الثلاثاء، أبريل 15، 2008

المجرمون الجالسون على كراسي القضاة

قالت الأم لرضيعها تروي الحكاية :

أما حكايتنا فمن لون الحكايات القديمة

تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمة

الحاكم الجبار .. والبطش المسلح .. والجريمة

وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومة

***

الحر يعرف ما تريد المحكمة

وقضاته - سلفا - قد ارتشفوا دمه

لا يرتجي دفعا لبهتان رماه به الطغاة

المجرمون الجالسون على كراسي القضاة

***

حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلاله

قد كان يرجو رحمة للناس من جلاده

ما كان - يرحمه الإله - يخون حب بلاده

لكنه كيد المدل .. بجنده وعتاده

المشتهي سفك الدماء على ثرى رواده

***

هذا الذي كتبوه مسموم المذاق

لم يبق مسموعا سوى صوت النفاق

صوت الذين يقدسون الفرد من دون الإله

ويسبحون بحمده ويقدمون له الصلاة

***

لا ترحم الجاني إذا ظفرت به يوما يداك

فهو الذي جلب الشقاء لنا ولم يرحم أباك

كم كان يهوى أن يعيش لكي يظلل في حماك

فاطلب عدوك لا يفتك ترح فؤادا قد رعاك

هذي مناي وأمنيات أبيك فاجعلها مناك

***

فإذا بطشت به فذاك هو الثمن

ثمن الجراحات المشوبة باللبن

وهناك أدري - يا صغيري - ما وهبت له الحياة

وأقول هذا ابني ولم ير في طفولته أباه .

بعض مقاطع من قصيدة الشاعر الفذ هاشم الرفاعي .. طالع القصيدة كلها .

يجتاحنى يقين - لا أقول شعور - بأن خيرت الشاطر ورفاقه لن يكملوا مدة السجن فيه ، بل ربما في السبع سنين يتحقق قول الله تعالى ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) .