم الخطأ لدى السيد الوزير .

4- هذه لقطة التقطتها الكاتب الفذ إبراهيم عيسى عن تصريح السيد رشيد وزير الصناعة بإنشاء 1700 مصنع خلال 18 شهر ( يعنى أكثر من ثلاثة مصانع فى اليوم الواحد !! ) وهذه المصانع سوف توفر 33 ألف فرصة عمل ( أى أن المصنع سيعمل به 19 فرد !! ) .


إذن ظاهرة " العبط " ليست قاصرة على السيد نظيف فقط ، بل هى طاعون انتشر فى أرجاء الوزارة كلها ، وكل ما سبق إنما جاء عفو الخاطر لا بطريق الرصد والبحث .. ولا أدرى إن كنا سلكنا طريق الرصد والبحث كيف ستكون حجم الظاهرة ، أشعر وأظن - وبعض الظن إثم - أن من اختار هذه الوزارة كان عجوزا أصابه التخريف .


11/11/2006

أخيرا إفراج .. كانت فترة عصيبة حقا .. جـ3


*** حماس تدفع الرواتب

ولله الحمد والفضل والنعمة ، تمكنت الحكومة فى فلسطين من دفع الرواتب المتأخرة للموظفين فى المؤسسات الفلسطينية .. اسأل الله أن يدوم النصر فى ركاب أحرار فلسطين .
لكن لعله درس للمنهزمين والمنبطحين والساجدين تحت أقدام أمريكا واسرائيل ليعلموا أن الأمور تجرى بمشيئة الله لا بمشية أمريكا واسرائيل وحلفهما والذين تخيل كثيرون منا للأسف أنهم آلهة لا راد لحكمهم ولا معقب لأمرهم .
ودفع الرواتب ليس إلا البداية إن شاء الله تعالى .


*** خروج الدفعة الأولى من المعتقلين ..

وهنا أبارك بوجه خاص للأخ مالك مصطفى ، وبوجه عام لكن من خرج ، وأدعو بالصبر والثبات لكن من بقى خلف الأسوار .

المعاناة التى حكاها مالك ومحمد عادل ومحمد الشرقاوى وعلاء سيف فى مدوناتهم وعبر رسائلهم من داخل السجون ، تجعلنى أتوقف بشكل خاص عند طرف من الموضوع لا أظن كثيرين سينظرون إليه ، عودتنى متابعة الأخبار أن ألتفت إلى الجانب المظلم من الصورة والذى لا يعالجه أحد ، وغالبا ما ينساه الناس .. والجانب المظلم فى قصة المعتقلين هو المعتقلون الإسلاميون من الجماعات الإسلامية المختلفة .

لقد حظى خبر اعتقال المدونين ونشطاء كفاية بمساحة واسعة من الإعلام المستقل حتى إن محمد الشرقاوى وكريم الشاعر خرج لأجلهما المتحدث باسم البيت الأبيض منددا بما حدث لهما .. على حين أن هذه المعاملة وأسوأ منها بمراحل يتعرض لها الإسلاميون منذ أكثر من خمسين سنة ، ولا تحظى بمثل هذا الاهتمام .. بل إن القبض على 700 ناشط فى مظاهرات 18 مايو منهم 600 من الإخوان المسلمين ، كانت تغطيته الخبرية تركز على ناشطى كفاية أكثر من التركيز على معتقلى الإخوان المسلمين .

كتب علاء من المعتقل عن الشعارات التى كانت تملأ زنزانته وقد كانت كلها إسلامية ، حتى إن كمال خليل أخبره بأنها المرة الأول التى يجد فيها شعارات غير إسلامية على جدران الزنزانة .. وحكى مالك فى دخوله إلى مبنى أمن الدولة عن الأربعة الذين رآهم فى حالة إعياء ينامون على الأرض وهو نفس المكان الذى يتبولون فيه وعرف أنهم إسلاميون من قراءة أحدهم للقرآن .

أريد أن أقول : إن ثمن الحرية الذى دفعه هذا الشعب كان النصيب الأعظم فيه للإسلاميين .. لكن من سيدرى بهذا ؟ أو من سينتبه له ؟
كانت جريدة آفاق عربية الإخوانية هى الوحيدة التى يملأ عناوينها ( إلغاء الطوارئ والإفراج عن المعتقلين ) حتى مللت منها ومل منه أناس من الإخوان أنفسهم ، وطالب كثيرون على ملتقى الإخوان المسلمين بأن تنتبه لقضايا الغلاء والأسعار والبطالة حتى تحوز جماهيرية مثل صحف الأسبوع وصوت الأمة مثلا .

والآن تبدو جريدة الدستور فى المقدمة ( مع كل الاحترام لكل عامل فيها ) وهى التى تحظى بالجماهيرية لأنها تنادى بإلغاء الطوارئ والإفراج عن المعتقلين .. ولن يتذكر أحد أن آفاق عربية الإخوانية هى التى كانت تقول هذا فى وقت لم تكن فيه بوادر إصلاح ولا كفاية ولا دستور ولا انتخابات ولا تعديل دستور ولا أى شئ مطلقا .. لكن من سيدرى بهذا ؟ أو من سينتبه له ؟؟

من الآن يتذكر أن قوات الأمن اقتحمت ( أكرر اقتحمت ) مسجد ( أكرر : مسجد ) الفتح لتعتقل من داخله عددا من الإخوان قدروا بـ 300 ؟ ( هل كانت تجرؤ أن تفعل هذا مع الكاتدرائية يا من تقولون باضطهاد الأقباط فى مصر ؟ ) ، إننا نتذكر - وهذا واجبنا طبعا - علاء سيف وكريم الشاعر ومحمد الشرقاوى ورشا وندا وأسماء وفادى اسكندر وأحمد الدروبى .. لكن من يتذكر هؤلاء ؟؟؟ ومن ينتبه لهم ؟؟؟


*** استشهاد الزرقاوى :

نعم .. استشهاد ، والزرقاوى بطل مجاهد كان يقاوم الاحتلال الأمريكى ويضرب القوات الأمريكية .. مشكلته أن كل الأخبار الواردة عنه تقريبا من أفواه أعدائه ، وما تسرب لنا من بيانات تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين يؤكد أنهم براء مما يلصق بهم .

1- قتل المدنيين عشوائيا ليس له أى مبرر ولا أى فائدة تعود على المقاومة فى العراق ، ولم يحدث أن تبنى تنظيم القاعدة فى العراق أيا منها .
2- أعلن الزرقاوى فى بيان أنه لا يستهدف الشيعة إلا لو كانوا أعضاء فى الحكومة العميلة للاحتلال ، وهذا واضح بمعنى أنه لا يستهدف الشيعة كشيعة وإنما يستهدف العملاء كعملاء سواء كانوا سنة أم شيعة أم غيرهم .
3- فى رسالة أيمن الظواهرى إلى الزرقاوى منذ حوالى سبعة شهور والتى بثتها أول ما بثتها cnn كان من كلام الظواهرى توصية الزرقاوى بالتعاون مع الشيعة ضد العدو المشترك ( أمريكا ) .. بما يؤكد يقينا أن العمليات التى تنفجر فيها مساجد وحسينيات ومراقد ليس للقاعدة فيها يد ، فضلا عن عمليات التفجير العشوائى والتى لا تقتل إلا مدنيين .. فمن له مصلحة فيها ؟

صار الزرقاوى علما على الإرهاب ، فى القاموس الأمريكى .. وهذا القاموس الأمريكى لا يعنينا فى قليل ولا كثير ، فالإسلام نفسه عند أمريكا صار عنوانا على الإرهاب .

ومع اختلافى مع فكر القاعدة تماما ، إلا أنه حين تواجه القاعدة أمريكا فهى حركة مجاهدة ورموزها أبطال جهاد من أول أسامة بن لادن مرورا بالظواهرى والزرقاوى وانتهاءا بأقل عضو فيها .. ومهما كانت خلافاتنا فى التصورات والرؤى ، ففى موقف الجهاد لا يسعنا إلا مساندتهم وتأييدهم .

رحم الله الزرقاوى .


*** استشهاد جمال أبو سمهدانة :

لم يمض يوم على استشهاد الزرقاوى حتى قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعا للجبهة الشعبية استشهد فيه جمال أبو سمهدانة قائد الجبهة الشعبية والذى عينه سعيد صيام وزير الداخلية مراقبا عاما لوزراة الداخلية على رأس قوة تجمع عددا من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة لأن سعيد صيام يعانى من عدم قدرته على السيطرة على أفراد الأجهزة الأمنية الذين يتبعون على الحقيقة شخصيات وجهات أخرى ، فكانوا لا ينفذون توجيهات الوزير بل إن منهم من قام بحوادث سرقة وبلطجة وقطع طريق على الفلسطينيين .

ثارت ثائرة الرئيس (!!) عباس ومن حوله من الزمرة الفاسدة التى أضاعت فلسطين ، وألغى القرار أولا .. ثم أعلن أنه سينظم قوة تتبع الرئاسة ، وشكل قوة تتبعه وجرت بينها وبين قوات الفصائل بعض المناوشات ، ثم أعلن أنه يعتزم زيادتها إلى عشرة آلاف فرد ، ولم تبخل عليه صديقته اسرائيل فأعلنت أنها ستمول القوة التى تتبع الرئاسة الفلسطينية .. وبهذا أعلنت اسرائيل أن عباس ومن حوله ليسوا إلا عملاء لها أو على أحسن تقدير يعملون لمصلحتها .

ثم استهدفت اسرائيل جمال أبو سمهدانة واستشهد رحمة الله عليه .. ثم بدأت اسرائيل فى ارتكاب مذابح أخرى .

هل يمكن أن نسمع مرة أخرى عن وساطة مصرية لدى الفصائل الفلسطينية من أجل إعلان هدنة أو تهدئة ؟؟ إن انتهاك اسرائيل لهذه الهدنة هى صفعة تنزل بالمقام الأول على وجه الدبلوماسية المصرية التى لم تجرؤ حتى على إصدار بيان ينفى ويندد ، ويحاول أن يحفظ القدر الأدنى من قيمته .. ولا يمكن أن يستنكر أحد بعد الآن أن تضع الفصائل الفلسطينية بل ولا أى أحد فى العالم حذاءه فى وجه الدبلوماسية المصرية العاجزة التى لا تملك أى أدوات ضغط أو أى صلاحيات لتنفيذ تعهداتها ، ولن يكونوا فى هذا ( منكرى جميل مصر ) ولا ( لا يقدرون تضحيات مصر ) ولا ..... إلخ هذه المصطلحات التى تشيع فى الصحافة الحكومية حين تضغط على الفصائل المجاهدة .


*** مقتل الجنود على الحدود :

لم تشأ إسرائيل أن تكون غامضة فى صفعاتها للسياسة المصرية من خلال انتهاك التهدئة مع الفصائل والتى سعت فيها مصر بكل ما تملك من قوة ، ولا من خلال استمرار اغتيال المجاهدين فى فلسطين .. بل أرادت أن تصفعها بوضوح وبصوت مجلجل صارخ حين قتلت جنديين على الحدود ، قبيل زيارة أولمرت ( الذى تمت دعوته أكثر من مرة لزيارة مصر وكان هو الذى يعتذر ويقول سندرج الزيارة فى جدول المواعيد .. مش فاضى يعنى ) ، وسكت الجميع بما فيهم حامى الحمى والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، وبما فيهم وزير الخارجية الذى قال إنه لن يسمح بمثل هذه الحوادث مرة أخرى ( يبدو أنه تراجع عن رأيه وسيسمح ) .. ومر الموضوع فى بساطة وكأن الجنديين كانا من دولة أخرى وليسوا من مصر .

بل والغريب المثير للدهشة أن بيان وزارة الداخلية قال إنهما قتلا داخل الحدود المصرية ، وتم سحب الجثتين إلى داخل الحدود الإسرائيلية !!! .. ومع ذلك لم يتكلم أحد ولا نطق أحد ، ويبدو أن الحدود المصرية صارت خطوط على الخرائط فقط ، وليس لها أثر على الواقع .


11/6/2006

أخيرا إفراج .. كانت فترة عصيبة حقا .. جـ2


** أيمن نور .

حكمت محكمة النقض برئاسة صلاح البرجى ( عضو مجلس القضاء الأعلى المعين ) و المنتدب لهذه القضية من قبل فتحى خليفة ( رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى ) يوم 18 مايو بتثبيت الحكم على أيمن نور بالسجن 5 سنوات ، رغم أن تقرير النيابة كان يؤيد إعادة المحاكمة ..

ماذا يمكن أن يقال ؟؟

كثيرا ما يكون الوضوح معجزا عن التعبير ، فليس يصح فى الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل .. لقد كان خصم أيمن نور هو مبارك ، وكان الحكم هو صلاح البرجى الذى عينه مبارك مكلفا من قبل فتحى خليفة الذى أشعل أزمة القضاة والذى عينه مبارك أيضا .. هل كان يمكن أن يكون الحكم عادلا ؟؟

أتذكر بيت العلامة القرضاوى يقول عن محكمة الشعب عام 54 :

الخصم فيها مدع ومحقق *** وهو الذى يقضى بلا قانون

كان أبلغ وأقوى وأروع مقال قرأته عن هذا الحكم هو مقال إبراهيم عيسى فى صوت الأمة بعنوان ( العرش والسجن ) وخلاصته أن التاريخ كثيرا ما جعل السجن بداية للعرش ، أو بداية للزعامة ( حركة حماس ، أنور السادات ، سيدنا يوسف الصديق ، مهدى عاكف أو مصطفى أمين فى الصحافة وأحمد فؤاد نجم فى الشعر ..... ) وكثيرا ما ينزل من يحكم إلى السجن ( صدام حسين مثلا ) .. وتوقع أن هذا الحكم قد يكون بداية طريق الصعود السياسى لأيمن نور .

فى حين جاءت مقالات مصطفى بكرى ومحمود بكرى باهتة باردة خافتة مليئة بالتحسس والتوارى واللهجة الشفوقة العطوفة الدامعة .. رغم ما كان يربطهما بأيمن نور من علاقة ...

هذه هى إحدى القضايا أيضا التى تم فيها فرز الصف المعارض .


