الأحد، أبريل 16، 2006

ونعم الإخوان !!

منذ أسبوع نشرت صحيفة المصريون الإلكترونية أن المسؤولين المصريين اعتذروا لمحمود الزهار عن لقائه بسبب الانشغال ، حين أبدى رغبته فى زيارة مصر وتحديد موعد مع المسؤولين و منهم طبعا الوزير المصرى أبو الغيط .

ثم جاء الرجل بالأمس إلى القاهرة ليواجه بالاعتذار الثانى عن لقائه بسبب الانشغال ، وضيق الوقت .. وجرت المقابلة بينه وبين عمرو موسى أمين الجامعة العربية .

من الترف أو من الخبل أن أسرح بخيالى محاولا استكشاف رد السلطات المصرية فى حال كان الطالب للزيارة مسؤولا - مهما صغر - فى أمريكا أو اسرائيل .. لكن الوقت يمتلأ حين يكون فلسطينيا .. بل أعتذر واسحب اللفظ .. إذ الأوقات تمتلئ حين يكون الوزير من حماس .. فلا أعلم فى حدود معلوماتى أن طلبا قد رفض لعرفات أو أبو مازن أو دحلان أو غيرهم .

والاستمرار فى البكاء على حالنا وأحوال حكامنا لا يزيد عن كونه مضيعة للوقت .. ولم يكن هو الذى لفت نظرى رغم بشاعة المفارقة وسخريتها .. إنما الذى أبهرنى هو الرد الذى واجه به الزهار الأسئلة الصحفية التى حاولت أن تستشرف موقفه من هذا الرفض الوقح .

كان الرجل فى غاية الهدوء وهو يقول إننى قدمت طلبا للسيد معالى وزير الخارجية المصرى ، ولأنه مشغول فقد تم "تأجيل" الموعد .. ولا أريد أن يدخل هذا فى دائرة التشكيك فالعلاقات بيننا وبين مصر علاقات جذرية حقيقية .... إلخ .

لو كان الزهار قد انتقد واعترض - ولو بشكل هادئ بل ولو حتى بشكل عنيف - ما استطاع أحد أن يلومه أبدا وهو الذى يجتاحه الظلم من ذوى القربى وممن يفترض أنهم عمقه العربى والإسلامى .. ولما كان كلامه يتعدى أبدا الحقيقة الواقعة .

لكنه - كما تعودنا من حماس - لم تفلت منه كلمة مهما صغرت فى حق الشقيق المصرى الكبير .. وهو ذات النهج الذى كانت عليه حماس فى السابق قبل أن تصبح حكومة بما يعنى أن الرجل كان يعبر عن أخلاقه لا عن دبلوماسية زائفة كتلك التى يستعملها السياسيون الآن .. كانت حماس تعانى الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والعراقيل من السلطة الفلسطينية ذاتها ، وترفض بحسم -ر غم قدرتها - أن توجه سلاحها لغير العدو المحتل .

يمكننا أن نراجع سويا هذا الموضوع .. قطرة من خيانات السلطة الفلسطينية

وهذا إن دل .. فإنما يدل على أن شعوبنا العربية والإسلامية قادرة أن تخرج من أرحامها سياسيون من ذلك الطراز النادر الذى يتحرك بكفاءة واقتدار فى أحلك المواقف وأصعب الظروف .

تحية لك ياحماس .. ونعم الإخوان العرب يا سلطاتنا المصرية .


16/4/2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق