الاثنين، يوليو 30، 2012

ميلاد الدولة الحمدانية

قامت الدولة الحمدانية كأثر من سياسة الخلافة العباسية في ترك المجال لقيام حكم ذاتي على الأطراف، وهي السياسة التي بدأها الرشيد مع دولة الأغالبة في المغرب، ثم اضطردت فيما بعد في دول أخرى كالدولة الطاهرية في خراسان على عهد المأمون.

واستطاعت الخلافة عبر هذه السياسة أن تحول مشكلات الأطراف إلى مكاسب، فهي قد تخففت من عبء التعامل المباشر مع اضطرابات هذه المناطق، ثم استفادت بالأموال السنوية التي تأتي في كل عام، فتحول المغرم إلى مغنم!

وقامت كثير من تلك الدول بمواصلة الفتوحات بمعزل عن الخلافة، فالأغالبة فتحوا صقلية وتوغلوا في إيطاليا، والسامانيون فتحوا مناطق واسعة في وسط آسيا وأدخلوا أعدادا هائلة من قبائل الأتراك في الإسلام، والغزنويون فتحوا الهند وأدخلوا مساحات واسعة في أرض الإسلام وغيرهم. كما استطاعت تلك الدول في كثير من الأحيان أن تكون سلاحا قويا في يد الخلافة بعدما صارت إلى الضعف، فحملت عبء مواجهة التمردات المحلية والتمردات ذات المشاريع الكبرى سواء كانت فارسية شعوبية أو خارجية أو علوية أو غير ذلك.

وحديث السطور القادمة بإذن الله سيكون عن الدولة الحمدانية..

***

كانت بلاد الموصل وما يليها شمالا من بلاد الجزيرة الفراتية منطقة كثر استقرار القبائل العربية فيها، فهذه بلاد ديار بكر وديار مضر وديار ربيعة، ولهذا كانت السيادة في بلاد الجزيرة وما يليها غربا من شمال الشام وخاصة حلب لزعماء من العرب[1].

والحمدانيون ينتسبون إلى حمدان بن حمدون التغلبي الذي كان من مناوئي الخلافة في عهد وظهر متحالفا مع الخوارج أيام المعتضد.

لكن ابنه الحسين بن حمدان صار من قادة جيش الخلافة البواسل، وبذل مجهودا كبيرا في حرب الخوارج والقرامطة والروم، ووتولى إمارة ديار ربيعة في عهد المكتفي (292 هـ)، ثم كان أحد القادة الذين نفذوا الانقلاب على المقتدر أول خلافته لصالح ابن المعتز، وكان انسحابه من حصار القصر هو سبب فشل هذا الانقلاب، وقد طاردته الخلافة بعد هذا، وتولى المطاردة أخوه أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان وظفر به بعد عناء، ولولا أن المقتدر بطبعه كثير الصفح والعفو لكان في عداد المقتولين لكنه عفا عنه بل وولاه على قُمَّ في فارس، ثم استقر أمره في قم نحو أربع سنوات حتى تولى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية (298 هـ) وقاد من هناك عددا من الصوائف في جهاد الروم، ثم تمرد على الخلافة (303 هـ) فانهزم أمام جيش الخلافة الذي يقوده مؤنس الخادم فأُسِر ثم حُبِس في بغداد إلى أن قُتِل في محبسه (306 هـ) بعد التاريخ الطويل في جهاد أعداء الدولة من القرامطة والروم وغيرهم[2]، حتى لقد كان يقول حين أُسِر ما يشبه النبوءة: "والله لقد امتلأت صناديقى من الخلع والألوية وأفنيت أعداء الدولة وإنما أصار بى إلى ما ترى الخوف على نفسي وما الذي نزل بى إلا دون ما سينزل بالسلطان إذا فقد من أوليائه مثلي"[3].. فهذا هو الحسين بن حمدان بن حمدون الذي "كان من أجلّ الأمراء بأسا وشجاعة، وهو أوّل من ظهر أمره من ملوك بنى حمدان"[4].