** أزمة نقابة المهندسين :

نقابتى التى يبدو أنها ان ترى النور قريبا ولن تتحرر من سجن الحراسة إلا ببعض الدماء .. كانت الجمعية العمومية يوم 26 ما يو والتى تصدى لها الأمن الحبيب العادل أفضل تصد ، ولم تعقد .. مما آلمنى أن الخبر لم يحظ ولا بعشر التغطية التى حظيت بها مظاهرات اليوم السابق مباشرة 25 مايو ، رغم اقتراب الزمان ( فارق يوم واحد ) واقتراب المكان ( شارع رمسيس ) ... لماذا ؟؟ الله أعلم .


** زلزال إندونيسيا :

كان الله فى عون إندونيسيا على ما ابتلاها به ، وآخرها هذا الزلزال الذى كانت حصيلة قتلاه فى اليوم الأول ومع التابع الثالث 4 آلاف قتيل ، والحق أن أندونيسيا بهذا الزلزال ستعانى أضعاف ما عانته خصوصا وزلزال تسونامى لم تبرد آثاره .. ستعانى خصوصا من حيث انهمار كتائب التنصير التى ترفع لواء الإغاثة الإنسانية فى نفس الوقت الذى حوصرت فيه المنظمات الإغاثية الإسلامية وأغلق كثير منها بحجة مكافحة الإرهاب .. ولهذا يترك الشعب الإندونيسى ، خصوصا أطفاله وليمة ولا أروع لكتائب التنصير التى تحمل الشعار الإنسانى ، لتضاف إلى كتائب التنصير المسلحة التى غزت أندونيسيا وارتكبت فيها مجازر تاريخية منذ بدايات القرن الماضى ، وحققت نتائج خطيرة مدعومة باستراليا وأمريكا كان أبرزها طبعا انفصال تيمور الشرقية .

حينما وقع خبر زلزال إندونيسيا ، شعرت باليتم .. فمازلنا نجاهد لنجمع أى أموال فى إطار حملة المليار لفك الحصار من أجل فلسطين الحبيبة وابناؤها الأحرار الأطهار .. شعرت باليتم الذى يحمله طفل صغير أصبح بعد موت أبيه يرعى إخوته ، فبينما هو يسعى كالمجنون بين المستشفيات ليعالج أخاه ، إذ بالأخ الثانى يسقط مريضا ويحتاج للعلاج .. فنظر للسماء كأنه يستدعى منها والده .

تنوعت علينا الجراح ، وتكاثرت وتهاطلت كأنها قطرات مطر ، أو قطرات نار ، ما إن تسعى فى إخماد أحدها حتى تجد التى اشتعلت فى ناحية أخرى .. صرنا كالمجانين نهرول بين المصائب لاندرى أيها نتجنب فصرنا كما قال الشاعر :

ولو كان هما واحدا لاحتملته *** ولكنه هم وثان وثالث .

أعادك الله أيتها الخلافة الإسلامية .. قد كنت للمسلمين أبا يرعاهم ويدفع عنهم مخالب الذئاب .



** حملة المليار لفك الحصار :

وهى الحملة المباركة التى انطلقت بمبادرة من فقيه العصر العظيم د. يوسف القرضاوى أطال الله فى عمره ونفع المسلمين بعلمه ، ثم تبنت هذه الدعوة نقابة الأطباء المصرية ..
هذه الحملة تعيد الأمل إلى القلوب ، فرغم أنى لم أشارك فيها لظروف الامتحانات إلا أنى كنت دائم التتبع لأخبارها ، من خلال الصحف أو الانترنت .. ولربما يحتاج سرد قصصها والتأمل فيها إلى مقال كامل طويل إلا أن بعض الإشارات هنا تفى بالغرض .

1- رجل أعمال سعودى تبرع وحده بأربعة ملايين دولار .
2- طفلة مصرية صغيرة تبرعت بخاتمها الذهبى الذى كسبته كجائزة لحفظها القرآن
3- طفلة أخرى صغيرة خلعت قرطها الذهبى لتتبرع به
4- تبرعات غير معدودة بالأموال والحلى الذهبية .
5- تبرعات بسيارات .
6- صرح مسئول لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء بأنهم فى إطار القوافل الطبية التى جالت أراضى غزة وقع كشفا على فتاة ( 13 عاما ) فوجد هزالا يكشف عن سوء تغذية حاد فسألها : هل أفطرت اليوم ، فقالت : لم يكن دورى اليوم ... أى أن الفلسطينيين يأكلون الوجبات بجدول يقسم الأيام بينهم .
7- رجال أعمال فلسطينيون يتبرعون برواتب الموظفين فى مدنهم .
8- من كلام مسئول لجنة الإغاثة أنه عرض على وزير فلسطينى إرسال شحنة ( فراخ مجمدة ) إلى فلسطين فقال له الوزير : لقد نسينا طعم اللحوم منذ زمن ، نحن لا نحتاج إلا الأشياء الأساسية كالدقيق والزيت والسكر والسمن .. ويفضل أن يكون الدقيق قمحا لأنه يمكن لنا فى فلسطين طحنه .
9- محافظة المنوفية فى مصر ، وهى من المحافظات التى يتدنى بها مستوى الدخل وأغلب سكانها من الفلاحين البسطاء ، تجمع فى ليلة واحدة نصف مليون جنيه مصرى .
10- أصحاب متاجر فى فلسطين يفتحون متاجرهم لمن أراد الأكل دون أخذ الثمن .

رغم كل شئ .. رغم كل شئ .. هذه الأمة لن تموت .


** حجاب حنان ترك :

فى تلك الأيام أكرم الله حنان ترك بارتداء الحجاب .. وانطلقت كلاب العلمانيين تنهش فى حنان ترك لأنها اختارت التخلف والرجعية وانتمت لتنظيم الوهابيات ، واستمر النباح ينهمر من بعض الأقلام الفاسدة أمثال طارق الشناوى وخالد منتصر ويوسف شاهين وخالد يوسف وأسامة أنور عكاشة ، وبالقدر الذى احترقت فيه أعصابى بكلماتهم الحقيرة والتى لم يكن لها هدف إلا هدم قيمة الحجاب الذى هو فرض فى الإسلام بقدر ما سعدت لما أراه من هذه الحرقة والحسرة والغيط الذى يسيل من كتاباتهم ، ورفع بعضهم شعار فليجلسوا فى بيوتهم ، ورفع الآخرون شعار إنهم لن يهزموا الفن المصرى ( أصل الفن المصرى خاربها انتصارات وجوايز ) ..
بل جزم خالد منتصر أنها مؤامرة على الفن المصرى الرائد ( فكرتنى بريادة صفوت الشريف يا راجل ) من شيوخ الخليج الذين يحاولون شراء الحضارة التى تنبع من مصر ليكملوا بها تقدمهم النفطى حيث إنهم يشعرون بالنقص الثقافى والحضارى أمام مصر .. وتفنيد هذه الجملة مضيعة للوقت حيث أنها واضحة التفاهة والبله .

وفى هذا المقام لابد من تحية خاصة للأستاذ محمد الدسوقى رشدى الذى كتب مقالا من أروع ما قرأته فى عدد الدستور الأخير .

لكنك لا تدرى لماذا يثير الحجاب كل هذا الفزع فى هذه النفوس ؟؟ إنه شئ يثير الذهول فعلا ، لماذا إذا كانوا يرون أن حنان ترك لن تهزم الفن المصرى الذى سيزدهر بقوة فى غيابها ( إبراهيم داوود - الدستور ) .. لماذا ينزعجون كل هذا الانزعاج ؟؟

وجدت الإجابة فى سطر كتبه طارق الشناوى فى صوت الأمة فى مقال عن سهير زكى التى عادت بمسلسل تمثله بالحجاب قال فيه : ما زالت سهير زكى تملك وجها جميلا ، لكننا لم نكن نستمتع بوجه سهير زكى ، لقد كانت إمكانياتها الفنية تتمثل فى أنوثتها المتوقدة .... إلخ ، إذن المسألة لم تكن موهبة ولا فنا ولا قصة ولا دراما ، لقد كانت ( أنوثة متوقدة ) فإذا لم يعد يرى تلك الأنوثة المتوقدة فقد فقدت سهير زكى جاذبيتها ... ارحمنا يارب .


*** سيــادة النائب العام :

النائب العام قام بتحويل ممدوح إسماعيل لمحكمة جنح البحر الأحمر بتهمة القتل الخطأ حيث أن أجهزة الأمان فى العبارة كانت على ما يرام ، لكن المشكلة أن ممدوح إسماعيل تأخر فى إبلاغ جهات الإنقاذ بغرق العبارة وهو ما أدى إلى غرق الركاب .. ياسلام .. الراجل مش أكتر منه انه اتأخر بس وعلشان تأخره ده الركاب غرقوا ، فهو بكده ارتكب القتل الخطأ لأنه ياروحى كان فاكر انه لما يتأخر شوية ولا شويتين الركاب مش هيموتوا ولا يغرقوا .. هيكملوها عوم ، لكن .. معلش تقديره كان خاطئ ، وثقته فى قدرة الركاب على إكمالها بالعوم لم تكن فى محلها .. وعلشان كده الراجل من غير ما يقصد تسبب فى غرق الركاب .

أظن مش محتاجة تعليق دى !!

الغريب أن اليوم السابق شهد صدور تقرير المدعى العام الاشتراكى الذى أوضح أن أجهزة الأمان فى العبارة لم تكن تعمل .. هذا غير التقرير الصادر منذ شهرين من لجنة تقصى الحقائق بمجلس الشعب والذى أوضح الحالة المتهالكة للسفينة .. ونعم الرجل الصادق سيادة النائب العام !!

وفى ذات يوم تحويل ممدوح إسماعيل ( اللى لسه فى لندن ) إلى جنح البحر الأحمر تم تحويل وائل الإيراشى وعبد الحكيم الشامى وهدى أبو بكر إلى محكمة الجنايات لنشرهما ( جريدتى صوت الأمة وآفاق عربية ) القائمة السوداء للقضاة الذين أعلنوا النتائج المزورة لدوائر الانتخابات ... ونعم الرجل العادل النائب العام !!!


*** هند الحناوى وأحمد الفيشاوى .

صدر الحكم النهائى فى قضية الطفلة لينا بثبوت نسبها لأحمد الفيشاوى .. لم أفرح ولم أحزن لهذا الحكم ، والله أعلم أين الحقيقة .. لكن ما أخشاه أن تتحول هند الحناوى إلى قدورة ، ويتحول والديها إلى رواد ورموز

أخيرا إفراج .. كانت فترة عصيبة حقا .. جـ1


11/6/2006 ..

تاريخ تاريخى بلاشك ، حيث انتهت فيه تلك الفترة العصيبة التى كانت تعرف باسم الامتحانات ، تزداد وطأتها حين تكون امتحانات السنة النهائية لكلية مثل الهندسة ..
وهى الامتحانات التى كانت - فضلا عن كل عوامل خصوصيتها الطبيعية لأى طالب على وشك التخرج - تحمل نوعا آخر من الخصوصية بالنسبة لى .. إذ هى المرة الأولى منذ عرفت الانترنت استطعت الانقطاع عنه حتى فى أيام الامتحانات .. ولا أدرى كيف استطعت هذا فعلا .. لكنه فضل الله الذى جرى على يد أخى الغالى الأستاذ مصطفى صبح .

ولله فى كل حركة وسكنة حكمة ، لا يعلمها البشر فى حينها وقد لا يعلمونها مطلقا ، أو قد يعلمون منها جوانب وتخفى عليهم أخرى .. فلقد كان من فضل الله على أن أنقطع عن الانترنت بما فيه من تدوين وممارسة المنتديات فى تلك الفترة التى بدأت فى يوم الأحد السابع من مايو ، لتنتهى اليوم .. وما بين السابع من مايو ، والحادى عشر من يونيو من الأحداث ما لو كنت مستمرا فى التدوين والمنتديات لكان الرسوب نصيبى لاريب .. تكاد تلك الفترة التى لم تتجاوز شهرا وأربعة أيام تحديدا وكأنها استوعبت أحداث أعوام بالنسبة لحال مصر ومنطقتنا العربية الذى يغلب عليه الخمول تلقائيا .

كانت الأحداث تعذبنى وتدفعنى لأن أكتب وأتعاطف وأندد وأهاجم .. لكن كان صوت العقل يتغلب - وهذا شئ نادر - فيمنعنى من الكتابة .. يساعده فى هذا أن الأحداث تتلاحق وتتراكم حتى صرت كالذى تكاثرت عليه الظباء فلا يدرى أيها يصيد .. ثم توصلنا - أنا وعقلى - إلى حل وسط .. وهو أن أسجل عناوين لملاحظاتى خلال هذه الفترة ، ثم أكتبها بعد انتهاء الامتحانات ولو على شكل تعليقات صغيرة قصيرة .

** اعتقال علاء :

فى ذات اليوم الذى وضعت فيه آخر موضوع ( كم من جرائم تحملها يا مبارك ؟ ) معلنا بهذا بدأ فترة الانقطاع ، تم اعتقال الأب الروحى للمدونين ( وهو لقب يستحقه بلاشك ) علاء سيف الإسلام حمد ، صاحب أشهر مدونة مصرية وربما عربية .. واعتقل معه لأول مرة ثلاث من الفتيات ( ندى القصاص ، أسماء على ، رشا عزب ) ، ولعل الكلام فى هذا الموضوع لن يضيف شيئا مطلقا ، فمساحات التغطية والتعاطف والتنديد لما حدث تغنينى عن الإضافة ، فما بالك لو لم أكن أملك المزيد ؟؟

** اشتعال وسكون أزمة القضاة :

وهى الأزمة التى كان أفضل ما فعلته برأيى هى إعادة فرز المجتمع ، وبالذات إعادة فرز المعارضة ، ومن يتمسحون بثوب المعارضة .. بغير الانتقاص طبعا من كل فوائد هذه الأزمة ، لكن إعادة فرز المجتمع ، وتيار المعارضة بشكل خاص هو أكثر ما كنا نحتاج إليه ..
فى هذه الأزمة عرفنا بلا ريب أن أحزاب المعارضة هى شئ لا وجود له مطلقا .. رغم أنها تستمد شرعيتها ورسميتها من أختام النسر ، فى حين كانت المعارضة الحقيقة هى التى لا تستطيع الحصول على هذا الختم النسرى السحرى الرسمى .. المدونون والإخوان المسلمون وأطياف مستقلة من أحرار هذا الوطن .. والمدونون كالإخوان كالمستقلون شئ لا يستطيع أن يثبت شرعيته فى أوراق الدولة رغم أنه يملأ الشارع .
الأحزاب التى صمتت كالأموات تماما ، كأنها تتابع حدثا فى المريخ مثلا .. بل وصل الأمر إلى أن يصرح ضياء الدين داوود أن هذه الأزمة هى أزمة داخلية بين القضاة لا يجوز التدخل فيها ( أظننى سمعت هذا الكلام من مبارك .. أليس كذلك ؟؟ ) ، واختفى حزب التجمع ورئيسه الصارخ الزاعق مزور التاريخ والواقع المنتفض إذا كان يواجه الإخوان المسلمين ، الهادئ الوديع المبتسم حريرى الملمس إذا كان يواجه الحكومة وحزبها الوطنى ، وذاب مثله حزب الوفد .. مثلما واصلت باقى الأحزاب موتها العميق .

كذلك اتضح الفارق بين الإعلام الرسمى الذى يكذب كما يتنفس ، بل يتنفس كذبا حقيرا وضيعا لا يليق إلا بصناعه من المنافقين والساجدين .. وبين الإعلام المستقل الذى يحاول أن يرفع سقف حريته ، لقد قرأت فى المساء فى يوم التاسع عشر من مايو أنه ألقى القبض على إخوانى فى مظاهرات دار القضاء العالى وكان يلف حول نفسه حزاما خشبيا به صواريخ الأطفال والبمب (!!) .. ولا يسألنى أحد ماذا كان سيفعل بصواريخ الأطفال فى مواجهة الأمن الرسمى والأمن الذى يتنكر فى زى بلطجية .

واصل مصطفى بكرى انهياره كالعادة ، وأصبحت مقالاته مثيرة للقرف ( بل إنه كتب مقالا بعنوان : العودة إلى الثوابت قال فيه بوضوح إن على المعارضة أن تتجنب الهجوم على بعض المؤسسات والهيئات وقال منها منصب الرئيس ووزارة الداخلية والقوات المسلحة ) .. فى حين تألقت كتيبة الدستور والمصرى اليوم .

ثم سكنت أزمة القضاة بعد الحكم بالبراءة لمكى واللوم للبسطويسى ، لكنها تنذر باشتعال آخر بعد الموقف الأخير لوزارة العدل مع نادى القضاة فيما يختص بقانون السلطة القضائية .

** قاذورات الأردن :

والحديث عن قاذورات الأردن حديث طويل سينتهى بنا إلى الشريف حسين صاحب أكبر خيانة فى التاريخ الحديث الذى استعملته بريطانيا ولورنس ( العرب ) لضرب الخلافة الإسلامية العثمانية .. وانتهاء بالملك حسن الذى كان يتقاضى مرتبا من المخابرات الأمريكية ( أثبت ذلك بوب وود وورد فى كتابه " المخبوء " عام 89 ) ، الذى أنجب لنا ( الملك ) عبد الله الذى لا يحسن الحديث بلغة العرب .

لقد اكتشفت الأردن فجأة أن حماس تخطط وتسعى لضرب منشآت أردنية ، وهو الشئ الذى لايمكن أن يصدقه أدنى متابع .. فالمعروف أن حماس حريصة ألا تنقل المعركة خارج فلسطين ، وعلى هذا يدل تاريخها حتى الآن ، ثم إنه حتى الأردن لم تتهم حماس بذلك فيما قبل ، فمالذى حدث حتى تتجنب حماس هذا وهى حركة معارضة ليس لها صديق ، وتفعله حين تصبح فى الحكومة التى تسعى لكسب المحايد وتحييد العدو ؟؟؟

على العموم ليس من داع فى أن نفند موقف الأردن فهو موقف واضح الكذب ، واضح وفاضح الخيانة .. خصوصا حينما أظهرت ثلاثة أشخاص على اعتبار أنهم من حماس وتكلموا باعترافات بلهاء ثم اتضح أنهم فاسدون فاشلون مدمنون للمخدرات بشهادة جيرانهم .. وحين حاولوا أن يتذاكوا بان خبلهم .. فلقد قالوا إن الأسلحة المضبوطة مع المتهمين كانت قادمة من إيران .

أشعر أن الأردن هى إحدى الولايات الأمريكية فمالمبرر لأن تعادى حماس وإيران هكذا بالجملة وفى مرة واحدة ؟؟ .. ولم نستغرب ألم تصبح بلادنا العربية فعلا ولايات أمريكية مع تفاوت فى الأهمية والوضوح ؟

قال الزهار ردا على هذا الموقف الأدرنى كلاما بسيطا : " كان يمكنهم أن يعلموننا سرا بما حدث ، ويضعوننا فى الموقف .. أو ينتظرون إلى حين زيارتى ( التى كانت بعد ساعات ) ليضعوننى أمام مسؤلياتى .. أو يسألوننا لماذا وكيف حدث هذا " .. لكن الزهار يفترض - لعوامل الدبلوماسية - أنه لا يعامل نفرا من الخونة .


** خيانات السلطة الفلسطينية :

وهو موضوع كبير جدا جدا يحتاج إلى دراسات فعلا .. لكن ما أثاره فى هذه الأيام هو القبض على سامى أبو زهرى بتهمة تهريب 600 ألف دولار إلى داخل الحدود الفلسطينية ، وتكليف الرئيس ( ياله من لقب بلا قيمة ) أبو مازن النائب العام بالتحقيق فى هذا التهريب .. وخرج الكلاب يصرخون أنه لابد من إدخال أموال التبرعات بطرق شرعية ( أى تحت عين إسرائيل وأمريكا وبموافقتهما ) وأن هذه الأموال كانت ستذهب إلى جيوب أعضاء فى حماس وليس للشعب الفلسطينى ( ألم يكن من السهل أن يتم تحويل الأموال إلى الحسابات الشخصية لقادة حماس فى الخارج .. إن كانت ستذهب إليهم أو إن كان لهم حسابات شخصية فى الخارج كالكلاب والخونة أمثال عباس ودحلان والرجوب وعبد ربه والطيب عبد الرحيم .. وسائر الشلة التى تبدو وكأنها لاتعيش فى فلسطين ) .. أى شياطين هؤلاء الذين يستمتعون بموت أناس من شعبهم ، فلا يتحركون لمعونته ولا يريدون أن يتحرك أحد لمعونته ؟؟ .. ما هذه الطبيعة التى تسمو عليها طبائع الذئاب والكلاب والخنازير ..

ما أجمل قول الشافعى :
وليس الذئي يأكل لحم ذئب *** ويأكل بعضنا بعضا عيانا .

ثم خروج الرئيس ( !! ) ليعلن عن إجراء استفتاء حول وثيقة الأسرى التى تعترف بإسرائيل وبقرارات الشرعية الدولية ( !! ) وبالاتفاقيات السابقة ( التى صارت فى حكم الميت ) وبتشكيل حكومة وحدة وطنية ( أى إنهاء حكومة حماس الحالية ) .. رغم أن الدستور الفلسطينى لا ينص على مواد أصلا تنظم عملية الاستفتاء ، ثم يتذكرون الآن استفتاء الشعب الفلسطينى ، وهم لم يفكروا فيه حين وقعوا أوسلو ومدريد وكامب ديفيد وواى بلانتيشن وخريطة الطريق .. أليست هذه الحوادث كفيلة بأن نحترق من الذهول والغيظ والغضب ؟؟ .. تبدو هذه الخيانات وكأنها غير مسبوقة ولا ملحوقة فى تاريخ أمة من الأمم ، أدرى بها ابتعادها عن منهج الله أن يتحكم فيها شرار الناس .. والحق أنهم لم يتذكروا الشعب بقدر ما يحاولون هدم الاستفتاء الحقيقى الذى صوت فيه الشعب لصالح المقاومة ولصالح حماس .

ومنذ أيام ظهر شريط صوتى لذلك الكائن القذر الذى يحمل اسم دحلان ، يظهر فيه إلى أى حد يبلغ انحطاط الخائن وسفالته ، والشريط نشر على موقع فلسطين الحرة .. استمع له هنـــا

الأحد، مايو 07، 2006

كم من جرائم تحملها يا مبارك .

إنها مأساة بكل ما تتسع له كلمة المأساة .. انتحار رجل 51 عاما بعدما قتل زوجته وابناءه الثلاثة .. بعد رحلة فقر مريرة رواها بنفسه .

قصة حياته كما يرويها بنفسه

خبر انتحاره وقتله لزوجته وابنائه

وطبعا ، مع كل الرفض لما فعل .. إلا أن الوضع الاقتصادى المزدهر وأزهى عصور الديمقراطية هى من تستحق ألف لعنة ولعنة .


7/5/2006

الجمعة، مايو 05، 2006

العضو الأخطبوط .

مع دخولى إلى معمة الامتحانات - نسألكم الدعاء لأن التعاطف وحده مش كفاية - قررت لطبيعة الحال ولنصائح بعض الأصدقاء بالتوقف عن الكتابة إلى حين .. مع هذا التوقف أحببت ان ابعث بتحية لشخص استطاع أن يتحول إلى أخطبوط يحارب الفساد ، وهو الدكتور حمدى حسن عضو مجلس الشعب الإخوانى ، والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية لمجلس الشعب .

ولا أظن أنى بحاجة إلى التأكيد بأنى لم أر الرجل قبلا ، ولا لى مصلحة فى مدحه .. لست بحاجة إلى هذا لأنى أرى أن من سيغزو عقله هذا الظن ابتداء ليس بشئ يستحق اهتماما .

لا بكاد يخلو عدد من جريدة تقريبا من خبر عن بيان عاجل أو استجواب أو سؤال أو طلب إحاطة يقدمه العضو الإخوانى حمدى حسن ، وكلها قضايا تهتم بقضايا الوطن وهموم المواطن ، يبدو لى وكأنه عاصفة تجتاح مجلس الشعب .. يستخدم أدواته البرلمانية تقريبا فى كل مجال .. ولا أكاد أذكر موطنا أو مجالا لم يتقدم فيه الدكتور حمدى حسن مستعملا أداة برلمانية من أول الطوارئ وحتى قضايا لمواطنين بسطاء مرورا بالحوادث الكبرى التى يتواجد فى موقعها مع أول طرفة عين .. مثل حادثة الفتنة الطائفية الأخيرة بالأسكندرية .

ثم يمارس نشاطه فى عيادته - كما فى جملة عرضية قالها فى برنامج ماوراء الخبر حلقة الفتنة الطائفية 15/4 - بشكل طبيعى ..

يبدو لى د. حمدى حسن حين حاولت تخيله بعيون نواب الحزب الوطنى وكأنه أخطبوط هائل يمد أذرعه فى كل اتجاه ليأت كل منها بأداة برلمانية جديدة تكشف وتسأل عن الفساد فى هذا المكان أو ذاك .

ومع زعمى أنى أتابع الأخبار بشكل جيد ، فإن هذا هو حال نواب الإخوان جميعا ، لكن يظل حمدى حسن انفرادا خاصا ونشاطا خاصا .. تذكرت دار الندوة وزعيمه عمرو بن هشام - عفوا قصدت حالة حوار وعمرو عبد السميع - الذين أوجعوا رؤوسنا بخطر الإخوان على مصر .. ولم أر واحدا منهم يوحد الله يكتب مرة فى عموده يتراجع أو حتى يشهد شهادة حق دون ان يتراجع .. بل والله كان يكفى أن يصمتوا ويرحموننا ، لكننا فى عصر البلطجة التى يضرب فيها القاضى ثم يتهم بحيازة سلاح غير مرخص ( هذا اتهام كتبته روزاليوسف ) .. فليس غريبا إذن أن يحمل الواحد منهم عاره على رأسه ويذهب يتباهى به أمام الناس .

ولا نطق منهم واحد ( ولا واحد حتى ) يشيد بالانتخابات التى تجرى فى قواعد الإخوان والتى وصل الأمر فيهاأن تغير فيها مراقبهم فى الأردن .. ليشير بأن هؤلاء البشر يحملون ولو مسحة من ديمقراطية .. والحق أنى لم أر كاتبا يعلق على هذا إلا الكاتب السيف المحترم الأستاذ خالد البلشى .

لعلهم كانوا يخافون من نجاح أمثال د. حمدى حسن .. لأن الكائن الذى يعيش فى ظلام الحزب الوطنى وطوارئه يكره رؤية نور الديمقراطية .


1/5/2006

الأربعاء، مايو 03، 2006

هيكل .. معقول ؟؟

تابعت باهتمام - طبعا - الحلقة الخاصة من برنامج مع هيكل على قناة الجزيرة .. وحيث أنى أتابع باهتمام الحلقات الغير خاصة أو العادية .. فما بالكم كيف أفعل والحلقة خاصة .

بعيدا عن موقفى المعروف من هيكل ، هو بصراحة ليس معروفا إلا لأصدقائى ومن يتابعنى ، وبعديا كذلك عن اتفاقنا عن كون هيكل صحفى ممتاز ومعلق سياسى مهم ، وكاتب لايمكن أن تهمل كتاباته .. بعيدا عن هذا ، أو بالأحرى .. إذا استبعدنا اتفاقنا على هذا .. ندخل للموضوع .

تحدث هيكل عن ثلاثة ملفات .. إيران والعراق وفلسطين .

توقعت أن الحديث سيكون إيجابيا عن إيران وعن فلسطين .. فيما شككت فى كونه إيجابيا عن العراق ، منبع حسن ظنى هذا أن هيكل مازال إلى الآن وبعد مرور 39 سنة يدافع عن كلمة " النكسة " التى يعترف بأنه صاحبها .. وهو يعترف ذى ذات اللحظة بأن ما حدث لم يكن نكسة بل تكبة هائلة .. لكنه برر استعماله لهذا المصطلح الزائف بأنه لابد أن نبث الأمل .. ونزرع الأمل .. ونغرس الأمل ، وكافة المصطلحات التى يمكن أن تسبق كلمة الأمل .. لأنه ليس من المفيد ولا من النافع وصف الهزيمة وتحليلها ونحن على أبواب تجاوزها .

