الأحد، أبريل 30، 2006

حوار فى الشأن الإيرانى .



كان هذا ردا لى فى إطار حوار رائع على ملتقى الإخوان المسلمين حول موضوعى نجاد يتسلم قيادة الشعوب الإسلامية .

طيب .. كفانا رد عابد توضيح
ما أوضح .

بداية أتفق مع الأخ أمينمو فى رأيه .. ومن الطبيعى كما قال أن يقابل التعصب بمثله والرفض بمثله أو بشر منه ... ودعونا لا نخوض فى هذه النقطة لأنها الجدال الذى لن ينتهى بين أنصار التقريب .. وأنصار الرفض ، وبينهما أنصار التحالف من قبيل السياسة الشرعية .

وكلام الأخ أمينمو يحمل فى داخله إمكانية النهضة من إيران

[quote]التجربة الإيرانية محترمة في مواجهة قوي الإستكبار الغربية ، وإحترام العلم ومحاولة النهوض منفردة والدفاع عن الشعب والتقاليد والأمة ، ومعاونة أطراف العالم الإسلامي ، ومحاولة تغيير الواقع الإسلامي [color=CC0000]ولكن يعتري داخلها مشاكل الحرية بكل معانيها[/color] ، وعدم حصر الحكم في مجموعة وكذلك ولاية الفقيه ، وكذلك المعاملة الغير رشيدة للأقليات ولن أقول تصل إلي حد الإضطهاد وإن كانت أقرب إلي التهميش والإقصاء وحصر الدور وهذا ما ينفي عن التجربة الريادة والبديل المنشود والله أعلم[/quote]

أنا انظر لهذه المشاكل على أنها مشاكل .. مشاكل داخل التجربة ، رغم أهميتها إلا أنها لا تمنع النهوض .. قد تتفجر بعد حدوث النهضة كما يعلمنا التاريخ ، لكنها لا تتفجر وقت الحشد والتجمع الشعبى فى مرحلة ما قبل النهضة .. ولا أظن أحدا يشكك فى أن نجاد استطاع حشد الشعب وراء قضية قومية ( الطاقة النووية ) نسى فيها الناس خلافاتهم الداخلية .

لا تمنع النهوض بكل تأكيد .. ودليلى الصين وكوريا الشمالية .

ومضيفا إلى كلام أخى أمينمو بأن مشكلة الأقليات فى إيران تصل للاضطهاد خصوصا مع السنة ومع العرب .. ومازال إقليم عربستان الذى تسيطر عليه إيران وهو الإقليم الذى يحتوى على الأكثرية العربية .. مازال يعانى أوضاعا مؤلمة ، ويجرى فيه عمليات ( تفريس ) أى صبغه بالفارسية .. وتصريحات القادة الإيرانيين بشأنه لا تزيد الأمور إلا ظلاما .. لكن من ذا الذى سيسأل عن عربستان ؟


لكنى فى ذات اللحظة ، وهنا يتقاطع ردى مع أمينمو مع ردى لأخى الغالى الغرباء ، لا أرى أن الأمور تجرى على هذا النحو الذى تتركز فيه السلطات فى يد المرشد الأعلى كما لو أنها مثل السلطات التى تتركز فى أيدى حكامنا العرب .. فالدولة كما يبدو دولة مؤسسات ، ومؤسساتها فاعلة ، ولا نكاد نذكر حوادث تدخل فيها المرشد الإيرانى فى شئ أقرته مؤسسات ..

ولا أكاد ارى - على حد علمى - موقعا تتمثل فيه سلطة كابتة للحرية إلا مجلس صيانة الدستور الذى يحدد قواعد عليا ، مثل شروط الترشح للرئاسة مثلا .. وإن كان المعتذرون لهم يذكرون دائما ثورة مصدق التى سرقت حين سمحوا بتواجد دون قيود ... عموما لعلها نقطة خارج موضوعنا ، أعتذر عن الإطالة فيها وأحمل مسؤولية تفرع الموضوع لها إن حدث .

وعلى كل .. مازالت هذه عندى من مشاكل ومعوقات لا تعيق النهة بل تتفجر بعد استقرارها .

نأتى للأخت رحيل :

ذكرت فى مقالى السابق [url=http://melhamy.blogspot.com/2005/12/blog-post_12.html]( هل يتسلم نجاد .... )[/url] هذه الفقرة :

[quote]وهل تكون شيعية أحمدى نجاد عائقا أمام الشعوب العربية لتقبله قائدا وبطلا ؟؟ مع أنهم قبل ذلك منحوا السيد حسن نصر الله وحزب الله اللبنانى وهو شيعى هذه البطولة ، ونظروا له نفس نظرة الفارس الذى استطاع إنزال هزيمة بإسرائيل لم يجرؤ على عشر معشارها أرباب القومية والعروبة وغيرهم .
وهل ستختفى فى هذه الجواء قضية ( عربستان ) وهو الجزء العربى فى إيران ، والذى تجرى فيه انتهاكات واسعة للعرب ؟؟[/quote]

فالواقع تاريخيا أن الشعوب لم تتوقف عند شيعية حسن نصر الله لا قبل انسحاب اسرائيل ولا أثناءه ولا بعده .. وما يزال نصر الله قائد تحبه وتحترمه الشعوب العربية .. أليس كذلك ؟

أنا لا أبحث فى جواز هذا من عدمه ، ولا فى استحقاق نصر الله ونجاد لهذا من عدمه .. إنما - فى ظل قراءة الحدث - يجب أن نفرق بين ما يفرضه الواقع وبين ما نبغى نحن أن يسود من مفاهيم .

بل اكاد أقول إن الوع بدأ ينعكس الآن .. لقد قرأت ومنذ قديم بعض ما يمكن أن نسميه تفكير بصوت عال ( لن أقول مراجعات ) تنحاز لمذهب الشيعة الذى استطاع أن يقيم ثورة إسلامية .. الذى مازال علماؤه مستقلون ماليا ولايمكن التأثير عليهم من هذا الطريق ( لنتذكر أن الدولة لما ضربت الوقف فى عهد محمد على أثمرت زيادة علماء السلطان ) .. الذى ضمنت مبادؤه ( التقية على وجه التحديد ) التحرك بخفة ومرونة وسط أكثر الأجواء صعوبة ..

طبعا أنا لا أؤيد هذا .. إنما أقول فقط ، إن بزوغ نجم الشيعة لن تؤثر فيه آراءنا ومواقفنا ومشاعرنا .. ولن توقف حركته المجادلات النظرية .. لقد بدأ نجم الشيعة فى جذب قطاع من الناس إليه ..

وهكذا النجاح .. طبيعته أنه يغرى ويبهر ، ويعيد صياغة العقول ، وهل كانت نكساتنا الثقافية إلا نتيجة لهذا ؟؟ ( انبهار بالغرب أدى لأن يراجع مثقفونا أفكارهم حتى انحازوا للغرب وبدأت رحلة العربى الذى ينطق بلساننا لكنه يعتنق مبادئ الغرب ) ... يعنى : قد تكون نجاحات الشيعة هى المقوم الأهم فى تصدير الثورة الإيرانية .

جزاكم الله خيرا .

عودة المياه لمجاريها مع المصرى اليوم .


أخبرنى أخى الحبيب وصديقى الانترنتى أبو بصير أو المقاوم الكسول كما يحب أن يطلق على نفسه ، وهو العضو الفاعل بمنتديات جيل الصحوة .. أخبرنى بالأمس أن المصرى اليوم نشرت مقالة لى ، ولم يكن يتذكر عنوانها ولا موضوعها .

تعجبت بالطبع .. فالمصرى اليوم تقريبا قاطعت كتاباتى على نحو ماذكرته فى هذا الموضوع .. هرولت إلى صفحة ( السكوت ممنوع ) فى عدد الأمس فلم أجد لى شيئا .. أخبرت أبا بصير على الماسنجر فاندهش وقال : غريبة كل اللى حواليك اتنشروا ماعدا انت .

فتوقعت أن يكون الأمر قد اختلط على أبى بصير خصوصا وهو لا يتذكر العنوان ولا حتى موضوع المقال جيدا .. لكنه تفضل مشكورا ، وبعث لى صورة الصفحة .

وكان المنشور هو جزء من مقالى : ونعم الإخوان .. نشرته تحت عنوان الاعتذار السخيف فى ركن هادئ من أركان الصفحة

سألون مالم ينشر باللون الأحمر القاتم .

-----------------------------

منذ أسبوع نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية أن المسؤولين المصريين اعتذروا لمحمود الزهار عن لقائه بسبب الانشغال ، حين أبدى رغبته فى زيارة مصر وتحديد موعد مع المسؤولين و منهم طبعا الوزير المصرى أبو الغيط .

ثم جاء الرجل بالأمس إلى القاهرة ليواجه بالاعتذار الثانى عن لقائه بسبب الانشغال ، وضيق الوقت .. وجرت المقابلة بينه وبين عمرو موسى أمين الجامعة العربية
.

من الترف أو من الخبل أن أسرح بخيالى محاولا استكشاف رد السلطات المصرية فى حال كان الطالب للزيارة مسؤولا - مهما صغر - فى أمريكا أو اسرائيل .. لكن الوقت يمتلأ حين يكون فلسطينيا .. بل أعتذر واسحب اللفظ .. إذ الأوقات تمتلئ حين يكون الوزير من حماس .. فلا أعلم فى حدود معلوماتى أن طلبا قد رفض لعرفات أو أبو مازن أو دحلان أو غيرهم .

والاستمرار فى البكاء على حالنا وأحوال حكامنا لا يزيد عن كونه مضيعة للوقت .. ولم يكن هو الذى لفت نظرى رغم بشاعة المفارقة وسخريتها .. إنما الذى أبهرنى هو الرد الذى واجه به الزهار الأسئلة الصحفية التى حاولت أن تستشرف موقفه من هذا الرفض الوقح .

كان الرجل فى غاية الهدوء وهو يقول إننى قدمت طلبا للسيد معالى وزير الخارجية المصرى ، ولأنه مشغول فقد تم "تأجيل" الموعد .. ولا أريد أن يدخل هذا فى دائرة التشكيك فالعلاقات بيننا وبين مصر علاقات جذرية حقيقية .... إلخ .

لو كان الزهار قد انتقد واعترض - ولو بشكل هادئ بل ولو حتى بشكل عنيف - ما استطاع أحد أن يلومه أبدا وهو الذى يجتاحه الظلم من ذوى القربى وممن يفترض أنهم عمقه العربى والإسلامى .. ولما كان كلامه يتعدى أبدا الحقيقة الواقعة .

لكنه - كما تعودنا من حماس - لم تفلت منه كلمة مهما صغرت فى حق الشقيق المصرى الكبير .. وهو ذات النهج الذى كانت عليه حماس فى السابق قبل أن تصبح حكومة بما يعنى أن الرجل كان يعبر عن أخلاقه لا عن دبلوماسية زائفة كتلك التى يستعملها السياسيون الآن .. كانت حماس تعانى الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والعراقيل من السلطة الفلسطينية ذاتها ، وترفض بحسم -ر غم قدرتها - أن توجه سلاحها لغير العدو المحتل .

يمكننا أن نراجع سويا هذا الموضوع .. قطرة من خيانات السلطة الفلسطينية


وهذا إن دل .. فإنما يدل على أن شعوبنا العربية والإسلامية قادرة أن تخرج من أرحامها سياسيون من ذلك الطراز النادر الذى يتحرك بكفاءة واقتدار فى أحلك المواقف وأصعب الظروف .