أما الرجل الثاني الكبير من آل حمدان بعد الحسين فهو أخوه أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، وقد كان أيضا من الأمراء المقدمين في الدولة، وقد تولى الموصل وأعمالها (293 هـ) في عهد المكتفي، استطاع ضبط أمرها منذ تولاها (293 هـ) وأبدى من الصرامة والكفاءة والحزم ما استطاع به إنهاء التمردات الكردية التي شغلت هذه الناحية حتى أنهاها وطارد أصحابها حتى جبال أذربيجان فاستقرت أمور الموصل تحت ولايته، وقد ظل واليا عليها لثمان سنوات حتى جاء القرار بعزله (صفر 301 هـ) فقاوم هذا العزل وأعلن العصيان، فتحركت إليه فرقة بقيادة بني بن نفيس (15 صفر 301 هـ)، ثم تحرك جيش بقيادة مؤنس (ربيع الأول 301 هـ)، وعندئذ أيقن أبو الهيجاء ألا فائدة في الحرب فطلب الأمان وعاد مع مؤنس إلى بغداد، وكعادة المقتدر في العفو رضي عنه وخَلَع عليه. وفي خلال ولايته تمرد أخوه الحسين في الموصل وتولى هو أمر حربه ومطاردته بمعاونة جيش الخلافة حتى أَسَرَه، ثم إنه قُبِض عليه وحُبِس في أزمة أخيه الحسين (303 هـ) وظل في السجن حتى (305 هـ) ثم ولاه المقتدر طريق خراسان والدينور (308 هـ) والشؤون المالية للموصل ونواحيها (314 هـ)، فكان يشرف على ذلك وهو ببغداد، ثم إنه كان من رجال الانقلاب الثاني على المقتدر (317 هـ) وهو الانقلاب الذي كانت فيه نهايته[5] كما سيأتي معنا فيما بعد.

ويعتبر أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان المؤسس الحقيقي للدولة الحمدانية في الموصل، غير أن الدولة الحمدانية لم تقم فحسب على أكتاف عبد الله أو الحسين، ذلك أن باقي إخوتهم كانوا أيضا من الأمراء رجال الدولة؛ فكان إبراهيم بن حمدان واليا على ديار ربيعة (307 هـ) ولما مات (المحرم 308 هـ) خلفه أخوه داود حتى عام (309 هـ)، وكان أبو العلاء سعيد بن حمدان أمير الحرب في نهاوند (312 هـ)، وكان أبو السرايا نصر بن حمدان من رجال الدولة وأمرائها أيضا بل وكان من رجال الانقلاب الثاني على المقتدر (317 هـ) على أنه استطاع الهرب فأفلت من الجزاء وسيطر على الموصل حتى (319 هـ)، بينما كان أخوه داود من الموالين للخليفة وممن ظل على ولائه حتى قُتِل معه (320 هـ).. وكلهم أسهم وأسس في رسوخ نفوذ الحمدانيين في تلك المنطقة.

على أن الأهم من هؤلاء هو الأمير الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان الملقب بـ "ناصر الدولة"، فهذا الذي كان له النصيب الأوفر من استقرار الدولة الحمدانية منذ أن كان نائبا عن أبيه (308 هـ) فاحتفظ بالموصل لمدة نصف قرن حتى وفاته (358 هـ) فيما عدا فترات بسيطة أهمها ما كان بين عامي (317، 319 هـ) حين عزله الخليفة عن الموصل وولاها عميه أبو السرايا نصر وأبو العلاء سعيد.. وسيأتي تمام قصته وقصة الدولة الحمدانية في حديثنا القادم بإذن الله تعالى.