هيكل ، إذن يعرف جيدا أهمية الأمل وزراعة الأمل ، ودوره فى إحداث اليقظة والإفاقة .. إلى الدرجة التى يمكن فيها إطلاق مصطلح النكسة على انفجار إسرائيل الذى فاق أكثر أحلام قادتها جنونا ( والتعبير الأخير لقائد الطيران الإسرائيلى فى 5 يونيو 1967 ).. لا بأس ..

لكن الصاعقة ضربت خلاياى بقسوة إذ وجدت باعث الأمل قد بث فينا كل عوامل اليأس والإحباط .. حتى فى إيران ، حتى فى حماس ، حتى فى العراق ، بل ما صدمنى بقسوة أنه حتى لم ير الجانب المضيئ فى المشهد .. إلا وأعقب هذه الرؤية بتحليل يكسوها ظلاما .

وحتى لا أتهم بالمبالغة دعونا نقرأ الحلقة

كان هيكل حريصا على تحديد أن إيران لعبت اوراقها بذكاء " حتى هذا الوقت " .. ونضع خطا تحت عبارة حتى هذا الوقت التى لم ير فيها عقلى الصغير فائدة إلا إيحاءا بأن هذا الذكاء لن يستمر فيما بعد .. كما حرص على التذكير بأن إيران لديها من المشاكل ما يمكن أن يخلخلها من الداخل .. لكن ما مناسبة هذه العبارة هنا .. لا أدرى .
كما حرص أن يؤكد على أن المسافة ما تزال بعيدة على امتلاك القنبلة النووية .. القنبلة التى أكد هيكل أنها لن تكون فى خدمة الأمة الإسلامية بل فى خدمة إيران فقط .

وفى شأن العراق حرص الأستاذ على أن يؤكد أن أمامنا الكثير جدا لهزيمة أمريكا ، وأن ما فعلته المقاومة هو إسقاط هيبة أمريكا فقط التى شبهها فى وضعها بالعراق أنها تعثرت فى حجر فسقطت .. كما حرص كذلك على إبداء تخوفه من أن يفكر بوش بعقلية المقامر الذى خسر فى العراق فيمضى فى طريق ضرب إيران .

ونتعجب من هذا التناقض .. إذ كيف يفكر رجل بعقلية مقامر خسر كل شئ ، وهو لم يزد على أن تعثر فى حجر فسقط .. مالذى يدعوه لهذا النوع المدمر من التفكير ؟؟ على العموم لا يجب أن تسيئ الظن بالأستاذ فتضيف هذه العبارة إلى الإحباطات المودعة فى الملف الإيرانى .

وفى شأن حماس والملف الفلسطينى .. أبدع الأستاذ هيكل فى إظلام الصورة ، فحماس فى روطة ، لن يمكن أن تنجح ، أخذت التفويض فى لحظة غير مشرفة ، حركة صغيرة .. وكان تحليله فى هذا يؤكد أن حكومة حماس ماضية نحو الفشل .

طلب منه المذيع محمد كريشان كلمة عن مصر فلم يقل إلا بيت الشعر :

لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق .

كانت حلقة يائسة بكل معانى الكلمة ، وحقيقة أنا لا يمكننى أن أرفض تحليلات هيكل من أساسها ، ففى كل ملف من هذه الملفات نقاط إيجابية وأخرى سلبية قطعا .. خصوصا فى الشأن الإيرانى الذى تتضاءل نقاطه السلبية بجانب الإيجابية ، وكذا فى حماس التى تعانى فعلا لكن الطريق غير مسدود بالكامل .. لكن ما أرفضه مطمئنا هو إظلام الصورة بهذا القدر الذى جعلها بلا أمل ، خصوصا بيت الشعر الأخير ، ومصر رغم كل ما فيها فإن فيها ما يدعو إلى الأمل قطعا .. ومازالت شرائح المجتمع تقاوم وتكاد تنجح كما فى حالة القضاة .

واستمرارا فى التماس الأعذار فقد كان يمكننى قبول هذه الصورة من مفكر عرف عنه التشاؤم أو التحليل الحاد والصادم .. أما أن يخرج هذا من صاحب تعبير " النكسة " الذى أطلقه على أكبر نكبة عربية فى العصر الحديث .. فهذا ما يثير الذهول ؟

فتصرخ مندهشا : هيكل .. معقول ؟؟؟!!!


29/4/2006

الثلاثاء، مايو 02، 2006

هذه الهموم التى لا تنتهى .. مالك والديب

منذ أن عرفت قرب نية الحكومة المباركة بشأن تمديد قانون الطوارئ ، عاهدت نفسى ألا اقرأ الصحف الحكومية ، ولا أستمع إلى أى برامج حوارية حول هذا الشأن .. فحالتى النفسية التى توشك أن تزداد سوءا باقتراب الامتحانات لا تسمح باحتراق الدم ولا بارتفاع الضغط حين أرى حشرات الإعلام الحكومية تدافع عن قانون الطوارئ .. ليس ما يحرق الدم هو أنهم يدافعون ، إن الذى يحرق الدم هو ممارستهم الكذب الفاحش وهم يعرفون أنهم كاذبون ، كما يعرفون أن كل المشاهدين أو القرئين يعرفون كذلك أنهم كاذبون .. هل حمل التاريخ أمثلة لمثل هذه الطبيعة اللا منطقية بل حتى اللا طبيعية .. هل رأى أحدنا قبلا رجلا يبيع شرفه وسمعته أمام الناس ؟ .. يقول لهم : انظروا أنا أكذب وأعرف أنكم موقنون من كذبى .

وسبحان الله ، فكل يوم نرى عجائب ما كانت على البال .

أعترف أنى كنت غبيا حين تصورت أن ابتعادى عن حشرات الحكومة الإعلاميين فى الصحف أو القنوات أو الإذاعات .. سيهدئ من روعى أو سيقصينى عن مواطن حرق الدم ، لكن ..

كان مساء هذا الوعد ،الذى قطعته على نفسى بتاريخ الأربعاء 26/4/2006 .. هو ذات المساء الذى أذاعت فيه قناة الجزيرة خبر اعتقال الشاعر المصرى أمين الديب ، وناقش برنامج ماوراء الخبر هذه القضية فى ذات التاريخ .

أمين الديب هو الشاعر الذى انطلق فجأة لعموم الشعب المصرى عبر الجريدة الإخوانية المعتقلة هى الأخرى ( آفاق عربية ) حين نشرت له لأول مرة مقطوعة شعرية كبيرة أثارت إعجابا هائلا لدى القراء .. حتى إن الإعلامى المتمكن واللامع حمدى قنديل حين كان يقدم فى هذا الوقت برنامج رئيس التحرير قرأ القصيدة بعد أن قال : وآسف أنى لا أعرف هذا الشاعر من قبل .

وظل أمين الديب يتواصل مع الناس عبر الجريدة الإخوانية آفاق عربية ، وأختها جريدة الأسرة العربية ، وهى إخوانية أيضا لكنها أقرب للجانب الاجتماعى والأسرى منها للجانب السياسى .. واشتهر الديب باقترابه للإخوان وإن لم يكن عضوا بالجماعة كما يصرح موقع الجماعة .

هذا فيما عدا الندوات التى كانت تعقد بمعرض الكتاب ، وكان يلقى فيها الديب أشعاره ، وكانت تحظى بحضور كبير .. ثم أصدر ديوانه الأول ، ثم كان انفجاره الكبير مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة حين ألف قصيدة ( فكر وشوف ).. يدعو فيها الناخب عبر شعره الخفيف والعميق والبسيط إلى انتخاب الأصلح .

ثم تم اعتقاله بعد تأليفه قصيدة لا للطوارئ ، والتى - كما جاء فى الأخبار وتغطيات المواقع المختلفة - حاولت شركة صوتيات إخوانية بالمنوفية تسجيلها على شريط فتم اعتقال صاحب الشركة ، وهو المهندس فتحى شهاب الدين كما ورد بموقع الإخوان المسلمين .

أصابنى الاختناق فى هذه اللحظة ، حتى حق التنفس والحصول على الهواء يبدو بعيد المنال فى مصر .. حتى الشكوى والصراخ وإخراج تلك الآه لإسكان هذا الصدر لا يجوز .. يجب أن تتألم فى صمت .. فى صمت .. يجب أن تحبس كل اختناقاتك ومشاعرك وقفزات خلاياك ونبضات قلبك واحتراق دمك .. كل هذا يجب أن يظل مكتوما ..

تماما كالبخار الذى لايعرف كيف يخرج حتى يدمر الإناء .. يجوز لك فى مصر أن تنفجر شرايينك من الداخل .. يمكنك أن تصاب بالجنون .. لكن بشرط ألا تتناثر أشلاء انفجارك خارج الجسد .. احذر حتى أن يخرج شلوا صوتيا على هيئة صرخة .

فى العاشرة من تلك الليلة كان الموعد مع برنامج العاشرة مساءا على قناة دريم2 والتى ناقش تفجيرات العريش فاستضاف الباحث الإسلامى د. كمال حبيب والباحث د. المعتز بالله الخطيب و اللواء محمد عبد الفتاح عمر مساعد الوزير سابقا وعضو مجلس الشعب الحالى ..

وكانت إحدى الحلقات الكاشفة عن مستوى التفكير الأمنى ، والعقليات الأمنية الصماء .. وبين العقليات العلمية التحليلة .. حيث كان سيادة اللواء شيئا مثيرا للشفقة ، ثقافة ضحلة وتحليل أعمى ، ومحاولات إسكات الآخر .. حتى إن الأطراف الثلاثة الأخرى - وأظن عامة المشاهدين - كانوا يضحكون من أعماقهم .. لكنه ضحك المهموم الذى يرى بعينيه كيف تتحكم مثل هذه العقليات البليدة فى حياتنا .

ثم كان صباح اليوم التالى الذى عرفت فيه اعتقال 15 ناشطا من المعتصمين عند نادى القضاة ، ومنهم الصديق الحبيب مالك مصطفى .

ليس ثمة كثير يمكن أن اقوله عن مالك ، فقد حظى بتغطية واسعة من المدونين ونشطاء الانترنت بما كان يمكن أن يُستغنى به عن إضافاتى .. غير أن مالك وعلى رغم ما بيننا من خلافات فكرية أحسبها قوية .. يعد نموذجا للباحث عن الحقيقة .. ونموذجا للصارخ الذى أخرج صرخته خارج جسده فاخترق بهذا قانون الحياة فى مصر فوجب اعتقاله مع الصارخين معه عند نادى القضاة .

مالك كسائر من يستخدم عقله فى هذه الحياة كثير الأسئلة كثير الاستفسار ، وقد شرح بنفسه فى حوار على حارة زعتر كيف انتقل من الشيوعية بمعنى الإلحاد إلى الإيمان بالله ثم الإيمان برسوله ثم الاستقرار على الإسلام اليسارى كما يقول - وأختلف معه أيضا - ثم تحويل نشاطه من المنتديات الحوارية إلى التدوين .

ومالك شخصية حرة .. ومثقفة ، بل شديدة الثقافة ، ومحاور يتسلح بالفسلفة التى يدرسها .. محاور قوى ، تستمتع بالحوار معه ، لأنه لا يمكنك أن تتطور إلا إذا واجهت وتفاعلت مع الأقوياء لا الضعفاء .

لم أره إلا مرة واحدة فقط كان فى اجتماع لنشطاء الانترنت فى جمعية مصر للثقافة والحوار ، وكان هذا الاجتماع هو بداية معرفتى بعالم التدوين على نحو ماذكرته سابقا.

يشارك مالك فى محبسه نشطاء غيره .. كما يشاركه الاعتقال آلاف غيره من قبله ومن بعده ، ولعله من حسن حظ مالك أنه ارتبط بمجموعات لها صوت إعلامى يستطيع توصيل أخباره ، ويمكنهم مساندته .. فمن لغيره من المحبوسين .

ومن لمن خلفهم من معتلقى الجماعات الإسلامية ممن أمضوا سنوات وسنوات خلف أسوار الظلم المظلم ؟؟

ومن ذا الذى يستطيع أن يتحكم فى صرخاته فلا يخرجها كي لا يخالف قانون الأسياد ؟؟

ثم من ذا الغبى الذى سيقرر أن يريح نفسه بمقاطعة الصحف والقنوات الحكومية ؟؟


29/4/2006

الأحد، أبريل 30، 2006

حوار فى الشأن الإيرانى .



كان هذا ردا لى فى إطار حوار رائع على ملتقى الإخوان المسلمين حول موضوعى نجاد يتسلم قيادة الشعوب الإسلامية .

طيب .. كفانا رد عابد توضيح
ما أوضح .

بداية أتفق مع الأخ أمينمو فى رأيه .. ومن الطبيعى كما قال أن يقابل التعصب بمثله والرفض بمثله أو بشر منه ... ودعونا لا نخوض فى هذه النقطة لأنها الجدال الذى لن ينتهى بين أنصار التقريب .. وأنصار الرفض ، وبينهما أنصار التحالف من قبيل السياسة الشرعية .

وكلام الأخ أمينمو يحمل فى داخله إمكانية النهضة من إيران

[quote]التجربة الإيرانية محترمة في مواجهة قوي الإستكبار الغربية ، وإحترام العلم ومحاولة النهوض منفردة والدفاع عن الشعب والتقاليد والأمة ، ومعاونة أطراف العالم الإسلامي ، ومحاولة تغيير الواقع الإسلامي [color=CC0000]ولكن يعتري داخلها مشاكل الحرية بكل معانيها[/color] ، وعدم حصر الحكم في مجموعة وكذلك ولاية الفقيه ، وكذلك المعاملة الغير رشيدة للأقليات ولن أقول تصل إلي حد الإضطهاد وإن كانت أقرب إلي التهميش والإقصاء وحصر الدور وهذا ما ينفي عن التجربة الريادة والبديل المنشود والله أعلم[/quote]

أنا انظر لهذه المشاكل على أنها مشاكل .. مشاكل داخل التجربة ، رغم أهميتها إلا أنها لا تمنع النهوض .. قد تتفجر بعد حدوث النهضة كما يعلمنا التاريخ ، لكنها لا تتفجر وقت الحشد والتجمع الشعبى فى مرحلة ما قبل النهضة .. ولا أظن أحدا يشكك فى أن نجاد استطاع حشد الشعب وراء قضية قومية ( الطاقة النووية ) نسى فيها الناس خلافاتهم الداخلية .