تحية لك ياحماس .. ونعم الإخوان العرب يا سلطاتنا المصرية

----------------------------------


والحمد لله أن عادت المياه لمجاريها مع المصرى اليوم

شكرا يا أستاذ محمد الشربينى .

السبت، أبريل 29، 2006

اعتقال مالك




ربما كان من المناسب الآن أن أحكى علاقتى مع مالك مصطفى ، أو منير مصطفى المدون الذى تم اعتقاله من أمام نادى القضاة .. اثناء فض الاعتصام .

لكن ربما كان الأفضل ألا أنشغل بالحكى .. ونفرد الموضوع بالتعاطف .. والتنديد ، وهو للأسف ما نملكه الآن .

تم اعتقال مدون آخر ينتمى للإخوان المسلمين حسبما يبدو من مدونته وهو محمد عادل





وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الجمعة، أبريل 28، 2006

نجاد يتسلم قيادة الشعوب الإسلامية .

يبدو أننا كمعارضين تأثرنا بحكامنا من حيث كوننا شعوبا واقعين تحت ضغط إعلامهم وثقافتهم ، وأن ما ظنناه سقفا مفتوحا من التفكير والأفق السياسى اتضح أنه لم يكن أكثر من سقف .. وإن كان مرتفعا قليلا .

ليس ثمة موضع بحث هذه الظاهرة ، إنما ثمة إسقاطها على نموذج واحد .. هو نموذج أحمدى نجاد ، واسأل الله أن يتيح لى كتابة موضوع آخر عن نموذج حماس .

بتاريخ 10/12/2005 كتبت : هل يتسلم نجاد قيادة الشعوب الإسلامية ؟ .. ولم يكن الموضوع أكثر من قراءة لما يمكن أن يحدث فى وجدان الشعوب العربية التى تسمح تصريحات من نجاد لم تكن حتى تحلم بها ، فمن كان يحلم أن يخرج رئيس عربى أو مسلم ليكذب الهولوكوست .. إن غاية ما تمنيناه أن يقوموا بكف أيديهم عن الضغط عن الفلسطينيين لحساب اسرائيل ليس أكثر .

وكان نجاد فضلا عن تصريحاته المثيرة للدهشة والإبهار .. يقفز نحو العمل الفعلى فيرفض الحكم من القصر الرئاسى ، ويبيع طائرة الرئاسة ليضع ثمنها فى الميزانية العامة .. ويعقد المؤتمرات التى تندد بالصهيونية وتصبح حتى عناوينها حادة .. أو قل مستفزة .. مثل مؤتمر : العالم بدون صهيونية .

لم يتراجع ويدع خطأ فى الترجمة أو تحريفا لمقصده حين هاجت عليه الدول بعد تصريحه الشهير بأكذوبة الهولوكوست .. بل مد أفكاره على استقامتها ليقترح فى خطاب تال دولا كألمانيا والنمسا لتكون مقرا لوطن قومى لليهود .

هذا خلاصة ما فعله نجاد حتى كتابة المقال السابق ..

وسبحان الذى يدوم .. فإن نجاد اليوم لا يجعلنى أتوقف عند التساؤل فقط .. فالرجل بدأ فعليا فى استلام قيادة الشعوب الإسلامية .. وبدأ يتسلل إلى قلوب الناس .

كنت منذ أربعة شور ، أفكر فى كتابة مقال فكرته أن أناشد إيران ونجاد الحفاظ على منشآتها النووية بكل ما يملكون من طاقة .. لأنها صارت أملا فعليا تتطلع إليها الشعوب العربية والإسلامية .. وضربا وانتهاها سيصيب كل هذه المساحة من الأرض باكتئاب وإحباط ويأس قد يحتاج إلى جيل آخر لمعالجته ..

كنت أخاف فعلا على إيران وأنا أرى أمطار نجاد الساخنة تأبى أن تتوقف ، وتصريحاته لا تثبت عند مستواها بل تزداد حدة وعنفا .. لكن لم تشأ الظروف أن أكتب .. نسيت وغلبنى القدر .. وهكذا شاء الله تعالى .

يمضى نجاد فى طريقه .. يعلن على شعبه أن سيعلن عن مفاجأة نووية اثناء وجوده فى مدينة مشهد بكل قوة وفى حركة غريبة على شعوب مقهورة ومهزومة أنهم سيسمعون أخبارا سارة يوم الثلاثاء القادم 11/4/2006 عن أخبار سارة .. ويقعلها .. ويعلن أن إيران قد خصبت اليورانيوم ودخلت النادى النووى .

وجن جنون القوى الكبرى ، وانمرت وفودهم إلى إيران .. ولم يتراجع نجاد مطلقا .. أمهله مجلس الأمن حتى نهاية الشهر ثم سيستمع إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حتى يتخلص .. ولم يتراجع .

والله لقد كان يكفينا كشعوب مقهورة أن يظل نجاد ثابتا عند موقفه .. لكنه لم يثبت ، لقد صرح قبل أربعة أيام بأن لا داعى لحوار بين أمريكا وإيران بشأن العراق طالما تشكلت الحكومة العراقية .. يعنى كان يقول : أمريكا ماتلزمنيش .. أو مش عايزين .. فوتوا علينا بكرة .

يا نهار ابيض : أمريكا ؟؟؟!!!

أمريكا التى يسجد لها حكامنا أرباب السياسة والحكمة والثقل والمصداقية والعقل و ... إلخ ولا ترضى عنها يأتى هذا الرجل ليقول لا أحتاجها .. ومتى ؟ قبل أربعة أيام من تقديم تقرير الوكالة لمجلس الأمن ؟؟

قبلها بأيام كان يتبرع لحكومة فلسطين المرفوضة دوليا بـ 100 مليون دولار .. وهو مالم تحصل عليه الحكومة من الدول العربية مجتمعة حتى لحظة كتابة هذه السطور .. بل اعتذرت دول عربية وياللعار عن استقبالهم .. وأخرى لفبركت القصص المفضوحة الكذب .

بالله عليكم .. هل كان حتى حلمنا يصل إلى هذا المستوى ؟؟

ألم أقل لكم ، لقد أثرت انهزامية حكامنا حتى على مستوى أحلامنا ..

والآن .. أليس يتسلم نجاد فعليا قيادة الشعوب العربية ؟؟؟




25/4/2006

السبت، أبريل 22، 2006

جولة تليفزيونية سريعة .

ربما من الجيد أن يكون هذا الموضوعا فاصلا بين مواضيع ساخنة سابقة ، وقادمة تلح على ذهنى .

كانت هذه الجولة يوم الثلاثاء الماضى ، حرصت بالطبع على أن أتابع برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة ، خصوصا وقد كان موضوعه هو : هل ما زالت منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى أم أنها لم تعد لا شرعية ولا وحيدة .

استضاف البرنامج الباحث اللامع المتمكن المحترم د. إبراهيم حمامى ، فى مقابلة د. شعبان حسين ، وهو من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية .

ودار الحديث حول الموضوع .. لم يكن اختلافا فى الآراء ، وعموما أرى أن برنامج الاتجاه المعاكس لا يطرح فى حلقاته الموضوع الذى من الممكن أن تختلف حوله الاراء .. بل لعل الأحداث تفرض عليه أن يطرح المواضيع التى تفرز للأمة الخونة الذين ينطقون بالعربية .

من الصعب أن أطرح ملخصا لما دار فى الحلقة التى كان د. إبراهيم حمامى يمثل فيها الشرف والنزاهة والانحياز للأمة .. إلى جانب ما يمثله من عفة فى اللسان وادب فى الحوار .. فى حين كان د. حسين شعبان يمثل الخيانة التى يتمتع بها كثير أفراد السلطة الفلسطينية .. إلى جانب ما يمثله من شخصنة للموضوع وسوء ادب وعلو صوت .. بل و " ردح " ثم يتهم الطرف المقابل بما فيه هو من عيوب ..

أرجو أن تسمعوا الحلقة .. اضغط هنا

كان طبيعيا أن أرتاح نفسيا مع هذا البرنامج الذى أثلج فيه الدكتور حمامى صدرى بحديثه الموثق والمتدفق والواضح .. بحيث بدا تماما لكل مشاهد أن د. حسن شعبان قد فرغت جعبته تماما ولم يرد على شئ بل استمر فى الردح وتعلية الصوت .. وأتوقع أنه لو دار كل حوار بمثل هذا الأسلوب ، وكان صاحب الحث والمنطق على هذا القدر من الأدب والتمكن لتمت التصفية المعنوية للقيادات الخائنة ، ولسقطوا تماما من عيون الشعوب العربية .

انتهى البرنامج فى الساعة العاشرة ، ليكون لزاما على أن أرى برنامج العاشرة مساءا الذى تقدمة المذيعة المعروفة منى الشاذلى .. وبغض النظر عن رأيى فى ثقافة منى الشاذلى التى تؤهلها لإدارة قضايا فكرية عميقة .. فإننى أشهد بأنها تدير الحوار بشكل متكافئ .. إنسانة تمتلك قدرا مدهشا من الأدب .. مهذبة إلى أبعد حد .. جريئة فى مناقشة القضايا الساخنة ، وكم أتمنى لو جعلت منى الشاذلى برنامجها أسبوعيا أو حتى كل يومين وتستغل باقى الأيام فى رفع ثقافتها .. فلا شك فى أنها ستكون من ألمع المذيعات .

كانت والدتى قد طلبت بعد نصف ساعة من بداية العاشرة مساءا أن تشاهد برنامج منوعات اسمه ( فوق ما تتصور ) على قناة المحور تقدمة نهلة عبد العزيز .. ولم أملك لطلبها رفضا ، خصوصا وأنى مستولى على التليفزيون طوال النهار ..

بدأ البرنامج .. تذكرت حينها شخصية نهلة عبد العزيز ، وقد كان آخر عهدى بها رؤيتها على التليفزيون المصرى قبل أن ينعم الله علينا بالقنوات الفضائية .. حين كانت تقدم إحدى البرامج التافهة وكان اسمه : بورصة النجوم .. كان أكثر ما فيه من سخافة هو أنها تعتبر نفسها فى برنامج سياسى فتغرق المشاهد فى التفلسف والتحليل والتنظير لقضايا تافهة مثل انفعال الجمهور مع الأغنية .. أو علاقة الفنان بالفرقة الموسيقية ، أو علاقة الفنان بالمعجبين والمعجبات .. إلى غير ذلك من هذا التوافه .

لم أتعجب أنها تقدم برنامج منوعات على قناة فضائية .. فالصراحة أن خريجات التليفزيون المصرى لا يجدن إلا تقديم هذه النوعية من البرامج ، لكن الصاعقة التى نزلت بى هى أنها كانت تناقش فى هذه الحلقة موضوع مكاتب الزواج ..