كان أهم ما استفادته الخلافة من الحمدانيين في تلك الفترة هو تصديهم للمتمردين الأكراد والأعراب المنتشرين في هذه المناطق، وإن كانت الخلافة قد ساعدتهم أحيانا على نحو ما جرى عام (309 هـ) إذ أرسل المقتدر بمحمد بن نصر الحاجب أميرا عسكريا على الموصل لمواجهة تمرد كردي واستطاع القضاء عليه[6].

ونستطيع أن نرصد ثلاث تمردات قوية واجهها الحمدانيون وحملوا عبئها عن الخلافة:

أولها: في عام (314 هـ) شب تمرد جديد من الأعراب في الموصل ومن الأكراد في شهرزور على طريق خراسان، فراسل ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء –نائب الموصل عن أبيه- أباه في الأمر، فجمعا القوات واجتمعا حتى أنزلا بالأعراب هزيمة قاسية وأجبروهما على إعادة المنهوبات والأموال، ثم سارا إلى الأكراد فألحقا بهم هزيمة أخرى أدت في النهاية إلى أن يستسلم الأكراد ويعودوا إلى الطاعة والخضوع للخلافة[7].

والثاني: تمرد الأغر بن مطر الخارجي (شعبان 318 هـ) في نصيبين والذي لم يلبث طويلا حتى تصدى له ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء –وكان في هذا الوقت أمير ديار ربيعة[8]- فقاتله فهزمه وأسره وأرسله إلى بغداد[9].

والثالث: تمرد صالح بن محمود البجلي الخارجي في منطقة البوازيج (جمادى الأولى 318 هـ)، الذي استعان بأعراب بني مالك فأخذ في اقتحام المدن وجمع الأموال منها بما يراه الحق الشرعي للخليفة كالزكاة والجزية والخراج والعشور، فتولى التصدي له أمير الموصل –في ذلك الوقت- أبو السرايا نصر بن حمدان الذي ظل في مطاردته حتى ظفر به وأسره (شعبان 318 هـ) وأرسله إلى بغداد.

لكن الأيام كانت تخبئ للدولة الحمدانية مستقبلا أرفع وأهم بكثير من مواجهة تمردات محلية.. وهذا بإذن الله حديث المقالات القادمة!

نشر في المركز العربي للدراسات والبحوث



[1] د. حسين مؤنس: أطلس تاريخ الإسلام، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة. ص233.

[2] ابن شداد: الأعلاق الخطيرة في أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبادة، وزارة الثقافة، دمشق، 1991م. والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الخامسة عشر، مايو 2002 م. 2/236.

[3] ابن العمراني: الإنباء في تاريخ الخلفاء، تحقيق: قاسم السامرائي، دار الآفاق العربية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1421 هـ = 2001 م. ص158.

[4] ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، مصر. 3/195.

[5] زمباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة، ترجمة وتحقيق: د. زكي محمد حسن وحسن أحمد محمود، دار الرائد العربي، بيروت، 1400 هـ = 1980 م. ص58، والزركلي: الأعلام 4/82، 83.

[6] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 ه = 1995م. 7/6.

[7] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 7/27.

[8] في عامة الأحوال كانت ديار ربيعة منطقة تابعة إداريا للموصل، وفي ذلك الوقت كان ناصر الدولة أميرا على ديار ربيعة، وكانت إمارة الموصل لعمه أبو السرايا نصر بموجب قرار الخليفة.

[9] هذا التمرد والذي يليه ذكرهما ابن الأثير مرتين، مرة مختصرين وأرخهما في عام (317 هـ) ومرة مفصلين وأرخهما عام (318 هـ)، انظر: ابن الأثير: الكامل في التاريخ 7/58، 61، 62.

السبت، يوليو 28، 2012

بعض الظن في الرئيس مرسي

ما زالت مشكلة المصريين - لا سيما الثوريين - مع الرئاسة تنحصر في "انعدام الشفاقية".. وحينها فلا بد من "التخمين" و"الظن".. وحقا "إن بعض الظن إثم".. ولكن بعضه الآخر ليس من الإثم..

الرئيس مرسي في الأيام السابقة لم يحقق الحد الأدنى من الاطمئنان إلى أنه سيكون الرئيس القوي الأمين.. ربما لا نشك في أنه "الأمين" ولكن الشك قائم وعميق في أنه "القوي"..

هذا الشك يستند إلى بعض الوقائع هذه أبرزها:

1. محمد مرسي هو من وقع اتفاقية العار المعروفة بوثيقة الأحزاب عنان والتي كانت طعنة هائلة في ظهر الثورة ولم نتخلص من بعض أثرها إلا بدماء الشباب في محمد محمود!

2. الرئيس محمد مرسي أصدر قرارا بعودة البرلمان فكشر المجلس العسكري عن أنيابه القضائية والإعلامية فإذا بالرئيس مرسي يتراجع في القرار ببساطة لم يتوقعها عدو أو حبيب!

3. الرئيس مرسي لم يستطع الإفراج عن المحاكمين عسكريا والمعتقلين سياسيا بالشكل المتوقع من رئيس قوي.. فدخلت المسألة في طور الدفعات والمسارات القانونية البغيضة!

4. الرئيس مرسي لم يتخذ حتى الآن أي قرارات جوهرية وفارقة تسقط الإعلان الدستوي المكمل (الذي يؤسس لاستقلال عسكري كامل بل ولسيطرة عسكرية دائمة) بل يبدو هذا الملف وكأنه ساقط من اهتمام الرئيس تماما

5. الرئيس مرسي لا يرد على وصلات السب والتحقير اليومية التي تقوم بها أحذية العسكر الإعلامية والتي تفيد أكثر من إفادة ذات دلالة مؤثرة:

أ. الرئيس ضعيف.. وهو بالتالي أمام العسكر وفي الغرف المغلقة أشد ضعفا.

ب. الرئيس قوي ولكنه لا يهتم بهذه السفاسف.. وعليه فلربما يحتاج إلى التذكير بأن "الهيبة" من دعائم الحكم، لا سما بعد ثورة شعبية وفي مواجهة شياطين الدولة العميقة ومنافقيها!

جـ. الرئيس لا يريد أن يتهم بمعاداة الحريات وممارسة الإقصاء.. ربما يصلح هذا في أوقات الاستقرار والقبض الحقيقي على أزمة الأمور، أما إذا كان هذا الانفلات يؤدي إلى الانهيار فإن الله أباح للمضطر شرب الخمر وأكل الميتة!

ثم إن الخوف من الاتهامات الجاهزة ممن لا تنضب عندهم الاتهامات ولا تنفد عندهم الأكاذيب يجعلنا نتوقع أن الرئيس لن يفعل شيئا أبدا، وأن الإعلام هو من يحكمه ويرسم له الطريق.

6. إذا كان الرئيس لا يصارح الشعب فبديهي أن نفهم أن المسارات في الغرف المغلقة واحدة من هذه:

أ. توافق بين الرئيس والعسكر.. وهذا مستبعد بدليل تأخر الحكومة والفريق الرئاسي.. لكنه نظريا يطرح ثلاث احتمالات [الرئيس والعسكر اتفقوا على خيانة الثورة مقابل المصالح - الرئيس مغفل ومخدوع - الرئيس يغافلهم ويخدعهم بطريقة لا ندريها وسنستيقظ يوما لنجده قد حررنا وخدعهم]

ب. توتر العلاقات بين الرئيس والعسكر ولكنها لم تصل إلى الاشتباك فأحد الفريقين أو كلاهما يقدم التنازلات حتى يتم التراضي.. وفي ظل الهجوم الإعلامي القضائي الفلولي على الرئيس فالمتوقع أنه هو من يقدم التنازلات! لأنه ما زال الأضعف في معادلة القوة.

جـ. الرئيس يستند على الدعم الأمريكي الذي يبدو أن تفكيره الاستراتيجي هداه إلى أن الحكم المدني الإسلامي "المعتدل" المقصوص الجناحين من أدوات القوة.. خير من اضطراب وارتباك مع حكم عسكري شائخ غبي يحمل بذور الانهيار!

7. إذا وضعنا أنفسنا مكان المجلس العسكري فسيكون تفكيره واحدا من هذه:

أ. إضاعة المستطاع من الوقت حتى يهدأ الشارع وتزول حالته الثورية وساعتها يزول الضغط الذي أجبرهم على إعلان مرسي رئيسا.. لتبدأ الإطاحة بمرسي والمذبحة العسكرية على غرار 1954.

ب. ضمان الاستقلال المالي والاقتصادي الكامل عن الدولة والسيطرة على القرارات الاستراتيجية والسيادية (عبر مجلس الدفاع الوطني) فيكون لهم مغانم الحكم، وعلى الرؤساء والحكومات مغارمها.. وهم الحكام الحقيقيون على النحو الجزائري والباكستاني والتركي فيما قبل أردوغان.

ربما كان الخيار الثاني هو الأقرب للعقل، وهو الأسهل أيضا في التعامل مع أطراف المشهد: الشعب - أمريكا - الرئيس الإخواني ذو الطابع الإصلاحي والذي لا يمانع أن تستمر رحلة الإصلاح مائة سنة أخرى.. لكن الأزمة في أن ثمة أطرافا أخرى تضغط باتجاه الخيار الأول وهي: شهوة السلطة - النفسية العسكرية المتعجرفة التي لم تكن تقبل بإسلامي في نواديها أو أقاربها فكيف تقبل به رئيسا منافسا وندا - ثم النخب المتغربة التي تفترق في الأشكال وتجتمع على كراهية الإسلاميين والخوف من حرية يمتلكها الشعب المصري فيخرجون من المشهد.. فهؤلاء جميعهم يحرضون وبوضوح على ألا يبقى مرسي رئيسا بعد كتابة الدستور، وجميعهم يرحبون بانقلاب عسكري، وقد كانوا من قبل يدعمون شفيق ويتوسلون للعسكري تعيين لجنة تأسيسية بدلا من لجنة منتخبة.

8. الخلاصة أمام الرئيس مرسي:

أ. الغطاء الأمريكي غير مضمون الصلاحية!

ب. لن ينفعك "احترام القانون" حين يفشل، وحينها سترسم السياط على أجسادنا جميعا "مجرى القانون" الذي سيحترمه كل الكلاب الناطقة به الآن.

جـ. الشعوب لا تثور دائما، ولا تثور بالطلب، ولا تثور كلها [أتمنى أن يصل للرئيس مقال أخي م. معتز عبد الرحمن: رئيس وثلاثة جنود]

د. التواضع لا يعني الضعف.

هـ. إن أعداءك على طبع اليهود "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" وهم لا يتناصرون.. عند الضربة الأولى ستجد من نجا بنفسه ومن انحاز إليك.. فإن "بأسهم بينهم شديد"

الأربعاء، يوليو 25، 2012

مسلسل "أوقفوا مسلسل عمر"

وهو من ست حلقات:

1. لم يعرف شيئا عن العمل وكاتبه ومن راجعوه ومن أجازوه وهاجمه بضراوة من فرط "الغيرة" على مقام الصحابة.

2. أحدهم من فرط "الغيرة" وقع في الكذب وادعى أن ممثل شخصية عمر مسيحي.. إنه من فرط "الغيرة" نسي أن "المؤمن لا يكذب"

3. آخرون من فرط "الغيرة" أذاعوا الخبر ونشروه.. فهم من فرط الغيرة نسوا "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"

4. ثم هم يعظون في الحل والحرمة ويبكون الغيرة على مقام الصحابة!!