لا تمنع النهوض بكل تأكيد .. ودليلى الصين وكوريا الشمالية .

ومضيفا إلى كلام أخى أمينمو بأن مشكلة الأقليات فى إيران تصل للاضطهاد خصوصا مع السنة ومع العرب .. ومازال إقليم عربستان الذى تسيطر عليه إيران وهو الإقليم الذى يحتوى على الأكثرية العربية .. مازال يعانى أوضاعا مؤلمة ، ويجرى فيه عمليات ( تفريس ) أى صبغه بالفارسية .. وتصريحات القادة الإيرانيين بشأنه لا تزيد الأمور إلا ظلاما .. لكن من ذا الذى سيسأل عن عربستان ؟


لكنى فى ذات اللحظة ، وهنا يتقاطع ردى مع أمينمو مع ردى لأخى الغالى الغرباء ، لا أرى أن الأمور تجرى على هذا النحو الذى تتركز فيه السلطات فى يد المرشد الأعلى كما لو أنها مثل السلطات التى تتركز فى أيدى حكامنا العرب .. فالدولة كما يبدو دولة مؤسسات ، ومؤسساتها فاعلة ، ولا نكاد نذكر حوادث تدخل فيها المرشد الإيرانى فى شئ أقرته مؤسسات ..

ولا أكاد ارى - على حد علمى - موقعا تتمثل فيه سلطة كابتة للحرية إلا مجلس صيانة الدستور الذى يحدد قواعد عليا ، مثل شروط الترشح للرئاسة مثلا .. وإن كان المعتذرون لهم يذكرون دائما ثورة مصدق التى سرقت حين سمحوا بتواجد دون قيود ... عموما لعلها نقطة خارج موضوعنا ، أعتذر عن الإطالة فيها وأحمل مسؤولية تفرع الموضوع لها إن حدث .

وعلى كل .. مازالت هذه عندى من مشاكل ومعوقات لا تعيق النهة بل تتفجر بعد استقرارها .

نأتى للأخت رحيل :

ذكرت فى مقالى السابق [url=http://melhamy.blogspot.com/2005/12/blog-post_12.html]( هل يتسلم نجاد .... )[/url] هذه الفقرة :

[quote]وهل تكون شيعية أحمدى نجاد عائقا أمام الشعوب العربية لتقبله قائدا وبطلا ؟؟ مع أنهم قبل ذلك منحوا السيد حسن نصر الله وحزب الله اللبنانى وهو شيعى هذه البطولة ، ونظروا له نفس نظرة الفارس الذى استطاع إنزال هزيمة بإسرائيل لم يجرؤ على عشر معشارها أرباب القومية والعروبة وغيرهم .
وهل ستختفى فى هذه الجواء قضية ( عربستان ) وهو الجزء العربى فى إيران ، والذى تجرى فيه انتهاكات واسعة للعرب ؟؟[/quote]

فالواقع تاريخيا أن الشعوب لم تتوقف عند شيعية حسن نصر الله لا قبل انسحاب اسرائيل ولا أثناءه ولا بعده .. وما يزال نصر الله قائد تحبه وتحترمه الشعوب العربية .. أليس كذلك ؟

أنا لا أبحث فى جواز هذا من عدمه ، ولا فى استحقاق نصر الله ونجاد لهذا من عدمه .. إنما - فى ظل قراءة الحدث - يجب أن نفرق بين ما يفرضه الواقع وبين ما نبغى نحن أن يسود من مفاهيم .

بل اكاد أقول إن الوع بدأ ينعكس الآن .. لقد قرأت ومنذ قديم بعض ما يمكن أن نسميه تفكير بصوت عال ( لن أقول مراجعات ) تنحاز لمذهب الشيعة الذى استطاع أن يقيم ثورة إسلامية .. الذى مازال علماؤه مستقلون ماليا ولايمكن التأثير عليهم من هذا الطريق ( لنتذكر أن الدولة لما ضربت الوقف فى عهد محمد على أثمرت زيادة علماء السلطان ) .. الذى ضمنت مبادؤه ( التقية على وجه التحديد ) التحرك بخفة ومرونة وسط أكثر الأجواء صعوبة ..

طبعا أنا لا أؤيد هذا .. إنما أقول فقط ، إن بزوغ نجم الشيعة لن تؤثر فيه آراءنا ومواقفنا ومشاعرنا .. ولن توقف حركته المجادلات النظرية .. لقد بدأ نجم الشيعة فى جذب قطاع من الناس إليه ..

وهكذا النجاح .. طبيعته أنه يغرى ويبهر ، ويعيد صياغة العقول ، وهل كانت نكساتنا الثقافية إلا نتيجة لهذا ؟؟ ( انبهار بالغرب أدى لأن يراجع مثقفونا أفكارهم حتى انحازوا للغرب وبدأت رحلة العربى الذى ينطق بلساننا لكنه يعتنق مبادئ الغرب ) ... يعنى : قد تكون نجاحات الشيعة هى المقوم الأهم فى تصدير الثورة الإيرانية .

جزاكم الله خيرا .

عودة المياه لمجاريها مع المصرى اليوم .


أخبرنى أخى الحبيب وصديقى الانترنتى أبو بصير أو المقاوم الكسول كما يحب أن يطلق على نفسه ، وهو العضو الفاعل بمنتديات جيل الصحوة .. أخبرنى بالأمس أن المصرى اليوم نشرت مقالة لى ، ولم يكن يتذكر عنوانها ولا موضوعها .

تعجبت بالطبع .. فالمصرى اليوم تقريبا قاطعت كتاباتى على نحو ماذكرته فى هذا الموضوع .. هرولت إلى صفحة ( السكوت ممنوع ) فى عدد الأمس فلم أجد لى شيئا .. أخبرت أبا بصير على الماسنجر فاندهش وقال : غريبة كل اللى حواليك اتنشروا ماعدا انت .

فتوقعت أن يكون الأمر قد اختلط على أبى بصير خصوصا وهو لا يتذكر العنوان ولا حتى موضوع المقال جيدا .. لكنه تفضل مشكورا ، وبعث لى صورة الصفحة .

وكان المنشور هو جزء من مقالى : ونعم الإخوان .. نشرته تحت عنوان الاعتذار السخيف فى ركن هادئ من أركان الصفحة

سألون مالم ينشر باللون الأحمر القاتم .

-----------------------------

منذ أسبوع نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية أن المسؤولين المصريين اعتذروا لمحمود الزهار عن لقائه بسبب الانشغال ، حين أبدى رغبته فى زيارة مصر وتحديد موعد مع المسؤولين و منهم طبعا الوزير المصرى أبو الغيط .

ثم جاء الرجل بالأمس إلى القاهرة ليواجه بالاعتذار الثانى عن لقائه بسبب الانشغال ، وضيق الوقت .. وجرت المقابلة بينه وبين عمرو موسى أمين الجامعة العربية
.

من الترف أو من الخبل أن أسرح بخيالى محاولا استكشاف رد السلطات المصرية فى حال كان الطالب للزيارة مسؤولا - مهما صغر - فى أمريكا أو اسرائيل .. لكن الوقت يمتلأ حين يكون فلسطينيا .. بل أعتذر واسحب اللفظ .. إذ الأوقات تمتلئ حين يكون الوزير من حماس .. فلا أعلم فى حدود معلوماتى أن طلبا قد رفض لعرفات أو أبو مازن أو دحلان أو غيرهم .

والاستمرار فى البكاء على حالنا وأحوال حكامنا لا يزيد عن كونه مضيعة للوقت .. ولم يكن هو الذى لفت نظرى رغم بشاعة المفارقة وسخريتها .. إنما الذى أبهرنى هو الرد الذى واجه به الزهار الأسئلة الصحفية التى حاولت أن تستشرف موقفه من هذا الرفض الوقح .

كان الرجل فى غاية الهدوء وهو يقول إننى قدمت طلبا للسيد معالى وزير الخارجية المصرى ، ولأنه مشغول فقد تم "تأجيل" الموعد .. ولا أريد أن يدخل هذا فى دائرة التشكيك فالعلاقات بيننا وبين مصر علاقات جذرية حقيقية .... إلخ .

لو كان الزهار قد انتقد واعترض - ولو بشكل هادئ بل ولو حتى بشكل عنيف - ما استطاع أحد أن يلومه أبدا وهو الذى يجتاحه الظلم من ذوى القربى وممن يفترض أنهم عمقه العربى والإسلامى .. ولما كان كلامه يتعدى أبدا الحقيقة الواقعة .

لكنه - كما تعودنا من حماس - لم تفلت منه كلمة مهما صغرت فى حق الشقيق المصرى الكبير .. وهو ذات النهج الذى كانت عليه حماس فى السابق قبل أن تصبح حكومة بما يعنى أن الرجل كان يعبر عن أخلاقه لا عن دبلوماسية زائفة كتلك التى يستعملها السياسيون الآن .. كانت حماس تعانى الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والعراقيل من السلطة الفلسطينية ذاتها ، وترفض بحسم -ر غم قدرتها - أن توجه سلاحها لغير العدو المحتل .

يمكننا أن نراجع سويا هذا الموضوع .. قطرة من خيانات السلطة الفلسطينية


وهذا إن دل .. فإنما يدل على أن شعوبنا العربية والإسلامية قادرة أن تخرج من أرحامها سياسيون من ذلك الطراز النادر الذى يتحرك بكفاءة واقتدار فى أحلك المواقف وأصعب الظروف .

تحية لك ياحماس .. ونعم الإخوان العرب يا سلطاتنا المصرية

----------------------------------


والحمد لله أن عادت المياه لمجاريها مع المصرى اليوم

شكرا يا أستاذ محمد الشربينى .

السبت، أبريل 29، 2006

اعتقال مالك




ربما كان من المناسب الآن أن أحكى علاقتى مع مالك مصطفى ، أو منير مصطفى المدون الذى تم اعتقاله من أمام نادى القضاة .. اثناء فض الاعتصام .

لكن ربما كان الأفضل ألا أنشغل بالحكى .. ونفرد الموضوع بالتعاطف .. والتنديد ، وهو للأسف ما نملكه الآن .

تم اعتقال مدون آخر ينتمى للإخوان المسلمين حسبما يبدو من مدونته وهو محمد عادل





وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الجمعة، أبريل 28، 2006

نجاد يتسلم قيادة الشعوب الإسلامية .

يبدو أننا كمعارضين تأثرنا بحكامنا من حيث كوننا شعوبا واقعين تحت ضغط إعلامهم وثقافتهم ، وأن ما ظنناه سقفا مفتوحا من التفكير والأفق السياسى اتضح أنه لم يكن أكثر من سقف .. وإن كان مرتفعا قليلا .

ليس ثمة موضع بحث هذه الظاهرة ، إنما ثمة إسقاطها على نموذج واحد .. هو نموذج أحمدى نجاد ، واسأل الله أن يتيح لى كتابة موضوع آخر عن نموذج حماس .

بتاريخ 10/12/2005 كتبت : هل يتسلم نجاد قيادة الشعوب الإسلامية ؟ .. ولم يكن الموضوع أكثر من قراءة لما يمكن أن يحدث فى وجدان الشعوب العربية التى تسمح تصريحات من نجاد لم تكن حتى تحلم بها ، فمن كان يحلم أن يخرج رئيس عربى أو مسلم ليكذب الهولوكوست .. إن غاية ما تمنيناه أن يقوموا بكف أيديهم عن الضغط عن الفلسطينيين لحساب اسرائيل ليس أكثر .

وكان نجاد فضلا عن تصريحاته المثيرة للدهشة والإبهار .. يقفز نحو العمل الفعلى فيرفض الحكم من القصر الرئاسى ، ويبيع طائرة الرئاسة ليضع ثمنها فى الميزانية العامة .. ويعقد المؤتمرات التى تندد بالصهيونية وتصبح حتى عناوينها حادة .. أو قل مستفزة .. مثل مؤتمر : العالم بدون صهيونية .

لم يتراجع ويدع خطأ فى الترجمة أو تحريفا لمقصده حين هاجت عليه الدول بعد تصريحه الشهير بأكذوبة الهولوكوست .. بل مد أفكاره على استقامتها ليقترح فى خطاب تال دولا كألمانيا والنمسا لتكون مقرا لوطن قومى لليهود .

هذا خلاصة ما فعله نجاد حتى كتابة المقال السابق ..

وسبحان الذى يدوم .. فإن نجاد اليوم لا يجعلنى أتوقف عند التساؤل فقط .. فالرجل بدأ فعليا فى استلام قيادة الشعوب الإسلامية .. وبدأ يتسلل إلى قلوب الناس .

كنت منذ أربعة شور ، أفكر فى كتابة مقال فكرته أن أناشد إيران ونجاد الحفاظ على منشآتها النووية بكل ما يملكون من طاقة .. لأنها صارت أملا فعليا تتطلع إليها الشعوب العربية والإسلامية .. وضربا وانتهاها سيصيب كل هذه المساحة من الأرض باكتئاب وإحباط ويأس قد يحتاج إلى جيل آخر لمعالجته ..

كنت أخاف فعلا على إيران وأنا أرى أمطار نجاد الساخنة تأبى أن تتوقف ، وتصريحاته لا تثبت عند مستواها بل تزداد حدة وعنفا .. لكن لم تشأ الظروف أن أكتب .. نسيت وغلبنى القدر .. وهكذا شاء الله تعالى .

يمضى نجاد فى طريقه .. يعلن على شعبه أن سيعلن عن مفاجأة نووية اثناء وجوده فى مدينة مشهد بكل قوة وفى حركة غريبة على شعوب مقهورة ومهزومة أنهم سيسمعون أخبارا سارة يوم الثلاثاء القادم 11/4/2006 عن أخبار سارة .. ويقعلها .. ويعلن أن إيران قد خصبت اليورانيوم ودخلت النادى النووى .

وجن جنون القوى الكبرى ، وانمرت وفودهم إلى إيران .. ولم يتراجع نجاد مطلقا .. أمهله مجلس الأمن حتى نهاية الشهر ثم سيستمع إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حتى يتخلص .. ولم يتراجع .

والله لقد كان يكفينا كشعوب مقهورة أن يظل نجاد ثابتا عند موقفه .. لكنه لم يثبت ، لقد صرح قبل أربعة أيام بأن لا داعى لحوار بين أمريكا وإيران بشأن العراق طالما تشكلت الحكومة العراقية .. يعنى كان يقول : أمريكا ماتلزمنيش .. أو مش عايزين .. فوتوا علينا بكرة .