لن أحكى لكم ما حدث فى الحلقة .. بل ولن أضع رابطها إن كان لها رابط .. لأن حالة الغيظ والغليان وفوران الدم التى كنت فيها لا أسمح بانتقالها إلى واحد من القراء .. يكفى أن تعرفوا أننى أمسكت بالتليفون لأتصل بها والله أعلم كيف كانت ستكون ألفاظى حينها ولم يمنعنى من استكمال الاتصال إلا الوالدة التى كادت تتوصل لى ألا أفعل .. وألغيت موعدا مهما لاستكمل الحلقة .. بل وهو الأهم ، أنى منذ شهر كامل لا يوجد فى تليفونى المحمول إلا خمسون قرشا استخدمها فى الرنات - وما أهمها بالنسبة للفقراء - وطوال هذا الشهر أحافظ على هذه الخمسين قرشا حيث أنى فى أزمة مالية طاحنة لاتسمح بشحن المحمول ... إلا أن كل صفوف المقاومة انهارت أمام المذيعة الفاشلة .. فأرسلت رسالة كنت مـاكدا انها لن تظهر لما تحمله من إساءة للمذيعة وللتليفزيون المصرى .. كان نصها : مذيعة فاشلة كسائر خريجات التليفزيون المصرى .

لقد كانت السيدة نهلة تدير البرنامج بمنطق فتوة الحارة .. يمكنها أن تهين الضيوف ، وتجرحهم ، وتسكتهم ، وتعرفهم مهمتهم ، وتحذرهم من الخروج عنها ، بل وتسفه من آرائهم ، وتسمح لمن يؤيد رأيها بالكلام المطول فى حين تقاطع الآخرين ، بل ويمكنها أن تقول : خلاص .ز خلاص .. الكلام اللى قاله د. وليد ولا كأننا سمعناه خالص .

كانت نموذجا يستحق التدريس فى مجال الفشل الفاضح .. وحسبنا الله ونعم الوكيل فى التليفزيون المصرى الذى أخرج مثل هذه الكوارث .

لم أخرج من هذا الغليان إلا بالعودة إلى العاشرة مساءا ، وإلى منى الشاذلى التى كان أدبها وتهذبها ورقتها فى هذه اللحظة له طعم آخر وتأثير آخر تماما .. فلقد رأينا النقيض .. وبضدها تتميز الأشياء .. ولا يعرف طعم السكر إلا من ذاق الملح .. ولا يعرف البياض من لم ير السواد .. ولا يعرف قدر النور من لم يتخبط فى الظلام .

حينها تراجعت عن موقفى من منى الشاذلى وقلت : لو لم يكن للمذيعة إلا أدبها وتهذبها وكفاءتها فى إدارة الحلقة .. فكفى .

كانت هذه هى الجولة التليفزيونية السريعة .. يبدو أنها تحولت إلى موضوع ساخن .. والله أعلم .



21/4/2006

الثلاثاء، أبريل 18، 2006

الدولة لا تستطيع حل مشكلة الأقباط .

سنكتب .. ثم سنكتب ، وبعدها سنكتب .. ثم سنستمر فى الكتابة .

وندخل فى مناقشات ، تتفرع إلى مناقشات أخرى ، وتستمر المناقشات المتفرعة فى التفرع إلى مناقشات تتفرع بدورها إلى مناقشات أخرى .. ألا يذكركم هذا بالغابات الاستوائية ؟؟

ولن يمكن فض هذا الاشتباك الغابى السمت والصفات إلا بالتحديد والتوضيح لا ممارسة التعتيم والتغييم .. وإذا جاز لى أن اقول ما لدى من إيضاحات من خلال الوسيلة التى أنعم الله بها علينا وهى الانترنت أقول :

1- الدولة لا تستطيع حل مشكلة الأقباط ، وهو عجز عن الاستطاعة وليس عدم رغبة فى الحل .. فإعلام الدولة الرسمى من خلال التليفزيون والصحافة اعتمد بشكل كامل على طوائف العلمانيين أو اللادينيين .. الذين سيظلون ابد الدهر يدورون فى الفراغ ولن يستمع لهم أحد من الناس .. لماذا ؟

لأن الحلول التى يطرحونها حلول لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، ولا يمكن أن تقبلها نفس بشرية سوية .. فحلولهم تدور ليس فى إطار حل المشكلة بل فى إطار إلغاء الأديان من الحياة ..

هل نتخيل أن إلغاء حصص الدين فى المدرسة ، وحذف الدين من بطاقات الهوية ، ومنع وصف الأقباط بالكفرة من جانب المسلمين وكذا العكس و أمثال هذه الخرافات ستقضى على المشكلة ؟؟

هل يتخيل أحد أننى إذا لم أتعلم الدين فى المدرسة فلن أتعلمه من خارج المدرسة .. وإذا حذفت من بطاقتى كلمة مسلم فلن أسير رافعا للمصحف فى الشارع ، وكذا الحجاب .. وكذلك الأقباط .. الذين سيرفعون ويظهرون الصليب - وهو يرفعونه رغم ثبوت ديانتهم فى البطاقة فكيف لو لم تقبت - وكذا دق الوشم على هيئة الصليب أو الرسومات القبطية على اليد والرقبة والصدر والظهر ؟؟؟

هل كانت المشكلة فى الاعتزاز بالدين ؟؟

ما أعرفه من إسلامى أننى مأمور بالمعاملة الحسنى مع الأقباط ومع كل أهل الكتاب بل مع كل من هو ليس بمسلم .. وفى ظل اعتقادى هذا أؤمن بأننى على الحق وأننى من سأدخل الجنة .. لا أظن أن بين الموقفين تعارضا .. من حقه على أن أعامله كأفضل ما يمكن لكن من الخبل أن يجبرنى على أن أعتقد بأنه سيدخل الجنة على خلاف ما أراه فى عقيدتى .. ولست مطالبا أن أؤمن بوجود مسلمين وأقباطا ويهودا فى الجنة كى نرضى بعض المخابيل من العلمانيين هنا .

ولا القبطى يرضى ذلك .. فله كامل الحق فى أن يعتقد بأنى سأدخل النار لأنى لا أؤمن بخلاص البشرية عن طريق الفداء ، وعن ثالوثية الإله .. وما شابه .

ولأن هذه الحلول كلها مخبولة ناتجة عن فكر علمانى لا دينى .. فلن تحظى أبدا بقبول الناس .. بل والواقع يثبت أنها لم تحظ فيما قبل بأى قبول يوم أن كانت الدولة تسيطر بشكل واحد على كل وسائل الإعلام .. فمابالنا والدولة الآن تفقد تدريجيا قبضتها على وسائل الإعلام بانتشار الفضائيات والانترنت ؟؟

لأن هذه الحلول مخبولة .. صادرة عن مخابيل رسميين .. فالدولة تعجز عن حل المشكلة .

2- حل المشكلة برأيى - وهذا سبب آخر لعجز الدولة عنه - يكون بإطلاق الحريات وخصوصا فيما يتعلق بالعلماء المسلمين .. فمن الخبل أن يتصور أحد أن المسلمين فى مصر يثقون فى طنطاوى مثلا .. ولو ظل طوال عمره يقبل البابا فلن يقنع مصريا واحدا باعتدال الإسلام فى مسألة الأقباط .

لابد أن يتولى توجيه المسلمين علماء يحظون بثقة الناس .. وهم لن يحظون بثقة الناس إلا إذا ثبت استقلالهم عن السلطان بل وقدرتهم على مخالفته ومعارضته .. حينها يمكن للعلماء إن قالوا أن يسمع لهم ، وتسرى فى الناس الأفكار الصحيحة الوسطية للإسلام الحنيف .. لكن هل الدولة تخاطر بمثل هذا ؟؟

مستحيل .. لذا سيظل الفكر الناشئ من الشباب القليل البضاعة من العلم هو الذى يوجه الشباب لأن هؤلاء هم من يحظون بالثقة فعلا .. خصوصا وأنهم يدخلون السجون والمعتقلات بشكل دورى تقريبا ، مما يكسبهم فوق الثقة مزيدا من التعاطف .. ويكسو آراءهم بالإخلاص والتصديق .

3- الأقباط ليس كما يشيع المجرمون منهم مضطهدون فى مصر .. كما نعرف من معنى الاضطهاد الذى نراه .. خصوصا ونحن معشر المسلمين أكثر من يعرف معانى الاضطهاد فى كل مكان .. حيث دمنا المسلم يراق يوميا ..

إنهم يأخذون فى مواطن أقل من حقهم كثيرا ، وفى مواطن أخرى يأخذون أكثر من حقهم كثيرا ..

ففى بعض الأماكن خصوصا فى الصعيد - وكاتب هذه السطور من قنا - انتشر اضطهادهم فى فترة الجماعات الإسلامية .. وهو ليس اضطهادا عديم الأسباب كما يظن كثيرون ، بل أخذ فيه الأقباط بجرائم البعض منهم.. وكانت جرائم صارخة حقا .. تعاملت معها العقلية الصعيدية المشبعة بعنفوان الجماعات الإسلامية بحدة وبغباء فدقع كثيرون ثمن ما لم يرتكبوه .. ولعل لهذا موضوعا آخر نفصل فيه .. لكنه لم يكن اضطهادا عرقيا من أجل أنهم أقباط فقط ..

كذلك تحرص بعض الشركات على ألا توظف أقباطا .. وهذا نوع من الظلم .. لكن هل ينكر أحد أن هذا نشأ كرد فعل على كثير من الشركات القبطية التى لا تعين إلا مسلمين .. وعددها يعدو القدرة على الإحصاء .. فهناك مصانع ليس فيها مسلم واحد .. وحتى البوتيكات الصغيرة .

فى غالب ظنى أن الصعيد بما يحمله من عقليات قبلية ، ثم اختلط بها روح التطرف فى زمن الجماعات الإسلامية .. مع وجود بعض جرائم من قلة من الأقباط سبب فى وجود حزازات بين المسلمين والأقباط ..

لكننى أشهد أن هذه الروح تنتشر فى أوساط الشباب حتى الثلاثينيات ، ولا تنتشر مطلقا بين من هم أكبر من ذلك ، وأنا شخصيا شاهد على علاقات من أروع ما يمكن بين أهلى وبين أقباط .. بل أعز صديق لوالدى قبطى .. أشهد بأننا لم نر منه ومن اسرته إلا كل خير ..

وأكاد اقول إن الكبار من المسلمين والأقباط تسودهم روح المحبة ، على عكس الجيل الصاعد الذى أنا أيضا شاهد على حوادث منه فهو جيلى الذى أعايشه .

4- أما الأشياء التى يأخذ فيها الأقباط أكثر من حقهم كثيرا فأبرز مثال قريب هو تسليم المسلمات مثل وفاء قسطنطين ومارى عبد الله وفتاتى الفيوم وغيرهن .. ووجود بعثات تنصيرية يراها كل متابع فى الجامعات .. وسمعت بنفسى وشاهدت بعينى نشاطا لهذه المجموعات فى الجامعة .. وحرية كنائسهم - التى تعتبر مجتمعات مغلقة وليست فقط دورا للعبادة - وابتعادها عن المجال الأمنى أو الاقتحام .. وابتعادهم كأقباط عن الاعتقال الأمنى .. والمكانة التى يعامل بها القساوسة .. وكل ماسبق لا يتمتع به المسلمون مطلقا مطلقا ..

فهل إلغاء مادة الدين وحذف الهوية من البطاقة ومصادرة الكتب - بالمناسبة توجد كتب قبطية تعتبر المسلمين محتلين - هو الحل الذى سيخلصنا من كل هذه المشكلة .

لا تجد الدولة أمامها فى إطار هذه الدوامة إلا أن تسكت الموضوع بشكل أمنى .. ليكون قطرة أخرى فى كوب الحسرات الذى شارف على الانسكاب .


18/4/2006

اعتقال صديق عمرى .. السندباد المصرى .