5. أتفهم جدا رأي من يعارض ولا أنكر أن له اعتبار من بعض الوجوه، إنما الأسى أن يكون هجومهم على من أجاز المسلسل كأنه هجوم على قوم يفعلون هذا لأنهم يكرهون عمر أو لا يحفلون بمقام الصحابة أو يتآمرون على الإسلام ويجهزون للضربة القاضية العام القادم "تجسيد النبي" ثم بعد القاضية العام بعد القادم "تجسيد الله".. والعياذ بالله!

6. هو لا يمل من تكرار هجومه على المسلسل ومؤيديه، لكنه يرتاع ويغضب لأنك تكرر الثناء عليه دون مراعاة مشاعره.

يا إخواني وأحبابي وأسيادي وكرام قومي وسادتهم.. لئن كان الذين أجازوا العمل وشجعوه قد أخطأوا فإن تاريخهم وعملهم وجهادهم يشهد أنهم لو كانوا أخطأوا فإنه خطأ المجتهد المخلص! لا مؤامرة العدو الحقود ولا تخبيط الجاهل الأبله!

الاثنين، يوليو 23، 2012

المؤكد والواقع والاحتمالات في السياسة المصرية

المؤكد أن:

1. الرئيس مرسي يريد صلاحيات كاملة

2. العسكر يريدون مرسي رئيسا شكليا

3. أجهزة الأمن والمخابرات والإعلام مع العسكر وضد مرسي

4. مرسي ليست له قوة حقيقية إلا الشعب.. لولا ذلك لأعلن فوز شفيق

الواقع أن:

1. الرئيس لم يعلن فريقه الرئاسي ولا الحكومة

2. أجهزة الدولة على ما هي عليه

3. الناس تتذمر والصبر عند بعضهم نفد أو يكاد

الاحتمالات:

1. الرئيس فشل في مفاوضات ترضي جميع الأطراف.. وما زال يحاول

2. الرئيس ما زال محتارا مترددا في الاختيار.. وعاجز عن اتخاذ قرار

3. الرئيس ما زال لم يستكمل الاختيار الذي يحقق الوفاء بوعده لصعوبات يضعها العسكر أو يشترطها المرشحون للمناصب

الحل:

1. مصارحة الشعب وإعلان المسار والتفاوضات على الرأي العام ليستعيد الثقة قبل أن يفقدها

2. الحسم في ضرب رأس الأفعي.. قبل أن ينفض الجمهور من حوله فيُضرب هو إما لأنه لا شعب خلفه أو حتى "استجابة لرغبة الشعب"!

ذكرى نكبة يوليو

في ذكرى نكبة يوليو التي أسست لنوعية متوحشة من الحكم والحكام نتذكر باللعنة:

1. عبد الناصر.. نموذج الاستبداد مع الهزيمة مع التأسيس لحكم متوحش

2. عبد الحكيم عامر.. قصة المحسوبية التي جعلت الحشاش قائد جيش!

3. صلاح نصر.. نموذج رجل المخابرات العربي الفاشل والفاجر

4. حمزة البسيوني.. نموذج السادية الدموية وحب التعذيب

5. هيكل.. كاهن معبد الاستبداد وفيلسوف الجبابرة

كما نتذكر بالفضل والرحمة:

1. سيد قطب.. نموذج العلماء في مقاومة الطغيان

2. محمد جلال كشك.. أقوى وأبرع من فهم الناصريين وسحقهم فكريا

3. زينب الغزالي.. نموذج المرأة الصامدة أمام الجبارين

4. عبد الرحمن السندي.. نموذج البصير الذي أضاعته قيادة قاصرة

5. جمال فوزي*.. نموذج المعذبين في السجون

* جمال فوزي: شاعر إخواني تفنن الذين يعذبونه في السجن الحربي في تعذيبه، فاقترحوا إتلاف نصف جسده فقط، وفعلوا: فأفسدوا عينه وأذنه وذراعه وخصيته ورجله ليكون نصف إنسان فقط!