يا نهار ابيض : أمريكا ؟؟؟!!!

أمريكا التى يسجد لها حكامنا أرباب السياسة والحكمة والثقل والمصداقية والعقل و ... إلخ ولا ترضى عنها يأتى هذا الرجل ليقول لا أحتاجها .. ومتى ؟ قبل أربعة أيام من تقديم تقرير الوكالة لمجلس الأمن ؟؟

قبلها بأيام كان يتبرع لحكومة فلسطين المرفوضة دوليا بـ 100 مليون دولار .. وهو مالم تحصل عليه الحكومة من الدول العربية مجتمعة حتى لحظة كتابة هذه السطور .. بل اعتذرت دول عربية وياللعار عن استقبالهم .. وأخرى لفبركت القصص المفضوحة الكذب .

بالله عليكم .. هل كان حتى حلمنا يصل إلى هذا المستوى ؟؟

ألم أقل لكم ، لقد أثرت انهزامية حكامنا حتى على مستوى أحلامنا ..

والآن .. أليس يتسلم نجاد فعليا قيادة الشعوب العربية ؟؟؟




25/4/2006

السبت، أبريل 22، 2006

جولة تليفزيونية سريعة .

ربما من الجيد أن يكون هذا الموضوعا فاصلا بين مواضيع ساخنة سابقة ، وقادمة تلح على ذهنى .

كانت هذه الجولة يوم الثلاثاء الماضى ، حرصت بالطبع على أن أتابع برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة ، خصوصا وقد كان موضوعه هو : هل ما زالت منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى أم أنها لم تعد لا شرعية ولا وحيدة .

استضاف البرنامج الباحث اللامع المتمكن المحترم د. إبراهيم حمامى ، فى مقابلة د. شعبان حسين ، وهو من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية .

ودار الحديث حول الموضوع .. لم يكن اختلافا فى الآراء ، وعموما أرى أن برنامج الاتجاه المعاكس لا يطرح فى حلقاته الموضوع الذى من الممكن أن تختلف حوله الاراء .. بل لعل الأحداث تفرض عليه أن يطرح المواضيع التى تفرز للأمة الخونة الذين ينطقون بالعربية .

من الصعب أن أطرح ملخصا لما دار فى الحلقة التى كان د. إبراهيم حمامى يمثل فيها الشرف والنزاهة والانحياز للأمة .. إلى جانب ما يمثله من عفة فى اللسان وادب فى الحوار .. فى حين كان د. حسين شعبان يمثل الخيانة التى يتمتع بها كثير أفراد السلطة الفلسطينية .. إلى جانب ما يمثله من شخصنة للموضوع وسوء ادب وعلو صوت .. بل و " ردح " ثم يتهم الطرف المقابل بما فيه هو من عيوب ..

أرجو أن تسمعوا الحلقة .. اضغط هنا

كان طبيعيا أن أرتاح نفسيا مع هذا البرنامج الذى أثلج فيه الدكتور حمامى صدرى بحديثه الموثق والمتدفق والواضح .. بحيث بدا تماما لكل مشاهد أن د. حسن شعبان قد فرغت جعبته تماما ولم يرد على شئ بل استمر فى الردح وتعلية الصوت .. وأتوقع أنه لو دار كل حوار بمثل هذا الأسلوب ، وكان صاحب الحث والمنطق على هذا القدر من الأدب والتمكن لتمت التصفية المعنوية للقيادات الخائنة ، ولسقطوا تماما من عيون الشعوب العربية .

انتهى البرنامج فى الساعة العاشرة ، ليكون لزاما على أن أرى برنامج العاشرة مساءا الذى تقدمة المذيعة المعروفة منى الشاذلى .. وبغض النظر عن رأيى فى ثقافة منى الشاذلى التى تؤهلها لإدارة قضايا فكرية عميقة .. فإننى أشهد بأنها تدير الحوار بشكل متكافئ .. إنسانة تمتلك قدرا مدهشا من الأدب .. مهذبة إلى أبعد حد .. جريئة فى مناقشة القضايا الساخنة ، وكم أتمنى لو جعلت منى الشاذلى برنامجها أسبوعيا أو حتى كل يومين وتستغل باقى الأيام فى رفع ثقافتها .. فلا شك فى أنها ستكون من ألمع المذيعات .

كانت والدتى قد طلبت بعد نصف ساعة من بداية العاشرة مساءا أن تشاهد برنامج منوعات اسمه ( فوق ما تتصور ) على قناة المحور تقدمة نهلة عبد العزيز .. ولم أملك لطلبها رفضا ، خصوصا وأنى مستولى على التليفزيون طوال النهار ..

بدأ البرنامج .. تذكرت حينها شخصية نهلة عبد العزيز ، وقد كان آخر عهدى بها رؤيتها على التليفزيون المصرى قبل أن ينعم الله علينا بالقنوات الفضائية .. حين كانت تقدم إحدى البرامج التافهة وكان اسمه : بورصة النجوم .. كان أكثر ما فيه من سخافة هو أنها تعتبر نفسها فى برنامج سياسى فتغرق المشاهد فى التفلسف والتحليل والتنظير لقضايا تافهة مثل انفعال الجمهور مع الأغنية .. أو علاقة الفنان بالفرقة الموسيقية ، أو علاقة الفنان بالمعجبين والمعجبات .. إلى غير ذلك من هذا التوافه .

لم أتعجب أنها تقدم برنامج منوعات على قناة فضائية .. فالصراحة أن خريجات التليفزيون المصرى لا يجدن إلا تقديم هذه النوعية من البرامج ، لكن الصاعقة التى نزلت بى هى أنها كانت تناقش فى هذه الحلقة موضوع مكاتب الزواج ..

لن أحكى لكم ما حدث فى الحلقة .. بل ولن أضع رابطها إن كان لها رابط .. لأن حالة الغيظ والغليان وفوران الدم التى كنت فيها لا أسمح بانتقالها إلى واحد من القراء .. يكفى أن تعرفوا أننى أمسكت بالتليفون لأتصل بها والله أعلم كيف كانت ستكون ألفاظى حينها ولم يمنعنى من استكمال الاتصال إلا الوالدة التى كادت تتوصل لى ألا أفعل .. وألغيت موعدا مهما لاستكمل الحلقة .. بل وهو الأهم ، أنى منذ شهر كامل لا يوجد فى تليفونى المحمول إلا خمسون قرشا استخدمها فى الرنات - وما أهمها بالنسبة للفقراء - وطوال هذا الشهر أحافظ على هذه الخمسين قرشا حيث أنى فى أزمة مالية طاحنة لاتسمح بشحن المحمول ... إلا أن كل صفوف المقاومة انهارت أمام المذيعة الفاشلة .. فأرسلت رسالة كنت مـاكدا انها لن تظهر لما تحمله من إساءة للمذيعة وللتليفزيون المصرى .. كان نصها : مذيعة فاشلة كسائر خريجات التليفزيون المصرى .

لقد كانت السيدة نهلة تدير البرنامج بمنطق فتوة الحارة .. يمكنها أن تهين الضيوف ، وتجرحهم ، وتسكتهم ، وتعرفهم مهمتهم ، وتحذرهم من الخروج عنها ، بل وتسفه من آرائهم ، وتسمح لمن يؤيد رأيها بالكلام المطول فى حين تقاطع الآخرين ، بل ويمكنها أن تقول : خلاص .ز خلاص .. الكلام اللى قاله د. وليد ولا كأننا سمعناه خالص .

كانت نموذجا يستحق التدريس فى مجال الفشل الفاضح .. وحسبنا الله ونعم الوكيل فى التليفزيون المصرى الذى أخرج مثل هذه الكوارث .

لم أخرج من هذا الغليان إلا بالعودة إلى العاشرة مساءا ، وإلى منى الشاذلى التى كان أدبها وتهذبها ورقتها فى هذه اللحظة له طعم آخر وتأثير آخر تماما .. فلقد رأينا النقيض .. وبضدها تتميز الأشياء .. ولا يعرف طعم السكر إلا من ذاق الملح .. ولا يعرف البياض من لم ير السواد .. ولا يعرف قدر النور من لم يتخبط فى الظلام .

حينها تراجعت عن موقفى من منى الشاذلى وقلت : لو لم يكن للمذيعة إلا أدبها وتهذبها وكفاءتها فى إدارة الحلقة .. فكفى .

كانت هذه هى الجولة التليفزيونية السريعة .. يبدو أنها تحولت إلى موضوع ساخن .. والله أعلم .



21/4/2006

الثلاثاء، أبريل 18، 2006

الدولة لا تستطيع حل مشكلة الأقباط .

سنكتب .. ثم سنكتب ، وبعدها سنكتب .. ثم سنستمر فى الكتابة .

وندخل فى مناقشات ، تتفرع إلى مناقشات أخرى ، وتستمر المناقشات المتفرعة فى التفرع إلى مناقشات تتفرع بدورها إلى مناقشات أخرى .. ألا يذكركم هذا بالغابات الاستوائية ؟؟

ولن يمكن فض هذا الاشتباك الغابى السمت والصفات إلا بالتحديد والتوضيح لا ممارسة التعتيم والتغييم .. وإذا جاز لى أن اقول ما لدى من إيضاحات من خلال الوسيلة التى أنعم الله بها علينا وهى الانترنت أقول :

1- الدولة لا تستطيع حل مشكلة الأقباط ، وهو عجز عن الاستطاعة وليس عدم رغبة فى الحل .. فإعلام الدولة الرسمى من خلال التليفزيون والصحافة اعتمد بشكل كامل على طوائف العلمانيين أو اللادينيين .. الذين سيظلون ابد الدهر يدورون فى الفراغ ولن يستمع لهم أحد من الناس .. لماذا ؟

لأن الحلول التى يطرحونها حلول لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، ولا يمكن أن تقبلها نفس بشرية سوية .. فحلولهم تدور ليس فى إطار حل المشكلة بل فى إطار إلغاء الأديان من الحياة ..

هل نتخيل أن إلغاء حصص الدين فى المدرسة ، وحذف الدين من بطاقات الهوية ، ومنع وصف الأقباط بالكفرة من جانب المسلمين وكذا العكس و أمثال هذه الخرافات ستقضى على المشكلة ؟؟

هل يتخيل أحد أننى إذا لم أتعلم الدين فى المدرسة فلن أتعلمه من خارج المدرسة .. وإذا حذفت من بطاقتى كلمة مسلم فلن أسير رافعا للمصحف فى الشارع ، وكذا الحجاب .. وكذلك الأقباط .. الذين سيرفعون ويظهرون الصليب - وهو يرفعونه رغم ثبوت ديانتهم فى البطاقة فكيف لو لم تقبت - وكذا دق الوشم على هيئة الصليب أو الرسومات القبطية على اليد والرقبة والصدر والظهر ؟؟؟

هل كانت المشكلة فى الاعتزاز بالدين ؟؟

ما أعرفه من إسلامى أننى مأمور بالمعاملة الحسنى مع الأقباط ومع كل أهل الكتاب بل مع كل من هو ليس بمسلم .. وفى ظل اعتقادى هذا أؤمن بأننى على الحق وأننى من سأدخل الجنة .. لا أظن أن بين الموقفين تعارضا .. من حقه على أن أعامله كأفضل ما يمكن لكن من الخبل أن يجبرنى على أن أعتقد بأنه سيدخل الجنة على خلاف ما أراه فى عقيدتى .. ولست مطالبا أن أؤمن بوجود مسلمين وأقباطا ويهودا فى الجنة كى نرضى بعض المخابيل من العلمانيين هنا .

ولا القبطى يرضى ذلك .. فله كامل الحق فى أن يعتقد بأنى سأدخل النار لأنى لا أؤمن بخلاص البشرية عن طريق الفداء ، وعن ثالوثية الإله .. وما شابه .

ولأن هذه الحلول كلها مخبولة ناتجة عن فكر علمانى لا دينى .. فلن تحظى أبدا بقبول الناس .. بل والواقع يثبت أنها لم تحظ فيما قبل بأى قبول يوم أن كانت الدولة تسيطر بشكل واحد على كل وسائل الإعلام .. فمابالنا والدولة الآن تفقد تدريجيا قبضتها على وسائل الإعلام بانتشار الفضائيات والانترنت ؟؟

لأن هذه الحلول مخبولة .. صادرة عن مخابيل رسميين .. فالدولة تعجز عن حل المشكلة .

2- حل المشكلة برأيى - وهذا سبب آخر لعجز الدولة عنه - يكون بإطلاق الحريات وخصوصا فيما يتعلق بالعلماء المسلمين .. فمن الخبل أن يتصور أحد أن المسلمين فى مصر يثقون فى طنطاوى مثلا .. ولو ظل طوال عمره يقبل البابا فلن يقنع مصريا واحدا باعتدال الإسلام فى مسألة الأقباط .

لابد أن يتولى توجيه المسلمين علماء يحظون بثقة الناس .. وهم لن يحظون بثقة الناس إلا إذا ثبت استقلالهم عن السلطان بل وقدرتهم على مخالفته ومعارضته .. حينها يمكن للعلماء إن قالوا أن يسمع لهم ، وتسرى فى الناس الأفكار الصحيحة الوسطية للإسلام الحنيف .. لكن هل الدولة تخاطر بمثل هذا ؟؟

مستحيل .. لذا سيظل الفكر الناشئ من الشباب القليل البضاعة من العلم هو الذى يوجه الشباب لأن هؤلاء هم من يحظون بالثقة فعلا .. خصوصا وأنهم يدخلون السجون والمعتقلات بشكل دورى تقريبا ، مما يكسبهم فوق الثقة مزيدا من التعاطف .. ويكسو آراءهم بالإخلاص والتصديق .

3- الأقباط ليس كما يشيع المجرمون منهم مضطهدون فى مصر .. كما نعرف من معنى الاضطهاد الذى نراه .. خصوصا ونحن معشر المسلمين أكثر من يعرف معانى الاضطهاد فى كل مكان .. حيث دمنا المسلم يراق يوميا ..

إنهم يأخذون فى مواطن أقل من حقهم كثيرا ، وفى مواطن أخرى يأخذون أكثر من حقهم كثيرا ..