تم اعتقال صديق عمرى وجارى فى نفس الشارع وزميل الدراسة حتى ما قبل الجامعة حيث دخلت الهندسة ودخل الصيدلة ..

تم اعتقال الدكتور أيمن ربيع الطالب ببكالوريوس صيدلة أسيوط فى إطار الحملة الأمنية التى تمت على جامعة أسيوط بالأمس ، وتم الاعتقال تحت اشتباه كونه من طلاب الإخوان المسلمين ..تأكد الخبر بعد قراءة هذا الموضوع فى حارة زعتر .. والله أعلم الآن بحاله .

نسألكم الدعاء له .

اللهم كن معه يا رب العالمين ..


اللهم ثبته وأيده وأربط على قلبه ، وأنزل السكينة عليه .

اللهم خفف عنه ما هو فيه ..

اللهم رضه بقضائك ، وأثبه على بلائك ..

اللهم أخرجه من هذه المحنة اصلب عودا وأطيب نفسا وأقوى عزيمة وأنقى قلبا ..

اللهم كن معه يا أرحم الراحمين .. اللهم لا تكله إلى غيرك طرفة عين ولا أقل من ذلك ..

اللهم احفظه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك ..

اللهم اجعله فى كنفك .. وتحت سمعك وبصرك .. امدده بقوتك .. وباشره بعنايتك ..

اللهم إنك تعلم أنه ما صار إلى ما فيه إلا لأنه يحبك ويعمل على عودجة شريعتك .. فكن معه ..

اللهم إنك تعلم أنه لو كان فاسدا فاسقا ما نزل هذا المنزل .. اللهم فبعلمك خفف عنه ما هو فيه .. أسعده وطمئن قلبه وأسبغ عليه نعمك يا الله ..

اللهم إنه ليس له إلا أنت فكن معه .. احفظه من كل سوء .. احفظه من كل سوء .. احفظه من كل سوء ..

اللهم احفظه من كل يد تمتد إليه يا أكرم الأكرمين .. يا الله .. يارب العالمين ..


18/4/2006

الأحد، أبريل 16، 2006

ونعم الإخوان !!

منذ أسبوع نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية أن المسؤولين المصريين اعتذروا لمحمود الزهار عن لقائه بسبب الانشغال ، حين أبدى رغبته فى زيارة مصر وتحديد موعد مع المسؤولين و منهم طبعا الوزير المصرى أبو الغيط .

ثم جاء الرجل بالأمس إلى القاهرة ليواجه بالاعتذار الثانى عن لقائه بسبب الانشغال ، وضيق الوقت .. وجرت المقابلة بينه وبين عمرو موسى أمين الجامعة العربية .

من الترف أو من الخبل أن أسرح بخيالى محاولا استكشاف رد السلطات المصرية فى حال كان الطالب للزيارة مسؤولا - مهما صغر - فى أمريكا أو اسرائيل .. لكن الوقت يمتلأ حين يكون فلسطينيا .. بل أعتذر واسحب اللفظ .. إذ الأوقات تمتلئ حين يكون الوزير من حماس .. فلا أعلم فى حدود معلوماتى أن طلبا قد رفض لعرفات أو أبو مازن أو دحلان أو غيرهم .

والاستمرار فى البكاء على حالنا وأحوال حكامنا لا يزيد عن كونه مضيعة للوقت .. ولم يكن هو الذى لفت نظرى رغم بشاعة المفارقة وسخريتها .. إنما الذى أبهرنى هو الرد الذى واجه به الزهار الأسئلة الصحفية التى حاولت أن تستشرف موقفه من هذا الرفض الوقح .

كان الرجل فى غاية الهدوء وهو يقول إننى قدمت طلبا للسيد معالى وزير الخارجية المصرى ، ولأنه مشغول فقد تم "تأجيل" الموعد .. ولا أريد أن يدخل هذا فى دائرة التشكيك فالعلاقات بيننا وبين مصر علاقات جذرية حقيقية .... إلخ .

لو كان الزهار قد انتقد واعترض - ولو بشكل هادئ بل ولو حتى بشكل عنيف - ما استطاع أحد أن يلومه أبدا وهو الذى يجتاحه الظلم من ذوى القربى وممن يفترض أنهم عمقه العربى والإسلامى .. ولما كان كلامه يتعدى أبدا الحقيقة الواقعة .

لكنه - كما تعودنا من حماس - لم تفلت منه كلمة مهما صغرت فى حق الشقيق المصرى الكبير .. وهو ذات النهج الذى كانت عليه حماس فى السابق قبل أن تصبح حكومة بما يعنى أن الرجل كان يعبر عن أخلاقه لا عن دبلوماسية زائفة كتلك التى يستعملها السياسيون الآن .. كانت حماس تعانى الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والعراقيل من السلطة الفلسطينية ذاتها ، وترفض بحسم -ر غم قدرتها - أن توجه سلاحها لغير العدو المحتل .

يمكننا أن نراجع سويا هذا الموضوع .. قطرة من خيانات السلطة الفلسطينية

وهذا إن دل .. فإنما يدل على أن شعوبنا العربية والإسلامية قادرة أن تخرج من أرحامها سياسيون من ذلك الطراز النادر الذى يتحرك بكفاءة واقتدار فى أحلك المواقف وأصعب الظروف .

تحية لك ياحماس .. ونعم الإخوان العرب يا سلطاتنا المصرية .


16/4/2006

الأربعاء، أبريل 12، 2006

صلى الله عليه وسلم

لم أكن أنوى ولا نويت فيما سبق أن أكتب عن محمد صلى الله عليه وسلم .. ليس هناك سبب واضح إلا إيمانى بأن الكتابة عن شئ هى وصف للمعاناة فيه .. وإلا تحولت إلى تنظير يسبح فى التعبيرية المنطقية الباردة كأنما هو نظرية مثلا وليس وصفا لحقائق ومشاعر .. وما أحسبنى وصلت إلى الحد المناسب للإحساس بعظمة النبى صلى الله عليه وسلم .

قد يتخيل كثيرون أنى أتكلم كمقدمة بلاغية لكى تزيد من تأثير كلامى .. وهو ما أقسم بالله على أنه ليس صحيحا ، وإنما هى الحقيقة التى أعجز عن التعبير عنها كما يجب من خلال الألفاظ والكلمات والحروف .

ربما سيختصر المسافة نقلى لهذه الجملة التى كتبها العقاد فى بداية كتابته لكتاب عبقرية محمد حيث قال - فيما معناه طبعا - : هممت أن أكتب عن محمد منذ ثلاثين عاما حين تكلم رجل ممن يدعون الثقافة ويحسبون أن المثقف لابد وأن يسب الدين والأنبياء مدعيا التحرر من كل ما سوى عقله .. لكن الزمن والظروف أجلت كتابة هذا الكتاب ثلاثين عاما كاملة ، وبعد هذا الزمن أنظر إلى هذه الثلاثين عاما فأرى أنها كانت ضرورية للكتابة عن محمد صلى الله عليه وسلم ففوق ما تراكمت فيها المعارف والخبرات واستوى فيها نضوجد الذهن .. فإنها وضعتنى فى مواقف ومسؤوليات والتزامات كان لزاما على أن أعيشها حتى أدرك عبقرية محمد فى هذا السن وهذه المواقف .. وهو ما كان ابدا ليحدث لو أنى كتبت هذا الكتاب منذ ثلاثين عاما.

هذا تقريبا هو ما أريد قوله ، فإن شابا مثلى فى مقتبل العمر لم يحمل هم زوجة ولا أولاد ، بل ولم يدخل فعليا فى أمواج الحياة ليس له أن يشعر بعظمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يتعرض للمعاناة التى تعرفه طعم العظمة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم .

لكنه شئ يشبه النظر من بعيد .. الرنو إلى أعلى .. إلى ذلك النموذج الأنجح تاريخيا على الإطلاق ، وهو الرجل الذى تمثلت فيه صفات الكمال الإنسانى حتى كان يظن كل من حوله أنه أحب الناس إليه .. ففى حديث لسيدنا عمرو بن العاص سأله عن أحب الناس إليه متوقعا أن يكون هو .. فلم يكن هو لا الأول ولا الثانى ولا الثالث .. وظل عمرو - رضى الله عنه - يسأل حتى العشرين .. ولم يكن منهم ، فتوقف عن السؤال متوقعا أن يكون هو الواحد والعشرين .

الدخول فى الكتابة عن محمد صلى الله عليه وسلم تشبه الدخول فى البحر .. لاتستطيع وصفه لأنه يحيط بك من كل جانب .. فى أى جهة التفت وجدت شيئا يستحق الوصف والتأمل ، ما تكاد تنوى أن تصفه حتى يكون قد استرعاك شئ آخر جدير بالوصف والتأمل .. فتجاهد لكى تكتب عن الثانى دون أن تنسى الأول .. وعند هذه النقطة يسترعى نظرك شئ آخر يبدو أكثر جمالا وأجدر بالتأمل .. وما هى إلا لحظات حتى تكون قد غرقت فى الدوامة .. لتجد نفسك لم تكتب شيئا ولم تصف شيئا بل ظللت مشدوها مبهور ومذهولا .

وهنا تجتاحك أنواع أخرى من الحيرة .. فالكاتب بطبعه ، كما الرسام كما المصور كما الجندى الذى يشعر فى انطلاق رصاصته بأنه يفرغ هما من صدره ، فإذا شعر بأن رصاصته محبوسة لا تستطيع الانطلاق شعر بالاختناق .

هكذا الكاتب تماما .. إذا سيطر عليه معنى أو شعور ولم يجد من الألفاظ فى ذهنه ما يستطيع وصف هذا الشعور ظل مضطربا ومحتارا ، ويشعر بهذا الهم الذى جثم على صدره فيمنعه من التنفس ، فتكون النتيجة النهائية أنك لم تكتب شيئا ، واصابك اختناق المشاعر المنبهرة بعظمة محمد .. ألا ترون أن هذا ما حدث الآن .

لم أقل للقارئ شيئا تقريبا .. فلا هو استفاد ولا أنا تكلمت .

فى رمضان الماضى ، فتح أحمد بحيرى الشهير بهريدى موضوعا فى قهوة كتكوت طلب فيه من كل واحد أن يذكر الموقف الذى يؤثر فيه من سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان موضوعا رائعا .. كانت العظمة المنسالة من شخصية محمد صلى الله عليه وسلم تبدو وكأنها بلا نهاية .. كل زاوية للنظر تثمر موقفا يتسلل إلى النفس فيسحرها ويبهرها ..

صلى الله على محمد ، صلى الله عليه وسلم .

أبحث ألآن عن موقف يشفع لى عند قارئ هذا المقال حتى لا يخرج منه يلعننى على ضياع وقته .. نعم .. وجدته .

ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن الجارية وهى الفتاة التى دون سن الحيض ، كانت إذا لقيته تأخذه من يده وتمشى به حتى خارج المدينة ، ثم تسر له بحاجتها ، وهو - صلى الله عليه وسلم - مستسلم لها حتى تقضى حاجتها ، ثم تتركه وتمضى .

كيف بلغ هذا الرجل وهو القائد الأعلى للدولة هذا القدر من التواضع والبساطة والقرب من الناس حتى من الأطفال الصغار إلى الدرجة التى لا تهتم الفتاة بأن تذهب إليه وتأخذه من يده وتجرى به بعيدا وتحكى له ما أرادت .. كيف كان قريبا وبسيطا ومحبوبا إلى هذا الحد ؟

تعجب صحابى حين وجده جالسا يلاعب طفلا صغيرا اسمه عمير ويواسيه لأن الطفل كان له طائر يسمى النغير قد مات .. كيف التفت السياسى العظيم والمحارب الفذ وقائد الدولة وصاحب التسع زوجات والمربى لمن حوله .. كيف كان ذهنه منشغلا بطفل له طائر يسأله عنه كلما لقيه ، فلما مات جلس يواسيه ؟؟

كان إذا صافح لا ينزع يده إلا إذا نزع الآخر يده .. كان يضحك ويمزح .. كان محبوبا إلى حد أنه لاتسقط قطرة من وضوئه على الأرض .. فلها ألف منتظر ححتى شهد له أبو سفيان بأنه لم ير أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا .

صلى الله عليه وسلم .

كان متفردا صلى الله عليه وسلم .. كل هذا الحب وهذا العطف وهذه الرحمة .. كلها .. خرجت من قلب يتيم فقد اباه وفقد أمه وفقد جده ولم يتعد الثامنة من عمره .

هذه فى حد ذاتها عنصر عبقرى وجانب مذهل .. فالواقع ومن خلال تجاربى الشخصية يكون الشخص الذى نشأ يتيما أو فى ظروف أسرية مضطربة أقل اعتناءا بالعاطفة وأكثر واقعية وعملية .. لا اقول قسوة ، وإن قلتها لما عدت فى حق اليتيم عيبا أبدا .. لأنه منذ نشأته كان مفتقدا للأمان الذى يمثله حن الأب وللحنان الذى يمثله حضن الأم .

كان - صلى الله عليه وسلم - يتيما .. وكان فى ذات اللحظة رحمة للعالمين .. حتى حين رأى رجلا قد هابه واضطرب منه قال له فى رقة : هون عليك ، فإنما انا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة .

صلى الله على محمد ، صلى الله عليه وسلم ..

ما زلت لم أقل شيئا ، لكن لعل ما قلته يشفع لى لدى القارئ .

صلى الله على محمد ..
صلى الله عليه وسلم .


11/4/2006

إعلان عن مدونة لا أعرف عن صاحبها شيئا .

لم أتوصل إلى المدونة إلا من خلال التعليق الذى كتبه صاحبها أبو العلاء على موضوعى .. ايها الدعاة ، ارحموا عمرو خالد ..

ولا أخفيكم أعجبتنى كثيرا لغته ، وأوحت لى لهجة كلامه بأنه كاتب قدير .. فهرعت إلى مدونته التى وجدتها ناشئة ليس بها إلا بضع موضوعات قليلة .. التهمت الموضوعات مستمتعا بسلاسة لغته الرائعة .

ولهذا قررت أن أعلن عنها هنا ..

لكنى أتوقع أن يأتى أبو العلاء ساخرا إلى هنا ليقول لى صادقا ، بل أنت نفسك من تحتاج إلى إعلان .. محاولا تجريد إعلانى من فائدته وأثره فى مجتمع المدونين وفضاء الانترنت .. ربما كان يفعل هذا لرغبته فى التخلص من مستحقات الإعلان المادية التى يلزم أن يدفعها لى .. لكنه للأسف ألقمنى حجة بارعة ومنطقا صادقا .. إذ أنى من أحتاج إلى إعلان .

ساعتها طبعا .. سأسكت .

أخى أبو العلاء .. بداية رائعة .

لــــزوم مــــا لا يـلْـــزم .

وفقك الله



12/4/2006 .

شكر خاص للدستور وللأستاذ محمد هشام .

لثانى أسبوع على التوالى أفاجأ بأنه قد نشر فى أقوى جريدة مصرية على الإطلاق ( الدستور ) ، ولقد وضع هذا فى قلبى مساحة من الأمل الذى كان قد قارب الانقطاع بعد أن قررت جريدة المصرى اليوم فيما يبدو ألا تنشر لى شيئا بعد مقال محل هيكل من الإعراب .. والذى يبدو أنه كان القنبلة التى فجرت العلاقة مع المصرى اليوم بعد أن نشروا لى مقالات لم اكن أتخيل أن جريدة يمكن أن تنشرهم وهم .. اعتراف مؤلم - اللهم اشف شارون .. وإن حذفت منهما ما يتجاوز سقفها الرقابى ، وهذا بالطبع حقها ولا خلاف عليه خصوصا إذا كنا فى هذه الأجواء التى تستطيع تلفيق أقذر تهمة لأى صحفى فى أى لحظة .

تجددت مساحة الأمل مع جريدة الدستور وعودة صفحة بريد القراء إليها مرة أخرى بإشراف الأستاذ محمد هشام عبيه الذى أشكره جزيل الشكر على نشر تشغيلة الدماغ فى العدد قبل الأخير ، ثم نشر مقال متى نرى هذا فى مصر ، وقد اختصره ليناسب المساحة .. فله الشكر على النشر ، ثم الشكر على الاختصار .

وما زلنا عند أبواب الصحف طارقين .. فهل من مجيب ؟


12/4/2006

الأحد، أبريل 09، 2006

أيها الدعاة .. ارحموا عمرو خالد .

لظلم الأهل طعم مختلف .. مرير ، ليس ظلما قاسيا كظلم القساة والطغاة والظالمين ..

إنه ظلم يهدمك من الداخل ، يهدر صلابة كيانك ، يشعرك بالشرخ الضخم الذى انكسر فى أعماق نفسك .. فصارت تشعر بفراغ بشع .. هدم ترك مكانه فجوة كبيرة موحشة .

لا .. ليست قسوة ظالم متجبر ، إنه افتقاد للأمان .. أن تأتيك الطعنات من مأمنك .. من داخلك .. من أعماقك .

ما أقساه من شعور .. وصفه الشاعر بقوله :

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة **** على النفس من وقع الحسام المهند

كان الله فى عون الداعية المبدع المتألق عمرو خالد .. احتمل فى أزمة الدنمارك ضربات تأتى من الأعماق .. من أعمق الأعماق .

وعتبى فى هذا على الشيخ القرضاوى ، أستاذنا جميعا ، الذى لم يكن أحد ليتجرأ على عمرو خالد بهذه القسوة إلا بعد كلماته التى قالها على الهواء ، وهو خير من يدرك أن هذا الخلاف ما كان ينبغى له أن يقال ويظهر للناس .. وإن ظهر فليس بهذا الهجوم أبدا .

ثم توالى هجوم الدعاة والإسلاميين .. ولو كان غيرهم لما حزنا والله ولا أعرنا كلام المتكلمين أدنى اهتمام .. وما كانت الكلمات حارقة فى ذاتها .. بل لأن الذى قالها بدا وكأنه يهاجم ما لايدرى وما لا يعرف .

حتى أولئك الدعاة الذين عرفوا للناس بحسن أسلوبهم وهدوئهم ، وأبرزوا للناس معنى أن تدعو إلى الله بالحسنى .. والبسمة لا تفارق وجهك مثل خالد الجندى وخالد عبد الله وغيرهما ... كلهم ظهرت أنيابهم .. وظهرت أنيابهم لمن ؟؟ لواحد منهم وهو عمرو خالد ..

لقد فسرها البعض بالغيرة والحقد .. لكنى أصمت عن هذا ، ولو أن كلامهما لا يدعان احتمالا غير هذا .

وفى حواره مع جريدة الغد الأسبوع الماضى تكلم الشيخ صفوت حجازى ، وهو المفترض أنه من أساتذة عمرو خالد .. تكلم بعبارات فى غاية الحدة والقسوة .. بل والله فى غاية الظلم ، وحمل على عمرو خالد بضراوة ، وكل هذا لأن عمرو خالد لم ينتصح ولم يسمع لكلام الشيخ القرضاوى فخرق بهذا إجماع الأمة وأضعف الجهود .

ولا أدرى لماذا الإصرار على هذه الكذبة :

فالقرضاوى نصح عمرو خالد ألا يذهب بعد ثلاثة ايام من بدء المظاهرات وقال إن هذا وقت الغضب .. ولم يذهب عمرو خالد إلا بعد ثلاثة أسابيع .. كان الغضب فيها قد خفت فعلا .

ثم إن القرضاوى - مع كامل إجلالنا له - ليس ممثلا للإسلام ولا هو بالذى لاتجوز مخالفته .

ثم إن عمرو خالد لم يكن وحيدا بل أيده فى هذا 40 عالما تحولوا إلى 170 آخرين أبرزهم مفتى مصر وسعيد رمضان البوطى ومفتى سوريا .. أى أنه لم يكن هناك إجماع ولا يحزنون كى يخرقه عمرو خالد

فلماذا إذن يتكلم الجميع الآن وكأن عمرو خالد ( وحده ) ارتكب الخطيئة التى لا تغتفر ؟؟

ومن أعجب ما فى الحوار أن الشيخ صفوت حجازى قبل أن يسأل فى موضوع عمرو خالد كان يندد باختلاف علماء الأزهر وتضارب فتاويهم على الهواء ، ويندد بهذا فى شدة .. فلما سئل عن عمرو خالد نسى ما كان يدعو له من قبل وانطلق فى هجوم غريب وحاد .

ثم كانت الكارثة فى حوار فهمى هويدى بالأمس مع جريدة المصرى اليوم ..

وفهمى هويدى الكاتب الدقيق الممحص واسع الإطلاع ودقيق النظرة .. لم أصدق حين قرأت مقاله المعنون بـ : يا عمرو خالد .. عد إلى أهلك وناسك .. وكان هذا المقال فى وقت الأزمة ، لم أصدق أن الكاتب هو فهمى هويدى لأنه بدا كما لو كان لا يعرف عمرو خالد ولا يعرف أى فكرة عن مشروع صناع الحياة .. فقد اتهم عمرو خالد بأنه ترك مجال الدعوة ليتكلم فى أمور فنية خاصة بالنهضة دون أن يستعين بالمتخصصين فى هذه المجالات .. وهذا يعاكس على طول الخط ما فعله عمرو خالد الذى لم يتحدث فى أى موضوع فنى إلا بأرقام وإحصائيات .. أو من خلال المتخصصين أنفسهم بل ترك حلقات ليحل محله المتخصصون فى هذا المجال .

فكيف يقول فهمى هويدى أنه تدخل فى فنيات ولم يستعن بأهل الاختصاص ؟؟ .. لقد كان هذا أسوأ مقالات فهمى هويدى على الإطلاق بنظرى .

وفى حواره مع المصرى اليوم أمس .. بدا أيضا كأنه لا يعرف شيئا عما تحدث عنه ، فلقد رأى أن عمرو خالد أضعف الجهود ( دون أن يذكر لنا لا هو ولا غيره ما هى الجهود التى أضعفها عمرو خالد ) وأنه تصدى لدور غير دوره كداعية .. ولم نعرف ما هو الدور الذى تصدى له عمرو خالد ... وكلام على شاكلة هذا الكلام المرسل .

المصيبة أنه انتقد عمرو خالد لذهابه رغم أنه ليس منظمة ولا حزب ولا هيئة ولا جمعية وهو بالتالى لا يمثل أحدا فبأى صفة ذهب ؟.. ورغم أن هويدى يعرف قبل الجميع كيف تحصل الهيئات والجمعيات والأحزاب على شرعيتها فى بلادنا .. ويعرف أن عمرو خالد يكاد يكون الشرعية الشعبية الكبرى فى مصر والعالم الإسلامى .. ولم يستطع لا داعية ولا كاتب أن يحصل على مثل جماهيرية عمرو خالد .. التى تجعله وحيدا مهيئا وممثلا عن هذا التيار الذى يتجمع حوله .