الأربعاء، يوليو 18، 2012

الزمن ليس في صالحك يا سيادة الرئيس

في أي محاولة للتحليل يجب أن تكون الركائز على "الحقائق" أكثر منها على "التخمينات".. والمشهد بين يدينا كالآتي:

1. الإعلان الدستوري المكمل ساري المفعول!

2. الرئيس يبدو غير مكترث.. وإن كنا لا نشك في أنه مهتم جدا.. لكن الناس ترى ما "يبدو" أكثر مما "لا يبدو"

3. بطء واضح في تشكيل الحكومة والفريق الرئاسي، يتفرع عنه ظنان:

أ. الرئيس ما زال محتارا أو ما زال عاجزا

ب. الرئيس يحضر لضربة قوية أو حتى قاضية

4. تأخر واضح في الإفراج عن المعتقلين

5. بدء ظهور المشكلات: انقطاع الكهرباء لنقص الوقود، انهيار عمارات، تصادم قطارات، حرائق

6. إعلام ضد الرئيس

نواتج ما سبق بالترتيب:

1. العسكر يزدادون رسوخا بطول أمد الإعلان الدستوري المكمل وضعف المقاومة الشعبية له.

2. ضعف المقاومة الشعبية ناتج بالأساس لأن الرئيس يبدو غير مكترث، فإما أنه يحضر لحل جذري (يقول الفاهمون) وإما أن الأمر لا يستحق (يقول البسطاء غير المتابعين)

3. ضعف مقاومة الفصائل الثورية -وبالذات غير الإسلامية- والحزبية والمستقلة لأنهم:

أ. لم يروا بعد مواقعهم من الحكومة والتشكيل الرئاسي.. (القيادات)

ب. لا يشعرون أن الرئيس يحتاج زخما شعبيا بدليل أنه لم يطلبه ولم يلمح له (الشباب)

4. ويزيد من ضعف موقفهم هذا بطء الإفراج عن المعتقلين.. وهذا خط أحمر لدى الثوريين تماما كدماء الشهداء.. وجود رفاقهم في السجون يعني أن النظام لم يتغير، وبالتالي فلا حاجة لدعمه بل لمقاومته! والثوري عادة لا يفهم حسابات المناورات والمفاوضات الملتوية فهو يضع نفسه في موضع الأقوى لأنه مستعد للتضيحة دائما!

5. الشعب ينصرف تدريجيا من وراء مرسي ويعود إلى مشكلاته.. وبعد قليل سيكون مرسي مطالبا بحل مشكلاتهم قبل أن يطالبهم هو بدعمه للحصول على صلاحيات.. الوقت هنا يحسب بالعقود، والتحرك أسرع يعني تحولات مصيرية

6. ضعف هيبة الرئيس، وبالتالي ضعف نفوذه وتأثيره في القيادات التنفيذية، مما سيترتب عليه بعد هذا ضعف قراراته، وهذا يسهل الإطاحة به في ظل كل العوامل السابقة..

إلى سيدي الرئيس الدكتور محمد مرسي:

أدرك نفسك!! فالشعب إذا انفض لا يجتمع مرة أخرى إلا بعد سنين.. والشعوب تحب أن ترى رئيسا قويا أكثر مما تحب أن تتعاطف مع الرئيس الضعيف!

الأحد، يوليو 15، 2012

عن قائد الثورة.. وحشيش بلدنا!

1. عاد بعد المعاش فجأة

2. جمع بالكاد مائة ألف توقيع ثم لم يجد إلا الاستعانة بالإخوان فارتفع العدد في أسبوع إلى مليون تقريبا

3. لم يصمد له تجمع.. كلها تتفكك وتنهار

4. في بداية الثورة كان في واحدة من أسفاره وقرر أنه لن يستطيع المشاركة.