ففى بعض الأماكن خصوصا فى الصعيد - وكاتب هذه السطور من قنا - انتشر اضطهادهم فى فترة الجماعات الإسلامية .. وهو ليس اضطهادا عديم الأسباب كما يظن كثيرون ، بل أخذ فيه الأقباط بجرائم البعض منهم.. وكانت جرائم صارخة حقا .. تعاملت معها العقلية الصعيدية المشبعة بعنفوان الجماعات الإسلامية بحدة وبغباء فدقع كثيرون ثمن ما لم يرتكبوه .. ولعل لهذا موضوعا آخر نفصل فيه .. لكنه لم يكن اضطهادا عرقيا من أجل أنهم أقباط فقط ..

كذلك تحرص بعض الشركات على ألا توظف أقباطا .. وهذا نوع من الظلم .. لكن هل ينكر أحد أن هذا نشأ كرد فعل على كثير من الشركات القبطية التى لا تعين إلا مسلمين .. وعددها يعدو القدرة على الإحصاء .. فهناك مصانع ليس فيها مسلم واحد .. وحتى البوتيكات الصغيرة .

فى غالب ظنى أن الصعيد بما يحمله من عقليات قبلية ، ثم اختلط بها روح التطرف فى زمن الجماعات الإسلامية .. مع وجود بعض جرائم من قلة من الأقباط سبب فى وجود حزازات بين المسلمين والأقباط ..

لكننى أشهد أن هذه الروح تنتشر فى أوساط الشباب حتى الثلاثينيات ، ولا تنتشر مطلقا بين من هم أكبر من ذلك ، وأنا شخصيا شاهد على علاقات من أروع ما يمكن بين أهلى وبين أقباط .. بل أعز صديق لوالدى قبطى .. أشهد بأننا لم نر منه ومن اسرته إلا كل خير ..

وأكاد اقول إن الكبار من المسلمين والأقباط تسودهم روح المحبة ، على عكس الجيل الصاعد الذى أنا أيضا شاهد على حوادث منه فهو جيلى الذى أعايشه .

4- أما الأشياء التى يأخذ فيها الأقباط أكثر من حقهم كثيرا فأبرز مثال قريب هو تسليم المسلمات مثل وفاء قسطنطين ومارى عبد الله وفتاتى الفيوم وغيرهن .. ووجود بعثات تنصيرية يراها كل متابع فى الجامعات .. وسمعت بنفسى وشاهدت بعينى نشاطا لهذه المجموعات فى الجامعة .. وحرية كنائسهم - التى تعتبر مجتمعات مغلقة وليست فقط دورا للعبادة - وابتعادها عن المجال الأمنى أو الاقتحام .. وابتعادهم كأقباط عن الاعتقال الأمنى .. والمكانة التى يعامل بها القساوسة .. وكل ماسبق لا يتمتع به المسلمون مطلقا مطلقا ..

فهل إلغاء مادة الدين وحذف الهوية من البطاقة ومصادرة الكتب - بالمناسبة توجد كتب قبطية تعتبر المسلمين محتلين - هو الحل الذى سيخلصنا من كل هذه المشكلة .

لا تجد الدولة أمامها فى إطار هذه الدوامة إلا أن تسكت الموضوع بشكل أمنى .. ليكون قطرة أخرى فى كوب الحسرات الذى شارف على الانسكاب .


18/4/2006

اعتقال صديق عمرى .. السندباد المصرى .

تم اعتقال صديق عمرى وجارى فى نفس الشارع وزميل الدراسة حتى ما قبل الجامعة حيث دخلت الهندسة ودخل الصيدلة ..

تم اعتقال الدكتور أيمن ربيع الطالب ببكالوريوس صيدلة أسيوط فى إطار الحملة الأمنية التى تمت على جامعة أسيوط بالأمس ، وتم الاعتقال تحت اشتباه كونه من طلاب الإخوان المسلمين ..تأكد الخبر بعد قراءة هذا الموضوع فى حارة زعتر .. والله أعلم الآن بحاله .

نسألكم الدعاء له .

اللهم كن معه يا رب العالمين ..


اللهم ثبته وأيده وأربط على قلبه ، وأنزل السكينة عليه .

اللهم خفف عنه ما هو فيه ..

اللهم رضه بقضائك ، وأثبه على بلائك ..

اللهم أخرجه من هذه المحنة اصلب عودا وأطيب نفسا وأقوى عزيمة وأنقى قلبا ..

اللهم كن معه يا أرحم الراحمين .. اللهم لا تكله إلى غيرك طرفة عين ولا أقل من ذلك ..

اللهم احفظه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك ..

اللهم اجعله فى كنفك .. وتحت سمعك وبصرك .. امدده بقوتك .. وباشره بعنايتك ..

اللهم إنك تعلم أنه ما صار إلى ما فيه إلا لأنه يحبك ويعمل على عودجة شريعتك .. فكن معه ..

اللهم إنك تعلم أنه لو كان فاسدا فاسقا ما نزل هذا المنزل .. اللهم فبعلمك خفف عنه ما هو فيه .. أسعده وطمئن قلبه وأسبغ عليه نعمك يا الله ..

اللهم إنه ليس له إلا أنت فكن معه .. احفظه من كل سوء .. احفظه من كل سوء .. احفظه من كل سوء ..

اللهم احفظه من كل يد تمتد إليه يا أكرم الأكرمين .. يا الله .. يارب العالمين ..


18/4/2006

الأحد، أبريل 16، 2006

ونعم الإخوان !!

منذ أسبوع نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية أن المسؤولين المصريين اعتذروا لمحمود الزهار عن لقائه بسبب الانشغال ، حين أبدى رغبته فى زيارة مصر وتحديد موعد مع المسؤولين و منهم طبعا الوزير المصرى أبو الغيط .

ثم جاء الرجل بالأمس إلى القاهرة ليواجه بالاعتذار الثانى عن لقائه بسبب الانشغال ، وضيق الوقت .. وجرت المقابلة بينه وبين عمرو موسى أمين الجامعة العربية .

من الترف أو من الخبل أن أسرح بخيالى محاولا استكشاف رد السلطات المصرية فى حال كان الطالب للزيارة مسؤولا - مهما صغر - فى أمريكا أو اسرائيل .. لكن الوقت يمتلأ حين يكون فلسطينيا .. بل أعتذر واسحب اللفظ .. إذ الأوقات تمتلئ حين يكون الوزير من حماس .. فلا أعلم فى حدود معلوماتى أن طلبا قد رفض لعرفات أو أبو مازن أو دحلان أو غيرهم .

والاستمرار فى البكاء على حالنا وأحوال حكامنا لا يزيد عن كونه مضيعة للوقت .. ولم يكن هو الذى لفت نظرى رغم بشاعة المفارقة وسخريتها .. إنما الذى أبهرنى هو الرد الذى واجه به الزهار الأسئلة الصحفية التى حاولت أن تستشرف موقفه من هذا الرفض الوقح .

كان الرجل فى غاية الهدوء وهو يقول إننى قدمت طلبا للسيد معالى وزير الخارجية المصرى ، ولأنه مشغول فقد تم "تأجيل" الموعد .. ولا أريد أن يدخل هذا فى دائرة التشكيك فالعلاقات بيننا وبين مصر علاقات جذرية حقيقية .... إلخ .

لو كان الزهار قد انتقد واعترض - ولو بشكل هادئ بل ولو حتى بشكل عنيف - ما استطاع أحد أن يلومه أبدا وهو الذى يجتاحه الظلم من ذوى القربى وممن يفترض أنهم عمقه العربى والإسلامى .. ولما كان كلامه يتعدى أبدا الحقيقة الواقعة .

لكنه - كما تعودنا من حماس - لم تفلت منه كلمة مهما صغرت فى حق الشقيق المصرى الكبير .. وهو ذات النهج الذى كانت عليه حماس فى السابق قبل أن تصبح حكومة بما يعنى أن الرجل كان يعبر عن أخلاقه لا عن دبلوماسية زائفة كتلك التى يستعملها السياسيون الآن .. كانت حماس تعانى الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والعراقيل من السلطة الفلسطينية ذاتها ، وترفض بحسم -ر غم قدرتها - أن توجه سلاحها لغير العدو المحتل .

يمكننا أن نراجع سويا هذا الموضوع .. قطرة من خيانات السلطة الفلسطينية

وهذا إن دل .. فإنما يدل على أن شعوبنا العربية والإسلامية قادرة أن تخرج من أرحامها سياسيون من ذلك الطراز النادر الذى يتحرك بكفاءة واقتدار فى أحلك المواقف وأصعب الظروف .

تحية لك ياحماس .. ونعم الإخوان العرب يا سلطاتنا المصرية .


16/4/2006

الأربعاء، أبريل 12، 2006

صلى الله عليه وسلم

لم أكن أنوى ولا نويت فيما سبق أن أكتب عن محمد صلى الله عليه وسلم .. ليس هناك سبب واضح إلا إيمانى بأن الكتابة عن شئ هى وصف للمعاناة فيه .. وإلا تحولت إلى تنظير يسبح فى التعبيرية المنطقية الباردة كأنما هو نظرية مثلا وليس وصفا لحقائق ومشاعر .. وما أحسبنى وصلت إلى الحد المناسب للإحساس بعظمة النبى صلى الله عليه وسلم .

قد يتخيل كثيرون أنى أتكلم كمقدمة بلاغية لكى تزيد من تأثير كلامى .. وهو ما أقسم بالله على أنه ليس صحيحا ، وإنما هى الحقيقة التى أعجز عن التعبير عنها كما يجب من خلال الألفاظ والكلمات والحروف .

ربما سيختصر المسافة نقلى لهذه الجملة التى كتبها العقاد فى بداية كتابته لكتاب عبقرية محمد حيث قال - فيما معناه طبعا - : هممت أن أكتب عن محمد منذ ثلاثين عاما حين تكلم رجل ممن يدعون الثقافة ويحسبون أن المثقف لابد وأن يسب الدين والأنبياء مدعيا التحرر من كل ما سوى عقله .. لكن الزمن والظروف أجلت كتابة هذا الكتاب ثلاثين عاما كاملة ، وبعد هذا الزمن أنظر إلى هذه الثلاثين عاما فأرى أنها كانت ضرورية للكتابة عن محمد صلى الله عليه وسلم ففوق ما تراكمت فيها المعارف والخبرات واستوى فيها نضوجد الذهن .. فإنها وضعتنى فى مواقف ومسؤوليات والتزامات كان لزاما على أن أعيشها حتى أدرك عبقرية محمد فى هذا السن وهذه المواقف .. وهو ما كان ابدا ليحدث لو أنى كتبت هذا الكتاب منذ ثلاثين عاما.

هذا تقريبا هو ما أريد قوله ، فإن شابا مثلى فى مقتبل العمر لم يحمل هم زوجة ولا أولاد ، بل ولم يدخل فعليا فى أمواج الحياة ليس له أن يشعر بعظمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يتعرض للمعاناة التى تعرفه طعم العظمة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم .

لكنه شئ يشبه النظر من بعيد .. الرنو إلى أعلى .. إلى ذلك النموذج الأنجح تاريخيا على الإطلاق ، وهو الرجل الذى تمثلت فيه صفات الكمال الإنسانى حتى كان يظن كل من حوله أنه أحب الناس إليه .. ففى حديث لسيدنا عمرو بن العاص سأله عن أحب الناس إليه متوقعا أن يكون هو .. فلم يكن هو لا الأول ولا الثانى ولا الثالث .. وظل عمرو - رضى الله عنه - يسأل حتى العشرين .. ولم يكن منهم ، فتوقف عن السؤال متوقعا أن يكون هو الواحد والعشرين .

الدخول فى الكتابة عن محمد صلى الله عليه وسلم تشبه الدخول فى البحر .. لاتستطيع وصفه لأنه يحيط بك من كل جانب .. فى أى جهة التفت وجدت شيئا يستحق الوصف والتأمل ، ما تكاد تنوى أن تصفه حتى يكون قد استرعاك شئ آخر جدير بالوصف والتأمل .. فتجاهد لكى تكتب عن الثانى دون أن تنسى الأول .. وعند هذه النقطة يسترعى نظرك شئ آخر يبدو أكثر جمالا وأجدر بالتأمل .. وما هى إلا لحظات حتى تكون قد غرقت فى الدوامة .. لتجد نفسك لم تكتب شيئا ولم تصف شيئا بل ظللت مشدوها مبهور ومذهولا .

وهنا تجتاحك أنواع أخرى من الحيرة .. فالكاتب بطبعه ، كما الرسام كما المصور كما الجندى الذى يشعر فى انطلاق رصاصته بأنه يفرغ هما من صدره ، فإذا شعر بأن رصاصته محبوسة لا تستطيع الانطلاق شعر بالاختناق .

هكذا الكاتب تماما .. إذا سيطر عليه معنى أو شعور ولم يجد من الألفاظ فى ذهنه ما يستطيع وصف هذا الشعور ظل مضطربا ومحتارا ، ويشعر بهذا الهم الذى جثم على صدره فيمنعه من التنفس ، فتكون النتيجة النهائية أنك لم تكتب شيئا ، واصابك اختناق المشاعر المنبهرة بعظمة محمد .. ألا ترون أن هذا ما حدث الآن .

لم أقل للقارئ شيئا تقريبا .. فلا هو استفاد ولا أنا تكلمت .

فى رمضان الماضى ، فتح أحمد بحيرى الشهير بهريدى موضوعا فى قهوة كتكوت طلب فيه من كل واحد أن يذكر الموقف الذى يؤثر فيه من سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان موضوعا رائعا .. كانت العظمة المنسالة من شخصية محمد صلى الله عليه وسلم تبدو وكأنها بلا نهاية .. كل زاوية للنظر تثمر موقفا يتسلل إلى النفس فيسحرها ويبهرها ..

صلى الله على محمد ، صلى الله عليه وسلم .

أبحث ألآن عن موقف يشفع لى عند قارئ هذا المقال حتى لا يخرج منه يلعننى على ضياع وقته .. نعم .. وجدته .

ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن الجارية وهى الفتاة التى دون سن الحيض ، كانت إذا لقيته تأخذه من يده وتمشى به حتى خارج المدينة ، ثم تسر له بحاجتها ، وهو - صلى الله عليه وسلم - مستسلم لها حتى تقضى حاجتها ، ثم تتركه وتمضى .