أى أن عمرو خالد هو الممثل الشرعى لتيار شعبى موجود وملتف حوله ، وهو ما يفتقده أقرانه جميعا على مستوى الأفراد .

وقال هويدى ماذا فعل عمرو خالد بالجلوس فى غرفة مغلقة مع مجموعة من المثقفين ثم عاد إلى بيته .. أكاد أجن وأنا أقرأ هذا الكلام ، فيبدو أن هويدى فعلا لا يعرف شيئا عن المؤتمر الذى أقامه عمرو خالد والذى حظى بتغطية إعلامية من 300 وكالة أنباء وقناة فضائية .. ظهوره على التليفزيون الرسمى فى نشرة الأخبار الرئيسية متحدثا ، لقاءات صحفية على مستوى عال جدا من التغطية حتى إن صورة لعمرو خالد كانت على مساحة ثلثى الصفحة الأولى فى إحدى الصحف .. لقاءات إذاعية وتليفزيونية له ولطارق سويدان والحبيب الجفرى .

هل يمكن أن يكون فهمى هويدى عرف هذا وقال عنه غرف مغلقة ؟؟؟

أشك كثيرا فى عقلية وفصاحة الكاتب الكبير .


كلهم يقولون ماذا فعل عمرو خالد .. دون أن يخبرنا أحدهم وماذا فعل هو ؟

اعتبر هويدى أن دوره يتوقف عند دق الأجراس .. ولا مقارنة بين جرس يصدح فى صحيفة عربية وبين أجراس 300 وسيلة إعلامية فى آذان الغربيين .

ومن قبله صفوت حجازى الذى ذكر أنهم ترجموا كتاب عبقرية محمد باللغة الدنماركية .. ولا مقارنةة أيضا بين كتاب على الرصيف أو فى المكتبة قد لا يلفت النظر وبين ظهور فى الصحف ووسائل الإعلام .

أيها الدعاة .. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .

أيها الدعاة .. ارحموا عمرو خالد .

لا يمكن أن أختم قبل أن أتوقف وكلى إجلال وتقدير واحترام بل ودهشة من هذا الأدب الرهيب واللسان العف والصبر المذهل الذى يسيطر به عمرو خالد على نفسه .. كان الله فى عونك يا أستاذنا الغالى .



9/4/2006

تزكية أ. مصطفى صبح

أعرفك بأني متابع لكل ماتكتب ، وأن آرائك تتخلل حديثي دائما مع أصدقائي ، وارسل مقالاتك لأصدقائي في مصر ، ولك مجلد خاص بمقالاتك على جهازي باسم المؤرخ سواء من قهوة كتكوت أو حارة زعتر وأخيرا مدونتك الرائعة والتي أرجو أن يكون لها أرشيف، وحتي عند تكرار المقالات بين المواقع أحفظها أيضا لاختلاف التعليقات وبالتالي ردودك عليها ـ بأمارة ظهور أعراض النقد السينيمائي عليك أخيرا ـ عفوا نسيت أعرفك بنفسي أنا ..... ويسعدني صداقتك جدا .

أتنبأ لك بأن تكون إسما لامعا والأهم إسما شريفا في عالم الصحافة بإذن الله .


أ. مصطفى صبح
من منتدى قهوة كتكوت

الجمعة، أبريل 07، 2006

هذا اللغز الغامض .. والمرعب .

مازالت جريدة الأسبوع تنشر كل أسبوع ما يزيد الأمر خطورة ورعبا .. وهذا حتى عددها الأخير بتاريخ 3/4/2006
فى موضوع هل كانت العبارة ضحية لعملية مخابرات نقلت تقارير جريدة الأسبوع عبر ست أسابيع متتالية عن قصص المفقودين فى كارثة العبارة .. وهم يمثلون لغزا حقيقيا غامضا ومرعبا .. فهناك شواهد لاتقبل الشك وروايات من مصادر متعددة يستحيل تواطؤهم على الكذب ..

هناك وقائع تثبت وجود افراد تم إنقاذهم خصوصا من طاقم العبارة لكنهم موجودون فى مكان مجهول ، وتحاول الدولة تثبيت أنهم ماتوا ، بعد أن أثبتت الحكايات أن سلطة نافذة هى التى أخفتهم بما تملك من قدرات وإمكانيات لايمكن أن تتاح لجهة غير نافذة أو سيادية .

الموضوع لغز حقيقى فعلا .. وما يزيد من خطورته وغموضه القرار الذى صدر باعتبار المفقودين من الأموات ، رغم أن شواهد كثيرة ترجح وجودهم على قيد الحياة سواء من خلال شريط قناة الجزيرة أو من خلال الرئية المباشرة فى بعض الحالات التى اختفت .. بل واتصالات جاءت إلى اسر الضحايا تطمئنهم إلى نجاة أقاربهم لكنها تحذرهم من الكلام للصحافة أو وسائل الإعلام .. أو تغيير بعض شهود العيان أقوالهم وتهربهم من مواجهة أهالى المفقودين .

هناك أدلة لا تقبل الشك حول وجود أحياء من طاقم العبارة نجوا وتم احتجازهم وإخفاؤهم فعلا ..

صدور قرار باعتبارهم موتى لا يرجح إلا احتمالا مرعبا وهو أن يكون تم قتلهم بالفعل كما توقع السندباد المصرى فى رده على موضوع هل العبارة ضحية عملية مخابرات فى منتدى حارة زعتر .

ترى مالذى تخفيه الأجهزة بشأن هؤلاء المحتجزين ؟؟

ومن يا ترى يستطيع السير لكشف غموض هذا الموضوع من الصحفيين أو نواب مجلس الشعب ؟؟

لقد أرسلت الموضوع الماضى إلى كل من أعرف من صحفيين وصحف ولم يرد على أحد مطلقا .. ترى لماذا ؟؟
6/4/2006

تحليل علمى رهيب لشخصية جمال مبارك .

لعلها المرة الأولى التى أمارس فيها الدعاية لمقال على المدونة .. لكنه مقال مبهر فعلا ، كتبه د. محمد المهدى استشارى الطب النفسى فى جريدة الدستور العدد الأخير ، محللا فيه شخصية جمال مبارك من خلال حواره التليفزيونى مع لميس الحديدى ، من خلال اللغة الموازية لتعبيرات الوجه واليدين ..

إياكم أن يفوتكم .


6/4/2006

الخميس، أبريل 06، 2006

لمن أراد أن يبكى .. ولمن أراد أن يتحرك أيضا .

يا مسلمين

يا كل انسان ينبض قلبة بالرحمة

تأمل واقرأ هذة الرسالة بقلبك

وارسلها لكل من تعرف ولا تهملها

فقد تكون سبب فى خير وانت لا تدرى

صور حديثة من دولة النيجر الفقيرة

http://up5.w6w.net/upload/05-04-2006/w6w_200604051510398c2f9490.jpg

http://up5.w6w.net/upload/05-04-2006/w6w_200604050511535a5e680a.jpg

http://up5.w6w.net/upload/05-04-2006/w6w_2006040505130721b1a812.jpg

http://up5.w6w.net/upload/05-04-2006/w6w_200604050514267a610d79.jpg



صرخة مدوية لم تصل الآذان إلا متأخرًا، ونداء استغاثة بلغنا بعد فوات الأوان؛ فإعلامنا وصحافتنا الخليجية كانت مشغولة بزواج المطرب (س) وخطوبة المغنية (ص)! وأخبار مدرسة الإنحراف! ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم... إنها صرخة واستغاثة الرئيس النيجيري المسلم (حما أحمدو) الذي ناشد المجتمع الدولي إنقاذ بلده من مجاعةٍ كبيرةٍ وشيكة الحدوث.. تهدد اثنا عشر مليون شخص يقطنون تلك الديار المسلمة

هاهي المجاعة أصبحت واقعًا نشهده الآن في بلد 98% من سكانه مسلمون، وضربت المجاعة فيه فعليًا3.000.000 شخص منهم 800.00 طفل بريء! والعشرات يموتون يوميًا وهم يتساءلون: أين إخواننا في الدين؟ ولماذا لا يغيثوننا من الهلاك؟! وكيف تمتلىء موائدهم بالطعام، وبطوننا فارغةٌ حتى من كسرةٍ خبزٍ ناشفة!

لقد أصبحت أوراق الشجر ومخزون قرى النمل هي الزاد الذي لا يسد جوع أحدهم، والسبب موجة حادة من الجفاف أضعفت الإنتاج الزراعي، ثم أتت أسراب الجراد على ما قد تبقى من محاصيل! وزاد الطين بلة

بعد هذا كله فلنتأمل أخي وأختي حالنا نحن: منذ أول قرصة جوعٍ في البطن، تمتد أيدينا لسماعة الهاتف كي نطلب وجبةً من مطعم، أو تتجه أرجلنا نحو المطبخ فتجد في الأدراج والثلاجة كل ما لذ وطاب!

وأخيرًا فـ "بالشكر تدوم النعم" و"صنائع المعروف تقي مصارع السوء" وفوق هذا كله.. إن لم نكن نحن لهم، فمن لهم؟ تبرعك بريالات معدودة ينقذ نفسًا من الموت، وأختًا مسلمةً من شر الزنا، ويعيد لإسرةٍ مؤمنة تماسكها.


أحبتي في الله.. أحيوا نفوساً أهلك الجوع منها من أهلك، وكاد أن يهلك البقية الباقية, استروا أعراضاً ذهب روع الموت المحقق بشرفها، لتنال حياة ذل ومهانة وخزي ملازم لها ما بقيت

ارحموا دموع شيوخ ركع .. واطفال رضع لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً.. ينتظرون الموت بين عشية وضحاها، ويرون الموت المحقق في أعين الأبناء والأحفاد

أخي أنت لست أفضل منهم، ولكنه اختبار من الله لنا ولهم, { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرِّعُونَ }الأعراف


كيف أتبرع لوجه الله عز وجل ؟

يمكنكم التبرع عن طريق

حساب لجنة مسلمي أفريقيا في بيت التمويل الكويتي الفرع الرئيسي بالكويت


رقم الحساب بالدينار الكويتي

( 011010054686 )

رقم الحساب بالريال السعودي

( 011010230093 )

رقم الحساب بالدولار الأمريكي

( 011010202707 )

رقم الحساب باليورو

( 011010527037 )


وللتبرع من داخل مصر

عن طريق حوالة بنكية لحساب جمعية العون المباشر في الكويت

بالمعلومات التالية
بيت التمويل الكويتي - الفرع الرئيسي
رقم الحساب

(54686)

وللاتصال او الاستفسار

الكويت - المركز الرئيسي 009652528355

ولزيارة الموقع الخاص والتعرف أكثر

http://www.islamway.com/Basateen/niger/pages/donate.php



تنبيه

هذه الرسالة يجب ان تصل لشريحة كبيرة جدا من العرب المسلمين ونهيب بكل أعضاء المجموعة التبرع لمجاعة النيجر وتذكر قول الرسول المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا . . فنتمنى التفاعل مع هذه الكارثة بكل ما بوسعكم

مهلا عزيزي القارئ

أطلق العنان لهذه الرسالة اذا كنت لا تريد التبرع أرسلها لكل من تعرف وانشرها في كل منتدى ربما يأتي من بعدك من يتبرع وتشتركان في الأجر والثواب من الله وفقني الله وإياكم لما نحب ونرضى وجمعني بكم في جنة الخلد


الرجاء التأكد من الارقام الخاصة بالحسابات الموجوده فى الموضوع يا احبتى لانى لست مسئولا عنها
لانى نقلت الموضوع
الرجاء احبتى التأكد ومن استطاع التبرع يتبرع ومن لم يستطع عليه نشر الموضوع
وجزاكم الله خيرا
وتذكروا لا تتركوهم لقمة س
ائغة للتنصير
( مضع منقول من موقع هريدى )

ونعم الديمقراطية .. نعمان جمعة نموذجا

أتذكر أن اول رسالة ( إس إم إس ) أرسلها فى حياتى لقناة فضايئة كانت لبرنامج على قناة المحور يستضيف فيه نعمان جمعة فى فترة الانتخابات الرئاسية ، ولم أكن أعلم - لانعدام سابق تجربة - أن الرسائل تخضع للمراقبة والحذف .. كان نصها : " لن نؤيد ديكتاتورا فى حزبه ليصبح ديكتاتورا آخر يحكمنا " .. ولم تخرج الرسالة إلى النور ، فى حين خرجت رسالات أخرى بعثتها كانت مؤيدة لأيمن نور .