5. نزل إلى الشارع ساعة، أصابته بعض المياه، فعاد إلى بيته ولم يكررها.

6. يشارك فقط بتغريدات تقترح دائما العودة إلى النقطة صفر

7. لم يقف مرة وراء إرادة الشعب بل ضدها على طول الخط، فالاستفتاء لا يمثل الشعب والبرلمان لا يمثل الشعب، والتأسيسية لا تمثل الشعب، والرئيس أيضا نتاج مسرحية سخيفة ولا يمثل الشعب

8. الطريف أن حياته مع هذا الشعب ربما لا تكمل العام الواحد من ثلاثة أرباع القرن التي يبلغها عمره.

9. طالب بإطالة الفترة الانتقالية ولو تحت حكم العسكر، العسكر يشكلون لجنة تأسيسية "متوازنة"، واقترح أن يحتفظ العسكر بحق حماية مدنية الدولة.

10. اقتراحاته كلها تفتت الميدان وتنقذ العسكر في لحظات الحسم، من أول المجلس الرئاسي المدني وحتى الرئيس المنتخب المؤقت!

إنه حقا.. "قائد الثورة"..

وكما يقول المصري الظريف "آساحبي": قطع لسان اللي يتكلم وحش عن حشيش بلدنا!

الأربعاء، يوليو 11، 2012

الحقائق العارية أمام الرئيس مرسي

الحقائق العارية:

1. الأقوى هو من يحكم.. والضعيف هو من يُقهر.. بغض النظر عن كون الحق في جانب الضعيف!

2. المستبدون يصنعون قوانين ودساتير لترسيخ ملكهم.

3. الثورات تفتك بالطغاة ولا تترك لهم منفذا لأن المعركة صفرية.. بقاء أحدهما يعني نعاية الآخر.

4. الثورات تسقط الدساتير لأنها صممت أصلا لحماية الطغاة.

5. الثورة عمل لا يتكرر في الجيل الواحد.. فهي لحظة إجماع شعبي نادرة.

6. الثورات الفاشلة هي التي لا تقضي على مراكز نفوذ النظام القديم والتي يجدد نفسه مرة أخرى منها!

7. الرئيس مرسي أمامه طريقان في ملاعبة النظام القديم:

أ. سيعتمد على المناورات والمفاوضات والأساليب القانونية، وحينئذ ينبغي عليه أن يدرك أنه لن يجد شعبا خلفه إلا الإخوان ومن هم القمة في الإخلاص للوطن والتجرد له والفهم لطبيعة المعارك (وهم قليلون جدا طبيعة الحال)

ب. يخوض معركة واضحة وصريحة قوامها الشعب والأجنحة المتصارعة داخل النظام القديم ويبدي قوة وزعامة وبطولة شعبية تجعل الأعداد الواقفة خلفه أكثر بكثير: من أول الإنسان البسيط الذي يحب أن يكون رئيسه قويا، وحتى المنافق الذي سيرى أن الرياح قد أخذت اتجاها آخر.

8. تكتل الرئيس مع الزعامات القوية مثل حازم أبو إسماعيل خير من آلاف التكتلات مع الزعامات التلفزيونية أو التويترية والتي ليس لها أي تأثير حقيقي في الشارع.

9. استعانته بالعلماء والمشايخ ذوي الشعبيات الهادرة -ولو من التيار السلفي- خير وأجدى من استعانته ببقايا علماء السلاطين في الأزهر وتأكيده على احترامهم، وهم بلا أي احترام لا في الشارع ولا في الأزهر.

10. قال الحكيم زهير بن أبي سلمى:

ومن يجعل المعروف في غير أهله .. يعُدْ حمده ذمًّا عليه ويندم

ومن يجعل المعروف من دون عرضه .. يَقِرْه، ومن لا يتَّقِ الشتم يُشتم