كيف بلغ هذا الرجل وهو القائد الأعلى للدولة هذا القدر من التواضع والبساطة والقرب من الناس حتى من الأطفال الصغار إلى الدرجة التى لا تهتم الفتاة بأن تذهب إليه وتأخذه من يده وتجرى به بعيدا وتحكى له ما أرادت .. كيف كان قريبا وبسيطا ومحبوبا إلى هذا الحد ؟

تعجب صحابى حين وجده جالسا يلاعب طفلا صغيرا اسمه عمير ويواسيه لأن الطفل كان له طائر يسمى النغير قد مات .. كيف التفت السياسى العظيم والمحارب الفذ وقائد الدولة وصاحب التسع زوجات والمربى لمن حوله .. كيف كان ذهنه منشغلا بطفل له طائر يسأله عنه كلما لقيه ، فلما مات جلس يواسيه ؟؟

كان إذا صافح لا ينزع يده إلا إذا نزع الآخر يده .. كان يضحك ويمزح .. كان محبوبا إلى حد أنه لاتسقط قطرة من وضوئه على الأرض .. فلها ألف منتظر ححتى شهد له أبو سفيان بأنه لم ير أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا .

صلى الله عليه وسلم .

كان متفردا صلى الله عليه وسلم .. كل هذا الحب وهذا العطف وهذه الرحمة .. كلها .. خرجت من قلب يتيم فقد اباه وفقد أمه وفقد جده ولم يتعد الثامنة من عمره .

هذه فى حد ذاتها عنصر عبقرى وجانب مذهل .. فالواقع ومن خلال تجاربى الشخصية يكون الشخص الذى نشأ يتيما أو فى ظروف أسرية مضطربة أقل اعتناءا بالعاطفة وأكثر واقعية وعملية .. لا اقول قسوة ، وإن قلتها لما عدت فى حق اليتيم عيبا أبدا .. لأنه منذ نشأته كان مفتقدا للأمان الذى يمثله حن الأب وللحنان الذى يمثله حضن الأم .

كان - صلى الله عليه وسلم - يتيما .. وكان فى ذات اللحظة رحمة للعالمين .. حتى حين رأى رجلا قد هابه واضطرب منه قال له فى رقة : هون عليك ، فإنما انا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة .

صلى الله على محمد ، صلى الله عليه وسلم ..

ما زلت لم أقل شيئا ، لكن لعل ما قلته يشفع لى لدى القارئ .

صلى الله على محمد ..
صلى الله عليه وسلم .


11/4/2006

إعلان عن مدونة لا أعرف عن صاحبها شيئا .

لم أتوصل إلى المدونة إلا من خلال التعليق الذى كتبه صاحبها أبو العلاء على موضوعى .. ايها الدعاة ، ارحموا عمرو خالد ..

ولا أخفيكم أعجبتنى كثيرا لغته ، وأوحت لى لهجة كلامه بأنه كاتب قدير .. فهرعت إلى مدونته التى وجدتها ناشئة ليس بها إلا بضع موضوعات قليلة .. التهمت الموضوعات مستمتعا بسلاسة لغته الرائعة .

ولهذا قررت أن أعلن عنها هنا ..

لكنى أتوقع أن يأتى أبو العلاء ساخرا إلى هنا ليقول لى صادقا ، بل أنت نفسك من تحتاج إلى إعلان .. محاولا تجريد إعلانى من فائدته وأثره فى مجتمع المدونين وفضاء الانترنت .. ربما كان يفعل هذا لرغبته فى التخلص من مستحقات الإعلان المادية التى يلزم أن يدفعها لى .. لكنه للأسف ألقمنى حجة بارعة ومنطقا صادقا .. إذ أنى من أحتاج إلى إعلان .

ساعتها طبعا .. سأسكت .

أخى أبو العلاء .. بداية رائعة .

لــــزوم مــــا لا يـلْـــزم .

وفقك الله



12/4/2006 .

شكر خاص للدستور وللأستاذ محمد هشام .

لثانى أسبوع على التوالى أفاجأ بأنه قد نشر فى أقوى جريدة مصرية على الإطلاق ( الدستور ) ، ولقد وضع هذا فى قلبى مساحة من الأمل الذى كان قد قارب الانقطاع بعد أن قررت جريدة المصرى اليوم فيما يبدو ألا تنشر لى شيئا بعد مقال محل هيكل من الإعراب .. والذى يبدو أنه كان القنبلة التى فجرت العلاقة مع المصرى اليوم بعد أن نشروا لى مقالات لم اكن أتخيل أن جريدة يمكن أن تنشرهم وهم .. اعتراف مؤلم - اللهم اشف شارون .. وإن حذفت منهما ما يتجاوز سقفها الرقابى ، وهذا بالطبع حقها ولا خلاف عليه خصوصا إذا كنا فى هذه الأجواء التى تستطيع تلفيق أقذر تهمة لأى صحفى فى أى لحظة .

تجددت مساحة الأمل مع جريدة الدستور وعودة صفحة بريد القراء إليها مرة أخرى بإشراف الأستاذ محمد هشام عبيه الذى أشكره جزيل الشكر على نشر تشغيلة الدماغ فى العدد قبل الأخير ، ثم نشر مقال متى نرى هذا فى مصر ، وقد اختصره ليناسب المساحة .. فله الشكر على النشر ، ثم الشكر على الاختصار .

وما زلنا عند أبواب الصحف طارقين .. فهل من مجيب ؟


12/4/2006

الأحد، أبريل 09، 2006

أيها الدعاة .. ارحموا عمرو خالد .

لظلم الأهل طعم مختلف .. مرير ، ليس ظلما قاسيا كظلم القساة والطغاة والظالمين ..

إنه ظلم يهدمك من الداخل ، يهدر صلابة كيانك ، يشعرك بالشرخ الضخم الذى انكسر فى أعماق نفسك .. فصارت تشعر بفراغ بشع .. هدم ترك مكانه فجوة كبيرة موحشة .

لا .. ليست قسوة ظالم متجبر ، إنه افتقاد للأمان .. أن تأتيك الطعنات من مأمنك .. من داخلك .. من أعماقك .

ما أقساه من شعور .. وصفه الشاعر بقوله :

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة **** على النفس من وقع الحسام المهند

كان الله فى عون الداعية المبدع المتألق عمرو خالد .. احتمل فى أزمة الدنمارك ضربات تأتى من الأعماق .. من أعمق الأعماق .

وعتبى فى هذا على الشيخ القرضاوى ، أستاذنا جميعا ، الذى لم يكن أحد ليتجرأ على عمرو خالد بهذه القسوة إلا بعد كلماته التى قالها على الهواء ، وهو خير من يدرك أن هذا الخلاف ما كان ينبغى له أن يقال ويظهر للناس .. وإن ظهر فليس بهذا الهجوم أبدا .

ثم توالى هجوم الدعاة والإسلاميين .. ولو كان غيرهم لما حزنا والله ولا أعرنا كلام المتكلمين أدنى اهتمام .. وما كانت الكلمات حارقة فى ذاتها .. بل لأن الذى قالها بدا وكأنه يهاجم ما لايدرى وما لا يعرف .

حتى أولئك الدعاة الذين عرفوا للناس بحسن أسلوبهم وهدوئهم ، وأبرزوا للناس معنى أن تدعو إلى الله بالحسنى .. والبسمة لا تفارق وجهك مثل خالد الجندى وخالد عبد الله وغيرهما ... كلهم ظهرت أنيابهم .. وظهرت أنيابهم لمن ؟؟ لواحد منهم وهو عمرو خالد ..

لقد فسرها البعض بالغيرة والحقد .. لكنى أصمت عن هذا ، ولو أن كلامهما لا يدعان احتمالا غير هذا .

وفى حواره مع جريدة الغد الأسبوع الماضى تكلم الشيخ صفوت حجازى ، وهو المفترض أنه من أساتذة عمرو خالد .. تكلم بعبارات فى غاية الحدة والقسوة .. بل والله فى غاية الظلم ، وحمل على عمرو خالد بضراوة ، وكل هذا لأن عمرو خالد لم ينتصح ولم يسمع لكلام الشيخ القرضاوى فخرق بهذا إجماع الأمة وأضعف الجهود .

ولا أدرى لماذا الإصرار على هذه الكذبة :

فالقرضاوى نصح عمرو خالد ألا يذهب بعد ثلاثة ايام من بدء المظاهرات وقال إن هذا وقت الغضب .. ولم يذهب عمرو خالد إلا بعد ثلاثة أسابيع .. كان الغضب فيها قد خفت فعلا .

ثم إن القرضاوى - مع كامل إجلالنا له - ليس ممثلا للإسلام ولا هو بالذى لاتجوز مخالفته .

ثم إن عمرو خالد لم يكن وحيدا بل أيده فى هذا 40 عالما تحولوا إلى 170 آخرين أبرزهم مفتى مصر وسعيد رمضان البوطى ومفتى سوريا .. أى أنه لم يكن هناك إجماع ولا يحزنون كى يخرقه عمرو خالد

فلماذا إذن يتكلم الجميع الآن وكأن عمرو خالد ( وحده ) ارتكب الخطيئة التى لا تغتفر ؟؟

ومن أعجب ما فى الحوار أن الشيخ صفوت حجازى قبل أن يسأل فى موضوع عمرو خالد كان يندد باختلاف علماء الأزهر وتضارب فتاويهم على الهواء ، ويندد بهذا فى شدة .. فلما سئل عن عمرو خالد نسى ما كان يدعو له من قبل وانطلق فى هجوم غريب وحاد .

ثم كانت الكارثة فى حوار فهمى هويدى بالأمس مع جريدة المصرى اليوم ..

وفهمى هويدى الكاتب الدقيق الممحص واسع الإطلاع ودقيق النظرة .. لم أصدق حين قرأت مقاله المعنون بـ : يا عمرو خالد .. عد إلى أهلك وناسك .. وكان هذا المقال فى وقت الأزمة ، لم أصدق أن الكاتب هو فهمى هويدى لأنه بدا كما لو كان لا يعرف عمرو خالد ولا يعرف أى فكرة عن مشروع صناع الحياة .. فقد اتهم عمرو خالد بأنه ترك مجال الدعوة ليتكلم فى أمور فنية خاصة بالنهضة دون أن يستعين بالمتخصصين فى هذه المجالات .. وهذا يعاكس على طول الخط ما فعله عمرو خالد الذى لم يتحدث فى أى موضوع فنى إلا بأرقام وإحصائيات .. أو من خلال المتخصصين أنفسهم بل ترك حلقات ليحل محله المتخصصون فى هذا المجال .

فكيف يقول فهمى هويدى أنه تدخل فى فنيات ولم يستعن بأهل الاختصاص ؟؟ .. لقد كان هذا أسوأ مقالات فهمى هويدى على الإطلاق بنظرى .

وفى حواره مع المصرى اليوم أمس .. بدا أيضا كأنه لا يعرف شيئا عما تحدث عنه ، فلقد رأى أن عمرو خالد أضعف الجهود ( دون أن يذكر لنا لا هو ولا غيره ما هى الجهود التى أضعفها عمرو خالد ) وأنه تصدى لدور غير دوره كداعية .. ولم نعرف ما هو الدور الذى تصدى له عمرو خالد ... وكلام على شاكلة هذا الكلام المرسل .

المصيبة أنه انتقد عمرو خالد لذهابه رغم أنه ليس منظمة ولا حزب ولا هيئة ولا جمعية وهو بالتالى لا يمثل أحدا فبأى صفة ذهب ؟.. ورغم أن هويدى يعرف قبل الجميع كيف تحصل الهيئات والجمعيات والأحزاب على شرعيتها فى بلادنا .. ويعرف أن عمرو خالد يكاد يكون الشرعية الشعبية الكبرى فى مصر والعالم الإسلامى .. ولم يستطع لا داعية ولا كاتب أن يحصل على مثل جماهيرية عمرو خالد .. التى تجعله وحيدا مهيئا وممثلا عن هذا التيار الذى يتجمع حوله .

أى أن عمرو خالد هو الممثل الشرعى لتيار شعبى موجود وملتف حوله ، وهو ما يفتقده أقرانه جميعا على مستوى الأفراد .

وقال هويدى ماذا فعل عمرو خالد بالجلوس فى غرفة مغلقة مع مجموعة من المثقفين ثم عاد إلى بيته .. أكاد أجن وأنا أقرأ هذا الكلام ، فيبدو أن هويدى فعلا لا يعرف شيئا عن المؤتمر الذى أقامه عمرو خالد والذى حظى بتغطية إعلامية من 300 وكالة أنباء وقناة فضائية .. ظهوره على التليفزيون الرسمى فى نشرة الأخبار الرئيسية متحدثا ، لقاءات صحفية على مستوى عال جدا من التغطية حتى إن صورة لعمرو خالد كانت على مساحة ثلثى الصفحة الأولى فى إحدى الصحف .. لقاءات إذاعية وتليفزيونية له ولطارق سويدان والحبيب الجفرى .

هل يمكن أن يكون فهمى هويدى عرف هذا وقال عنه غرف مغلقة ؟؟؟

أشك كثيرا فى عقلية وفصاحة الكاتب الكبير .


كلهم يقولون ماذا فعل عمرو خالد .. دون أن يخبرنا أحدهم وماذا فعل هو ؟

اعتبر هويدى أن دوره يتوقف عند دق الأجراس .. ولا مقارنة بين جرس يصدح فى صحيفة عربية وبين أجراس 300 وسيلة إعلامية فى آذان الغربيين .

ومن قبله صفوت حجازى الذى ذكر أنهم ترجموا كتاب عبقرية محمد باللغة الدنماركية .. ولا مقارنةة أيضا بين كتاب على الرصيف أو فى المكتبة قد لا يلفت النظر وبين ظهور فى الصحف ووسائل الإعلام .

أيها الدعاة .. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .

أيها الدعاة .. ارحموا عمرو خالد .

لا يمكن أن أختم قبل أن أتوقف وكلى إجلال وتقدير واحترام بل ودهشة من هذا الأدب الرهيب واللسان العف والصبر المذهل الذى يسيطر به عمرو خالد على نفسه .. كان الله فى عونك يا أستاذنا الغالى .



9/4/2006