وكان معروفا للجميع أن نعمان جمعة لم يدخل الانتخابات إلا ليكون محللا لها ولشكلها التنافسى مع أقرانه المجاهيل أمثال الشيخ صباحى وشلتوت وغيرهم ( باستثناء أيمن نور طبعا ) .. خصوصا وأن جمعة كان قد توافق مع جبهة المعارضة على مقاطعة الانتخابات للتعديل الفضيحة للمادة 76 .. لكنه خرج فجأة ليقول إن أفراد الحزب فى المحافظات والأقاليم صوتوا باتجاه خوضه الانتخابات ( ونعم الديمقراطية !! ) .

وكعادة القانون الإلهى الثابت فى الحياة والذى وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه ) ، فما إن انتهت انتخابات الرئاسة حتى نزلت المصائب بالسيد نعمان جمعة ، ورأينا أفراد حزبه الذين ادعى أنهم ضغطوا عليه لخوض الانتخابات ليصبح رئيسا للجمهورية .. رأيناهم لا يتحملونه رئيسا للحزب نفسه .. وبدل أن نرى الديمقراطية التى خرق من أجلها جبهة المعارضة وأخلف وعده مع الأحزاب الأخرى ، بدل أن نراها متمثلة فى نزوله على رغبة الأعضاء وترك منصب الرئاسة .. تشبث الرجل بمقعده فى مسلسل درامى كوميدى كان من حلقاته البيات فى غرفة بمقر الحزب إلى جوار غرفة أخرى للجبهة المعارضة له .
وما بين تدخل حكومى - لا أحسبه صادقا ولا مخلصا - لتثبيته فى منصب رئيس الحزب من خلال قرارات السيد النائب العام ، وبين تيار هادر يرفض وجوده .. كانت النهاية التى تثبت ديمقراطية الرجل ونزوله على رغبة أعضاء الحزب .

اقتحم السيد جمعة ومعه أنصاره من البلطجية مقر الحزب ، وأطلقوا الرصاص ، واصابوا 15 من أعضاء الحزب وصحفييى الجريدة ، ثم أشعلوا النار فى مقر الحزب .. وتم هذا فى ظل حياد أمنى ( من ذلك النوع الذى جرى فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية - نوفمبر 2005 ) وهو الحياد الذى يتيح للبلطجية حرية الفعل الكاملة .. ولعلها كانت وسيلة حكومية أخرى فاشلة لتثبيت السيد جمعة فى منصبه .

ماذا كان سيحدث إذا لو نجح السيد جمعة فى انتخابات رئاسة الجمهورية ، وصار رئيس جمهورية مصر العربية ؟؟ كيف كان سيحل مشاكله مع كل الأطراف سواء المعارضة الداخلية أو التناقضات السياسية الخارجية ؟؟

ما يزيد المشهد سخافة أن الرجل الذى لجأ إلى البلطجية هو أستاذ فى القانون ، وكان عميدا لكلية الحقوق جامعة القاهرة ، أعرق الجامعات العربية والإفريقية .. ورئيس لحزب سياسى هو أعرق حزب سياسى .. لكن يبدو أنه لا الحزب الليبرالى العريق ، ولا دراسته وعمادته للكلية القانونية العريقة استطاعا تغيير نمط تفكير جمعة الذى بدا كرجل داخلية صرف لايحسن إلا التعامل بالبتر .. لكن لعله يدرك الآن أنها سياسة فاشلة .

نسأل الله أن يدرك غيره مثلما أدرك قبل أن تشتعل مصر .. لا حزب الوفد .



4/4/2006

الأربعاء، أبريل 05، 2006

ميونيخ


كما هو معروف وعلى حسب معلوماتى المتواضعة فى النقد السينمائى هناك مدرسة ترى أن النقد يجب أن يتم فى معزل كامل عن أى تأثيرات .. بحيث يذهب الناقد بعد مشاهدة الفيلم مباشرة ليكتب النقد دون الأخذ فى الاعتبار أى ظروف مر بها الفيلم فى مراحله المختلفة .. وهناك بالطبع مدرسة على عكس هذا الخط تراعى فى النقد الظروف الموضوعية للفيلم والتى تمت فيما وراء الكواليس .

ربما تصلح هذه القاعدة للانطلاق لتفسير شغف أغلب من كتبوا فى الصحف بفيلم ميونيخ للمخرج الأشهر ستيفين سبيلبيرج ، وهو مخرج شهير جدا ويهودى ومعروف بانحيازه الدائم نحو اليهود والمصالح الإسرائيلية .. فحينما يؤدى هذا المخرج فيلما تكون رسالته النهائية أن القتل لا يمكن أن يولد السلام .. بل هو يولد دائما القتل الذى يولد قتلا جديدا فى حلقة جهنمية مفرغة لا تنتهى ، فلعله من الطبيعى يقابل هذا العمل بالحفاوة العربية لما يعبر عنه من تحولات لدى سبيلبيرج .

ولولا هذه الخلفية المسبقة عن شخصية المخرج وميوله وتحولاته فأتوقع أن الفيلم كان سيقابل بعاصفة النقد والرفض لأنه فى الحقيقة لم يكن حتى محايدا أبدا .

يقول المفكر المعروف الدكتور عبد الوهاب المسيرى أنه ليس من الحيادية ولا من الموضوعية أن تقف فى الوسط بين القاتل والمقتول أو بين الجلاد والضحية .. فهذه ليست حيادية ولا موضوعية .. وإنما يجب أن يكون الحياد هو الوقوف فى صف المقتول وفى صف الضحية .

ولربما كان هذا هو المبدأ الذى نستطيع من خلاله مناقشة الفيلم الذى بدا حياديا واقفا فى المنتصف بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. لكنه لم يكن هكذا على أى حال .

يحكى الفيلم القصة المعروفة والتى تم فيها خطف فريق الكرة الإسرائيلى المشارك فى دورة الألعاب الأوليمبية فى ميونيخ فى عام 1972 على يد مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين من تنظيم ( أيلول الأسود ) ، وهى العملية التى تدخل فيها الجيش الألمانى غادرا فأدت إلى مقتل الفريق الإسرائيلى والفدائيين الفلسطينيين ، فيما نجا واحد من الفريق الإسرائيلى وثلاثة من الفدائيين الفلسطينيين تم سجنهم فى ألمانيا .

قررت اسرائيل تصفية 9 أفراد اعتبرتهم المخططين لعملية ميونيخ عن طريق فريق خاص من الموساد ينجح عبر الفيلم فى قتل 6 أشخاص من هؤلاء التسعة .

بطل الفيلم الذى تتحرك معه الأحداث لتنقل مشاعره وأفكاره هو قائد فريق الاغتيالات الإسرائيلى الذى يستجيب لنداء الوطن ويترك زوجته الحبلى فى الشهر السابع ليمضى فى المهمة التى لا يعرفها أحد ولا يعرف متى سينهيها .. ومن خلال هذا البطل الذى تعود المشاهد على التوحد معه خلال الفيلم والتعاطف مع قناعاته وأفكاره يكون أول طريق الانحياز نحو اسرائيل .

قدم الفيلم شخصية ضابط الموساد الإنسان الذى يمكنه أن يجهض العملية كاملة إذا كانت ستصيب مدنيين (!!!) لكنها إن أصابت مدنيين لن يكون الندم كبيرا بل سينتقل فى لحظة للتفكير فى عملية الاغتيال القادمة .. كما قدمت شخصية الضابط اليهودى العنصرى الذى قال بصراحة : لا يهمنى إلا الدم اليهودى ، وكان يقابلها الشخصية التى تستنكر كل هذا القتل لكنها أيضا لا تتوقف كثيرا أمامه إذا ما حدث فعلا .

إنه فيلم خانق للمشاهد العربى حيث يرى البطل شخصية يهودية من ضباط الموساد ينفذ عبر الفيلم سلسلة اغتيالات لفدائيين فلسطينيين فى روما وأثينا ولبنان ونيويورك وباريس وغيرها .. عبر المتفجرات أو الرصاص ، وسيبقى هو البطل الذى سينجو فى النهاية ، بل وسينجح فى النهاية فى تصفية هؤلاء الفدائيين .
تكمن رسالة الفيلم فى خمسة مشاهد فقط تقريبا :

1- مقابلة بين فريق الموساد وفريق من الفدائيين العرب فى أثينا دون أن يعرف الفريق العربى حقيقة الفريق الإسرائيلى فيتحدث البطل ( آفنر ) مع قائد الفريق العربى ( على ) الذى يحكى له معنى أن تكون لاجئا مشردا ليس لك وطن تعود إليه وهو الإحساس الذى لايدركه أحد فى هذا العالم ، ولماذا نطرد نحن - الفلسطينيين - ونحن لم نسئ إلى اليهود كما فعل الألمان مثلا .. يحاول ( آفنر ) نزع الفكرة من رأسه لأن الواقع صار مختلفا والأوضاع لن تسمح لكم باسترجاع أرضكم لا اليوم ولا غدا ولا بعد عشر سنين .. لكن ( على ) يبدو واثقا من تحقق الحلم إن لم يكن اليوم ولا غدا ففى الجيل القادم أو الذى بعده أو الذى بعده .. وأنه قد يكتفى بأن يحاول الجيل الحالى إسماع العالم صوت الفلسطينيين عبر العمليات الفدائية .
2- اعتراض أحد أعضاء الفريق الإسرائيلى عن الإسراف فى القتل الذى تمت به العمليات ، وعن قتل المدنيين بكثرة ، وهو الاعتراض الذى لم يلق إلا الهجوم من عضوين آخرين بالفريق أحدهما لا يهمه إلا الدم اليهودى والآخر يرى أنه شر لا بد منه .. ثم يتدخل القائد ( آفنر ) لينهى الحوار بالتفكير فى الهدف القادم .
3- اعتراض خبير المتفجرات الإسرائيلى فى الفريق - لدى توجههم لعملية انتقامية فرعية - على هذا الإكثار من القتل والدماء ، وأنه يشعر بفقدانه لشرفه حين يقتل كل هؤلاء ، على خلاف ما تقوله التوراة .
4- الرعب الذى يجتاح ( آفنر ) بعد انتهائه من المهمة وحينها يكون قد أنجب بنتا ، لكنه يكون قد صار هدفا للعديد من الأجهزة جراء عملياته ، فإذا سمع همسة فى غرفته ظل يقلب فى التليفون والتلفاز وتحت السرير وسائر الأماكن التى من الممكن أن تكون قد زرعت فيها قنبلة .. وحين يسير فى الشارع يبدأ الهوس فى الإيحاء له بأنه مراقب ومتابع فى كل لحظة ، وهو ما أدى به إلى حافة الجنون خصوصا بالنسبة إلى أسرته وطفلته الوليدة ، ويهدد فى حالة استهدافه أن يكشف كل شئ .. فقد صار لا يأمن حتى استهدافه من جهة الموساد .
5- رفض ( آفنر ) العودة إلى اسرائيل والعودة إلى مهام فى الموساد وقناعته بأن كل من تم اغتيالهم ظهر لهم بدائل أكثر قسوة وعنفا ومحملين برغبة عارمة فى الانتقام .. كان ذلك فى حوار مع مسئوله ضابط الموساد الذى سافر نيويورك خصيصا لمقابلته وإثنائه عن التوقف .

كانت رسالة الفيلم المجردة أن الدم يولد الدم .. وهى رسالة قد يمكن أن نتقبلها لو كان النزاع نزاعا يخلو من المبادئ .. لو كان نزاعا على بئر بترول متنازع عليه .. لو كان صراعا قبليا طائفيا لمجرد النزعة الطائفية .. لكنه صراع لا يقف فيه الطرفان فى المواجهة بل هو احتلال عنصرى بغيض مزود بأفتك الأسلحة وبدعم العالم المجرم ، وقد استولى بالفعل على ما لايملك من الأرض ، التى لم يُثبت حتى الآن أحقيته بها .

لايمكن أن نتقبل التوقف عن القتل لأكثر من سبب .. أولها أننا لا نَقتل بل نحن الذين قُتلنا منذ القدم وحتى الآن ، وليس آخرها أننا ندافع عن الحق الذى يظل حقا مهما كانت نتائج المعارك .. إنها حرب لايمكن أن تتوقف حتى يعود الحق إلى أصحابه .. وتعود الأرض إلى أهلها .

لكن ربما نقدر أن تنطلق وجهة النظر هذه من مخرج يهودى .. أما عن قبولنا بها فهذا هو المحال .


5/4/2006

لحظات .. ولحظة "تواصلا مع غادة "

أشعل عندى مقال غادة محمد محمود صاحبة مدونة ( مع نفسى )المنشور بجريدة الدستور 5/4/2006 بعضا من المشاعر التى جاهدت لأنساها ، لعل من طبيعة الإنسان أن يحاول الهرب من سياط المشاعر الحارقة إذا لم يكن يملك شيئا .. و الحمد لله الذى خلق النسيان الذى لولاه لصارت كل الحياة تلال أحزان تتراكم وتتراكم حتى اللانهاية .

لكن نسيان المشاعر ليس كأى نسيان .. إنه أشبه بالمسكن الذى إذا زال مفعوله شعرت بصواعقه الحارقة دفعة واحدة .. كأنها كانت فى فترة عمل المسكن تتجمع لتنزل سوطا واحدا بتأثير ألف سوط .

منذ أسبوعين تحديدا جمعتنى الأقدار بخمس بنات صغيرات أكبرهن فى العاشرة من عمرها ، تعرفت عليهن قضيت معهن ساعات من نوعية الساعات الصافية التى تخلو منها الحياة إلا نادرا .
قمن بدورهن بإشعال تلك المشاعر الهادرة التى أحملها تجاه الأطفال بشكل عام .. وهو شعور بدأت أستغرب منه ، إذ أنى أتعلق بالأطفال على نحو يتجاوز الحد الطبيعى المعروف .. حتى الطفل الذى ألعب معه دقائق لا تذهب صورته من ذهنى إلا بعد شهور .

كان شيئا جيدا من الناحية العملية أن تنسينى الدراسة فى الغربة أطفال العائلة والجيران .. فلقد كنت أتوقع لنفسى الفشل إن بقيت قريبا منهم ، لكن بزوغ هؤلاء الصغيرات فجأة فى حياتى كان هو السوط الذى أحرقنى بقوة ألف سوط .

ثلاث ساعات فقط كانت زمن معرفتى بهن تعلقى بهن تعلقهن بى .. ثم فرق بيننا قانون الأيام .. أوو كما قيل فى الحديث - والأصح أنه موقوف وليس مرفوعا - : " أحبب من شئت فإنك مفارقه " .. حينها ظلت الدنيا تصغر فى عينى .. حتى تقزمت بل وتلاشت .

كيف أن هذه الحياة تكتفى فقط بالتفريق بين الأحباب .. بل تعمل فى صمت دائب على أن تقتل تلك المشاعر التى توهجت حتى تظل تبرد تدريجيا نحو التلاشى التام .

هؤلاء الخمس اللاتى تعلقت بهن .. لن يلبث الأمر شهورا حتى أكون قد نسيتهن ونسونى .. منتهى الحقارة .. دنيا تعودت على قتل كل ما هو جميل حتى ولو كانت مشاعر فى أروع حالات الصدق والنبل .. ما أحقرها من حياة تستطيع انتزاع الحب فى هدوء و صمت .. بعد أن تكن انتزعت الأحباب من بعضهم فى مشهد ساخر يجمع بين البسمات والدموع .

كنت أودعهن مبتسما .. باكيا .. فى نفس اللحظة .

كان ما سبق هو اللحظات .. أما اللحظة فهى تلك اللحظة التى نوسع فيها عالم الرؤية لنبتعد عن أشخاصنا قليلا نحو المشهد العام .. كتبت غادة تعلقها الخاص بالطفل اليتيم عاصم الذى تشعر حين يضحك بأنه قد ملأ الكون كله .. شئ من هذا شعرته نحو ( سلسبيل و مروة ) .. لكننى يحن فارقتهما تذكرت كيف سيكون إذا عشقى لأبنائى فيما بعد إن شاء الله وقدر ..وإذا كنت بهذه الحرقة واللوعة تجاه من لا اعرف عنهم شيئا من الأطفال ، فكيف بمن هو جزء منى .. جزء حقيقى .. أتابع نموه منذ كان جنينا يتمدد فى بطن أمه حتى يخرج إلى الدنيا.. فيتطور من السكوت إلى البكاء ثم إلى الضحك ثم إلى التعتعة ثم إلى النطق والإشارة ثم إلى التقلب فى الفراش .. وحتى الحبو الضعيف ، والمشية المتهالكة المترددة ... إلخ هذا .

كيف يمكن أن تكون مشاعرى ولوعتى بل كيف سيكون مقدار جنونى لو أتت رصاصة أو قذيفة لتخطف منى هذا الحلم الذى تجسد عبر السنوات إلى كائن حى ؟؟

كيف يمكن أن تكون صرختى الهادرة المجلجلة المنطلقة من الحنجرة .. بل من كل خلية حية فى هذا الجسد ، بل وما هو أعلى وأعمق وأبعد من هذا الجسد .. كيف ستكون صرخة الروح الملتهبة المنسحقة .. كيف سأحيا بعد انتهاء الحلم ؟؟

لا أدرى .. حقا لا أدرى .. ولا أقولها مبالغة أو كنوع من الأدب .. بل هى حقيقة نابعة من كونى لم أذق بعد طعم هذا الحلم .. كل عباراتى عنه إنما هى مجرد إيحاءات وتوقعات واستشرافات .. فكيف سيكون حين أذق .

لعل القارئ يسأل مالذى أوصلنى إلى هذا الاحتمال ؟؟

أجيبه .. إنها المشاهد التى لا تمل من التكرار .. أطفالنا القتلى فى فلسطين والعراق والشيشان وكشمير وتركستان وبورما وتايلاند .. وغيرها من البلاد التى يرى فيها الأباء الأمهات الرصاصات والقذائف وهى تنسف الحلم الجميل ..

إن فى هذا العالم بشرا يذوقون فى كل لحظة طعم المرارة والحسرة .. لا نتخيل أننا بعيدا عن هذا ، ومن يدرى .. هل كان العراقيون يتوقعون فى عام 2000 أن مايحدث فى فلسطين إلى جوارهم سيحدث لهم بعد ثلاث سنوات 2003 ؟؟؟

كذلك .. من يدرى ماذا سيحدث لنا فى عام 2007 أو 2008 أو 2009 ؟؟

قد نكون فى نفس الموقف .. قد تحترق أحلامنا وهى فى أحضاننا .. مثل إيمان حجو وضياء التميزى ومحمد الدرة وغيرهم من طابور الشهداء الطويل .


5/4/2006

متى نرى هذا فى مصر ؟

حينما كان محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطينى يدعم العملية الاستشهادية التى قامت بها كتائب شهداء الأقصى فى اسرائيل يوم الجمعة الماضى ، ويرفض إدانتها باعتبارها مقاومة مشروعة لاحتلال قائم بالفعل .. كان مشهده يرسل رسالة أخرى لا تقل روعة عن الرسالة التى نطق بها .

كان يرتدى جلبابا أبيض ويجلس فى بسشاطة وتواضع ظاهرين ، ولايمكن لغير المتابع أن يتخيل أن هذا وزير خارجية فى دولة عربية .. فلأول مرة فى العالم العربى لايمكن تفريق الوزير من المواطن البسيط .

بدأ هذا فى العالم الإسلامى بظهور أحمدى نجاد الذى كتب البعض يهاجمه لأن " شكله ما ينفعش رئيس جمهورية وآخره عامل يصلح الميكروفونات " ( هذه عبارات عزت القمحاوى - القدس العربى ) .. ثم بعد أن فازت حماس فى الانتخابات رأيناه فى فلسطين والتى كانت منذ أيام فقط تنقسم إلى طبقتين فى غاية التمايز .. نخبة حاكمة ترتدى أفخر الثياب وأحدث موديلات السيارات وأفخر المكاتب المكيفة الوثيرة ، يمارسون النضال من خلف الشاشات .. وجمهور مقاوم يفتقد الماء الصالح للشرب والمسكن النظيف بل ويفتقد الحياة نفسها .

لقد كانوا كسائر إخوانهم فى سلطات الدول العربية بشرا من نوع آخر ومن عالم آخر .. وكان يفترسنا الذهول حين نعلم أن قادة الدول الديمقراطية يستعملون وسائل المواصلات العامة مثلا ، أو أن زوجاتهم تدفع الغرامة ( زوجة تونى بلير دفعت غرامة فى المترو ) حتى رأينا مثل هذه النماذج التى أخرجتها الشعوب من أرحامها ، فكانوا يعبرون عنهم فى كل شئ .

كان الزهار يعبر عن رأى الشعب الفسطينى فى المقاومة برفضه إدانة العملية الاستشهادية ، فى نفس اللحظة التى كان جلبابه يثبت فيها أنه يعبر عن رأى الشعب فعلا .

متى نرى هذا فى مصر التى خرج منذ أيام وزير استثمارها محمود محيى الدين فى برنامج البيت بيتك وهو يحمل قلما يقدر سعره بأربعة آلاف جنيه .. و 99 % من الشعب المصرى لا يعرف إلا الأقلام التى تباع بنصف جنيه .

متى يكون الوزير مصريا فعلا ؟؟


1/4/2006